![]() |
|
غوايات الشيطان – الحياء
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد أخي المسلم : الحيـاء الحقيقي هو الحيـاء من الله عزوجل و من ذنوبنا تجاهه و هو حياء مطلوب و أما الأنواع الأخرى من الحيـاء فالحذر الحذر فقد يكون فخاً شيطانياً . لقد استطاع الشـيطان خلال عقود بل منذ قرون طويلة أن يجعل الإنسان يخجل من استقامته و من صواب عمله و زاد على ذلك أن جعله يفخر بسيئاته و سقطاته . - هذا إنسان يستحي أن يقول عن نفسه أنه مسلم و هذه تزدري نفسها لأن عليها أن تضع الحجاب في بلاد الفسق و الفجور . - الفخر لمن له سوابق مع النساء و لمن استطاع أن يغوي أكبر عدد منهن و العيب على ذلك الشاب الذي لم يستطع تلويث نفسه بجريمة الزنا . - هذا أصبح غنياً خلال مدة وجيزة , بطرق شرعية و غير شرعية , ليس مهماً , المهم أنه استطاع تأمين المال , الترحيب و التعظيم له . - و ذاك رجل مستقيم أمين صابر عفيف قليل المال يعاني شظف العيش فبعداً له . يعمل الشـيطان في تزكية قضيته على عدة محاور , المحور الأول : - تعظيم كلام الناس في نفسك حتى يصبح له سلطان عظيم عليك و ذلك بتكرار عبارة ماذا سيقول الناس و ذلك كلما أردت عمل شيء ما , و في نفس الوقت يهون عليك أمر الإله و غضبه بعبارات , مثل : لا يوجد إله , إن الله غفور رحيم , التوبة تجب ما قبلها , هذا فلان يعمل كذا و كذا و في نفس الوقت فإن أموره في تحسن . المحور الثاني : - محور تجميل الرذيلة و السوء في عينك و قلبك حتى تأتيها و لا تستحي منها بل تجاهر بها و تتفاخر . - لا يزال الشـيطان يدفع الإنسان للعمل من دون تفكير كاف حتى يقع في الخطأ , أو يذكره بالشهوات و لذائذها و صفاتها و جمالها مما تتوق له النفس حتى يتعلق بها و يصبح عبداً لها , فإذا وقع تحت تأثيرها نصب له في الطريق إليها فخاخاً ليوقعه في الخطأ قبل الوصول إليها و ليدفعه نحو الحرام منها إذا ما وصل إليها , فإذا وقع الإنسان في الخطأ حاول الشـيطان أن يفضحه بين الناس إن استطاع لذلك سبيلاً كي لا يجرؤ أن يعمل عملاً صالحاً بشكل علني بعد ذلك و كي يستحي من الناس أو من أهل الصلاح , فيبتعد عنهم , فإذا انطوى الإنسان على نفسه أثناء عمل الخير استفرد به الشـيطان حتى يضجره منه و يتركه و لا يعود له أبداً . - يجد الإنسان الخاطىء الملطخ بالفضيحة عزاء من الشـيطان , مهوناً عليه تلك المعصية و ذلك القبيح من الفعل و مذكراً له بالآخرين الذين قد تلبسوا بمثل عمله حتى يهدأ و يقبل بما فعل . - و كلما تكررت الفضائح كلما وسوس له الشـيطان لقبول جميع أنواع الخطأ المتداول في المجتمع دفعة واحدة كي يريح ضميره و تهدأ أعصابه . - يستمر الشـيطان في تنشيط الشهوة الحرام حتى يبدأ الإنسان الذي تقبل كل ما في المجتمع من أخطاء متداولة في سَنّ سُنن جديدة من الخطأ . المحور الثالث : - محور تقبيح الطاعات و العمل الصالح في عينك حتى تستحي منها . - يقبح لك الشـيطان الخير و الفضيلة و ما لف لفها و يذكر لك منها ما تعافه النفس حتى تهجرها . أمثلة : يذكر الشـيطان للإنسان جمال المال و المنصب و النصف الآخر و اللباس و السفر و الأثاث و الشهرة و السيارة .....حتى يطلبه و يشتهيه شهوة عظيمة فإذا ما اشتهاه بدأ بنصب الفخاخ له قائلاً : - خذ و لا تستح , هذه ليست رشوة بل هي هدية و النبي قبل الهدية . - إن لم تظهري زينتك و جمالك فكيف سيراك فارس أحلامك . - هذا السحب التلفزيوني ليس قماراً بل هو جائزة . - الرقص أمام الجمهور فن و ليس تحللاً من الأخلاق . - الإستسلام من الموظفة لرب العمل ضرورة و ليس زنا أو فاحشة . - اخف عيب بضاعتك فهذا ليس غشاً بل شطارة . - خذ ما تستطيع أخذه من الدولة فهي لا تعطيك حقك . - وظف قريبك فهذه صلة رحم و ليس هضماً لحق أحد على الرغم من عدم أحقيته في ذلك . أما تقبيح الصالح فلا يزال يوسوس لك الشـيطان و يذكرك ب : - فلان لا يجد ثمناً للدواء لتمسكه بِقِيَم ٍبالية . - فلانة منذ سنوات لم تجد وظيفة بسبب عدم ليونتها مع أرباب العمل . - فلان في السجن بسبب استقامته . - القاضي الفلاني , ماذا استفاد من مبادئه , ها هو يعيش في الآجار و هو في هذه السن المتقدمة . - ذلك الضابط , يبدو عليه ملامح البؤس و الفاقة , لا يفيد و لا يستفيد . - وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (53) الأحزاب - إِنَّ الشـيطان لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر - مراجع : الدرر السنية , الموسوعة الحديثة و موسوعة الأخلاق الإسلامية ملاحظة : بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآية القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل . الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 18 آب 2014 |
- استحيوا من الله حق الحيـاء , قلنا : يا رسول الله إنا لنستحي و الحمد لله , قال : ليس ذلك و لكن الاستحياء من الله حق الحيـاء أن تحفظ الرأس و ما وعى و تحفظ البطن و ما حوى و لتذكر الموت و البلى و من أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا . يعني من الله حق الحيـاء . الراوي : عبد الله بن مسعود - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي , الصفحة أو الرقم 2458 - خلاصة حكم المحدث : حسن. |
- استحيوا مِنَ اللَّهِ تعالى حقَّ الحياءِ فإنَّ اللَّه قسمَ بينَكُم أخلاقَكُم كما قسمَ بينَكم أرزاقَكم . الراوي: عبدالله بن مسعود - المحدث: السيوطي في الجامع الصغير و قال حسن - الصفحة أو الرقم: 972 - المرجع : الدرر السنية . |
- كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشدَّ حَياءً منَ العَذراءِ في خِدرِها ، فإذا رأى شيئًا يَكرَهُه عرَفناه في وجهِه . الراوي: أبو سعيد الخدري - المحدث: البخاري في صحيحه و قال صحيح - الصفحة أو الرقم: 6102 - المرجع : الدرر السنية . |
- لكلِّ دينٍ خُلقٌ وخلقُ الإسلامِ الحياءُ ، من لا حياءَ له لا دينَ له. الراوي: معاذ بن جبل - المحدث: ابن عبد البر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 21/142 - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن - المرجع : الدرر السنية . |
- الحياءُ لا يأتي إلَّا بخيرٍ . فقالَ بَشيرُ بنُ كَعبٍ : مَكتوبٌ في الحِكمةِ : إنَّ مِنَ الحياءِ وقارًا ، وإنَّ منَ الحياءِ سَكينةً . فقالَ لَه عِمرانُ : أحدِّثُكَ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وتحدِّثُني عن صحيفتِكَ . الراوي: عمران بن الحصين - المحدث: البخاري في صحيحه و قال صحيح - الصفحة أو الرقم: 6117 - المرجع : الدرر السنية . |
- مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على رجلٍ ، وهو يُعاتِبُ أخاه في الحَياءِ ، يقولُ : إنك لتَستَحيِي ، حتى كأنه يقولُ : قد أضَرَّ بك ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( دَعْه ، فإنَّ الحَياءَ منَ الإيمانِ ) . الراوي: عبدالله بن عمر - المحدث: البخاري في صحيحه و قال صحيح - الصفحة أو الرقم: 6118 - المرجع : الدرر السنية. |
- أن امرأة عرضت نفسها على النبي ، فضحكت ابنة أنس فقالت : ما كان أقل حياءها ! فقال أنس : هي خير منك ، عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم. الراوي: أنس بن مالك - المحدث: الألباني في صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3250 - خلاصة حكم المحدث: صحيح - المرجع : الدرر السنية. |
- الإيمانُ بِضعٌ وستونَ شُعبةً ، والحَياءُ شُعبةٌ منَ الإيمانِ . الراوي: أبو هريرة - المحدث: البخاري في صحيحه و قال صحيح - الصفحة أو الرقم: 9 - المرجع : الدرر السنية. |
- الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الجنةِ، والبَذاءُ من الجفاءِ، والجفاءُ في النارِ. الراوي: أبو هريرة - المحدث: الترمذي في سننه - الصفحة أو الرقم: 2009 - خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح - المرجع : الدرر السنية. |
الساعة الآن 01:25 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.