![]() |
غوايات الشيطان – الغيبة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد أخي المسلم : أحدثكم اليوم عن الغيبـة و كيف ينشطها الشـيطان لما لها من ضرر كبير على المجتمع و على الفرد . اعلم أخي المسلم أن القليل هم الذين ينجون من الغيبـة فكن منهم و لن تكون منهم إلا إذا علمت أبواب الشـيطان في ذلك . الغيبـة مضرة على الفرد و المجتمع , تضر بالفرد و تنزله منازل لا تليق به , فالكلام على الإنسان في ظهره لا يكون إلا من الجبناء أو الحاقدين أو المستهترين , و هذه الصفات لا تزيد الإنسان إلا ظلاماً و سواداً , و المجتمع يتأذى من الغيبـة فتتفكك عراه و تضيع المحبة بين أفراده . و إليك بعض حيل الشـيطان في جعلك تغتاب الناس : - يحاول الشـيطان جاهداً أن يعزف على وتر الشيء الغالي عندك , فالكرامة و المال و الأهل ... هي من الأشياء العزيزة الغالية على الإنسان و كم يتسرع الإنسان عند دفاعه عن تلك الأشياء الغالية فيقع في الغيبـة . - يذكرك بتقصير فلان معك و بهفواته و يحاول تأجيج نار الكراهية و الحقد في قلبك عليه لأتفه الأسباب لعلمه أن قرارات الغاضب أو الحاقد لا تكون دقيقة في كثير من الأحيان و بالتالي يسهل خداعه و إيهامه بظلم الناس له و من ثم غيبتهم . إن الحاقد أو المبغض يكاد لا يرى أمامه و لا يسمع إلا كلام الشـيطان و هكذا يبدأ لسانه بكلام الغيبـة فعليك أخي المسلم أن تتجنب الوقوع في مصيدة الشـيطان الخبيث و ما يبثه في نفسك من الحقد و البغض على فلان و فلان و تذكر أجر الله العظيم لمن يعفو عن الناس . أخي المسلم : تذكر أن كظم الغيظ مطلوب لفوائده العظيمة على الفرد و المجتمع و أن اكتساب هذه الخلة واجب شرعي و أن السيطرة على ردود أفعالك يحتاج منك لتدريب و رياضة نفسية و عقلية و ذهنية . و الشـيطان أعاذنا الله منه يحب أن يؤجج نار الغضب في نفسك بحجة أنك قد أُهِنت و من ثم يدفعك للتكلم بكلام خاطىء و من هذا الكلام الخاطىء , الغيبـة , لذلك كما ذكرنا عليك أن تكظم غيظك و أن تتذكر أن كظم الغيظ هو من أشق الأمور على النفس و من أعظم الجهاد و بالتالي فالأجر عليه كبير . و لا تنس أخي المسلم أن الغيبـة هي سلاح الإنسان الضعيف أو الجبان , يتكلم خلف الآخرين و لا يواجههم بنقيصتهم و هي سلاح الإنسان الضعيف الذي لا يستطيع أن يكظم غيظه و حقده و بغضه فكن يا أخي مسلماً قوياً مع العلم أن مواجهة الآخرين بنقائصهم يجب أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية. - يُحبب إليك الشـيطان تصغير الآخرين و ذلك بذكر نقائصهم و عيوبهم خلف ظهورهم كي لا ترى نفسك أدنى منهم و كي لا يراك الآخرين أدنى منهم و كي تبقى كرامتك محفوظة . يوسوس إليك الشـيطان : أن كرامتك قد أهينت نتيجة مشكلة وقعت بينك و بين شخص آخر و يبدأ بِحَثِّك بالتحدث عنه بما يكره و خلف ظهره أي تغتابه , و يستمر بتذكيرك بذلك ليغيظك أكثر فأكثر و لتزداد في غيبته , و الحل لتجنب الغيبـة أن تتذكر أن سوء التفاهم بين الناس أمر كثير الوقوع مما يسبب شعور أحد الفريقين بالغبن و الإهانة , فإن كنت أنت المغبون فعليك تذكر ما يأمرك به الشرع في تلك اللحظة من صبر و استرجاع و استفتاء و عرض قضيتك على من يستطيع حل مشكلتك . - أنك أُُصِبت بالغبن من جراء معاملة في دائرة ما و أن علاج هذا الغبن هو الانتقام بكل ما أوتيت من قوة , فيحثك على الغضب و الحقد و البغض بحجة أنك بذلك تستطيع الحصول على حقوقك و هدفه في ذلك هو ايقاعك في الغيبـة و غيرها من الموبقات , و الحل أن تستفتي و تسأل من بالأمر عليماً و صادقاً و أميناً فإن أفتوك بأنك غُبنت فعليك بمواجهة الشخص الذي غبنك حسب الأصول الشرعية أو أن تعفو عنه و أجر العافين عن الناس عظيم . - يحبب إليك الضحك و يذكرك بفوائده و كيف أن عليك تحصيله باستمرار و أن تتجنب شبح الكآبة , و معلوم أن المحاولات المتكررة و المستمرة للضحك توقع الإنسان في الغيبـة و السخرية من الناس . - يوسوس لك الشـيطان بالفوائد التي تعود على الإنسان ذي الروح المرحة من مكانة اجتماعية و كيف عليه الحفاظ عليها بشتى الطرق و منها ذكر عيوب الناس . - ينشط لديك شهوة الكلام حتى تدمن عليها و تكثر منها من دون أن يكون للكلام أي حاجة أو ضرورة و من ثم تقع في الأخطاء الواحد تلو الآخر و من ذلك الغيبـة . - يمنعك من تعلم ما يحل لك و ما يحرم عليك في مسألة ذكر الآخرين خلف ظهورهم و ذلك بحجج واهية , منها أن ليس لديك وقت لذلك و أن عليك تحصيل المال لبيتك و عائلتك . - يحبب إليك مجالس غير الصالحين و يبغض إليك مجالس الصالحين . أمثلة على الغيبـة : فلان أنفه طويل أو ذقنه قبيحة أو أنه قصير القامة.... - لباس فلان ليس على الموضة . - انظر إلى فلان إنه لا يعرف شيئاً عن الموضوع الفلاني . - أرأيت كم هو بخيل ذلك الشخص . - إن ضحكة فلان مضحكة . - ذلك الشخص سمين مثل كذا . - كم هو غليظ صديقك . - لِمَ لم يزرك فلان في مرضك , من يظن نفسه , لابد من أن يدفع ثمن تجاهلك , لابد من الإنتقام منه , اذكر عيوبه أمام فلان حتى تنال منه كما تناساك . - سارع بذكر عيوب هذا المتسول حتى لا يقولوا عنك أنك بخيل و أنك لا تتصدق . - اعلم أن الغيبـة هي سلاح قوي في يد الشـيطان يلجأ إليه ليوحي لك بأنك تستطيع الإنتقام به ممن لا تحب و لكن عليك أن تدرك أن الغيبـة سلاح الضعفاء , ضعفاء النفوس , أي أن الإنسان القوي لا يلجأ إليه و يستحيي من فعله و بما أن الإنسان مُعَرَّض أن يمر بظرف ضعف و قهر فمن هنا كان لابد لك من الإنتباه من الغيبـة في ظروف كهذه . - إِنَّ الشَّـيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر - وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات ملاحظة : بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآية القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل . الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 18 آب 2014 |
- أتدرون ما الغيبةُ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ ، قيل أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : إن كان فيه ما تقولُ ، فقد اغتبتَه وإن لم يكنْ فيه ، فقد بهتَّه. الراوي : أبو هريرة – المحدث : مسلم في صحيحه – الصفحة أو الرقم : 2589 – المرجع : الدرر السنية . |
- مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بقبرينِ فقالَ إنَّهما ليعذَّبانِ وما يعذَّبانِ في كبيرٍ أمَّا أحدُهما فيعذَّبُ في البولِ وأمَّا الآخرُ فيعذَّبُ في الغيبةِ. الراوي: نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة – المحدث : الألباني في صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم : 284 – خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح - المرجع : الدرر السنية . |
أنَّهم ذكروا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا فقالوا : لا يأكلُ حتَّى يطعمَ ، ولا يرحلُ حتَّى يرحلَ له ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : اغتبتموه . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! إنَّما حدَّثنا بما فيه . قال : حسبُك إذا ذكرتَ أخاك بما فيه. الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/9 - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن - المرجع : الدرر السنية . |
الساعة الآن 01:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.