![]() |
منذُ مئة عام
منذُ مئة عام .. * كان طلب ولي العهد النمساوي فرانس فرديناند بسيط للغاية ، فَهُوَ و قبل مقتله قال لزوجته : تشبّثِ بالحياة من أجل تربية أطفالنا ، و لكن الدوقة صوفيا لم تستطع أن تُلبّيَ نداءه ، و خرّت صريعةً إثر قيام أحد دُعاة الإستقلال بإطلاق النار على موكبهما ، و كانت النتيجة أن قامت الحرب العالمية الأولى .. و التي راح ضحيتها قُرابة ال 8 ملايين ضحية . و اليوم هو يومُ الذكرى المئوية لهذه الحادثة .. و التي وقعت قبل مئة عام بالتمام و الكمال ، و مهما كثُرت التأويلات فإن العقل سيبقى غارقاً بين الدوافع الخفية و الظاهرة للحروب وبين الحقائق التي تقول في بندٍ لها أن الحرب لا تُعطي في أحيانٍ كثيرةٍ من يُعطيها ، فنابليون .. الذي صال وجال في ميادين الحروب إلى أن عَلَقت جيوشه وسَط الثلوج في روسيا ، انتهى مآله إلى النفي في جزيرة ألبا ومن ثم جزيرة هيلانة بعد أن سعى للتمرّد ، و هتلر كانت نهايته بيده و انتحر هو وعشيقته بعد حصار برلين ، و مات و هُوَ يشكو تكاثر الأعداء عليه.. و فرار الخونة من حواليه ، والكثير من جنرالات الحروب و القادة كانت نهاياتهم بائسة .. طبقاً لما قاله أحد أبرز أُمراء الحروب في الجاهلية .. عنترة بن شداد و الذي قال : إن الحرب أوّلها شكوى .. و أوسطها نجوى .. و آخرها بلوى .. و للروائي الروسي الكبير تولستوي اثنان من أعظم الروايات الخالدة ، الأولى رواية آنا كارانينا .. و التي تأخذ القارئ إلى جانبٍ مأساوي بعد أن تُلقي نجمة الرواية بنفسها تحت عجلات القطار ، و الثانية رواية الحرب و السلام .. وفيها جانبٌ يُركّز على الثأر بجانب الطمع ، و اللذان يقوادن الإنسان إلى الحروب التي تصمت القوانين في وَسَطِها ، و يضيف تولستوي أن الموت هو أداة الكشف الوحيدة لأحجبة الثأر و الطمع و التي تنقلب على من يستسلم لَهُما.. و عندما رأى وليّ العهد النمساوي الموت ، كشفت الأحجبة له عن أكبر همومه ، ألا و هي تربية أطفاله .. و ليس الثأر و الطمع و بسط النفوذ ، و لم يَدُر في خُلده أنه و زوجته سيكونان في الظاهر سبباً في حربٍ يروح ضحيتها الملايين من الناس ، في الميادين الوحيدة التي يَسمحُ الزعماء لأفراد الشعب .. أن يُشارِكوهم فيها .. |
الساعة الآن 06:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.