![]() |
|
رثـــاء
رثاء قطَّعَ القلقُ أوصالَ ساعتينِ من نومي أفقتُ متعباً كالعادة أدَّيتُ صلاتي وشيطانُ الشعرِ يشاركني أعراضُ قصيدةٍ تراودني عن نفسي منذ أكثرَ من عام قميصي صارَ مِزقاً من جميعِ الأطراف كسلي والبردُ القارسُ يمنعانني أنْ أمارسَ معها الحب حتى لو تشدَّقَ المتفيهقون وقالوا: واقعَ قصيدةً عصماءَ بكراً كانت مِطواعة أدَّتْ فروضَ الحب كاملةً بين يديه سفحَ عذريَّتها على قراطيسِ جنونه المادحونَ والناقدون والمحبون والكارهونَ آخرُ همِّي .. كلهم سواء خرجتُ والصقيعُ يغطي كلَّ شيء موعدي الاختياري الصباحي مع المقبرة المكانُ الأكثر حياةً في هذه القرية أناسٌ أعرفهم أو سمعتُ عنهم أو أجهلُهم كلهم سواء فجارٌ وأبرارٌ في تربةٍ واحدة الأرضُ أمٌّ تنبت كلَّ شيءٍ وتحتضنُ جميعَ أبنائها أمي ليست هناك لم أزُرْها منذ زمن هي لا تعتبُ عليَّ أعرفُها تعتذرُ عني لنفسها تبررُ حتى أفدحَ آثامي وصلتُ مدرستي الزمنُ واقفٌ على قدمٍ واحدةٍ لثلاثين عاماً في هذا الشارعِ العتيقِ قدرٌ ما أحكمَ قيودَه بعض اللَبِناتِ حافظتْ على بثورها كل هذه السنوات رغم البردِ القارس عند بيتنا القديم خلعتُ ثيابي لبستُ صدريتي الترابية* رائحة السمنِ** تضربُ أنفاسي انتظرتُ بشغفٍ عينيها تودعني بلُفافتينِ من السمن والسكرِ ولدي : هذه لصديقكَ والثانيةُ لك امرأةٌ طيبة مساحيق التجميل حاولتْ أن تأخذ معها ألفَ موعدٍ ورفضتْ ليسَ تجاهلاً ولا كِبراً جلالُ حيائها وانشغالها بتسريح شعري فقط جمالها*** يكمِّمُ الأفواه ويكتمُ الأنفاس ليس ذنبي أنني أبكي في حضرةِ الجمالِ البارعِ سيدتي أورثتِني البكاءَ واستأثرتِ بالجمالِ كلِّه أتذكرين ؟؟ 6-2-2010 * اللباس المدرسي في تلك الأيام ** الوجبة المفضلة لأبناء المدارس السمن الحموي والسكر حينها *** أنا آمنٌ على نفسي من الرجم بتهمة إفشاء المعلومات العسكرية كون والدي (أطال الله عمره) لا علاقة له بصفحات الشبكة |
حين تزلزلنا الكلمات
وتصرخ بدواخلنا لـ تستيقظ على إثر صرخاتها جراحنا نعلم أن الكلمات ليس ككل ّ الكلمات أوغلت برفق ٍ في قلوبنا يا عبد السلام دعواتي لها بـ سكنى الجـِنان ورضوان العزيز الغفـّار ~ |
الأخ عبد السلام
أرى هنا قصة وبوح ونثر وفلسفة رحم الله موتانا ووالدتك وأنعم عليهم برضوانه كل التقدير |
كلمات رائعة حروفها توحي بصدق المشاعر أديب وشاعر عزف إبداعه وسطره بحبر من ذهب. رحمة الله عليها وعلى والدتي وأسكنهما فسيح جناته دمت بكل خير |
اقتباس:
الأخت الأديبة أمل محمد أشكرك على روعة المرور وجمال القراءة .. وحسن المواساة دمت في رعاية الله وحفظه |
حين يصرخ حرفك...
يتعالى الأنين.. وحين ينبض القلم على وقع كلمات الرثاء تنتابني عاصفةهوجاء وأبكي بكل ما في العيون من دمع... واستجدي الروح كفااااااااااك... ولا تستجيب... عبد السلام شاعرنا المثخن بالجراح رفيق الحزن... لا أدرك ما أاكتب يعجز قلمي عن الرد.. سلامي لقلمك سلامي |
اقتباس:
السلام عليك الأخ الحبيب الفاضل جميل عبد الغني أشكر رقة مرورك وحسن عزائك تقديري واحترامي |
القلق الخصب يورث اكله نتمخص صبره ونأد حزنه ولا عزاء للفرح الذي ولد خديجا ذات قلق.. الأستاذ عبدالسلام بركات مراثياك دئما لها رائحة الطين حين نجمعه في قبضة مشدودة من بطن وادي امطر في ليل. دمت رائعا.. |
الشاعر المبدع / عبدالسلام
موغلة حروفك في الوجع ومثخنة بالجراح التي مازالت تتنكأ بين آن وآخر... مازالت ذاكرتك تحتفي بتفاصيل الحياة التي جمعتك معها ...كأجمل لحظات العمر وأسعدها.. كيف لا وهي أغلى مافي الوجود... رحم الله والدتك والهمك صبرا لاجزع فيه وأسكنها مع الصالحات وأمهات المؤمنين... حرف راق من قلم راق ... تقبل مروري المتواضع ودمت بود... |
أخي وصديقي المجلل بالأدب والرقي والأخلاق عبدالسلام كأنت دوماً : مذهل محلّق مبدع دمت هكذا وأكثر.. محمد الشهري |
الساعة الآن 02:41 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.