|
المُلَح !
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم على رسوله الكريم و على آله و صحبه أجمعين هذه نية قديمة في صفحة جديدة كنت عقدتها لكتابة ما يستملح من كلام و أحوال الناس في عصرنا ، مما لا يخلو من ظرافة و حكمة لعلَّ الله أن يروح بها عنا و يكتب لنا بها آثراً صالحاً بعد أجر صالح دائم. و الله المستعان و عليه التكلان! |
يُحكى أن أحدَّ الناس ذهب إلي أحدِّ أسواق التمور بالقصيم(1)
فوقف على شيخ يبيعه فقال: هل هذا التمر أعلاه كأسفله ؟ فأجابه الشيخ: و هل أعلاكَ كأسفلك؟ فأخذ التمر بثمنه ،وانصرف و لم ينبس ببنت شفة. ________ (1)القصيم:جزء من المملكة العربية السعودية تشتهر بزراعة النخيل و تصدير أجود أنواع التمر، قال عنها لسان العرب : (..تقع القصيم في قلب الجزيرة العربية ويميل قليلا إلى الشرق...) أ.هـ |
حدثني الأستاذ علي بن يحي الصحبي المعروف بـ (علي كهلان ) و هو من العاملين بالجمعية الخيرية وفقه الله،
:أن أحدَّ الناس من المتعاونين على الخير ، وقف على مُوسِر يحثه على الانفاق لبناء مسجد، فكأن الموسر ضجر منه ؛فقال للمتعاون أبسط يدك، فلما بسطها ، بصق الموسر فيها، فمسح المتعاونُ بها جسده و قال :هذه لي ، ثم مدَّ يده ثانية و قال: و أين ما لله عندك؟ فاستحى الموسر من الله ، و قال له: لا تذهب إلي غيري !، نفقة المسجد، بناؤه و فرشه عليَّ إن شاء الله. |
مما يذكر من طريف القصة عن ابن عثيمين(1) رحمه الله: كان أحد كبار السن من أهل البادية يتواجد للصلاة في مسجد الشيخ(2)[أي ابن عثيمين ] من غير أن يعلم أنَّه الشيخ ابن عثيمين وعندما كان الشيخ في صلاة جهرية بمسجده نسي آية من السورة التي يقرأها ، فذكّره بها أكثر من شخص ، وعندما انتهى الشيخ من الصلاة نبههم إلى أن التذكير لا يكون بهذا الشكل الجماعيّ، وأن واحدا يكفي عن البقية . وهنا نطق كبير السن بكل ثقة وقال بعاميته : ( إلا َّالمفروض أنَّ الشايب اللي مثلك ما يعرف يقرأ يصف ورا ، ويخلي الصلاة لأهلها ! )(3) ________________ (1):ابن عثيمين:هو الشيخ المجدد إمام العصر أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي 1929 - 2001. ولد في 27 من شهر رمضان لعام 1474 هـ، في عنيزة إحدى مدن المملكة العربية السعودية، و شيخه هو إمام أهل السنة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي صاحب تفسير ( تيسير الكريم المنان) . و تصانيف الشيخ أشهر من أن تذكر ،و طلابه اليوم هم سادة أهل العلم أذكر منهم: الشيخ الفقيه إبراهيم الدبيان ،و الشيخ محمد حسان (مصري)، الكتور/ عبدالعزيز الحميدي ، و غيرهم مما لا يسعهم الحصر . (2)و كان جامعه بعنيزة و يسمى الجامع الكبير. (3):و معناها في الفصحى :الواجب علي شائب مثلك أن يصف في الصفوف الخلفية و يترك الصلاة لأهلها! |
كان الشيخ ابن عثيمين يلقي درساً في باب النكاح عن عيوب النساء ، فسأله أحدهم : لو تزوجت ووجدت أن زوجتي ليس لها أسنان ، هل يبيح لي هذا العيب فسخ النكاح؟ فقال الشيخ : هذه امرأة جيدة ، حتى لا تعضك! |
يذكر الشيخ عبد الكريم المقرن(1) :
أنه كان مرة في منزل الشيخ محمد بن عثيمين وأثناء التسجيل غلبه النعاس وأخذ يدافع النوم من أجل إتمام البرنامج ، فما كان منه إلا أن أخذ يجيب على الأسئلة وهو يمشي داخل المجلس ذهاباً وإياباً ليطرد النوم ، حتى أكمل جميع الحلقات ! ________ (1)هو الشيخ عبدالكريم بن صالح المقرن المذيع الشهير بإذاعة القرآن بالمملكة العربية السعودية صاحب برنامج (نورٌ على الدرب) ،و لا زم فيه الشيخ العلامة ابن باز _ رحمه الله _ ودرس عليه كتاب (المنتقى ) للمجد ابن تيمية ، وصَاحَبَ العلامة ابن عثيمين، و كثيراً من أهل الفتيا الصالحين. |
سُئل ابن عثيمين رحمه الله :
إذا كان القارئ يستمع إلى المسجّل فجاءت سجدة التلاوة فهل يسجد للتلاوة ؟ فقال الشيخ : نعم إذا سجد المُسجَّل ! |
ركب أحد طلبة العلم مع الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله في سيارته، و كان الشيخ يسرع في السير . فقال له الطالب : خفف يا شيخ !
فإنَّ الشيخ ابن باز يرى أن تجاوز السرعة ،إلقاء بالنفس إلى التهلكة . فقال الشيخ الألباني رحمه الله : هذه فتوى من لم يُجرب فنَّ القيادة . فقال الطالب : هل أخبر الشيخ ابن باز ؟ قال الألباني : أخبره ! فلما حدث الطالب الشيخَ ابن باز رحمه الله بما قال الشيخُ الألباني ، ضحكَ وقال ، قل له :هذه فتوى من لم يُجَرِبْ دفعَ الدِّيات . |
ومن طرائف الشيخ ابن عثيمين مع الشيخ ابن باز(1) _رحمهما الله _ أنه مرة سألهما شخص فقال : لقد اخترعَ لنا جهاز ينبّه على السهو أثناء الصلاة ، فلا يسهو المصلي إذا استعمله ، فما حكمه ؟ فسكت الشيخ ابن باز ، وضحك الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله وقال :أسأله أهو يسبح أم يصفق ؟ .. _____________ (1)ابن باز:هو مجدد العصر و ناشر أعلام السنة الفقيه المفتي العلامة أبو عبدالله عبد العزيز بن عبد الله بن باز ،ولد في الرياض في عام 1911 و توفي في عام 1999 م،فقد بصره عام 1931 إثر مرض ألمَّ به ،نشأ يتيماً في حجر أمه و كانت أسرته تريد له أن ينشأ تاجرا و اختاره الله عالماً ، من شيوخه محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ، و محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ ، و تلاميذه أعلام العلم مثل: الشيخ العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين(ابن عثيمين)، و الشيخ العلامة عبدالرحمن بن جبرين، و الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، و الشيخ صالح الأطرم، و الشيخ العلامة شيخ الثورة السنية بسوريا اليوم عدنان العرعور. |
قال رجلٌ صوفي بحضرة محدث العصر الألباني رحمه الله : أنتم تسبون الصوفية ،و أنا من أهل الله وسأعطيكم البرهان ، وإذا كنتم من أهل الحق فافعلوا مثلي ، أنا سأدخل السكين من الجانب الأيمن وأخرجه من الجانب الأيسر ولا ينزل مني قطرة دم واحدة . فقال الألباني : ما نريد سكين ، نريد دبوس ، أعطنا الدبوس وأنا سأدخله بيدي في وجنتك ، فقال الصوفي : لا ، بل بيدي أنا ، فقال الشيخ الألباني : أنت من أهل الله ! لا تفرق بيد من ! أنت من أهل الله .. فرفض الصوفي وانهزم وأُخزّي وانصرف . |
| الساعة الآن 10:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.