![]() |
الرحلة العمانية!
[tabletext="width:70%;background-color:skyblue;border:5px double darkblue;"] | [/tabletext]الرحلة العمانية *لقد دخلت هذه القصيدة مسابقة المستقلة في الرحلة العمانية. ولسوء الحظ لم تفز بأي من الجوائز التسع. * عزيزي القارىء: لقد قمت بتقسيم القصيدة إلى أجزاء حتى يسهل على القارىء المتابعة أو أن يقرأ الجزء الذي يريد.. [tabletext="width:80%;background-color:skyblue;border:4px outset green;"] | [/tabletext](1) أشوْقُ العَوْدِ يعزوهُ ارتِيابُ وعودُ النَّدِّ يفضحُهُ الإهابُ *** رَحلنا والدُّروبُ لنا وِطاءٌ فيافٍ أو بحارٌ أو سَحابُ *** فكانَ الزَّعفرانُ وداعَ دَمعٍ وكانَ بهِ لقاءً والصَّحابُ *** وكانَ الشَّرقُ موئلَنا ارتياداً وكان الغربُ موعدَنا الإيابُ *** ثلاثةُ فتيةٍ لعمانَ أوْفوا مُحمّدُ في محمدَّ والجَنابُ *** فأمضوا العيسَ تُشرقُ حدبَ شمسٍ وموجُ الشَّوْقِ يحدوهُ التِهابُ *** سَبقنا عمرَنا والعمرُ يجري لمسقطَ ان يؤوبَ لها الشَّبابُ *** وكلُّ سياحةٍ في العُمرِ تُجدي مطالعةً شبابٌ أو كتابُ *** وذا قدرُ الثلاثةِ أمَّ عمروٍ لنورٍ في السُّها ما قد أصابوا *** أماجدُ ما خَطَواْ في الطَّوْدِ حَزْناً فيهدي الخطوَ ما تهدي الشِّعابُ *** لمسقطَ في القلوبِ لها نُزولٌ وتصعدُ في العُيونِ لها القِبابُ *** وهذا شأوُ من صَعِدَ المَعالي هُبوباً والخُيولُ لهُ الرِّكابُ *** لقرمٍ في البلادِ يَهبُّ نَجداً فجادَ الغيثُ وانهمرَ السَّحابُ *** أيممتِ المطارَ طُيورُ شِعرٍ يُغني في العنادلِ الاطِّرابُ *** تراءى للسَّماءِ ديارُ بِيضٌ عرائسُ قَدَّ أحجُرَها الثِّيابُ *** فأرْختْ للضياءِ سحابَ فجرٍ يُطلُّ على عُيونِ السِّحرِ بابُ *** إذا ما العينُ سارتْ في شُموسٍ رأيتَ وسامةً وذَوى السَّرابُ *** تُطالِعُنا عُمانُ بوجهِ طَلقٍ فيروي العينَ للصَّدِىءِ اشْترابُ *** إذا ما الخيرُ مرَّ بِها تَولّوا عنانَ السَّبقِ ألويةٌ نِجابُ *** ويُحْجِمُ شائمٌ للشَّرِّ دُبْراً ويطوي الشَّرَّ في وَهَدٍ كَعابُ *** مدائنُ أنْ تَرودَ جِنانَ عَدْنٍ فيُذهلُ في المَدى الحُلُمَ الصَّوابُ *** شوارعُ في الفَيافِ تغذُّ سيراً وقافلةُ الجَمالِ بها الخَبابُ *** وأَرصِفةٌ تَغذُّ على خُطاها فَتستبقانِ والرُّؤيا الرِّحابُ *** وأعطافُ الرَّصيفِ تمدُّ عَينا خمائلُها ثمارٌ واختصابُ *** وأفنانٌ تقيمُ على سُطورٍ ودائرَ حوْضِها اقتصَّ اعتِشابُ *** تُنادينا ميادينٌ لتَسعى زهورٌ في دَوائرها انسِيابُ *** تُضمِّخنا برَوْحِ العِطرِ نَشقاً ويُرسلُنا لشارعِنا الذَّهابُ *** وذائقةُ البناءِ تُثيرُ عُجْباً سؤالٌ في العيونِ بهِ الجوابُ *** وحمّامٌ يُرائي صفوَ جَلوٍ عليلُ الجسمِ صحَّ بهِ المآبُ *** تأزرتِ النَّظافةُ رِدْءَ ذَوْقٍ فأقسمَ لا يحطُّ بها الذُّبابُ *** أفانينُ الحضارةِ في جمالٍٍ خيوطُ لألىءٍ نَسجت ثيابُ *** لثالثةِ الأثافِ أقمتُ قِدْراً ليصْطلِيَ الطَّعامُ المُستطابُ *** وحسبِيَ في المَقامِ رِفاقُ صدقٍ إذا سُئلوا أقالّوا أو أجابوا *** وأفوافُ النَّخيلِ تطوفُ أُفْقا لدائرِ مسجدِ السُّلطانِ غابُ *** دَخلنا للصَّلاةِ نقيمُ وَقتاً فأذهلَنا فنونٌ واقْترابُ *** رُخامٌ والزجاجُ بذي اختشابٍ وجالَ الفنَّ في الأقواسِ قابُ *** لأربعِ أََعْمُدٍ شَهقتْ جبالٌ وأوفى المتنَ ما حملتْ قِبابُ *** وأقواسُ المِشاكِ تشدُّ سقفاً وأسهمُ من ثُريّاها النُّشابُ *** بساطٌ واحدٌ فمدىً لِسَجدٍ وأغربُ فيهِ ما اقتسمَ الحسابُ *** تعشَّقَ في الزَّوايا فنُّ نحتٍ وأسلسَ في حَناياها انْسكابُ *** وَقفنا في الصَّلاةِ على صِراطٍ يؤمِّلُنا الدعاءُُ المستجابُ *** ومئذنةٌ تطالعُنا ببابٍ شهيدُ عُلىً وساحاتٌ رِحابُ *** لأركانِ السَّلام نُقيمُ دينا ويحدوا هديَ سنَّتِنا الكتابُ *** لمئذنةٍ توحِّدُ ربَّ علمٍ ومعهدُ للعلومِ إذا أَثابوا *** لإيمانٍ يَفيءُ إلى فلاحٍ بِقنْطرةٍ يُكاشِفُها النِّقابُ *** أقمنا أمرَنا لله شرعاً قيامُ الأمرِ أنْ يحدو صَوابُ *** (2) معينُ العلمِ أن يهدي وُرودٌ سُؤالٌ في علومٍ أو جوابُ *** أكانَ المجدُ إلا سيفَ علمٍ وأنَّ الدينَ في العلمِ اكتِسابُ *** يَمَمنا شطرَ ساحتهِ دُروباً تحيطُ بها الوُرودُ الاعتشابُ *** واحواضٌ تعجُّ بطوفِ زهرٍ حِسانٌ زيَّن َّ الكفَّ الخِضابُ *** بألوانٍ وزاهيةِ الخُزامى وفوحُ العِطرِ أنسامٌ عذابُ *** سَقانا من مَعينِ العيْنِ وَرْداً وأثملَ رَوْحَ عائدهِ الإيابُ *** فهذا السِّحرُ ترياقٌ لعينٍ كشَهْيُ الشَّهدِ قطَّرهُ اللُّعابُ *** لَإصلاحُ الأُمورِ على عِبادٍ قمينٌ أن يجودَ بهِ لُبابُ *** وأمرُهمُ التشاورُ ما ارتآهمْ عمادَ الرَّأي في نهجٍ صوابُ *** مُحاسبةُ الوُلاةِ سبيلُ عدلٍ وحكمةُ عادلٍ وَزَنَ احتسابُ *** ولا يُعلي الصُّروحَ كنقدِ بانٍ وأن يبني إلى قممٍ شبابُ *** و"جبرينُ" الحَصينُ ببرِّ بَهلا يصدُّ الغدر إن وهمَ اختلابُ *** على أطُمٍ أقامَ النَّسرُ مِشطاً من الأحجارِ أشعرُهُ انتشابُ *** وأبراجٌ بأركانٍ تعالتْ طوابقَها العقودُ بها رِقابُ *** وبابُ السِّندياِنِ يشدُّ صفّاً مخاريطَ الرّصاصِ بهِ ارتتابُ *** إذا نزلتْ بساحكَ آلُ بطشٍ فأولى النّارَ بالشرِّ احتطابُ *** فأكداسُ السِّلاحِ على شَفيرٍ مدافعُ فوَّقتْ وشَتا الانصِبابُ *** على "بهلاءَ" شامٌ عينُ حُسنٍ رموشُ الشمسِِ والجفنُ الرَّبابُ *** على أيكٍ يُسمِّرهُ اخضِرارُ وآلُ الأينِ في الرِّيقِ ارتطابُ *** شَققنا الصَّخرَ حتى انزاحَ عنّا وأنفُ الطّوْدِ مرَّغهُ التُّرابُ *** وسارَ الدّربَ فينا كلَّ ركبٍ شوارعُ تستطيلُ والانسِيابُ *** وسِلْسلةُ الجبالِ تَحوطُ أفقاً كحصنِ الجيشِ تحرسُهُ الحِرابُ *** هناكَ على الشَّواطىءِ في بحارٍ بشطِّ القُرمِ ساحاتٌ جوابُ *** عوائلُ أن أقامتْ في ائتلافٍ ترودُ البحرَ أنْ سبحوا وجابوا *** كأنّا في المشيبِ نُعيدُ عمراً تسابقَ فيهِ في عُمرٍ شبابُ *** لَعِبنا بالكراتِ على صعيدٍ يُُقاذفُها بأرجُلِنا الضِّرابُ *** رأيتُ المدَّ زاحَفَ صوبَ مدٍ ثلاثةَ في تواليها اجتِذابُ *** وكانَ البحرُ يحدونا فَتهدي نَسائمُ عذبةٌ رَوْحٌ رَطابُ *** وأخوارٌ تؤودُ على صُخورٍ ومرآةٌ تَراقَصَها الحَبابُ *** رأينا ظلَّنا في الماءِ يصفو وذكرى أنْ تَساجَلها صَحابُ *** ودانيةُ القِطافِ تُظلُّ ثوْبا من الأعشابِ فاجتذرَ الترابُ *** يُمِرُّ الريحُ بلسمَها جراحاً بَرودٌ في تفيؤِها الرَّطابُ *** وآجامٌ تَجيشُ على صُخورٍ فيحضُنُها حَنوٌّ وانكِبابُ *** وأطيارٌ تُهاجرُ من بلادٍ إلى الأفياءِ يحفزُها ارتحابُ *** على فَنن الأرائكِ إذْ تُغَنّي ففرَّ البومُ سُحقاً والغُرابُ *** فتكتحلُ العيونُ بشوقِ ذكرى إذا اعتملَ الحنينُ لها الغيابُ *** صباً إنْ هبَّ إرواءً بدَوْحٍ هجيرَ الوجدِ فاصتدأَالشَّرابُ *** وأوراقٌ تصفقُ رقصَ غصنٍ ولحنٌ شدَّ في الوترِ الرَّبابُ *** يُقلِّبنا هُبوبُ الرِّيحِ جمراً فيُشعِلُ بالوطيسِ بنا احترابُ *** أرى شمساً تُوَدِّعُ في أصيلٍ فتُخفيها بكفَّيها الهِضابُ *** سُقينا من دنانِ الحُسنِ خمراً وحُرِّمتْ الخمورُ فذا الشَّرابُ *** أيحفزُنا الأصيلُ إلى شُروقٍ يُذَهِّبُ ظهرَنا الجسرَ الغيابُ *** (3) يممنا شطرَ جسرٍ فيهِ صَعْداً فيحملُنا التَّشوفُ لا الصِّعابُ *** تسيرُ بنا الشَّوارعُ عَدْوَ ركبٍ وأرصفةٌ وأكتافٌ رِتابُ *** جَرُؤْنا فوقَ عاتِقهِ عَلَوْنا جناحَ الرِّيشِ ما انتتفَ الرُّهابُ *** "أماجةُ" للبِحارِ سَليلُ موْجٍ فيَضربُ في الهديرِ ولا يهابُ *** تُسامرُ في الحِكاياتِ الأماسي ويُسْرِجُ شمعَنا حلمٌ وَثابُ *** سفيرٌ للجزائرِ عشقُ بحرٍ نَوارِسُهُ وأسفارٌ عِجابُ *** عرائسُ أبحرٍ لمّا تَراءتْ فتحسدُها إذا عُدنا الشَّوابُ *** "لماجيلانَ" في الإبحارِ غوْصٌ وقد فرشَ السَّفينَ لنا العُبابُ *** كأنّا للبحارِ نجومُ ليلٍ لتهدي بحرَ من ضلَّتْ شِعابُ *** قناديلُ السََّماءِ إذا سَطعنا نجومٌ أو بدورٌ والشَّهابُ *** ببحرِ الهندِ مادَ بنا سفينٌ وأمجادٌ وأشرعةٌ عِرابُ *** تسابقَ في الرِّهانِ ركوبُ موجٍ وأطوادُ الهدير لنا رِكابُ *** عناقيدُ اللآلىءِ إذْ تدلَّتْ وقاعُ البحرِ للسَّقفِ انقلابُ *** إذا خطفتْ لآلىءُ طرفَ عينٍ ورملُ القعرِ للعينِ اجتِنابُ *** فتُسْلِسُنا كهوفُ القاعِ غَوراً متاهاتٌ ومُرجانٌ كِلابُ *** فدونَ البحرِ أسباباً دَرَجنا قِفاراً يَستطيلُ بها سَرابُ *** ودونَ البحرِ أسبابٌ لحتفٍ وفوقَ البحرِ أنواءٌ غِضابُ *** خَططنا في الرِّمالِ عصاً لغورٍ فثارَ النَّقعُ وانقشعَ الضَّبابُ *** فكاشَفَنا المحارُ بُطونَ شَوْقٍ شققنا بطنَ ما اشتملَ الجِرابُ *** عرانينُ الأنوفِ شموشُ رأسٍ فأعلتْ من أدانيهِ الرِّقابُ *** بَهاليلٌ غَطارفةٌ نِزالٌ مشارفُ للشُّموسِ علتْ كِعابُ *** نُجودٌ للسُّيولِ إذا اقتُحِمنا ونَمهدُ للضُّيوفِ إذا استجابوا *** خوارقُ للدُّروعِ إذا ضرَبْنا فيجْفِلُ جَحْفَلٌ لَجِبٌ غِلابُ *** تَقصَّرتِ الرِّماحُ لِطولِ باعٍ وينبوا السَّيفُ ليسَ به ذُبابُ *** تناءَينا ففاضَ الشَّوْقُ عنّا وقارَبَنا شروقٌ واعترابُ *** كأنّ الشَّمسَ غالتْ في شُروقٍ وعسجدُ فيضِها امتهرَ الطِّلابُ *** قلاعٌ في الثُّغورِ تطيرُ نَسراً على شفةِ المضيقِ يعضُّ نابُ *** إذا اجترأتْ بُغاةُ الأرضُ عَدْواً فَتَرْدى في سنابكِها الدّوابُ *** حِرابٌ إنْ أطلّتْ من عُيونٍ تهالكَ في مَهاويها الذِّئابُ *** فما علقتْ بعاليها السَّوافي وما نبحتْ على الضَّيفِ الكلابُ *** دهاليزٌ يشقُّ الصخرَ فيها دروعُ البأسِ سيفٌ والقُرابُ *** وأقبيةٌ تُكاشِفُ سفعَ شمسٍ و نارُ الطِّينَ أحْجُرِها اصطِبابُ *** وأروقةٌ بصحنِ الحصنِ يعلو بياضَ الصَّحنِ بالسَّفعِ الهَبابُ *** قلاعٌ في تسَكّنها قُصورٌ وخِدرُ الحُسنِ حِصنٌ واعتِصابُ *** وحصنُ الدِّينِ في الأمنِ اتِّقاءٌ وحصنُ العلمِ الاعلى المُستهابُ *** يَممنا شطرَ نزوى فانتَحانا سبيلُ السُّوقِ والسّيرُ الخَبابُ *** أكانتْ بَيْضةُ الإسلامِ ذُخراً فيحفلُ جَحْفلٌ عَرِبٌ طِلابُ *** لِعيْنٍ في المدينةِ جاءَ إسمٌ فَينْهلُ عالمٌ لَسِنٌ ذِرابُ *** وحاذى سوقَها أيكٌ رَطيبٌ فجافى الحرَّ تموزٌ وآبُ *** إذا الجبلُ الأُخيضرُ نالَ كفاً لذي الحسناءِ في الحنّا اختضابُ *** أمنْ شقَّ الجبالَ دروبَ سعيٍّ؟ لِفضلٍ في الأُلى فيما أَنابوا *** جُسورٌ أنْ يُعلّى السَّقفُ فيها رؤوسُ حضارةٍ فهدى الذُّؤابُ *** (4) لِنَزْوى قلعةٌ وقفتْ شُموخاً ليُرْدي البُرتغالَ الانقِلابُ *** بمعركةِ "الدِّيو" السُّلطانُ "سيفٌ" تعالى الموجَ للسَّيفِ اصطِحابُ *** سطوْنا البحرَ زحفاً فابْذَعرّوا فأحبطَ سعيُ ما عَقِبوا وخابوا *** لنزوى في العُيونِ نجومُ علمٍ أئمَّتُها المراجعُ والمآبُ *** مددنا بالسَّلالمِ صَعْدَ مرقى لحرفِ الحاءِ صاروجٌ رِكابُ *** مصائدُ للغزاةِ بكلِّ بابٍ حَميمُ الدِّبسِ نارٌ وانصبابُ *** تكدّستِ المداخلُ والحَنايا سنانُ الجيشِ سيفٌ واحتِرابُ *** ثغورٌ أن يمرَّ بها نسيمٌ وسَمُّ الخَيطِ لا يَلِجُ الذُّبابُ *** فتبسمُ إنْ يُواطِؤها صديقٌ وتعبسُ أن يُعاديها خِطابُ *** تحلّقت الجبالُ سوارَ نزوى وغابَ مدينةٍ لفَّ الصَّبابُ *** تُطالعُنا "بمستلَ" عينُ حُسنٍ فآنسَ وحشةَ القلبِ انجذابُ *** هببتُ على جناحٍ طارَ شوقاً فأشفى الوجدَ في الألمِ الطَّبابُ *** وأنساني رؤى الآجامِ همّا تعلّقَ في مُعاودةٍ إيابُ *** تكشّفَ عينُها مكنونَ سَجْفٍ يُجَرجِرُني إلى أَمَمٍ خَبابُ *** فأسلمني عنانُ السِّحرِ حُلْْما جِنانٌ ما بآخرِها حسابُ *** كأنّ الطيرَ فيها صادِحاتُ وآذانٌ يُشنِّّّفُها انطِرابُ *** تحللنا خِفافا لافتراشٍ رفيفَ العشبِ ظلّلنا السَّيابُ(البلح الأخضر) *** وأنشدَ في صَبا الأفنانِ حَدوٌ يُنازعُنا على الشِّعرِ الشِّيابُ *** غُلالاتُ الرّبابِ تُميطُ سَجْفاً تَخلَّلهُ شعاعُ الشمسِ كابُ *** يشدُّ القوسُ من قُزحٍ عليها مَزيجُ اللَّون في الطَّيْفِ استلابُ *** "وِكانُ" تودّعتْ في السَّفحِ حضناً على شَممٍٍ يهبُّ الانتِصابُ *** تراخى جفنُها في أمنِ عينٍ على وَسَنٍ ينامُ الاهتِدابُ *** يُسرِّحُ شعرَها لشُروقِ شمسٍ سَنا قِممٍ أشعَّتَها اهتِلابُ *** جبالٌ في تعلِّيها انحدارٌ ووشَّحَ في البُخارِ ندىً هَبابُ *** وباقلاءُ يُخضِرُها رَفيفٌ وأيكٌ في دَواليهِ العِنابُ *** فواكهُ تُجتنى في عَبْقِ رَوْحٍ حَشائشُ فوقَها وطأَ الخَصابُ (نخل كثيرُ الحمل) *** تدرَّجَ في النَّخيلِ هبوطُ سقفٍ جنائنُ عُلِّقتْ فوعى النَّخابُ (غطاءٌ حول القلب) *** كهوفٌ إنْ تُبادي فوقَ واحٍ منازلَ قدْ تسكَّنها الجوابُ (السُّواح) *** تحلَّقتِ الجبالُ مدارَ أفقٍ صوامعُ إذْ تلألأها ذُؤابُ *** تحلّلَ قوسَها العرنينُ طيفاً فألبس سمتَها حُسناً ثِيابُ *** دَرَجنا في المسالكِ صوَبَ "عِبري" جبالٌ شقَّها السَّيرَ انتهابُ *** ربابُ الحسنِ سجفٌ فوقَ "عبري" خيوطُ الشَّمسِ في السَّجفِ انتِشابُ *** عبرنا في الجبالِ نرومُ بحراً لبرِّ "الجصَّة" اتأدَ الذَّهابُ *** نخيلٌ عن يمينٍ أو شمالٍ ومرأى البحرِ يحفزهُ اقترابُ *** وزهرٌ حَفَّنا بالعِطرِ نفحاً ووردٌ فاقتضى البعدَ العتابُ *** دعانا البحرُ في أشواقِ بوحٍ يُناجينا وأنسامٌ رِطابُ *** ومَرسى للسَّفينِ بجرفِ صخرٍ يُحلِّقُ آمنا فيه انشعابُ *** جِنانٌ تستبيحُ العينَ وقداً لشوقٍ أنْ يفيضَ به عُبابُ *** ومَسبحُ رائدٍ في البَحرِ فينا كأنَّ الموجَ يحفزُ الارتكابُ *** أذلكَ فندُقٌ والأيكُ طَوْقٌ جِنانُ الخلدِ والعينُ انتِخابُ *** أذاكَ البدرُ شاجى موجَ بحرٍ دراهمَ فضّةٍ مهرَ انتِشابُ *** ونحتٌ في الصُّخورِ على سَفينٍ على شفةٍ يفيضُ الاشتِرابُ *** وردنا وادَ "ضِيقا" حيثُ سدٌّ منيعٌ أنْ تجاريهِ الهضابُ *** تعرّضَ في أسافلهِ أساسٌ ومتنٌ أن يشدَّ لهُ الطُّنابُ *** وثوبٌ بالنَّخيلِ على عروسٍ يُغالي خاطبُ الحسناءِ شابُ *** تمنّعت القوائمُ والخبايا وعسفٌ أنْ يجاوزها مُصابُ *** فأشرقَ في المليحةِ وجهُ ماءٍ تلألأ والشُّموسُ بهِ اصطهابُ *** وفيروزُ المياهِ على بِساطٍ دنانيرُ تَقافزَها حبابُ *** (5) وشهدُ العينِ في الرؤيا نجومٌ وشهدُ الرِّيقِ في الحلقِ الرُّضابُ *** وممشى للمسيرِ على صعيدٍ تفتّلَ عاشقٌ وبهِ صَبابُ *** على بُسُطِ الحشيشِ مقيلُ رَوْحٍ تزوَّدَ مُتعبٌ وقضى رُغابُ *** هباءٌ في بُخارٍ إذ تراخى مناديلاً ترفرفُها هِضابُ *** وغيمٌ إذ تدلّى من سُقوفٍ وموجُ الماءِ للأَعلى انتِشابُ *** سَقينا صادىءَ الصَّحراءِ ضَحْواً فأبردَ في الجِمارِ الالتهابُ نجلنا في زُروع الريِّ حَصداً فأخلى عن تَصَحُّرِها يَبابُ *** روينا الماءَ حتى عمَّ فَيْضٌ وحملُ الرَّحلِ أن تُرخى قِرابُ *** "لقلهاتَ" اعتلينا صهوَ "صورٍ" "لِبيبي" مَصعدٌ وَعِرٌ حَصابُ *** أصرحاً ما أقامَ وفاءَُ زَوْجٍ وقدْ سبقَ الهُنودَ إذا استَرابوا *** أتاجُ محلِّ في الحُسنِ افتنانٌ؟ ويُعلي الصَّرحُ أن يهوي خَرابُ *** نُفوسٌ أن تقومَ برأيِ مُلْكٍ وحزمُ الرأيِ في الحِلمِ احتِزابُ *** وجِسرٌ إذْ تعلّقَ حذوَ "صورٍ" بأمراسِ الحديدِ يَشدُّ دأْبُ *** فأعلامٌ ترفرفُ في زُهُوٍّ وأضواءٌ يُحلِّقُها هبابُ *** على كتفينِ أجلى طوقُ عقدٍ على الجبلين أن قامَ اشرئابُ *** تألقَ نورُها في الماءِ سبكٌ من اللألاءِ في العتِم اشتِعابُ *** وآذانُ الغروبِ صدى سَميعٍ فيمتلِكُ النِّداءُ المُستَجابُ *** مقامٌ للحجازِ يهبُّ شدواً وسمْعٌ في القلوبِ له يُجابُ *** تَجَهنا شاطئاً للرأسِ حدٌّ بهِ تحمي السَّلاحفُ لا تُصابُ *** فويلٌ للدَّخيلِ جَناءُ صَيْدٍ وللبَيْضِ الوَليدِ إذا أَرابوا *** وهذا الكنزُ في أحياءِ بحرٍ لمَمَّا يحتفي الفَطِنُ المُهابُ *** لرأسِ الحدِّ أوّلُ كُلِّ شمسِ يُغادي للشُّروقِ الاغترابُ *** غيومٌ إذْ تُهادي طاقَ وَردٍ على اللازوردِ في الشَّفقِ انتِقابُ *** ورأسُ الشَّمسِ يمخرُ فوقَ بحرٍ أشعَّتُها السُّيوفُ لهُ اهتِلابُ *** وشمسٌ أنْ تُغادي ثوبَ مدٍّ عروسٌ في تخطُّرِها رَبابُ *** وعَسْجدُها تلألأَ في حَبابٍ يُراقصُ في العُيونِ الاختِلابُ *** يُسرِّحُ فَرْعَها في الماءِ مَوْجٌ وتاجُ الشَّمسِ للأُفْقِ اعتِصابُ *** ولادةُ حاملٍ في الغَيْمِ أمٌّ برحْمِ الأُفقِ في الشَّفقِ انثِقابُ *** تَباركَ فالقُ الإصباحِ فَضلاً فَيَبْسُطُ للعبادِ إذا أنابوا *** مَصيرةُ في مُحيطِ الهندِ شأوٌ تعدّى سابحٌ ومضى خَبابُ *** جزيرَةُ ما المدى وقدتْ عيونٌ عُمانُ إليكِ في أَمَمٍ إِنابُ *** لفلجٍ في الغدير يجودُ نَبْعٌ مِنَ الجبلِ الأشمِّ قضى الوهابُ *** تسكَّنتِ الصُّقورُ ثُغورَ سَفحٍ فغالى في المُهورِ لها النِّشابُ *** هواءُ البَحرِ يُبرىءُ في مَساءٍ لأُوزونٍ نَسائِمُهُ عِذابُ *** تَركنا في الجزِيرةِِ نزفَ ذكرى يُودِّعنا دُموعٌ وانتِحابُ *** لذَيلٍ أبيضٍ في الفُلكِ يخطو عَروسُ البحرِ تَخطرُ والذَّنابُ *** إلى ميناءِ "شنّةَ" مادَ شوقٌ وبوحُ الشَّوقِ للشَّفةِ اقتِضابُ *** ذِراعا البحرِ للشُّطآنِ مدٌّ فيُسْفِرُ مُقبِلٌ ومضى اللُّغابُ *** فقُدْماً قد جَرَيْنا صَوبَ "دُقْمٍ" لميناءٍ يُشيِّدُهُ انتِدابُ *** روافِعُ تمتطي صَهوَ الشَّواطي تألّى في الدُّنوِ لها العُقابُ *** رصيفٌ للصِّناعة رِدءُ شَطٍ لفرزِ النَّفطِ تُحرِزُهُ الجَوابُ *** وتكلأُ أعينٌ بِسهامِ أمنٍ فَتَجري الفلك مرحى لا تُصابُ *** سَفائنُ في حمائِلِها اثِّقالٌ رُسوخٌ في الرُّسوِّ لهُ اكتِعابُ *** فيقبلُ في الحُمولةِ كلُّ لونٍ ويحملُ للدُّنى خيرٌ وِطابُ *** وتُصلِحُ في المكائنِ كلَّ خطبٍ تعلَّلهُ إلى خللٍ خرابُ *** لحوضِ الجافِ من عللٍ شِفاءٌ فعادَ الفُلكَ في طببٍ دِرابُ *** ينازلُ "دقمَ" من خيرٍ وَرودٌ عُمانُ يغذُّ في سبقٍ قَصابُ *** (6) على شفةِ المحيطُ يقولُ صَرحٌ وأمواجٌ بألْسُنهِ خطابُ *** وأطوافُ الوُرودِ تزفُّ مرجاً تحلَّقُ في النَّضيرِ شذىً نَخابُ *** صلالةُ في الفؤادِ لها سبيلٌ يسيرُ القلبُ في عَجَلٍ وثابُ *** شوارعُ في تَجَمُّلِها انتقاءٌ فَيُمضي ساهمَ العينِ اجتِذابُ *** سُفوحٌ قد تَجللها نَضارٌ وسحرٌ لا يُحدُّ لهُ حسابُ *** روابيها منازلُ كلِّ أيكٍ ويفترشُ الأديمُ لها العَشابُ *** تدلّى الغيمُ فيها وطْءَ عُشبٍ فلا يبسٌ يُراءِ ولا حَصَابُ *** تغضُّ الشَّمسُ عنها طرفَ عينٍ فضمخَّ في الهواءِ ندىً كَهابُ *** رَذاذٌ مُنعشٌ وَدَعتْ عيونٌ تَبرَّدَ في توشُّحِهِ اللُّهابُ *** ويحمي في اللُّبانِ سِياجُ كَنْزٍ فيُخشى من مَهابتهِ استِلابُ *** ومملكةُ اللُّبانِ بكلِّ فيضٍ لكلِّ العالمينَ قضى وهابُ *** تفصَّدت الدُّموعَ عيونُ جرحٍ فسالَ لمضغِ أدمُعها لُعابُ *** وشلاّلُ النَّميرِ على مَعينٍ رُموشٌ فوقَ أدمُعِها نُشابُ *** رذاذٌ في الهواءِ وقطرُ ماءٍ تلألأ في وُلوجِ الشَّمسِ بابُ *** تغمّدت الرُّموشُ جُفونَ شمسٍ وفي قُزَحٍ تلوّنها انتشابُ *** ووادٍ بالجمالِ يخِفُّ غاباً وصعّدَ أعيُناً نزلتْ خبابُ *** تولاّها الإلهُ بعينِ حُسنٍ فأولى بالقُلوبِ سنىَ مُهابُ *** تمرُّ بنا الجدائلُ كلَّ فرعٍ نخيلُ مدىً وطلحٌ مُستطابُ *** قوافلُ للحريرِ مضتْ قُروناً فتحملُ ما ينوءُ بها استهابُ(إكثار القول) *** تودّعنا بحضنِ الأيكِ دربٌ وزهرٌ حولَنا وشذا مَلابُ(شذى يشبه الزعفران) *** جُنوباً مدَّ بحرٌ كلَّ أُفقٍ شمالاً والجبينُ علا القطابُ *** تحمَّمتِ الشُّموسُ ببحرِ غيمٍ فتشرقُ أو يغافلها اغترابُ *** فأممتِ الممالكُ شأوَ عدنٍ جَنائنُ تُجتبى فقضوا وغابوا *** سُليمانُ الحكيمُ بسبقِ ريحٍ وبلقيسُ المدى وَمضتْ شهابُ *** فوانيسُ الدُّروبِ بكلِّ رَبْعٍ تحلَّقها الضِّياءُ دُجىً وَكابُ *** وأعمدةٌ تعلّقها امتشاقٌ وكحّلها سوادٌ واذِّهابُ *** يقولُ الحسنُ فيها كلُّ لُسْنٍ تعالَوا فانزِلوا لا لا تهابوا *** تُغادي الشَّمسُ فيها كلَّ صُبحِ ويُشرقُ في معينِ الحُسنِ لابُ (عطشان يدور حول الماء) *** إذا ربُّ الأنامُ أقامَ حسناً فأكمَلُ أنْ يَفي العَجَبُ العُجابُ *** وقابوسُ الثُّريّا بنْ سعيدٍ يقابسُها الضياءَ الاقترابُ *** نزلنا ساحَهُ واللَّيلُ عتمٌ فاشرقتِ الشُّموسَ بنا الرِّحابُ *** إذا صَدِىءَ الغياثُ إلى كريمٍ فأولُّ هاطلِ الغيثِ السَّحابُ *** وقارئةُ المكانِ تقولُ سِفراً لسانٌ باللُّغاتِ لنا طِلابُ *** مدافنُ كفُّ غيبٍ خفَّ عنها حَفيتُ المجدِ يكشفهُ النِّجابُ *** وأبراجٌ "بباتٍ" إذْ تبدّتْ فأسندَها إلى الحجرِ الذَّبابُ *** حضارةُ سالفِ الأقوامِ بادتْ وآثارٌ يُخلِّدها اكتتابُ *** بنينا قلعةَ الإصرارِ عزماً فأولى العزَّ الاقعسَ أن يُهابُ *** جدارٌ في جدارٍ أن تعلّى على الصّاروجِ في الطِّينِ التهابُ *** لمنتزهِ البليدِ يفيءُ مجدٌ من الآثارِ تَخْزِنُها خَوابُ *** فمتحفُ للُّبانِ قضت عيونُ مضى في العالمينَ جنىً صَبابُ *** نَماذجُ للسَّفائنِ قد تجلّى بديعُ الصُّنعِ في الخَشَبِ انشذابُ *** مطارقُ في مقالعَ في حِبالٍ يشدُ الوصلَ في المتنِ انثقابُ *** مناشيرٌ وإزميلٌ لحفرٍ زخارفُ قدْ تَشكُّلَها قَعابُ *** (7) نماذجُ للسَّفينِ حروبُ بحرٍ وصيدٌ واتِّجارٌ واكتسابُ *** وأُقيانوسُ يَدْرُجُ كلَّ طودٍ لبرمودا فينتبهُ اشتِعابُ *** سماءٌ ذي البُروجُ تحارُ عينٌ مدىً في البحرِ آلٌ واصطخابُ *** رَبابنةٌ تُغالِ بناتِ نعشٍ كبيرُ الدُّبِّ في خَفَرٍ يهابُ *** ومسبارُ الصَّدى لولوجِ عُمقٍ صُعودُ علٍ منازِلُهُ يَبابُ *** تروضُ الطِّفلَ في يمٍّ صِعابٌ فراضوا البحرَ وافتطمَ اصطعابُ *** رسمنا السّقفَ في أفلاكِ نجمٍ فتهدي ما يَدلُّ الاصطِلاب (الاصطرلاب) *** وزرقاءُ اليمامةِ شأوُ عينٍ عبوراً زنجبارَ مضى وَكابُ *** رِسالةُ أحمدٍ خُطَّت بتبرٍ فسبقاً للإجابةِ واستنابوا *** ووادي النِّيلِ أنْ حاديهِ خَيْرٌ وأهلُ الرافدينِ عُمانَ ثابوا *** قَوافلُ في البَراري جادَ فيءٌ سَفائنُ والبحارُ لها رِكابُ *** إذا ما البَصْرةُ البعدَ استغاثتْ أتى الطّرادُ يَنْصُرُها اقترابُ *** عزائمُ أمةٍ وَهَدتْ جبالاً وغاضَ البحرَ في غَضَضٍ رُهابُ *** "مِجانُ" حَضارةٌ سادتْ وبادتْ وفي "إرَمٍ" لعادَ جثى خَرابُ *** وتاريخُ "البليدِ" يخطُّ عزماً لدحرِ البرتغالِ إذا استرابوا *** صلالةُ والأمانُ لها وِسادٌ وسيفُ الأمن مُلتَسِنٌ ذِرابُ *** يعيشُ النّاسُ في أمنٍ رُخاءٍ لسوقٍ حرةٍ نهضَ انتِخابُ *** تجارةُ حُرَّةٍ لِعميمٍ رَيْعٍ يعودُ على البلادِ لها الوَهابُ *** أتى مُستثمِرٌ يحدوهُ خيرٌ ونفعٌ يرتجي فيهِ الشَّبابُ *** مَصانعُ للحجارةِ جيرِ كلسٍ لأعمالِ البناءِ يعودُ بابُ *** وتَنبثقُ اللدائنُ للأواني قواريرٌ جِفانٌ والعُلابُ *** تفيضُ الكهرباءُ بكلِّ شمسٍ فتعتملُ المَكائنُ والدُّلابُ *** وتشتعلُ المصابحُ فيضُ نورٍ كأنَّ العتمَ في ليلٍ ذهابُ *** صلالةُ مركزٌ للرَّكبِ يأتي وعالَمُ يمخرُ الأمواجَ عابُ *** لِسلطنةِ البهاءِ عمارُ صَرحٍ كذلكَ يرتأي السَّبقَ اقتِصابُ *** على الأُفُقِ الجميلِ تَهيجُ شَمْسٌ رذاذُ تراخَ في الذَّهبِ اشتِرابُ *** بَرودٌ في الجبالِ هَبوبُ رَوْحٍ غُلالاتٌ تَرفرَفَها رَبابُ *** مَناديلٌ توشَّحها شَفوفٌ تكاشفَ للعيونِ الاختلابُ *** جبالٌ أنْ توالتْ في تَعالٍ كأنّ الأفقَ يحجِبُهُ انتقابُ *** تألقَ وجهُها فوقَ السَّحابِ فحلّق جيدَها الغيمُ الرُّطابُ *** طريقٌ شقَّ في جبلٍ ظُفاراً فعالى السَّقفً للصُّعًدِ الشَّهابُ *** تلوّى المُستوي كَلفيفِ صِلٍّ يزوغُ البعدَ عينٌ لا تهابُ *** يَفيءُ السّائحونَ "رزاتَ" عيناً فأروى صادىءٌ وقضى شرابُ *** كذا "دَرْباتُ" أن تسقي عيونٌ وإنْ دَرباتُ أنْ يطفي الشَّوابُ *** وآيُ اللهِ في وعثاءِ سَفْرٍ يخطُّ الرّحلُ في جُدَدٍ سَهابُ(الفرس واسع الجري) *** طريقٌ ساحِلِيٌّ حذوَ موجٍ جبالٌ تَحتَفي ومضى صَحابُ *** على تلٍّ تعالَ إليكُ دَوْحاً وأدنى صفحةَ الماءِ السَّكابُ *** بلابلُ في الجِوارِتُقيمُ عُرساً وفي نَغَمِ الحفيفِ الانطِرابُ *** جِبالٌ أن تحدّرها نُزوعٌ صعودُ الغيمِ فالتمسَ التُّرابُ *** تُعاكسُ شمسُها الألوانَ زُرقاً تدحرجَ خيطُها الثَّوبِ اقتِطابُ *** (8) تُعانقُ وادياً في خَفْضِ وَدْقٍ ودفقُ الدَّمعِ في العينِ السَّكابُ *** شَفيفُ الثَّوبِ أنْ وَقَذَتْ مَسامٌ تعلّقَ في الهُبوبَ ندىً هَبابُ *** يمدُّ الغيمُ كفاً للتَّحايا نُعانقُ أو نُرَقْرَقُ أو نُذابُ *** وأفلاجٌ دَوائرُها السَّواقي فيروي النَّاسُ والأرضُ اليَبابُ *** كُهوفٌ إذ تدانتْ خطوَ غادٍ منازلُ يستريحُ بها الإِيابُ ** وُرودٌ والأصيلُ يبثُّ ذَفراً حدائقُ والنَّضارُ لها ثيابُ *** تَنَسَّق في الجِنانِ رَفيعُ فنٍ فأرخى الجفنَ للوَسَنِ اختِلابُ *** صَباحٌ أخضرٌ "لصَلالَ" طَلحٌ لهُ النارجِيلُ في صُعُدٍ دُؤابُ *** شَققنا هامَ ما اختَضَرتْ ثمارُ قُبيلَ النَّضجِ أن ينزوا الثَّعاب *** فَرَاقَ الريقَ ما تجلو عُيونٌ وساغَ النَّسْغَ في وَدَقٍ رُضابُ *** وجاءَ الجدُّ صُلْباً شَعثَ رأسٍ وشقَّ الرّأسَ في الظّمأِ السَّغابُ *** فَشابَ الرّأسَ في القَحفِ اعتسالٌ يَغضُّ الصّفوُ عيناً والشَّوابُ *** رَشَفنا ريقَهُ العَبَراتِ عبّاً وأدنى للطَّعامِ لَنا اللُّبابُ *** قُطوفُ الموزِ من ثِقَلٍ تَدلَّتْ فصدّعَ جِرمُها الفَنَنَ العُضابُ *** تولّى السَّعفُ فيها شهْرَ سَيفٍ تَحاشاها على النَّيلِ الأرابُ *** فجاءَ الطَّلحُ يهدي عَزفَ ضَيْفٍ عَناقيدٌ تقدَّمَها عِتابُ *** صلالةُُ "والبَبايا" ذاقَ شهدٌ فأكرمْ فالجِنانُ لها الوِطابُ *** تباركَ ربُّها النّعماءَ جُلّى وآيُ الوَصْلِ صَفوٌ لا يُشابُ *** "سمهرمُ" في صلالةَ مُشْمَخِرٌّ توالى في خرائِبِها النَّوابُ *** مَليكٌ في الزَّمانِ يُقيمُ صرحاً فغادى العالمينَ لهُ وآبوا *** لميناءٍ توطَّدهُ حُصونٌ تُجافي طبعَ منْ عَسفَوا فَخابوا *** سِنانٌ أنْ يمدَّ قناً وَسيفٌ يُجندلُ رأسَ أقوامٍ تغابوا *** قرابينُ المذابِحِ وَهمُ شِرْكٍ وغمْطُ الشُّكرِ للنُّعمى الجَدابُ *** تألوْا مَعبَداً لإلهِ "سينٍ" أضلًّوا في ابتِداعٍ أو تَصابوا *** وبئرٌ أن تعطّلها يَبابٌ مشيدُ القصرِ في الحَجرٍ الجَبابُ(القطع) *** لآثارِ الحِبالِ يخطُّ سَحْبٌ إذا ما الدّلوُ للماءِ اشتِرابُ *** ومنْ "سَدَحٍ" فعادَ "الذيبُ" فُلكاً "سمهرمُ" مُتحفاً حَفدَ انتجابُ *** "لِسنمبوكٍ" تعاهَدَها اصطناعٌ صحيحُ الرَّتقِ ما افتَتقَ اختِرابُ *** على صُمِّ الصّفا الحَسَنُ ابنُ أَنْسٍ يخطُّ الآيَ في الكُرْسيِ شابُ *** وثغرُ الخَورِ إنْ لَسَنتْ خُطوبٌ سِنانٌ ردُّ ما التَسنَ إئتِلابُ *** لبُرجِ النَّهضةِ الأزهارَ دارتْ عيونٌ للجَمالِ مضتْ رَقابُ *** تطرَّزها الجَمالُ شِفاهَ وردٍ وريحانٌ لناسمنا هوابُ *** تألّقَ للمطارِ دُروبُ عُرْسٍ فنارجيلُ السّماءِ ودانَ غابُ *** فَوانيسٌ تَعشَّقَها مُرادٌ وحادى الماءَ أن يجلو جَنابُ *** وقاضى الهاشميُّ مَقيلَ رَوْحٍ إذا احتضرَ الخضارَ بنا التَّعابُ *** وصُندوقٌ توشّى كلَّ وَجهٍ تَخزَّنهُ القلائدُ والنَّشابُ *** وآيُ البُرجِ أن يزهو ابتِناءٌ كآيِ الحُسنِ في سنٍ شَنابُ *** وصحنُ الوردِ يخفرُ لاشتِتالٍ براعمُ في تفتُّحِها اشرآبُ *** فيبسمُ ما الخميلُ فَسيلُ طَلْعٍ رموشُ الشَّمسِ تَرسُمهُ كَوابُ *** شبابيكٌ تقوَّسها رُواقٌ وابداعُ العمارةِ الانتصابُ *** تدرّجها البنفسجُ في حجارٍ فاحمرُ وابيِضاضٌ واصطِهابُ *** ومنتزهُ البليدِ حِفافُ نهرٍ تحلّقهُ الطيورُ دُنىً طِرابُ *** يزقزقُ في الرُّبوعِ دَجاجُ ماءٍ لقالقُ والحمى أمنٌ مُهابُ *** فهاجرتِ الطُّيورُ ديارَ عادٍ وأزلفها القَصاصُ مَضَوْا وهابوا *** فنارجيلٌ يحفُّ به قُدومٌ ونارجيلٌ يخفُّ بهِ ذَهابُ *** أصيلٌ في صلالةَ ذو بهاءٍ وعينُ الشَّمسِ ودّعها صَبابُ *** كتابُ الماءِ أن يتلو حَبابٌ هواءٌ قد تصدَّحهُ رُشابُ *** تحدَّثَ في الدِّيارِ مقامُ قومٍ بطوطةُ ما تلا عَجبٌ عُجابُ *** (8) تأتى في الرِّيادةِ ما استطالتْ مسافاتٌ وما شططَ انتِكابُ *** ويكشفُ في السَّرائرِ ماركُبولو كنوزاً قد تحجّبها الخَوابُ *** تحوطتِ المدينةُ سورَ حِصنٍ تعالى في الخُطوبِ لها ذُؤابُ *** توسَّعَ مسجدٌ لكثيرِ خلقٍ وآذانٌ تخطَّرهُ الإنابُ *** وغادى الناسَ في حُلْوٍ مَذاقٌ وخُلْفُ الحلو مرٌّ والصَّنابُ *** وزائرُ مُتْحفٍ للجَيْشِ يقفو دليلَ حضارةٍ فدنتْ حِقابُ *** عمانُ لإبنِ إبراهيمَ وَصلٌ كذا حَفَدتْ جُدودٌ واستَنابوا *** عماليقٌ مَزوناً قد تآوَوا فآلَوْا في الوَرى مِزَقاً وذابوا *** فقحطانٌ وعدنانٌ وأَزدٌ وأَولى منْ جُدُودٌ ذي نجابُ *** جدودٌ إن تَكاشفَ حَجبُ غَيْبٍ وقدْ شَرُفوا وما غمزَ انثلابُ *** يَطيشُ السَّهمُ إن نَبلتْ عِداهمْ تكسَّرتِ القنا وذَوى ذُبابُ *** دعانا للدُّخولِ شُعاعُ آيٍ وآيُ الفتحِ بالبابِ انتِصابُ *** دعاهُم سيِّدُ الرُّسلِ اهتِداءً فعبدُ وجيفرُ القومُ استجابوا *** وما نجَموا لآراءٍ لِلأي وقدْ وفَدوا على خيرٍ وَثابوا *** دُعاءٌ لازيادٍ قومَ أزدٍ ومازنُ في الصَّحابةٍ مُسْتجابُ ** وما خيرٌ يُخالِفهُ دُعاءٌ وما قولُ الرَّسولِ به كِذابُ *** لقلعةِ "بيتِ فلجٍ" قامَ حِصْنٌ وسلطانٌ وَحُكمٌ مُستَهابُ *** فيحلوالماءُ من يَدِهِ صُراحاً ويعكرُ إن دَنا صِلٌّ خِبابُ *** لئنْ وقدتْ قلوبُ الشَّرِّ غَدراً فأولُّ حاطبِ اللّيلِ التَّبابُ *** إذا الأحباشُ ما استَهمتْ بَطيْشٍ وفاطمُ أن يَشدَّ بها العَصابُ *** فنادتْ من بَعيدٍ طوْدَ "صُلبٍ" فما ناءى على أَمدٍ سُوابُ *** تعلّى الصُّلبُ أُقيانوسَ زَحْفٍ مراكبَ في المِئينَ مضى الصُّلابُ *** فأشرَعَها ليوثُ الثَّغرِ غوثاً فما ألوى ٍأسنّتَها قَوابُ *** يَجيشُ بها الإمامُ قديمَ فَضلٍ فمُعتَصَمٌ وأشرعةٌ دِرابُ *** فغاضَ البحرُ ما اعتَسفتْ عيونٌ وماجَ سُميذعٌ وندا ثَعابُ *** "لسوقطرا" تنازعها ذِئابٌ فأعْظَمَ حُرةً ذاكَ المُصابُ *** إذا ما حرَّةٌ بهمُ استَغاثتْ مَعاصِمَ في يدٍ وبها تُجابُ *** فأولى الكُفرَ ديناً قَصمُ ظهرٍ وأثنى ما توحَّدهُ السَّبابُ *** فَعاصمُ للإمامةِ زِنجبارٌ ومَسقطُ أن يشوقَ لها غِيابُ *** لميناءٍ تقومُ به صُحارٌ فيهدي الفُلْكَ حاملُها اللّجَابُ *** مَرافقُ للبناءِ تجيشُ وُسعاً فيجري سابحٌ ودنا غَبابُ *** كثيرٌ ما الحوافزُ في احتِباءٍ سِقاءَ الاقتصادِ روى الحِلابُ *** دنا مُستثمرٌ يمتاحُ خيراً وسعيٌ أنْ يؤوبَ بهِ طِلابُ *** فتزدهرُ العمالةُ درَّ ضِرعٍ جمامُ الضرعِ في الغدَقِ احتلابُ *** حديدُ الخامِ أن يعلو سَفينً يُكوِّرُهُ ويسكبهُ اصطِبابُ *** فيحتملُ الحزامُ أتونَ صَهرٍ فيمكثً ثِقلُهُ وجَفتْ شَوابُ *** جَناءُ الدَّوحِ أن ترسو جُذورٌ ودانى العُرْفَ في شَممٍ سحابُ *** مطارٌ أن يُعالي سقفَ طيرٍ قطارٌ أنْ يشدَّ به دَبابُ *** شَراكَةُ ثانِ "روتردامَ" سبقٌ جَوارٍ أنْ يحامِلَها حَدابُ *** تهادَينا لهُرْمزَشوقَ رُؤيا فأزلفنا بطرّادٍ أرابُ *** عروسٌ بالبياضِ يخيلُ ذيلٌ تزاحفَ خلْفَنا عَلِقٌ دآبُ *** حيودٌ تحتفي شُطآنَ رَملٍ بلونِ التِّبرِ يخضدُهُ الغَبابُ *** تكحَّلَ أزرَقَ اللازوردَ عُمْقٌ وسفعُ الشَّمسِ للماءِ الشُّؤابُ *** جبالٌ أن تنحَّتها شروقٌ ومُغتسلٌ بأخمَصِها شرابُ *** تعلاّها الهباءَ سماءُ خفضٍ كأنَّ الهامَ جللّهُ إهابُ *** وأخوارٌ تَحفُّ بكلِّ شِعبٍ جزائرُ أنجَدتْ وندا تُرابُ *** دلافينُ تجاري حدوَ فُلكٍ ويُنشِدُنا على الحدوِ الخَنابُ *** تُراقصُ عدوَنا غوصاً وقفزاً وأدمُعُ إنْ تَناءيْنا عتابُ *** تداعى للجمالِ شخوصُ عينٍ وجَفنٌ لا يُرفرفُهُ استِعابُ (استيعابُ) *** فيخلبُ لبَّنا للنومِ صَحْوٌ إذِ الأحلامُ يخلِبُها كِذابُ *** تفلّقَ في المواهبِ صُبحُ شعرٍ فأجملْ بالقريضِ بهِ اشتِبابُ *** صَعِدْنا للغُيومِ بآلِ طَّيرٍ وعينُ النَّسرِ إن طلبتْ تُجابُ *** عماليقُ السَّفينِ تجيشُ عَبراً خليجٌ والسَّبيلُ لهُ انشِعابُ *** فتحفِلُ بالزُّيوتِ وبسطِ تَجْرٍ وتعرضُ في المضيقِ دُنىً رِحابُ *** علتْ طوّافةٌ في الجوِّ صَعداً بُراقٌ فامتطى السُّحُبَ العُرابُ *** تلامسُ أعينٌ لجمالِ رُؤيا فيُنْزِلها بروقٌ واشتهابُ *** تدلَّينا عَناقيداً هواءً فيقْطِفُنا الحنينُ بهِ الإنابُ *** "فخصبٌ" قد تخللّها نخيلٌ فيرنوا الصّحبُ فَيئاً واستطابوا *** قرأنا للبهاءِ سُطورَ سِفرٍ يراعٌ أنْ يخطَّ بهِ اكتِتابُ *** فآيُ الحُسنِ مَنْزِلُها عُمانُ وآيُ السِّحرِ يمهرُها اختطابُ *** وآيُ للجمالِ بكلِّ حرفٍ كتابٌ فابتدا ومضتْ حِقابُ *** سلامٌ كالشُّروقِ نهبُّ شوقاً وداعٌ كالغروبِ بهِ نُصابُ *** تغنَّينا بنادٍ عُمرَ ذِكرى عُمانَ لسائلِ وبها يُجابُ *** وفي الأسفارِ سِفرٌ واتِّعاظٌ ومهرٌ للعُبورِ هو الثَّوابُ *** وغادينا هبُوبُ الصّيفِ صَحْواً ورائحُنا شتاءٌ واغترابُ *** نُغادي أو نَروحُ إلى مكانٍ ومَوْدعِنا ومَوعدُنا ترابُ *** فأجمِل للكريمِ ثيابَ تَوْبٍ وما عَفوُ الكريمِ هُوالعِقابُ |
معلقة رائعة جداااا يا فوزي
اذا لم تفز بجائرة فلا يعني ذلك انها ليست في القمة بالعكس هي رائعة وسامية استمتعت بها وبما تحمل من معاني راقيه كل الشكر والتقدير |
الساعة الآن 02:19 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.