منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ظل رجل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12567)

عبدالله الطليان 12-07-2013 05:58 PM

ظل رجل
 
مزق القدر أوراق أحلامها التي رسمتها بعفوية وبراءة , كانت تسقيها بآمال مشرقه , تبحر بها نحو خيال ثمل يتيه بها في حديقة السعادة , ولكن الجدب أصابها و راح يغزوها بقوة وقسوة يحطم أحلامها وينتصر عليها بالحقيقة .
الجسد الذي يملك رموز الذكورة والشباب الطاغي ممتلئ بالفتوة والحيوية والحماس , تحول إلى تمثال من للحم وأصبح أسير المكان يهجم الذباب عليه ويحوم حوله بلا انقطاع تسارع الى هشها عن وجهه وتعدل من هندامه , فتغرق أحيانا في كمد وترح وتفيض عيناها بالدمع وتنخرط في بكاء بلوعة حارقه .
ارتبطت مع هذا الجسد في عش الزوجية منذ ثلاث سنوات كانت السنة الأولى تعج بصخب الفرح المثير الذي كان مثار ثرثرة للقريب والبعيد لأنه أعطي نكهة العظمة والفخر ولكن أن هذا تحول الى سراب عندما أعلن الطبيب المعالج عن النبأ الذي صعقها , وتتذكر إنها لم تستطع أن تملك نفسها فسقطت مغشيا عليها في المستشفى , أن زوجك سيدتي مصاب بشلل كامل لقد تعرض لكسور عدة في جسده بعد هذا الحادث .
ــ استفاقت وهي تهذي أرجوك هل من علاج ؟
ــ أسف سيدتي لقد دخل حديد السيارة إلى حبله ألشوكي وأتلفه .
جاهدت نفسها مع الوقت في التفاني في خدمته لكي تنغمس في النسيان , تغرف بين فترة وأخرى من ذاكرتها الصورة الجميلة التي عاشتها في بداية زواجهما تلاحق التفاصيل بدقة في شوق وشغف فتجد نفسها وقد تحررت من وطأة الألم الذي يترسب في أحشائها , فتلتفت إليه وهي هائمة بفكرها , وتسأله أتذكر تلك الهدية التي أحضرتها لي بعد خطبتنا ؟ لتجد أنها تخاطب نفسها بالقرب منه وان صوتها هو الذي يملا المكان , راح الزمن يجرفها , وهجم الخريف على جسدها وبدأت تتساقط معالم نضارته , و هي خلف قضبان القدر.

ريم بدر الدين 12-08-2013 03:22 AM

كثير سيبدع في كتابة ملاحم عن بطولتها و تضحيتها و تفانيها
و كثير سيقول أنها إنسانة بكل ما تعنيه الكلمة
و لكن القليل سيدرك كم عانت في داخلها مع ذاكرة متقدة
و الأقل سيساعدونها في حل هذه المعضلة
أ. عبد الله الطليان
ثيمة ممتازة للنقاش
أثيرت بسرد قصي جميل تمنيت لو أسهبت به أكثر
تحيتي للقلم الجميل

ياسر علي 12-08-2013 03:40 AM

أهلا بالمبدع عبدالله الطليان
أرحب بك في منبر القصة
و أتمنى أن يطيب لك المقام بيننا
نص البداية موفق جدا .
و ننتظر المزيد من إبداعاتك
تشكراتي
و تحياتي

عبدالله الطليان 12-16-2013 01:53 PM

كثير سيبدع في كتابة ملاحم عن بطولتها و تضحيتها و تفانيها
و كثير سيقول أنها إنسانة بكل ما تعنيه الكلمة
و لكن القليل سيدرك كم عانت في داخلها مع ذاكرة متقدة
و الأقل سيساعدونها في حل هذه المعضلة

الفاضلة ريم
سوف تبقى ذاكرتها متقدة لكي تعيش.....

تقبلي فائق الاحترام والتقدير

عبدالله الطليان 12-16-2013 01:55 PM

اخي الفاضل ياسر علي
لك مني كل التقدير والاحترام

ناريمان الشريف 12-16-2013 02:45 PM

راح الزمن يجرفها

وربما سيبقى الزمن يجرفها ولا من سامع
سلمت يداك ..


تحية ... ناريمان الشريف

فاطمة جلال 12-16-2013 07:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الطليان (المشاركة 166485)
مزق القدر أوراق أحلامها التي رسمتها بعفوية وبراءة , كانت تسقيها بآمال مشرقه , تبحر بها نحو خيال ثمل يتيه بها في حديقة السعادة , ولكن الجدب أصابها و راح يغزوها بقوة وقسوة يحطم أحلامها وينتصر عليها بالحقيقة .
الجسد الذي يملك رموز الذكورة والشباب الطاغي ممتلئ بالفتوة والحيوية والحماس , تحول إلى تمثال من اللحم وأصبح أسير المكان يهجم الذباب عليه ويحوم حوله بلا انقطاع تسارع الى هشها عن وجهه وتعدل من هندامه , فتغرق أحيانا في كمد وترح وتفيض عيناها بالدمع وتنخرط في بكاء بلوعة حارقه .
ارتبطت مع هذا الجسد في عش الزوجية منذ ثلاث سنوات كانت السنة الأولى تعج بصخب الفرح المثير الذي كان مثار ثرثرة للقريب والبعيد لأنه أعطي نكهة العظمة والفخر ولكن أن هذا تحول الى سراب عندما أعلن الطبيب المعالج عن النبأ الذي صعقها , وتتذكر إنها لم تستطع أن تملك نفسها فسقطت مغشيا عليها في المستشفى , أن زوجك سيدتي مصاب بشلل كامل لقد تعرض لكسور عدة في جسده بعد هذا الحادث .
ــ استفاقت وهي تهذي أرجوك هل من علاج ؟
ــ أسف سيدتي لقد دخل حديد السيارة إلى حبله ألشوكي وأتلفه .
جاهدت نفسها مع الوقت في التفاني في خدمته لكي تنغمس في النسيان , تغرف بين فترة وأخرى من ذاكرتها الصورة الجميلة التي عاشتها في بداية زواجهما تلاحق التفاصيل بدقة في شوق وشغف فتجد نفسها وقد تحررت من وطأة الألم الذي يترسب في أحشائها , فتلتفت إليه وهي هائمة بفكرها , وتسأله أتذكر تلك الهدية التي أحضرتها لي بعد خطبتنا ؟ لتجد أنها تخاطب نفسها بالقرب منه وان صوتها هو الذي يملا المكان , راح الزمن يجرفها , وهجم الخريف على جسدها وبدأت تتساقط معالم نضارته , و هي خلف قضبان القدر.

وماذا بعد هذا القول الا الصبر
الأهم من ذلك العودة الى النص وتسلسل الحدث الزمني وما آل اليه المصير
وسرد ما اختجل روحها من الم ومن أحداث سكنتها فكان حديث الروح هو محور القصة
ومجاراتها لواقع فرض عليها
وفي النهاية أنت شكرا لحرفك الراقي بيننا

تقديري

عبدالله الطليان 12-26-2013 03:47 PM

الفاضلة فاطمة جلال
انه القدر الذي يتطلب الصبر ..

تقديري واحترامي


الساعة الآن 11:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team