![]() |
حلم ...ميرفت إدريس
أيلول على الأبواب إنه الخريف . ظلام , فقط عيناه وأصوات كلاب تنبح ,حزينة هي أصوات الكلاب في الخريف وكم أنا حزين !! بيد تتكئ على مسند حديدي , وأخرى تعاند الهواء حاول أن لايسقط وهو يطيح بكيس القمامة و يضعه على حافة الحاوية تنبش عيناه محتويات الكيس , يجمع ما جادت عليه السّماء من علب معدنية واحدة تلو الأخرى , غالية هي وحبيبة !! كل واحدة منها تساوي قطعة أو برغيا صغيرا في حلمه الكبير. يعلق ثروته على ظهره ويمضي .... يترك مسنده الحديدي ويرتمي أرضا , رياح خفيفة تعبث بالمصباح المعلق فيتأرجح يحاول أن يستذكر ما جمعه من نقود ,يزحف نحو فراشه يخرج كيسا صغيرا يعد محتواه يزحف مجدد إلى ما جمعه من علب يحسب كم تساوي : _هل استطيع شراء كرسيّ المدوّلب قبل قدوم الشتاء ؟ والشتاء يركض حافيا ويشير إلي من بعيد!!! وأتى الشتاء وحلمه يتأرجح كما المصباح المعلّق في غرفته , تنفر من العين دمعة , يحمل ثروته الصغيرة ويستند على مسنده الحديدي من جديد... يلهث وألم شديد يعتري ساعديه ,وهما يحاولان رفع جسده ودفعه في الطريق, تختلط الدموع بالمطر يقف أمام محطة القطار _تذكرة لو سمحت _يرمقه قاطع التذاكر بنظرة خاطفة :إلى أين سيدي؟؟ إلى آخر محطة يقف بها القطار!!! يقف قبالة القطار يرمق عجلاته _كم أحسدك يساعده أحد الراكبين في صعود الدرجات الثلاث يمسح بخار الماء من على نافذته يتأمل عربته كم تشبهني يا قطار بفارق صغير أنت تملك عجلات ولم تجمع يوما علبا معدنية!!! |
إحساس بالضياع على حافة أيلول ! وهل يزيل جمع المال هذا القلق ؟ ثم إنها مقارنة ذكية بين عجلات القطار المتحركة تدور من غير توقف .. وبين بليد لا يتقن سوى جمع المال .. أبدعت أيتها الفيلسوفة يا ابنة بلدي الغالية محبتي ... ناريمان |
الأديبة الكريمة ميرفت إدريس المحترمة آه أيتها الأديبة كم تتباين الأحلام . . بين غني مقتدر وفقير محتاج . . بطلنا يحتاج إلى كرسي مدولب . . هذا هو منتهى حلمه . . ومع ذلك . . فقد مر الشتاء ولم يقترب تحقيق الحلم . . قصة عميقة من صميم الواقع . . جميلة ومتكاملة . . تقبلي مني الود والاحترام . . دمت بصحة وخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
الكاتبة ميرفت إدريس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه هي الحياة بمفارقاتها العجيبة , ونحن مبتلون بما نحن فيه من فقر وغنى قصتك جميلة , رائعة , فيها من العمق والغموض يغري بالأسترسال معها والرغبة بأن لا ينتهي هذا الجمال سبك جميل وخيال حالم وقلب متألم وإحساس جم , هذا ما لمسته بين ثنايا كلماتك سلامي لك |
اقتباس:
الأديبة ناريمان الشريف : ربما كانت الحياة أشد بلادة واستهتارا بالفقراء أشكر مرورك أخيتي وأتشرف بك دائما با ابنة بلدي أعطر التحايا وباقة من نوار ميرفت |
نعم إنه قطار الزمن يأخدنا حيث لا .. نريد فالكل متمسك بالحياة أو بالأحرى "مكب نفايات" أخت ميرفت كنت هنا رائعة حد الدهول تحياتي سيدتي |
اقتباس:
الأديب أحمد فؤاد صوفي : اشكر مرورك البهي والقراءة الواعية للنص ودي ووردي |
اقتباس:
الأديب عبد السلام حمزة: لمرورك ضوع البنفسج ونقاء الياسمين شكرا لك تحايا |
تحيّاتي
قصّة ودرة تختال في عقدها، وعروس في جلوتها: هذه القصة الباذخة حفظ الله اليد التي سطرتها، وأدام الصفاء الذي أنبط فيض معانيها، ودرر مغانيها. بوركتِ أستاذة مرفت إدريس وأرجو أن نشارك بعضنا في موضوعاتنا. بوركتِ وبورك المداد. |
الساعة الآن 12:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.