منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حلم ...ميرفت إدريس (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1244)

ميرفت إدريس 09-13-2010 06:51 AM

حلم ...ميرفت إدريس
 
أيلول على الأبواب

إنه الخريف .

ظلام ,

فقط عيناه وأصوات كلاب تنبح ,حزينة هي أصوات الكلاب في الخريف
وكم أنا حزين !!


بيد تتكئ على مسند حديدي , وأخرى تعاند الهواء حاول أن لايسقط وهو يطيح بكيس القمامة و يضعه على حافة الحاوية

تنبش عيناه محتويات الكيس ,

يجمع ما جادت عليه السّماء من علب معدنية واحدة تلو الأخرى ,



غالية هي وحبيبة !!

كل واحدة منها تساوي قطعة أو برغيا صغيرا في حلمه الكبير.

يعلق ثروته على ظهره ويمضي ....
يترك مسنده الحديدي ويرتمي أرضا ,


رياح خفيفة تعبث بالمصباح المعلق فيتأرجح

يحاول أن يستذكر ما جمعه من نقود ,يزحف نحو فراشه



يخرج كيسا صغيرا يعد محتواه

يزحف مجدد إلى ما جمعه من علب يحسب كم تساوي :


_هل استطيع شراء كرسيّ المدوّلب قبل قدوم الشتاء ؟

والشتاء يركض حافيا ويشير إلي من بعيد!!!


وأتى الشتاء وحلمه يتأرجح كما المصباح المعلّق في غرفته ,

تنفر من العين دمعة ,

يحمل ثروته الصغيرة ويستند على مسنده الحديدي من جديد...



يلهث وألم شديد يعتري ساعديه ,وهما يحاولان رفع جسده ودفعه في الطريق, تختلط الدموع بالمطر



يقف أمام محطة القطار


_تذكرة لو سمحت

_يرمقه قاطع التذاكر بنظرة خاطفة :إلى أين سيدي؟؟

إلى آخر محطة يقف بها القطار!!!

يقف قبالة القطار يرمق عجلاته

_كم أحسدك

يساعده أحد الراكبين في صعود الدرجات الثلاث
يمسح بخار الماء من على نافذته

يتأمل عربته كم تشبهني يا قطار بفارق صغير

أنت تملك عجلات ولم تجمع يوما علبا معدنية!!!


ناريمان الشريف 09-13-2010 02:26 PM

إحساس بالضياع على حافة أيلول !
وهل يزيل جمع المال هذا القلق ؟
ثم إنها مقارنة ذكية بين عجلات القطار المتحركة تدور من غير توقف .. وبين بليد لا يتقن سوى جمع المال ..

أبدعت أيتها الفيلسوفة يا ابنة بلدي الغالية




محبتي ... ناريمان

أحمد فؤاد صوفي 09-13-2010 03:00 PM

الأديبة الكريمة ميرفت إدريس المحترمة

آه أيتها الأديبة كم تتباين الأحلام . .
بين غني مقتدر وفقير محتاج . .
بطلنا يحتاج إلى كرسي مدولب . . هذا هو منتهى حلمه . .
ومع ذلك . . فقد مر الشتاء ولم يقترب تحقيق الحلم . .
قصة عميقة من صميم الواقع . .
جميلة ومتكاملة . .

تقبلي مني الود والاحترام . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

عبدالسلام حمزة 09-15-2010 03:20 AM



الكاتبة ميرفت إدريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي الحياة بمفارقاتها العجيبة , ونحن مبتلون بما نحن فيه من فقر وغنى

قصتك جميلة , رائعة , فيها من العمق والغموض يغري بالأسترسال معها والرغبة بأن لا ينتهي هذا الجمال

سبك جميل وخيال حالم وقلب متألم وإحساس جم , هذا ما لمسته بين ثنايا كلماتك

سلامي لك

ميرفت إدريس 09-16-2010 08:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 19867)
إحساس بالضياع على حافة أيلول !


وهل يزيل جمع المال هذا القلق ؟
ثم إنها مقارنة ذكية بين عجلات القطار المتحركة تدور من غير توقف .. وبين بليد لا يتقن سوى جمع المال ..

أبدعت أيتها الفيلسوفة يا ابنة بلدي الغالية




محبتي ... ناريمان



الأديبة ناريمان الشريف :

ربما كانت الحياة أشد بلادة واستهتارا بالفقراء أشكر مرورك أخيتي

وأتشرف بك دائما با ابنة بلدي

أعطر التحايا وباقة من نوار

ميرفت

الجيلالي محمد 09-16-2010 09:18 AM



نعم إنه قطار الزمن
يأخدنا حيث لا .. نريد
فالكل متمسك بالحياة أو بالأحرى "مكب نفايات"
أخت ميرفت كنت هنا رائعة حد الدهول
تحياتي سيدتي

ميرفت إدريس 09-18-2010 05:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 19872)
الأديبة الكريمة ميرفت إدريس المحترمة


آه أيتها الأديبة كم تتباين الأحلام . .
بين غني مقتدر وفقير محتاج . .
بطلنا يحتاج إلى كرسي مدولب . . هذا هو منتهى حلمه . .
ومع ذلك . . فقد مر الشتاء ولم يقترب تحقيق الحلم . .
قصة عميقة من صميم الواقع . .
جميلة ومتكاملة . .

تقبلي مني الود والاحترام . .
دمت بصحة وخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **


الأديب أحمد فؤاد صوفي : اشكر مرورك البهي والقراءة الواعية للنص

ودي ووردي


ميرفت إدريس 04-28-2011 07:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 20535)


الكاتبة ميرفت إدريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي الحياة بمفارقاتها العجيبة , ونحن مبتلون بما نحن فيه من فقر وغنى

قصتك جميلة , رائعة , فيها من العمق والغموض يغري بالأسترسال معها والرغبة بأن لا ينتهي هذا الجمال

سبك جميل وخيال حالم وقلب متألم وإحساس جم , هذا ما لمسته بين ثنايا كلماتك

سلامي لك


الأديب عبد السلام حمزة: لمرورك ضوع البنفسج ونقاء الياسمين

شكرا لك

تحايا

ماجد جابر 04-28-2011 07:10 PM

تحيّاتي

قصّة ودرة تختال في عقدها، وعروس في جلوتها: هذه القصة الباذخة
حفظ الله اليد التي سطرتها، وأدام الصفاء الذي أنبط فيض معانيها، ودرر مغانيها.
بوركتِ أستاذة مرفت إدريس وأرجو أن نشارك بعضنا في موضوعاتنا.
بوركتِ وبورك المداد.


الساعة الآن 12:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team