منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   وجع يتكرر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12082)

عمر مصلح 10-04-2013 03:08 AM

وجع يتكرر
 
وجع يتكرر


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ عمر مصلح


ترددتُ قليلاً، قبلَ أن أرفعَ رأسي عن الأوراق المتناثرة أمامي.. لكنْ ثمة صوت تلا الطرق الخفيف، على الباب.. عكَّر مزاج الصمت الذي تسيد مكتبي.. خِلته صوت راهب يترنم في محراب عتيق، مستقر على درجة القرار.
أزحت خصلة الشَعر التي انسابت على وجهي، بيدٍ تشنجت.. بعد أن تناثرتْ نظراتي على هذا الكائن الذي هبط أمامي من عالم قصي.. فهالة الوقار التي أحاطتـه، وطول قامته الأطول من أيامي العجاف، وسواد شعره الذي استعار الليلُ منه سحنته.. أجهضت محاولتي بالوقوف لاستقباله.
لم أقوَ على شيء سوى التمتمة بحروف لا تمت لرد التحية بصلة.
حتى البسمةُ خابت.. حين باحت عيناه بحكايا، وأسرار.. رجل اختزل قبيلة رجال.
نهرتني نفسي، لأبدو متماسكة.. لكنّ رئتيَّ صارتا تستعجلان الشهيق، لتنعم بالمسك الذي فاح.
استجمعتُ قواي، بكل بما أوتيت من خبرة، ورسمتُ على وجهي علامة استفهام.. خشية أن يفضحني تهدجُ صوتي عند السؤال.. ولم أمد يدي لاستلام أوراقه، فالرعشة استوطنتني.. لكنّ لياقته أعفتني من ذلك.. فوضعها على مكتبي، بأناقة ديبلوماسي يقدم أوراق اعتماده.
صدى صوته يعصف بأنوثتي، وأذناي لم تلتقطا إلا بعض مؤهلاته.. فتبرع مخيالي باستقبال شهادات خبرته بنشوة.. استطلع فيها أغوار عمره الذي تجاوز الثلاثين.
ترى.. كم هو خبير هذا الواثق من نفسه حد زرع الإرتباك.
ترى ..
كم غانية معشوقة.. زارت رباه!!.
كم زهرة يانعة.. ارتشفت نداه!!.
كم حلمة وردية.. نالت رضاه !!.
لكنْ عوادي الحظ.. تفننت باغتيال نشوتي، عندما داهم انهياري المقمط بالتماسك.. بلملمة أوراقه.
قَصَفَ آخر معقل من معاقل رصانتي حين عاتبني عن إهمال وجوده..
تيبست الكلمات على شفتي، فساءلت نفسي كم من الوقت مضى؟.
دقائق.. ساعات.. دهور..
لا ادري، كل ما أدريه أني لست أدري.
صفعتني كياستي، وتمرغت انوثتي بالفشل.
صرختُ
ـــ لا.. لا تخرج.. تعال.. تعال يا...
آه أنا لم أنتبه حتى لاسمه
ـــ إرجع.. لا تذهب.. مؤهلاتك تفوق مؤهلاتي.. فتعال وتسيد المكان.
لكن صرختي لم تغادر صدري.. خرساء كانت.. ألجمها كبرياؤه...
صدري الناتئ صار يعلو ويهبط بــجنون.. يرتج لضربات القلب، كطبل الحرب.. طرق لايشبه أناقة طرقات الباب ألأولى، قبل انتحار أشواقي.
شعرت بجبيني ينز عَرَقاً.. وأمعن البرد اليعوي فوق مساحاتي بالإرتجاف.. لتصطك أسناني بشراسة ذئب.
دارت عيناي في محاجرها.. كتائه يتوسل الطريق....
وقَعَتْ على الأوراق المنثورة على مكتبي.. فشعرتُ بتفاهتة ما، ومَن حولي.. كله غير جدير بمضيعة الوقت.. وبحركة هستيرية نثرت كل الأوراق، وصوتي المخنوق، انطلق من عقاله فصرخت
ـــ تعااااااااااال
فوجدتني أرتعد، شبه عارية على سريري المتخم بالبرد والأسى, والشراشف ملقاة على الأرض... تندبني

ياسر علي 10-04-2013 10:38 PM



كريم نصك في لغته وأسلوبه
بخيلة هي في التعبير عن مشاعرها
غبي هو في استكشاف عالم الأنثى
لذلك يتكرر الوجع على الدوام

هل سيبقى الحلم ذلك العالم العصي عن الاستيعاب ؟ هل فقط نحاول من خلال أحلامنا تعويض ما نفتقر إليه ؟ أم هو مكان لتصريف طاقة زائدة ، أم مجرد تطهير للنفس من بعض معكرات صفوها . أم أنه عالم مستقل قائم بذاته .


مرحبا بالأستاذ الفنان عمر مصلح
تقديري واحترامي



عمر مصلح 10-04-2013 11:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 158642)


كريم نصك في لغته وأسلوبه
بخيلة هي في التعبير عن مشاعرها
غبي هو في استكشاف عالم الأنثى
لذلك يتكرر الوجع على الدوام

هل سيبقى الحلم ذلك العالم العصي عن الاستيعاب ؟ هل فقط نحاول من خلال أحلامنا تعويض ما نفتقر إليه ؟ أم هو مكان لتصريف طاقة زائدة ، أم مجرد تطهير للنفس من بعض معكرات صفوها . أم أنه عالم مستقل قائم بذاته .


مرحبا بالأستاذ الفنان عمر مصلح
تقديري واحترامي




ألحلم ضرب من اللغة الرمزية، تتصل بخبرات الحالم.. وهو طريق إلى اللاشعور
فهو ليس عصياً..
إذ اشتغل هيتشكوك عدة أفلام، تتمحور بكيفية فك العقدة، من خلال تفسير الأحلام..
وسبقه سيدنا يوسف عليه السلام.
ويبقى الحلم هو احتيال من احتيالات الـ idعلى الـ ego
من ضمن باقي الاحتيالات، كالهفوة وفقدان الذاكرة، والإغماء...إلخ.
لكني هنا وددت التلميح إلى حالة العنوسة، التي اتخذتُها قضية منذ أن اغتالت الحروب والهجرات والعَوَز.. بسيماتهن.
وطبعا هذا بإرادة رجال السياسة العاطلين عن الوطن، وبمباركة من شرعنوا العهر بزيجات مؤقتة.
سلمت أيها الكريم، ودام بهاؤك.

زينب بركات 10-05-2013 01:05 AM

وطبعا هذا بإرادة رجال السياسة العاطلين عن الوطن، وبمباركة من شرعنوا العهر بزيجات مؤقتة.
ضعتُ وخالقي بين القصة والرد
وبداية ردي في ردكم لقصة أخرى أمنيتي أن أتفنن في تفسيرها
أيها الشاعر الفنان المبدع
وصف دقيق لا يتقنه سوى عمر مصلح
متابعة بشغف
وشكرا عظيمة منسمة بعطور الكون

عمر مصلح 10-05-2013 01:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب بركات (المشاركة 158661)
وطبعا هذا بإرادة رجال السياسة العاطلين عن الوطن، وبمباركة من شرعنوا العهر بزيجات مؤقتة.
ضعتُ وخالقي بين القصة والرد
وبداية ردي في ردكم لقصة أخرى أمنيتي أن أتفنن في تفسيرها
أيها الشاعر الفنان المبدع
وصف دقيق لا يتقنه سوى عمر مصلح
متابعة بشغف
وشكرا عظيمة منسمة بعطور الكون

كل عطور الكون تقف بحالة استعداد أزاء الشجرة العَطِرة الزكية.
ويقف الوصف - أيضا - مخذولاً..
إذ يشعر بلاشيئيته أزاء القضية.
وها أنتِ تضيفين قضية جمالية، كمعادل موضوعي..
وما عليَّ إلا أن أتقمص دور الأنيق كي أرد على شفافيتك المبهرة، وأتجمل ببعضك..
كي أحظى بقبولي في صف متقدم من الألق.
لذا سأحاول التواجد في دروبك كثيراً..
كي أتنسم عطر اللقاء.. أيتها الزكية روحاً وبوحا.
دمتِ منيرة.


الساعة الآن 01:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team