![]() |
وَمضاتٌ من جبينِ الزمنِ المشروخِ
(النص الفائز بالمركز الأول في مسابقة الإبداع الشعري 2012) وَمضاتٌ من جبينِ الزمنِ المشروخِ عبد اللطيف غسري يُطالِعُني وَجْهٌ منَ الحُزنِ شاحِبُ = عليْهِ مِنَ الشكْوَى خِمارٌ وحاجِبُ يُطِلُّ وَفي عَيْنيْهِ يُعْلِنُ صَحْوَهُ = بِنَحْنَحَةٍ هذا الضحى المُتثائِبُ و يَنْثُرُ لي قِشْرَ الحَنينِ على الثرى = وشُرْيانُهُ مِمَّا يُعانيهِ شاخِبُ أمُرُّ ضَنِينًا بالكلامِ وإنما = يَضِنُّ عليها وقْتِيَ المُتواثِبُ أدُوسُ بأقدامي رسائِلَها التي = تُقاومُ نيرَانَ الجوى وتُغالِبُ وتصْحُو برأسي من هُمومي مَطارقٌ = يُهَذبُها طَيْفٌ منَ الحلْمِ عازِبُ وأنْخُسُ ظَهْرَ الظلِّ مُنْحَنِيًا فلا = أُحِيرُ الْتِفاتًا والظلالُ مَرَاكِبُ "كِيُوبِيدُ" هذا الساكِنُ الآنَ مُقلتِي = كُوَيْكِبُ وهْمٍ في المداراتِ سائبُ قصِيٌّ أنا.. لا ألْقَفُ الوجَعَ الذي = بلَفْتتِها.. معْناهُ عنِّيَ غائِبُ ولا أنظرُ التوقَ الذي هوَ كامِنٌ = بعَوْسَجِها.. بَرُّ الأنا عنهُ راغِبُ ولا النغَمُ الجيَّاشُ مِثْلَ قصيدةٍ = بشَهْقتِْها أُصْغِي له إذْ يُعَاتِبُ أطاردُ عنهُ الضوءَ في عَتْمَةِ المدى = إذِ الضوءُ عن أفياءِ خَطْويَ هاربُ هنالِكَ بيتٌ فوْقَ بارقةِ الرؤى = وتحتَ جُيوبِ الحِسِّ منِّي يُشاغِبُ أراهُ كأدْنَى ما يُشَامُ مِنَ الندى = ومِنْ نغَمِ التحليقِ، والصبحُ تائِبُ وآخِرِ ما يُطْوَى مِنَ الصخبِ الذي = تضِجُّ بهِ الأجْراسُ، والليلُ ذاهِبُ أجِدُّ إليْهِ السيْرَ.. ساقايَ بالمُنى = تلَطَّخَتا.. طينُ المواعِيدِ لازبُ أُشَذِّبُ غُصْنَ اللحْظةِ المُشْتهاةِ.. لا = تَضِلُّ بِتَيَّارِ الهوى لِي قوارِبُ و أصِْلبُنِي.. إيَّاهُ أمْنَحُ مُهْجتِي = ولي مِنْ خِيامِ الشوقِ فيهِ مَضاربُ وأهْمِسُ لي: ليتَ الهِلالَ يُهِلُّ أوْ = يُلوِّحُ بالعِرْفانِ لي مِنْهُ جانِبُ يُرابِطُ قلْبِي في رصيفِ سكينةٍ = وأشْواقُهُ في الواجهاتِ تُحاربُ ثَقيلٌ عُبابُ الناسِ.. هذا مُوَلْوِلٌ = وذاكَ غُرابٌ في المفازةِ ناعِبُ وَلا قمَرٌ يَعْلو مرايايَ منكَ يا = زمانُ.. نهارٌ بَوْحُكَ المُتراتِبُ تُلَمْلِمُنِي أكْنافُ ليْلٍ نَزيفُهُ = منَ الخبَرِ القانِي برُكْنَيْهِ ضاربُ يُحَدِّثُنِي عنْ بعْضِ قوْمٍ تسَوَّروا = محاريبَ قلبٍ أثْخَنَتْهُ النوائِبُ يَقولونَ جِئْنا نسْتحِلُّ ودِيعةً = سَتحْمِلُها مِنَّا الخيُولُ النواجِبُ تسَلَّقَها الإهمالُ حتى أمَضَّها = وليسَ لها في زحْمةِ الليلِ صاحِبُ أصافِحُ منْ فوْري بياضًا حسِبْتُهُ = تُشيحُ بهِ عنِّي الشجونُ الرواسِبُ يُكفْكِفُ أنْوائِي وتُمْطِرُ عُنْوَةًً = عليَّ حَيَا السُّلْوانِ منهُ سحائِبُ أُسائِلُني ما هذهِ الغيْمةُ التي = بها نزَّ مُزْنٌ لليراعةِ صاخِبُ يُدِرُّ حليبَ الدهْشَةِ الآنَ ثَدْيُها = تُخالِجُ وجدانَ الربى وتُخَاطِبُ تشِبُّ لهيبًا في قواريرِ وحْشتي = كأنَّ خيُوطَ النارِ فيه عناكِبُ أرى منْ ذيُولِ الصبْحِ ما لستُ أقْتفِي = ومنْ موْكِبِ الإشْراقِ ما لا أواكِبُ فَعِمْتِ صباحًا يا بَنَفسَجَةَ المدى = أزَهْرُ الربى إنْ أنتِ سَلَّمْتِ غاضِبُ؟ أنا كَرَوَانُ الأطْلَسِ الشَّدْوُ مذهَبِي = وكلُّ أناشيدِي إليكِ مذاهِبُ المغرب 16/08/2012 |
قصيدة قوية بليغة وجميله كما هي كل قصائد الشاعر غسري
|
أخرست الجائزة أقلاما تعلّق بعدها فلا نقول إلا:
بوركت من شاعر نحرير، وسلم اليراع الذي كتب هذا الجمال... |
اقتباس:
أشكرك جزيل الشكر على هذا الهطول الماتع.. المعذرة على التأخر في الرد. |
اقتباس:
بارك الله فيك. |
قصيدة قوية استمتعت بقرأتها سيدي
دمت للشعر |
اقتباس:
|
الساعة الآن 08:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.