منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   (الفردة التانية ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11398)

محمد نديم 06-22-2013 06:48 PM

(الفردة التانية )
 
(الفردة التانية )

قصة (مريرة ) جدا

بقلم محمد نديم علي .


اتخذت القرار ، هروبا من هذا المعترك المتفجر ،،، أطفأت التلفاز ،، ،وقرررت أن أشتري حذاءا أسودا فخما يكون لي عونا على السير المريح وواجهة مشرفة لشخصية (مثقفة مثلي ) !!!انتقيت أفخم الدكاكين ، حيث تحفظ الأحذية بكرامة ،لا ولن يحلم بها مواطن شريف من قبل لجان حقوق الإنسان ،،!!!
تهلل البائع و استقبلني كضيف حميم وأجلسني كوزير ، أشرت إلى بغيتي، فأحضر لي الفردة اليمين،وهو يمسحها في ملابسه !!!،، مضبوطة ؟ نعم ؟ طالبني بالثمن ،،،!!!! قلت مندهشا : مش لما تجيب الفردة التانية ؟ آسفين ،نحن نبيع فردة واحدة فقط!!! أيوة العالم تطور يا بيه ، ويتجه نحو (التخصص ) ،، ممكن تلاقي طلبك في الناحية الأخرى من المدينة عند (الدكاكين) المتخصصة في (الفردة التانية ) ،، وعشان أنت زبون كويس وإنسان محترم ، أنا سأخدمك ،،، روح اتصرف في الفردة الشمال ،،، وسأحتفظ له بالفردة اليمين حتى تعود ...!!!
كانت الطوابير تتطاحن على الدكاكين من النوعين ،،، وانتشرت الدلالات والوسطاء والسماسرة المتخصصون في توفيق الفردتين ، مقابل أجر إضافي ، وانقسمت المدينة إلى فردتين ،، و بعد صراع مرير فزت ،وبسعر مضاعف بفردة مطابقة ، رمقني بحسد شيخ متهالك جالس إلى جواري على الرصيف ممسكا بفردتين شمال،بادرني : اللون بُني مش مهم ،،، بُني ،، بُني خدها،،، فأنت محظوظ ! أحمد ربنا انك لقيت الفردة التانية.وبالفردتين المتنافرتين ، كقطبي مغناطيس ،،هممت بالمسير ،فإذا بي قدأنقسمت أنا أيضا إلى نصفين ، وذهبت بي قدماي بما لبستا ، كلٌ في اتجاه.


ياسر علي 06-22-2013 08:12 PM



سلام الله عليك أستاذ نديم

حقيقة كم اشتقنا لنصوصك المميزة

وأنا أقرأ نصك حضرتني ازدواجية القرار والتردد في نفوسنا حتى أصبح كل منا بعقلين ، فنردد بشكل طبيعي عقل ينصحني بالإقدام وآخر يوصيني بالعدول ، هذا الفصام الرهيب الذي أضحى حالة عادية وطبيعية حيث القول في واد والفعل في واد نتعايش معه بكل أريحية ، صورة جميلة تلك التي يحملها نصك عن أصحاب اليمين وأصحاب الشمال الذين أتعبوا فينا التركيز فأصبحنا كأننا نرى بعين منظرا و بعين أخرى نقيضه وتأتينا أذن ببشرى وأخرى بإنذار .
سأعود لمحاولة قراءة نصك الجميل .
شكرا على هذا الإبداع




صفاء الأحمد 06-22-2013 09:17 PM


أهلا بك أستاذ محمد

نعم كلّنا في شتات ..
الشتات محلق بنا من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم .. كل واحد منا في اتجاه ،
حتي دواخلنا في صراع بينها وبين نفسها !!

و هذا أيضا بل حتما ما يبدو عليه الشارع العربي ................


مودتي .

ياسر علي 06-30-2013 12:26 AM



بسم الله الرحمن الرحيم

النص في بدايته وضع الأصبع على الجرح ، وهو الوصول إلى القرار ، مخاض اتخاذ القرار أصبح عسيرا جدا في عصرنا اليوم فالحقائق المتعددة التي تعج في العالم والرؤى المختلفة لها وقع سيء على العقول التي ألفت القرار الأحادي الجاهز ، القرار الوحيد الذي يدعوك إلى السلبية المطلقة والقبول بدون رفض ، تحرر القرار والحقيقة من هذه القيود وتفتح الفرد على أنماط ثقافية أخرى أربكت قدرته على الفعل الذي يريده أن يكون سليما على الدوام ، فالإنسان العربي يحاول أن يتعايش مع المستجدات والثقافات الأخرى لكن بعقلية القرار الصائب ، فهو لا يملك آلية التعدد في منهج التفكير ، فمنهج التفكير الأحادي الذي تربى عليه يجعله تائها أمام تعدد الحقائق . فهو يحاول تحليل معطيات الحاضر بعقلية الماضي .
إذا كان مدخل النص يوحي باتخاذ القرار فالمؤلم أن قرار الهروب من المعترك رغم سلبيته فالكاتب جعله تكتيكا ، فهو ليس هروبا حقيقيا بل هو محاولة رؤية المشهد كاملا ، فهو يريد لبطله أن يرى الحقيقة بكل تجلياتها ، فهو انخراط حقيقي لمحاولة فهم ما يجري ، علما أن الحقائق تتصارع بشكل مبالغ فيه ، فالمرجو من الحقائق هو التكامل وليس ذلك التنافر الذي لن يؤدي إلا مزيد من التقهقر ومحاولة كل حقيقة إقصاء الأخرى لتستفرد بالساحة و جعلها تعود إلى المربع الأول .

لفتة جميلة في النص أن الهروب لا يجدي في شيء ، فأنت تعيش مرحلتك سواء كنت منخرطا فيها أو اخترت الهامش ، فحدث شراء الحذاء وإن كان للحذاء رمزيته في ثقافتنا " فهو رمز للقهر ، رمز للنتانة ، رمز حتى للزينة عند النساء ، رمز للمقاومة " حذاء الصحفي العراقي " فأظن أن اختيار الحذاء كان متعمدا في النص لكونه يحمل تلك الحمولة المتعددة من جهة ومن جهة أخرى لكونه مزدوجا ، و نحن كما شرحت سابقا لا نحب هذه الازدواجية و هذا التعدد فنحب أن نرى الحذاء كوحدة كلية كحقيقة واحدة ، فالكاتب وفق بشكل باهر في توظيف الحدث للتعبير عن الواقع .
أظن أن من أقوى نقط النص هو توظيف مصطلح التخصص ففي لا شعورنا و حتى أيضا في وعينا لا نزال نريد ذلك الشخص الكامل الشخص الملهم ، أو ما يسمى بثقافة الزعيم ، أو حتى في الجانب العلمي ما نسميه بالإنسان الموسوعة المتبحر في كل العلوم ، وهذا طبعا ليس إلا ذلك التوغل الفاضح لثقافة الشمولية وثقافة الحقيقة الواحدة ، بل حتى الإنسان العادي في ثقافتنا نجده يشارك في كل النقاشات و لا يتحرج إطلاقا في إبداء رأيه في كل الأشياء في حين أن الإنسان الغربي يؤمن بالعلمية والتخصص فنجده عندما يسأل عن موضوع لا يفقه فيه يجب بكل بساطة أن هذا ليس من اختصاصي .
من النقط القوية أيضا في النص ذكر السمسرة المقرونة بالدعاية وهذه من أهم معضلات اليوم و هي من سيئات التعدد غير المعقلن ، فالمغالاة والأسلوب الإشهاري والدعائي تعتبر حقيقته غير علمية ، ونحن في عالمنا العربي ، لازلنا لانميز بين الحقيقة العلمية الثابتة والحقيقة العاطفية التي تستند إلى بعض الإيجابيات و تغفل ذكر السلبيات .

نهاية النص أكثر من رائعة فهي توصيف حقيقي للإنسان العربي التائه المنقسم على ذاته المضطرب الذي يحتاج إلى معرفة ذاته و عدم القفز على نواقصة و التي يشير فيها الكاتب أن الحقيقة الواحدة لا يمكن أن تجعلك في عالم اليوم تسير سويا .




ايوب صابر 07-02-2013 12:27 PM

اقتباس "اتخذت القرار ، هروبا من هذا المعترك المتفجر ،،، أطفأت التلفاز ،، ،وقرررت أن أشتري حذاءا أسودا فخما يكون لي عونا على السير المريح وواجهة مشرفة لشخصية (مثقفة مثلي ) !!!انتقيت أفخم الدكاكين ، حيث تحفظ الأحذية بكرامة ،لا ولن يحلم بها مواطن شريف من قبل لجان حقوق الإنسان ،،!!!"

جهد طيب بذله الاستاذ ياسر علي في محاولتة لسبر اغوار هذا النص البديع كما هي كل نصوص الاستاذ محمد نديم، وقد يكون صحيح ما ذهب اليه الاستاذ ياسر فالنصوص العبقرية كهذا النص تحمل في الغالب اكثر من بعد ويمكن تأويلها او قراءتها من عدة زوايا.
لكنني اتصور بأن الاستاذ محمد قد لمح الى ما اراد قوله في هذا النص الذي صاغه بلغة رمزية. وهذه الاشارات هي هروبهه ( من هذا المعترك المتفجر ) والذي كان يدور حوله الحديث في التلفاز، ومن شدة مرارة ما شاهد في التلفاز قرر بطل القصة الهروب سيرا على الاقدام لعله يخفف عن نفسه قرف ما كان يشاهد من ازمة متفجرة. وهنا جاءت الرمزية بأن شبة الاستاذ محمد كلى طرفي الخلاف الذي سبب الازمة المتفجرة بفردتي احذية وقرر الانسلاخ عنهما والانزواء مبتعدا عن هذا القرف الذي ادى لتلك الازمة المتفجرة، وفي ذلك دلالة على انتقاد الاستاذ القاص لما وصلت اليه الامور في مصر بحيث اصبح مجرد مشاهدة ما يدور في الساحات مقرف يستدعي الانسلاخ عنه، وربما ان السطر الاخير ما يشير الى حالة الانقسام السياسي التي اوصلت الشخص الى حالة من الانفصام فوجد نفسه يسير في اتجاهين مختلفين.

يبدو ان الاستاذ محمد اراد ان ينتقد الوضع المتفجر في مصر ومرارة هذا الوضع الذي ادى لحودث انفصام لدى الفرد الواحد فاصبح يسير في اتجاهين مختلفين في نفس الوقت ربما.

رضا الهجرسى 07-03-2013 06:48 AM

المبدع والمفكر ..محمد نديم ..
ليس عندى ما أضيفة بعد قراءاتى لتحليل المبدعين ..
ألا ملحوظة صغيرة .. تصحيح هذه الجملة ..
روح اتصرف في الفردة الشمال ،،، وسأحتفظ ( لك ) بالفردة اليمين حتى تعود ...!!!
كل تقديرى وودى لنصك الراقى


الساعة الآن 07:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team