منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   غسقية الألوان (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11234)

عبدالله باسودان 05-29-2013 05:31 PM

غسقية الألوان
 
غسقية الألوان

غسقية الألوان ترمقني , تعرّي جسمي الذاوي
صد يداً أسوداً من محجري
قلبي هدايا العنكبوت
تنداح آلاماً ، تحيل النغمة الكبرى أثيراً أسوداً ،
تطفيْ من روحي حقول
النور بستاناً مقيت

ويلاه انفلتت رؤى الحرية الزرقاء من فكري
تخضّ النسمة الخضراء أسياطاً
لينهشها ذباب الرعب
يمضغها السكوت
ظلاماً أسوداً ، لا لم أزل دوامة بلهاء، لا ..
لا لم أزل حقلاً من الديدان في جسمي أنا،
لا لم أزل شبحاً يفتش عن مصير ،
شبح ٌ يحدق لم يزل في الصخرة الصماء منهوك
القوى تعباً ، وصوت الرعب يأمره
فيرتعد الصدى الخلوي فراراً يستجير

غسقية الألوان ..
لا الأيام ، لا الأعوام تدفنها
سيوف الفكر لم تهرق دماء الرعب
في أعماقها الحبلى بموتاها
تحيل الفكر ضرباً من جنون

ما عاد ينسفها (بروموثيوس) ينخر كل عرقٍ في زواياها
يعيد الفرحة الكبرى (صديداً)
لم تزل لتحك في عيني ملايين العيون

ويلاه يا ويلاه : هل من ملجأ نلقي المصير
نبعثر الفلوات ، نهزمها الرياح الهوج
نعصف كل عرقٍ في زواياها
"ليومٍ نستريح"
يوماً ، لنأسر صمتنا الخلوي ، نطلقها قيود الأسر ِ
في الأفاق ، نكتشف المدى الغسقي " يوماً نستريح"

متعب الروقي 05-30-2013 03:04 AM

غسقية الالوان رائعة وانت الاروع
جمعت فيها الدر من كل النواحي الاربع

آية أحمد 05-30-2013 05:53 PM

جفل القلم يوم أمس، وأراه اليوم يأبى الحراك
أمام هذا الجمال الذي أخرس كل وصف
فما وجدتُ غير كلمة رائع، رائع، إلى ما لا نهاية

بوركت أستاذي الشاعر عبد الله

عبدالله باسودان 05-30-2013 08:01 PM

الأستاذ الجليل متعب الروقي

سررتُ جداً بمرورك وبتعليقك الرائع.

جزاك الله خيراً.

عبدالله باسودان 05-30-2013 08:06 PM

الأستاذة الأديبة والناقدة القديرة آية أحمد

هذه القصيدة لها تاريخ، كتب عنها كثير من النقاد، والبعض من أصدر كتباً عنها وعن المساجلات التي دارت حولها . ومن الذي كتب عنها د. سعيد الجريري مدير اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. من جملة ما قاله :
بهذه الأسطر الشعرية حاول عبدالله باسودان أن يصدم الذائقة الشعرية القارَّة في حضرموت في مجتمع تقليدي مطلع ستينيات القرن الماضي ، إذ نشر قصيدته غسقية الألوان ، بصحيفة الرائد المكلاوية ، وهو لم يزل يخطو باتجاه العشرين من عمره ، فانبرى له الأديب الذائع الصيت محمد عبدالقادر بامطرف بنقد لاذع ، تطوّر إلى سجال أدبي على صفحات الرائد بين الأديب المشهور والشاعر الطري العود. .
وقال أحد النقاد :
إنه جيل الستينيات الذين فتحوا وعيهم على مساجلة أدباء عصرهم...
جيلك با سودان الذي أسّس لشرعية التّجديد في عصره فوزّع الكلام وابتكرمعان وأحاسيس تعبّر عن معاناة لم يعشها أديبنا محمد عبد القادر با مطرف. .
ولا غرابة أن ينبري الاديب في نقد لاذع والمسألة لا يمكن تفسيرها الا باعتبار المقاربات الثقافية لجيل با مطرف....ذلك أن الشّعربقوالبه القديمة عندهم هو الشّكل الأسلم والأقوم للتّعبير..
.فكيف يطلّ شاعر طريّ العود كما قالوا ليعلن تحررا وانعتاقا ويطلق دون انذار العنان واللّسان معبّرا عن أحاسيسه بما يكمن في جيله من سمات خاصة..
انها ضربة البداية منك با سودان لا توحي لغيرك ممن سبقوك وتربعوا على مملكة الشعر بهناء وصفاء وودّ..
.وأنت سيدي في صراعك المبكر اقتلعت مكانا ليس لك وحدك بل لكل جيلك.
اليوم انتم ينابيع الابداع امتلكتم ناصيته وذاع صيتكم وصرتم من القامات الأدبيّة القديرة...
أردت أن احييكم با سودان بالبحث في ظروف كتابتكم لهذه القصيدة البكروقد استعنت بما كتب وقتها عنها وما صاحبها من ضجّة
فتحيّة تقدير لمسيرتكم الحافلة بالنّجاحات
.[/
color]


الساعة الآن 04:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team