منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   ليلة رائعة للأحلام !! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11192)

حسام الدين بهي الدين ريشو 05-19-2013 06:05 PM

ليلة رائعة للأحلام !!
 
ليلة رائعة للأحلام !!
==========
حسام الدين بهي الدين ريشو
================

في لحظة لم يظهر فيها وراء الغيم شعاع ضوء
فالقمر شبه غائب
وظلمة الليل تسدل أستارها
بينما أعمدة الاضاءة تشكو شحوب المصابيح !
رآها عن بعد
بعد خمس سنوات من التخرج بالكلية
رآها كما كانت ..
شقراء جميلة ذات غمازتين واهداب تصل الى منتصف وجهها
وجه يلهب الاحساس من أول رؤية كالذي يكتب عنه الأدباء
يتألق دائما بمقلتين رائعتين لهما مقدرة على الاستقطاب والأحتواء ... وتضاريس خصبة الأنوثة في رقة لا حد لها .
بينما هو كان يعاني من جراح بالقلب .. تجعله في خدر يائس يأخذ بأعصابه وقواه ...
فاقد الثقة في اللغة وكلماتها التى تشكل عبارات لامعة لِمعانٍ زائفة رغم أنه يحمل بعضا من الكتب بين يديه
يسير مضطرب الخطى كمن ضل طريقه في ظلمات مدينة غريبة !!
عندما اقتربت منه وتأملها مليا شعت الدهشة في عينيه
حاول أن يتحدث .. لم يستطع
فقد القدرة على النطق
وان كانت أنعشته رائحة خافتة كانت تتميز بها .. كوكتيل من القرنفل والعنبر وعرق مسامها ذو الرائحة الآسرة !!
نظرت اليه بدلال وهى ترد عن كتفيها شعرها الأسود ..
قبل أن يأتيه صوتها هامسا من بين شفتين رطبتين وكأن قطرات الندى قبلتهما للتو !
سألته ضاحكة :
أما زلت حيا أيها الشاعر ؟
شم في صوتها رائحتها المميزة كأنثي مختلفة دائما ..
وكملاك ضل طريقه
فارتجف كعصفور صغير سقط من عشه قبل أن يجيب :
ما زلتُ .. كما أنك ماتزالين
ثم أضاف :
ماذا تفعلين هنا ؟
قالت بصوت يشرق بالوجع ونبرات منكسرة أقرب الى الحزن :
أبحث عن مكتبة .
. أريد رواية " الحب الضائع " لعميد الأدب العربي
شعر بأن كلماتها ترفرف بين جوانحه
وبلوعة طفل تم انتزاعه من حضن أمه أجاب :
هناك مكتبة على بعد خطوات
ولكن ربما يكون من الصعب أن تجديها هذه الأيام ..
وعلى أية حال يمكننى اهدائك نسختى !!
في المكتبة لم يجدا الكتاب .. قال لهما البائع ضاحكا :
لم يعد هناك حب ليضيع ... عليكما بسور الأزبكية !
خرجا وكل منهما يقول في ذات اللحظة : حقا !!
الى كافتيريا بجوار المكتبة أشار داعيا لها لتناول الشاي
لم ترفض
استجابت لنداء حزين ينطلق من مقلتيه !!
جلسا في ركن لا يدركه الضوء الا يسيرا
وانتابها احساس أنه ممزق ومتآكل من داخله
قالت بحياء :
يبدو أن القصة تمثل لكلينا شيئا مشتركا !!
أخرجت كلماتها ذكرياته من مكامنها ..
بينما رهيف أجفانها يبث شيئا من حنان ؛
وجاءت كلماتها تكسر عزلة قلبه
والحزن المقيم في أعماقه ؛
وبدا كأن شظايا روحه تلتئم من نظراتها وكلماتها !!
سألته :
متى نلتقي لتهدينى " الحب الضائع " ؟
نظر اليها
وسكب في مقلتيها نداء وتوسلا أو استعطاف ألا تتأخر عن الموعد
وتركته وقلبه صار كأعشاب تم ريها في اللحظة فانتعشت !!
وعاش طيفها يرفرف على كل مكان يذهب اليه ..
على جناح احلام تلك الليلة ...
يشعر به كخفق جناحي طائر
أو حفيف أوراق الزهور !!
وعاش يترقب الموعد كطفل صغير
يترقب عودة قريبة لأبيه من السفر !!

آية أحمد 05-20-2013 04:43 PM

أرجو أن لا يطول به الانتظارعلى ناصية
زمن أنكر الحبّ فما عاد يبكي ضياعَه...

قصة شاعرية نقلتنا إلى زمن رومانسي جميل
افتقدناه في ضوضاء حياة فقدت طعم الاحلام
وليالي الأنس تحت ضوء القمر بعد أن غزت
المصابيح الملونة سماء ليالينا...

رائع كعادتك أ. حسام الدين

مازن الفيصل 05-21-2013 12:33 PM

ما أروعنا في لغة الأحلام...
نجيدها ونتقنها كوسيلة لهروبنا من واقعنا المؤلم
نجد فيها متنفسا وحيدا قادرا على زرع الابتسامة والأمل
أبدعت أخي حسام
دام لنا خيالك بهذا العطاء الجميل
تحياتي

عبدالحكيم مصلح 05-21-2013 05:08 PM

أخي الفاضل حسام الدين حفظه الله

مُبدع أنت في النصوص ، حتى في إختيار الأحلام تجيد رسم نصوصها في الذاكرة ،

تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ،

صفاء الأحمد 05-25-2013 02:54 AM

بالفعل هي ليلة رائعة .. لكنها ليلة واحدة فقط !

كم أتوق للحظة واقع يشبه الأحلام .. !! عندها فقط سأقول ( لا يزال الحب بخير )


متألق كعادتك أستاذ حسام ..

لك صافي الود وكل الورد سيدي .

حسام الدين بهي الدين ريشو 05-26-2013 01:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية أحمد (المشاركة 146934)
أرجو أن لا يطول به الانتظارعلى ناصية
زمن أنكر الحبّ فما عاد يبكي ضياعَه...

قصة شاعرية نقلتنا إلى زمن رومانسي جميل
افتقدناه في ضوضاء حياة فقدت طعم الاحلام
وليالي الأنس تحت ضوء القمر بعد أن غزت
المصابيح الملونة سماء ليالينا...

رائع كعادتك أ. حسام الدين

مثله
بالتأكيد
سيطول به الانتظار
أتصور أنه ماعاد للحب أهل
غير مانراه في قصائد الشعراء

لكن شهادتك
استاذتى / آية أحمد
تعد فخرا للنص
وكاتبه
شكرا جزيلا
وكونى بألف خير

حسام الدين بهي الدين ريشو 05-27-2013 01:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن الفيصل (المشاركة 146977)
ما أروعنا في لغة الأحلام...
نجيدها ونتقنها كوسيلة لهروبنا من واقعنا المؤلم
نجد فيها متنفسا وحيدا قادرا على زرع الابتسامة والأمل
أبدعت أخي حسام
دام لنا خيالك بهذا العطاء الجميل
تحياتي

هناك
واقع يكون احيانا أغرب من الخيال
والأحلام
رغم أنها متنفسنا الذي نقاوم به خيبة الرجاء

استاذ / مازن الفيصل
شكرا لعطر مرورك
وكن بألف خير

حسام الدين بهي الدين ريشو 05-28-2013 10:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 146994)
أخي الفاضل حسام الدين حفظه الله

مُبدع أنت في النصوص ، حتى في إختيار الأحلام تجيد رسم نصوصها في الذاكرة ،

تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ،

أستاذى الفاضل / عبد الحكيم مصلح
دائما يروق لي عذب كلماتك
على متصفحي
لك من القلب ألف تحية
ولبهية المدائن
كل حب
فك الله أسرها
كن وهي بألف خير
واسلما من كل سوء

محمد فجر الدمشقي 05-29-2013 01:17 AM

نص بوحي سردي جميل
عابه نوعا ما الإغراق في السردية القصصية فبدا أشبه بقصة قصيرة و ليس خاطرة
التعابير كانت أنيقة براقة لكن كان يمكن نثر الحادثة بطريقة أكثر ميلا للبوح و التعبير من السرد
محبتي

حسام الدين بهي الدين ريشو 06-02-2013 02:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشويات (المشاركة 147222)
بالفعل هي ليلة رائعة .. لكنها ليلة واحدة فقط !

كم أتوق للحظة واقع يشبه الأحلام .. !! عندها فقط سأقول ( لا يزال الحب بخير )


متألق كعادتك أستاذ حسام ..

لك صافي الود وكل الورد سيدي .

صدقينى
لم يعد الحب بخير
ولذلك نكثر الأحلام عنه
الناس ضلت بأوهام الهوى
والحب يئن من حماقات تُرتكب بأسمه

استاذتى / صفاء الشويات
دائما تحرك كلماتك سكون العقل
وهدوء الفكر
شكرا
ودمت بألف خير


الساعة الآن 08:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team