منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   أريد حقوقي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11115)

ياسر علي 05-06-2013 12:32 AM

أريد حقوقي
 
خرج للتو من مخفر الشرطة ، مشتكيا مما لقيه من تلك الجارة الجديدة الساكنة في العمارة ، كان ألزم نفسه وأسرته التقوقع حول الذات في محيطهم الضيق ، كلفه ذلك تحمل مصروف زائد نهاية كل أسبوع ، فيسافر بعيدا عن المكان وساكنيه ، فيسري بأهله وأولاده في فضاءات الله الواسعة ، مرة يزورون القرى السياحية المتناثرة حول الساحل ، وأحيانا يصلون أرحامهم الموزعة على مدن مختلفة ، الجارة الجديدة تحشر أنفها الطويل في كل شيء ، كسبت ود زوجته التي جعلتها والوحدة هدفا سهلا ، وقلة خبرتها الاجتماعية وطن في عمقها سذاجة الطباع ، الجارة خبيرة بكل أصناف النساء ، ما إن ترى الوجه حتى تستشف القلب ، ما إن تسمع النغمة حتى تعزف على الوتر الحساس ، تقدم لها دروسا توعوية بتدرج متقن ، تحكي لها عن بطولات النساء ، فتظهر حياتهن سمنا عى عسل ، فتصقل حياتهن كأنها مخرجة أفلام دعاية ، فهذه سلوى صيرت زوجها خاتما في أصبعها لا يرفض لها طلبا فهي الأميرة المتحكمة ، وهو الخادم المسكين ، تأمر فيطيع ، تنهر فيرتدع . أما جارتي السابقة لمياء فتلبس من الفساتين آخر الصيحات ، و من الحلي ما شعت أحجاره الكريمة ، و برق معدنه ، و تلألأت ومضاته . يا أختاه إن حدتثك عن قريبتي سارة بنى لها زوجها قصرا بحديقة وحمامات و بهو يكبر شقتك ، وتملك شقة تمضي فيها أوقات فراغها مع صديقاتها وهي مفروشة عن آخرها بأجمل المفروشات وألينها ، لا تسألي عن مطبخها فيه كل جهاز خطر ببالك ، أما غرفة نومها فمراياها وحدها جنة ، ناهيك عن سريرها الوثير ومخداته الحريرية و بطانياتها المصنوعة من الفرو القطبي ، أما الإضاءة فتحدثي عن الثريا كأنك بين النجوم ، شقتها مكيفة طبيعيا تخترق جدرانها مياه دافئة شتاءا وباردة صيفا . لكن تبقى الحرية هي الأساس يا صديقتي ، فغادة تفعل ما يحلو لها تحضر الحفلات و ترقص في السهرات ، لديها سيارة وخادمة وقريبا سيكون لها سائق ، فقط لم تعثر بعد على الذي يواتي نفسها الحالمة ، فهي صاحبة ذوق رفيع ، ماذا أقول لك صديقتي ، هناك نساء على قدر النساء وهناك نساء حرمن أنفسهن ورضخن صاغرات ، هؤلاء فضلن الذل و لا يستحقن حتى الشفقة .
يتغير سلوك الزوجة التي تجلت أمامها حياتها جحيما لا يطاق ، فهي صاحبة الجمال الفتان و النسب الأصيل و الكبرياء الشامخ ، أنا أنثى حقيقية ، أنا التي كانت أحلامي واسعة فسيحة ، كيف قزمت نفسي ، واستصغرت روحي و قبلت بهكذا حياة ، كنت أرى نفسي بطلة من بطلات الشاشة ، متأنقة في كسوات شفافة وأحذية براقة ذات عقب طويل يزيد من رفعتي وعلو كعبي ، ما هذه الجلابيب الداكنة ؟ ما تلك العباءات ، ما هذه الخيام ؟ أنا قضيت على نفسي ، وأدت أنوثتي ، من أجل ماذا ؟ لا أعلم من أين أتاني هذا الغباء ؟
- ما المعمول حبيبتي ؟
ماذا تفعلين ؟ هه و هل هذا سؤال ؟ طالبي بحقوقك يا امرأة ، فنحن في عالم الحقوق غير المنقوصة ، كفى من عيش الدل والهوان ، فالمرأة وصلت إلى كل ميدان ، فإن عجز زوجك عن توفير متطلبات العيش الكريم ، فاخرجي إلى العمل وانسجي خيوط مستقبلك بنفسك و تصرفي في مالك على هواك ، وتحرري من هذه الأفكار البئيسة ، هو لن يرضى بخروجك إلى العمل سيوفر لك كل شيء فهم متخلفون وحتى إن رضي لا تحملي هما فأنا هنا للمساعدة .
تفاجأ الزوج بتحول حياته إلى جحيم ، لسان حبيبته يطلق الرصاصات تلوى القذائف ، بركان نشيط يتثر الحمم بلا توقف ، تريد كل شيء دفعة واحدة ، يلبي بعضا من الطلبات فتزداد لائحتها يوما عن يوم ، اقترض وكاد يفلس وهي راكبة صهوة المزيد ، تعاتبه بدون توقف ، تتهمه قائلة " أيها السارق ، أين كل الأموال التي جمعتها وكدستها ونحن نعيش على الخبز الحافي ، ونشرب الماء والزغاريد ، حقق طلباتي وإلا خرجت إلى العمل ، عوضني عن سنوات البؤس التي قضيتها في هذا القفص ، وتلك الأفرشة البالية ، لم أطالبك بعد بسيارة وسائق ، وحضور الحفلات مثل النساء الحقيقيات ."
" يا حبيبتي اتق الله في عرضك وأبنائك فهذه فتن ما أنزل الله بها من سلطان "
"أتتهمني في عرضي أيها الفاشل ، من أنت ومنهم أهلك وعشيرتك ، ألم تتنازل عن حقك في الارث لأن أمك استعطفتك "
سمع أمه في درج كلامها فثارت هشاميته ، فنزل على وجهها بصفعة فازرورقت وجنتها ، صاحت بكاء وعويلا ، فإذا بالجارة تدفع الباب ، وتدعوها إلى بيتها ، طردها الزوج وزوجته تدافع عنها بقوة ، بكى الأطفال بكاء مريرا وهم يرتعدون خوفا من غضبة أبيهم ، و يشاركون أمهم دمعها الغزير ، ونحيبها المستمر .
رجع من عمله و لم يجد لهم أثرا فتوجه إلى الشرطة ، مساء تزينت يدا الجارة بدملجين توأمين لا ينفصلان ، إنها شريرة مبحوث عنها تستدرج البنات والنساء إلى .......

حامد الشريف 05-06-2013 08:46 AM


[justify]
في الحياة عموماً ينبغي أن يكون لنا استقلالية في شخصياتنا وقراراتنا في أفكارنا وأطروحاتنا ، سيرنا خلف أحدهم وإن علا شأنه أو زادت قيمته الأدبية أو الاجتماعية لن يقودنا إلا للضياع ولن نجني من وراء ذلك إلا فقدنا لقيمتنا الحقيقية وضياع هيبتنا وإهدار كرامتنا فالناس من حولنا لن يحفلو بتغييرنا أو التأثير علينا وسيلتفتون لقدوتنا فقط لأنه هو المحرك الأساسي لكل الإمعات المحيطين به .
هذه المرأة ليست كائن فضائي ، هي موجودة قطعاً في كل المجتمعات وخاصة المجتمعات المتخلفة مثل مجتمعاتنا العربية حيث التبعية سلوك اجتماعي يتباهى به الجميع وتغييب الفكر في كل ما يدور حولنا ضمن استراتيجيات التعليم لدينا فينشأ ناشئ الفتيان فينا كما علمه شيخه أو قدوته ، يفكر بل يرى ويسمع ويتحدث من خلاله ، وتكون النتيجة كوارثية عندما يكون هذا القائد إمرأة حيث تتداخل العواطف والنوازع النفسية مع الرغبات والخلافات الشخصية في تشكيل المريدين والاتباع فتظهر توليفة عجيبة لا تعرف له هدفاً ولا ترى له أي استراتيجية ، متلونة كل يوم تظهر بلون جديد .
من المفترض أن يكون لدينا المضادات النفسية لمثل هذه العينة بالتربية السليمة التي تخلق منا شخصيات مستقلة لها قراراتها لا ترضى إلا بما يخاطب عقولها ، وتنهج الاقناع بالحوار والمنطق طريقاً للتغيير حتى في الدين يستحضر الدليل من القرآن والسنة قبل تورع الشيخ أو قناعاته الشخصية التي لا يلزم بها إلا نفسه حتى لا نكون في النهاية قطعاناً تسير خلف راعيها .
عذراً أخي الحبيب ياسر ولكن بالفعل قصتك جسدت واقعاً يعيشه كل أفراد المجتمع بجنسيه عكس ما يحدث في المجتمعات الغربية حيث يقل تأثير مثل هذه الظواهر لتربيتهم السليمة التي تخلق في داخلهم التفرد بالأراء وتكون التبعية الفكرية في أضيق حدودها ويتطلب لذلك قدرات غير طبيعية لدى القائد لمخاطبة عقول متابعيه حتى يخلق منهم جيشاً يسير خلفه .
تقبل مروري الممل وعذراً على الإطالة ... أخوك حامد الشريف
[/justify]

صفاء الأحمد 05-06-2013 02:55 PM

( إن كيدهن عظيم )



قصة تلمس واقع الكثير من النساء ..

مودتي.

آية أحمد 05-07-2013 06:12 PM

من قلب الواقع استقيت أحداث قصتك،
الإشكال يتعلق بأمرين:
واحد كما وصفه الأستاذ حامد الشريف
وهو نقص المضادات النفسية التي تقي
الانسان التبعية فلا يكون إمعة تحركه خيوط
الآخرين كدمى...
والثانية انعدام المضادات الدينية، إذ الوازع الديني
من شأنه أن يحصن الانسان عن اتباع الهوى
فكانت هذه المرأة ستتصدى لجارتها بقوة
لو كان للدين وتعاليمه ثبات في قلبها.

قصة جميلة بأفكارها وصياغتها ونهايتها
غير المتوقعة...
تحياتي أ. ياسر

ياسر علي 05-22-2013 11:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حامد الشريف (المشاركة 145932)

[justify]
في الحياة عموماً ينبغي أن يكون لنا استقلالية في شخصياتنا وقراراتنا في أفكارنا وأطروحاتنا ، سيرنا خلف أحدهم وإن علا شأنه أو زادت قيمته الأدبية أو الاجتماعية لن يقودنا إلا للضياع ولن نجني من وراء ذلك إلا فقدنا لقيمتنا الحقيقية وضياع هيبتنا وإهدار كرامتنا فالناس من حولنا لن يحفلو بتغييرنا أو التأثير علينا وسيلتفتون لقدوتنا فقط لأنه هو المحرك الأساسي لكل الإمعات المحيطين به .
هذه المرأة ليست كائن فضائي ، هي موجودة قطعاً في كل المجتمعات وخاصة المجتمعات المتخلفة مثل مجتمعاتنا العربية حيث التبعية سلوك اجتماعي يتباهى به الجميع وتغييب الفكر في كل ما يدور حولنا ضمن استراتيجيات التعليم لدينا فينشأ ناشئ الفتيان فينا كما علمه شيخه أو قدوته ، يفكر بل يرى ويسمع ويتحدث من خلاله ، وتكون النتيجة كوارثية عندما يكون هذا القائد إمرأة حيث تتداخل العواطف والنوازع النفسية مع الرغبات والخلافات الشخصية في تشكيل المريدين والاتباع فتظهر توليفة عجيبة لا تعرف له هدفاً ولا ترى له أي استراتيجية ، متلونة كل يوم تظهر بلون جديد .
من المفترض أن يكون لدينا المضادات النفسية لمثل هذه العينة بالتربية السليمة التي تخلق منا شخصيات مستقلة لها قراراتها لا ترضى إلا بما يخاطب عقولها ، وتنهج الاقناع بالحوار والمنطق طريقاً للتغيير حتى في الدين يستحضر الدليل من القرآن والسنة قبل تورع الشيخ أو قناعاته الشخصية التي لا يلزم بها إلا نفسه حتى لا نكون في النهاية قطعاناً تسير خلف راعيها .
عذراً أخي الحبيب ياسر ولكن بالفعل قصتك جسدت واقعاً يعيشه كل أفراد المجتمع بجنسيه عكس ما يحدث في المجتمعات الغربية حيث يقل تأثير مثل هذه الظواهر لتربيتهم السليمة التي تخلق في داخلهم التفرد بالأراء وتكون التبعية الفكرية في أضيق حدودها ويتطلب لذلك قدرات غير طبيعية لدى القائد لمخاطبة عقول متابعيه حتى يخلق منهم جيشاً يسير خلفه .
تقبل مروري الممل وعذراً على الإطالة ... أخوك حامد الشريف
[/justify]





أستاذي العزيز حامد الشريف
قراءتك للنص زادته ألقا و زادته قيمة و وزنا ، قراءتك جملته و زينته فأضحى مقربا إلى النفوس ، شكرا لك أستاذي الفاضل لتكريمك لهذا النص بهذه القراءة الواعية .



ياسر علي 05-22-2013 11:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشويات (المشاركة 145959)
( إن كيدهن عظيم )



قصة تلمس واقع الكثير من النساء ..

مودتي.


الأستاذة صفاء
سرني وجودك وحضورك .
شكرا على ما تفضلك بمتابعة ما ينشر في منبر القصة
تحياتي



ياسر علي 05-22-2013 11:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية أحمد (المشاركة 146047)
من قلب الواقع استقيت أحداث قصتك،
الإشكال يتعلق بأمرين:
واحد كما وصفه الأستاذ حامد الشريف
وهو نقص المضادات النفسية التي تقي
الانسان التبعية فلا يكون إمعة تحركه خيوط
الآخرين كدمى...
والثانية انعدام المضادات الدينية، إذ الوازع الديني
من شأنه أن يحصن الانسان عن اتباع الهوى
فكانت هذه المرأة ستتصدى لجارتها بقوة
لو كان للدين وتعاليمه ثبات في قلبها.

قصة جميلة بأفكارها وصياغتها ونهايتها
غير المتوقعة...
تحياتي أ. ياسر



الأستاذة آية أحمد

هو الضعف الإنساني يستغله البعض للنصب و الاستغلال
هي النفس الطيبة يسهل خداعها
هي مفارقات نعيشها كل يوم
ذلك الصراع الذي سيبقى دائما بين الخير والشر .

أنا ممتن لهذه الإضافة الشافية التي نورت بها النص .
شكرا لحضورك الكريم



الساعة الآن 02:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team