![]() |
خطوة إلى عالم الكبار.. !
خطوة إلى عالم الكبار!
وقفت أمام مرآتي أتأكّد من حسن هندامي، مرتدية سروال (جينز) مفضل عندي وقميص ألوانه ربيعية زاهية، منتعلة حذاء كعبه عالٍ، اسميته "الدبّابة" لكونه ضخما، أحضرته صديقة هديّة في عيد ميلادي الثامن عشر منذ أسبوع. اكتفيت بوضع لمسات خفيفة من الزينة، وحين أرضتني مرآتي، غادرت متوجّهة إلى جامعتي حيث أدرس في سنتي الأولى. مشيت أتهادى بالشارع، يغمرني إحساس بأنوثتي، لسماعي عبارات الغزل والإطراء من السيّارة في الشارع، رغم عدم شعوري بالراحة مع تلك الدبابة. "أوه، فرك حجر صغير تحت كعبي، ربّاه، لا أستطيع حفظ توازني ولا أجد ما أتشبّث به." سقطت بكل ثقلي على ركبتيّ في وضع السجود، هذا أدى لإصابتي بجرح بليغ في إحداهما وتمزّق سروالي عندها، "أي.." اختلطت المشاعر، ألم الجرح والحرج. استويت على قدميّ بسرعة من شدة ارتباكي. عدت إلى بيتي، لاستبدال البنطال بآخر ناعم الملمس خفيف، وغضضت النظر عن تبديل جوربي (الكامل من النايلون) وقد ثقب ثقبا كبيرا جهة الركبة وانتسل، فكّرت: "الوقت ضيق، لا بأس، فالسروال كفيل بتغطيته" وقمت أيضا باستبدال الدبّابة بحذاء آخر مريح. غذذت السير لتعويض الوقت الضائع. "الحمد لله الحافلة المخصّصة لخط سيري قادمة" توقّفت قربي، ابتسمت لسائقها اللّطيف، تعوّدت الركوب معه منذ بدء الفصل الدراسيّ، هو ودود، تجاوز الأربعين من عمره، بدين ذو كرش ضخم يتدلّى لأسفل. أشار بيده إلى المقعد الأماميّ خلفه مباشرة وانطلق فجأة. قعدت فورا حيث أشار، خشية السقوط مرّة أخرى، ابتسم لي من خلال مرآته معتذرا، فاكتفيت بهزّة من رأسي وابتسامة: أن لا بأس. سرحت في أفكاري، أرنو إلى ساعتي أرقب الوقت يمضي مهرولا، انتبه السائق لاضطرابي، وقاد بسرعة. فجأة شعرت بألم بسبب جرح ركبتي، يصاحبه خدر غريب، وشعور بالتنميل ودبيب كأنّ ألوف من النمل تغزوني. تنهّدت ألما: "لربّما عادت ركبتي تنزف من جديد." واستمرّت الحالة، تهدأ برهة وتعود بقوّة. قاربنا على الوصول، فانحرف السائق فجأة إلى طريق الجامعة الفرعي: " ما أحسنه لقد تذكّرني، وكم أنا ممتنة أنّه يريد تجنيبي صعود هذا المرتفع الشاهق إلى مباني الجامعة." الانعطاف المفاجئ أدّى إلى أن تنزلق سترته -المعلّقة خلفه- من مكانها، فرأيت يده. - يا إلهي.. أصابعه ممتدّة إلى ركبتي تداعبها وتتحسّسها. ما أفظع الأمر، شعرت بالاشمئزاز والغثيان يكاد يقلب معدتي. هببت من مكاني واقفة وسط الحافلة، بصعوبة أحفظ توازني، رأيت الجالس على المقعد المجاور ينظر إلي نظرة خبث، ويبتسم بمكر. صحت غاضبة بالسائق: قف عندك، أريد أن أنزل الآن قبّحك الله. نظر إليّ مستغربا، وكأنّه يقول: ما بك؟ منذ قليل كنت تتنهدين! يبدو أن الثقب في جوربي جعله يركّز على موقع الجرح في ركبتي، الألم شتتني عن تمييز تحرّشه بي. لكنّه تجاوب مع الأمر فورا، وتوقّف خوف الفضيحة. |
اقتباس:
لكن هذه الخطوات غالبا ما تصطدم بالعيون المتربصة من الذئاب البشرية .. سرد عفوي يحيلنا إلى فترة من فترات العمر الزاهية حيث نخطو خطواتنا الأولى لنكون كالكبار . سعدت بقراءة قصتك ريما وأنتظر المزيد .. مودتي وورودي . |
الكاتبة والأديبة السيدة ريما :
كلماتك المنظمة التي جاءت بعفوية سجلت لنا عدة قضايا في حياتنا نحن بني البشر ومنها : الطالب الجامعي وهو يتجه إلى الجامعة في سنته الأولى متأبطا آمالا كبيرة لبناء مستقبله غير الواضح ، ثم هذه الثقة في النفس بعد الإستعانة بالمرآة ، ثم أحداث صغيرة لها مكانها في القصة ومدلولاتها : الكعب العالي وضعف الثقة فيه والوقوع بسبب حصاة تأتي تحت الحذاء ثم العودة إلى البيت وتغيير البنطال .... والسائق وما أدراك مالسائق في إبتسامته الودودة وحركاته المشبوهة ، ووأخيرا مغادرة الحافلة وأنت تتميزين غيظا وهو يسأل : لماذا ؟ متجاهلا وقاحته . كل هذا في نسج قصصي ممتع ينغرس فيه القارىء وما يلبث أن تنتهي القصة بلغتها وأحداثها وأهدافها ذات القيمة الاجتماعية والنفسية . معتذرا للاطالة مع دعائي لك بالتوفيق والتميز . |
اقتباس:
كن بخير وصحة وعافية... احترامي وتقديري. تحيتي. |
اقتباس:
ولكم أسعدني ردك الآثر... كن بخير وصحة وعافية... تحيتي واحترامي وتقديري. |
رائعة ..لكن هى لم تخطو لعالم الكبار بل عالم الاوغاد
|
اقتباس:
لكم سعدت بتعقيبك، ومعك حق لكن الكثير منهم صاروا هكذا... مع الأسف. وهي خطت خطوة لتفهم هؤلاء الكبار اكثر. أهلا بك، تحيتي وتقديري. |
الساعة الآن 03:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.