![]() |
دمية ناطقة
لفتته الدمية التي كانت أخته تحلم بها يوم زاروا متجر الألعاب ، كانت عيناها مسلوبتين فانساقت معهما روحها العذراء ، لم تسمع كل ما يحكيه الأب من أعذار و وعده باحضارها قريبا ، لم تغادر عيناها الدمية عندما جاء ذلك الشاب المعجب بوالدها الرسام والذي طبع قبلة على جبينها و هو يقول بثغره الباسم :"لو أحضرت عدتي ، لكانت الدمية من نصيبك اليوم قبل الغد" ، فاقتنى لها أبوها نافثة فقاقيع تعويضا عن تقصيره وحفاظا على ثقتها به ، تقدم الصبي نحو العمود المحادي لباب الحديقة الذي تتوسده ذات العينين الزرقاوين والشعر الأشقر والفستان المزركش والحذاء الأحمر اللامع ، سوى محفظته على ظهره وضم الدمية إلى صدره .
ضغط على زر الجرس وطرقات يده متوالية فرحا بالغنيمة ، فتحت الأم الباب مقبلة الفتى الصغير المنشغل باللعبة ، اندلف مسرعا ليضع الدمية على منضدة بجانب سرير الصغيرة ، التي لم تعد بعد من روض الطفولة ، الأم تنظر إلى ولدها وعيناها تفيضان حبا وإعجابا وماء مالحا دافئا وهي تقول : " من أين لك بهذه يابني ؟" فأجاب الطفل بحماس :" إنها هبة من السماء يا أماه ، وأنا عائد من المدرسة وقفت لي بباب المنزل ، لعلمك أمي فهي ناطقة ، ربما نفذت شحنة بطاريتها " ربطت الأم الدمية بالشاحن ويداها ترتجفان ، ضغطت على الزر فكانت النهاية . |
السلام عليكم ورحمة الله
هو الإرهاب بأقصى وأقسى معانيه... بعد أن أصبحت لعب الاطفال ملغومة، وبعد أن كانت تثير الفرح أصبحت غارقة في الدماء ... كم أتمنى أن يخيب ظني وتكون الدمية قد تعطلت نهائيا عوض الانفجار الذي ذهب إليه تفكيري أظن هكذا أفضل ... لأن هبة السماء تكون ملأى بالخير وليس العكس شكرا لك أستاذ ياسر . ... وسلمت الايادي |
قصة جميلة
كيف وصل بنا الحال لتلغيم دمى الاطفال تحياتي |
الشكر الجزيل لكل من فاتحة الخير و علي العيسي ، حقا فقدت المروؤة رشدها ، عندما تظن أن الظلم يقابل بالظلم ، وأن الغبن يداوى بذبح الأبرياء ، عندما تستعدي كل البشر فاعلم أنك من يحتاج إلى العلاج ، و عندما تصل الجرأة بشخص أن يهدم كل الأخلاق فقط ليحسس العالم بأنه موجود فهذا جنون .
|
قصة معبّرة، اختصرت أبشع وجوه الإرهاب حين تمتد
يده القذرة لتستعين بالبراءة على تنفيذ إجرامها الحقير. سلمت يا أ.ياسر وهذا الابداع الجميل. تحياتي القلبية. |
الساعة الآن 04:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.