![]() |
قصة عربي (2)
قصة عربي 2 يحمل جرح جده وحزن أبيه وخوف جيله من الظلمة، يكره طعم الخبز المرّ والبدلات الزرقاء أو السوداء أو الخضراء، تعددت الهراوات واليد التي تضرب واحدة، يعاند تلك الزرقة البنفسجية تحت عينه والسباب الداكن الذي يلوكه سخطاً بين الشفاه، يموت على رصيف الوطن مرات ومرات، ويحيى في قلبه مدفوناً تحت أنقاض سنين من الفساد، يغضب على غير موعد، يغضب على حين غرّة.. يفجر خمود التمرّد الذي دخل السبات منذ عهد الاستعمار الكلاسيكي، يعشق بعد عذابات مريرة من التقلب على جمر الجوع والعطش والبرد والضيم.. الفوضى والصراخ والتكسير وقلب الكراسي وكسر أرجلها، ما عاد هو أو علّه بات أخيراً هو... عارياً اليوم في الشوارع يركض كاشفاً عورات الانضباط والنظام، منذ متى كان خجلاً من جسده منذ متى تعايش مع كساء الاستعباد..؟ ما عاد يذكر.. علّها استطالة السنين المنسوجة بأنواع من القهر أو هو الخبز المعجون بالدموع والدم، مازال حزيناً يدفع لكرامته لحماً بشرياً يقتطعه من أعضاء أخيه وابنه وابنته وأمه وزوجته و..و..و.. عارياً لنفسه أمام مرآة رفض النظر إليها في زمن مضى حيناً وصيروها في ذلك الزمان حين فكّر النظر إليها شظايا أحياناً يعرف كل تلك الندبات والثغور والاقتطاعات كم سيبكي بعد، ماذا سيخسر أكثر، أيجوع الإنسان جوعاً غير الجوع أيعطش الإنسان ما يشبه العطش أمتهان الكرامة أكثر مما أهينت تساءل وتساءل... ما عاد يريد انتعال جوعه ولا اكتساء صبره، ما عاد يريد تجرع كبريائه كلقمة مرّة تقول أمّه يكفي وليت الذي كان ما كان .. ليتنا نأكله أسوداً وعفناً لتبقى سالماً... يتحسس حزنه وجرحه يبحث في كرهه لهذا الوطن عن حبه له يبحث لفصل الضحك المبكي في نفسه عن بعض ابتسامة ... يقول بكل بساطة تعبت وتباً. حمل على غير كل ما كتب التاريخ حاسوباً وشبكة، سيحرق ما تبقى من روما... ويعيث فساد البيزنطيين والوندال، سيحمل مع الدمار والسلاح راية مطالب شرعية.. سيبكي ويموت ويكتب تاريخاً جديداً في بحثه عن سطور خالية من الكذب، هو اليوم أكثر منه أمس، هو اليوم الرجل الجريح القلب والكرامة، رجل ما عادت تنفعه المسكنات.. رجل استسلم لوعيه.. عربي يكتب قصته الأخرى وهو مؤمن بأنّ زمن يأجوج ومأجوج يسبق زمن المهدي المنتظر. |
|
اقتباس:
سيدي الفاضل حضورك كبير دائماً بين حروفي.. شهادتك أعتز جداً بها.. هو العربي ما زال ينزف داخلنا علّنا نصور بعضاً من آلامه.. بعضاً منا.. لك مني أخلص التحية والتقدير |
استاذتي العزيزة : آمال بوضياف كأنما اتأمل لوحة فنية في منتهى الروعة امتزجت فيها ألوان العتمة بألوان الثورات والتضحيات ، رسمتها يد فنانة صاغت الحروف بصياغة أدبية فذا .. لك مني ألف تحية وتقدير ... سأكون في انتظار إبداعاتك . تقبلي تحياتي ... |
الراقية : آمال بوضياف
للمرة الثانية أقف بلهفة الظمآن للأدب والأدبية بين حروفك أرتشف جمالا وإبداعا. أعذريني إذا قلت لك أنك هنا ازددت تفوقا عن الأولى، كأنما غصة العربي جعلتك تعتصرين الحرف اعتصارا كلما تعمقت في المحنة أكثر. تألقي دائما وتقبلي خالص تحياتي ومودتي. |
الأستاذة آمال بوضياف .. تتحدثين بلسان حال عربي موجوع الروح .. منهك الجسد .. قاصر عن انصاف نفسه في زمن القهر ولو بإبتسامة ! جميل حرفك هنا .. ( قصة عربي 2 ) أروع من سابقتها .. سأقوم بتثبيت النص و لي مطلب صغير جدا .. هو أن تقومي بإدراج مشاركاتك اللاحقة على نفس هذا الموضوع كردود كي يتسنى للجميع رؤية سلسلة ( قصة عربي ) استمري عزيزتي .. متابعة لكِ .. ولكِ من قلبي ألف ياسمينة . |
الساعة الآن 04:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.