![]() |
وما زال الوقت مبكرا
السلام عليكم ورحمة الله ومازال الوقت مبكرا نزلت عن سريرها تجري... كادت تتعثر بحذائها الملقى عشوائيا داخل الغرفة... ملابس العمل التي ترتدي تدل على رجوعها متأخرة ليلة أمس... تفحصت حذاءها بإمعان وتحسرت على نصف راتبها الذي انفقته لشرائه – هذا ما نجني من وراء تصفح المجلات- حتى تتباهى به أمام زميلات العمل واضعة رجلا على أخرى ... عادة سيئة تتوارثها النساء جيلا بعد جيل... رمته أرضا بلا اكتراث فأصدر صوتا بكعبه العالي. أخذت هاتفها الخلوي وبصديقتها اتصلت ذكرتها بموعد الرحلة... رد عليها صوت ناعم بهدوء ... لا تقلقي مازال الوقت مبكرا... لم تتمالك نفسها فهبت فيها صارخة....كيف ذلك ولم يتبقى سوى ساعة على الإقلاع.... لم تمهل صديقتها وقتا للشرح، أقفلت الهاتف ( بنرفزة) فلتتحملي نتيجة استهتارك بالوقت... أخذت حماما سريعا... أعادت فتح حقيبة سفرها مرارا حتى تتأكد من عدم نسيان شيء ... خرجت دون أن تتناول إفطارها، صفقت باب شقتها... سمعت صوت زجاج يتكسر ... - ربما تلك اللوحة المعلقة على الباب ... لا يهم سأشتري أخرى عند عودتي-. قفزت عبر السلالم ... لم يتبقى على رحلتها سوى دقائق ... ارتمت في اول ( تاكسي ) صادفته أمامها أوصدت بابه محدثة صوتا ... لم تهتم بزمجرة السائق ... فبالها مشغول باقتراب موعد الرحلة ...حركاتها تظهرعصبيتها ... هاتفها الخلوي لم ينفك عن الرنين... زادها صوته توترا... التفتت للسائق طالبة منه الإسراع أكثر... لكنه رفض متعللا باحترام السرعة القانونية... تأففت من تصرفه – الآن فقط تريد أن تحترم القانون ... يا لك من...- نظرت إلى ساعتها لقد حان الوقت ... هاتفها يرن بلا انقطاع ... أقفلته فعصبيتها لا تحتمل سماع رنينه .... لا يمكن أن تقلع الطائرة من دونها... أنفقت كل مدخراتها على هذه الرحلة... رحلة استجمام تستحقها ـ منذ سنوات لم آخذ إجازة من عملي... سأذهب وصديقتي بعيدا حيث البحر والفنادق الكبيرة والمحلات الراقية بل وحيث الراحة النفسية والجسدية. لم يعد لدي مال يكفي لشراء بطاقة سفر أخرى. استفاقت من حلم يقظتها على صوت فرامل قوي ... وكأنها فتحت عينيها للتو ... رأت ذخانا كثيفا يتصاعد، أكد لها السائق أن الدخان من أرض المطار ... انتبهت لضوضاء سيارات الإطفاء والإسعاف ... كاد قلبها يتوقف نبضه ... خرج صوتها مبحوحا مرتعدا مذعورا ... تدافعت نحو بوابات المطار حاول رجال الأمن منعها لكنها لم تهتم لهم ... وها هو المشهد ماثلا أمامها... ألسنة لهب تتصاعد ... إنها طائرتها... وسقطت مغشيا عليها. لا تدري كم مر من الوقت ، فتحت عينيها أخيرا ... استرجعت الحادثة بعينين دامعتين وقلب مصدوم وعقل لازال لم يصدق ما حدث... رفعت بصرها للسماء وكأنها لأول مرة ترى صفاءها ولون الأمل الذي ينبعث منها شكرت الله سبحان وتعالى على منحها فرصة آخرى فرصة للحياة كما أرادت دوما، لا كما فرضتها عليها الظروف ... ترجلت متعبة نحو النافذة الكبيرة المطلة على حديقة المستشفى ابتسمت ابتسامة اطمئنان ورضى. ... تذكرت صديقتها وانتفضت ... فتحت هاتفها فوجدت عشرات الاتصالات ...ضغطت رقمها بخوف ... أجابها صوت مبحوح - ... لم تكوني هناك... الحمد لله... خلتك... اتصلت عشرات المرات ...- كان صوتها ينقطع المرة تلو الأخرى مختنقا بدموع صدمة ودموع فرح... بينما في الطرف الآخر ضحكة مٌطمْئِنة.... اهدئي صديقتي ...فما زال الوقت مبكرا. |
بضع ساعات.. دقائق... لحظات... تكون الفاصل في كثير من الأمور في حياتنا... والوقت لا يفوت أبداً... دائماً هناك أمل.. وتلك الصفعة التي تفتح عيني الإنسان على أمور أكثر جمالاً في حياته ولا يراها.. ........................................... الجميلة فاتحة الخير استمتعت جداً بالسرد والوصف.. ننتظر جديدك.. تقديري |
|
اقتباس:
كل الشكر لك أختي على تشريف قصتي بردك الذي زاد القصة المتواضعة رونقا، هو كما قلت أختي دائما هناك أمل مادام في صدرنا قلب ينبض. |
اقتباس:
الله أكبر كل هذا يا أستاذ، لا أعرف كيف أشكرك سأكون صادقة معك، أن جميع المنتديات التي كانت محجي يوما، لم تجعلني أقتنع بما أكتب. دائما أسمع عبارات ملأى بالتصفيق والهتاف، وطبعا الإطراء يكون نابعا من قلوب أصدقاء وأعضاء أحبوا العمل فعبروا بتلقائية عن إعجابهم. لكنني لأول مرة أجد ردا من ناقد متمرس، ناقد لا يعرفني، كما أنه لا يحب المجاملة، ولعمري أن نقدك لقصتي لهو أكبر جائزة أحصل عليها منذ بدأت كتاباتي في عالم القصة. شكرا لك أستاذي الفاضل على منحي ثقة بالنفس كنت أفتقدها همسة فقط : لدي قصص كثيرة، ولا أعرف إن كانت بنفس الجودة أم لا، لذلك سأنزلها في المنابر وأمري إلى الله، وسيأتيها ما قدر لها |
فاتحة الخير
بداية مرحبا بك في منابر . قصتك هذه كانت فاتحة خير عليك من خلال الانطباع الذي خلفته في صدورنا كقراء. لمسنا أفكارا متسلسلة، وأسلوبا مقتدرا على السير بروية خلف الأحداث وجعل القارئ يتابعها وهو ينتظر نهاية هذه السرعة الجنونية التي لفت عقل البطلة وأخرجتها من طورها للجري خلف المتعة ناسية تماما شيئا اسمه الموت. طرح جميل وعبرة تجعل كل قارئ يقف عندها للتفكر والتذكر. بوركت أيتها الأديبة القاصة. في انتظار المزيد من قصصك. تحياتي. |
فاتحة الخير
ليس بـ الغريب عليّ طبعا ما أراه هنا... جمال السرد قوة اللغة و لينها في حين ما أجملك أيتها البارعة سعيدةٌ بك..و بـ ما تتركينه في نفوس قرائك من جمال... كوني بـ خير |
اقتباس:
ألف شكر لك أحلام يا صديقة الزمن الجميل بوركت أيتها الشاعرة الأنيقة |
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ولا يزال الوقت مبكرا على خروجك من المنابر أختي فاتحة الخير ، ولا يزال الكثيرون في انتظار قصصك قصد الإستفادة ، وعلى كل المنابر قلبها مفتوح للجميع وصفحاتها أوسع من أن تضيق بواحد من أبنائها ، حتى بعض الملاحظات لأي نص من النصوص لا تفسد من جماليته شيئا ، حقيقة في الأدب لا يوجد متمرسون وهواة ، بل هناك كتاب ونقاد ، أحيانا أستحضر كتابابات جبران خليل جبران الذي توفي قبل أن يصل عمر (التمرس) ، فأجده يمتلك ناصية الشعر والقصة و الرواية والفكر . هناك اجتهاد على التوظيف الحسن للإمكانيات لاغير ، في كل معارك الحياة ، لكل مبدع نصيب من الذكاء و نصيب من القدرة على التحايل على مواطن الضعف التي لا يخلو منها حتى من نعتبرهم يمتلكون عصمة ما . أختي فاتحة الخير أتمنى أن أتصفح يوما هذا الموقع وأجد قصة جديدة من إبداعك . ومعذرة إن تدخلت . |
الساعة الآن 04:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.