منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   امرأةٌ تسكنُ في زحل! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10772)

محمد حمدي غانم 03-04-2013 08:26 AM

امرأةٌ تسكنُ في زحل!
 
امرأةٌ تسكنُ في زحل!

هل كنتُ سَعَـيْتُ لِمُـقْـتَتَـلِ؟ ... لامرأةٍ أخرى لَمْ تَكُ لِي؟
كالأحمقِ يبحثُ عن خَطَرٍ، والمُمسكِ جمرًا في خَبَـلِ
يا أجملَ مَن زارَ خيالي، واستوطنَ بَسْـماتِ المُـقَـلِ
واستـترَ بدمعاتي عنّي في كِبرِ المغرورِ البَطَـلِ!
إنْ كنتُ قَسَوتُ فما ذنبي أنِّي أحببتُكِ يا أَمَـلي؟
أنّي الظمآنُ، يُراودُني أنْ أَنهَـلَ من نَهرِ العَسَـلِ؟
أنّي أتمزّقُ من شَوقي، لكنّي قد مُحِيَتْ سُبُـلي؟
وأغارُ عليكِ ـ ولا أُبدِي ـ من جُرحٍ لمّا يَندَمِـلِ
أناْ أرفضُ أن أَسكنَ قلبَكِ في رُكنٍ ناءٍ مُنعَزلِ
أناْ أرفضُ أن أعشقَ شَبَحًا يَمشي بالفتنةِ في غَزَلي
أَشدوهُ كثيرا بالفُصحى وبأروعِ أبياتِ الزَّجَـلِ
في أَيكِ الكاملِ والوافرِ وَرُبَى المُـتدارَكِ والرَّمَـلِ
إن كُنتِ طَرِبتِ لِغُنواتي، وثَمِلْتِ بكأسٍ مِن عملي
وأَنِسْتِ بأُلفةِ نَجوانا، فَدَعيكِ الآنَ من الجُمَـلِ
ماذا سيُفيدُكِ من شِعري؟.. ماذا سأَفِيدُ من الجَدَلِ؟
لو كفُّكِ لم تَحضُنْ كفّي، والدنيا تَضحكُ في جَذَلِ؟
حَسبُـكِ، وتعالَيْ لِي توًّا، وَبِرَوعةِ أشواقي اكتحلي
ودعيني أحملْ أحزانَكِ حتّى لو كانتْ كالجبلِ

يكفيكِ الآنَ مِنَ العِـلَلِ ... إني أتململُ في مَـلَلِ
أناْ أرفضُ نَأيَـكِ عن حُـبّي، وغموضُـكِ ليسَ بِمُحتَمَـلِ
كلاّ، لا تَبكي غاضبةً، فَسِهامُـكِ قدْ سبقَتْ عَـذَلي
لم أغضَبْ من قلبِكِ إلاّ لم يَعرفْ ما قلبُ الرَّجُـلِ
لم يفهمْ أنِّي مِن سِحرِكِ أترنّحُ شوقًا كالثَّمِلِ
لم يَرفُـقْ بحبيبٍ يرجو إطلالةَ بدرٍ مُكتَملِ
أُتراني أجرمتُ لأنّي أتلَهَّـفُ ردَّكِ في عَجَـلِ؟
أنِّي أدمنتُـكِ فكأنّي بغرامِكِ أشدو مِن أَزَلِ؟
أنَّى للعاشقِ مِن صبرٍ؟.. حَرَّقَـهُ الوجدُ ولَمْ يَزَلِ
فاشتملي في عَطفِكِ طِفلا لا يَعرفُ ما معنى المَهَـلِ
ضُمّيني في رَوضِكِ حتّى أتذوّقَ عُنـقودَ القُـبَـلِ

ما زالَ جوابُكِ لَم يَصِلِ ... إنّي منتظرٌ فاتّصلي!
إنْ بَلَغَتْ سمعَـكِ آهاتي يا امرأةً تَسـكُنُ في زُحَـلِ!
فأجيبي لو مَسَّكِ نَدَمي: هل يعفو حِلمُكِ عن خَطَـلي؟
هلْ أَطغَى في قلبِـكِ مَـلِكًا، أم أنّي عِندَكِ كالهَمَـلِ؟
أغدًا ألقاكِ مُعذّبتي؟.. أَتَـلوحُ الواحةُ للجَمَلِ؟
أمْ أنَّ مُحبَّـكِ في ظمأٍ سيموتُ إليكِ بلا نَهَـلِ؟

محمد حمدي غنم
4/3/2013


الساعة الآن 11:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team