![]() |
معزوفة الجماجم
[justify]عندما يُطبق الظلام ويزداد الليل سوادًا يتعاظم في العين أدنى وميض؛فنعقد على سناه آمال الخلاص وننقاد لشعاعه نحو المخرج المأمول..
ومضتي..هيّا انسكبي من حدائق النور,ثمّ انفذي من سدول الغياهب إلى مريديك في صخرة المنفى؛لأن القوّة تضعف,والعزم يعجز,والعمر يمضي بنا إلى المرفأ الأخير.. ومضتي.. لقد أرهقت روحي كثافة الأركان,ونغّصت عيشي عداوة الجيران,فمن سباعٍ ضارية إلى ذئابٍ عاوية,ومن عقارب غادرة إلى أفاعٍ أفواهها فاغرة.. حقًّا لقد سئمت العيش في سجن الهوام,ومللت الرقص على مزمار الثعابين,فتارةً أطرب مع الحمقى,وتارةً مع المجانين؛فامنحيني قبساًً يبدّد وهجه حالك ظلامي,ويدفئ جذوه بارد عظامي.. ومضتي..لقد طالت مع الأشباح صحبتي,وبين الأموات مكثتي, وأرى أنها قد حانت إلى الرّحاب الفسيح نقلتي .. هيّا اغرسي حرابك المضيئة في صدري,وأنفذي رؤوسها اللامعة من ظهري؛لكي يشرق النور من خلالي ,ويحرق شبحًا يتقمّص ظلالي .. هيّا اهطلي على طلل كياني بزخّاتٍ من ومضك, ورمّمي ما تبقى منه ببعضك,فإني ممتطٍ صهوة أيّامي نحو حظيرة قدسك. ومضتي..أعلم أنّكِ لم تولدِ في قفر الجماجم, ولا تحتويك جهات عالمٍ محدود؛ لأن موجبات العدل تقضي بأن تُقدحي من زناد العون؛لتنيري في بحر الظلمات طريق الخائضين..ولكن أخبريني بأي الأزياء تزورين؟ وفي أي حدثٍ تُراكِ تتجسدين؟.. أتنبيهٌ أنتِ يتسلل إلى الدماغ خلسةً مع الأحلام؟ ,أم أنكِ شعورٌ يعتري في لحظة الهام؟ ..وهل تجيدين التنكّر في جلباب المصائب وتحسنين الغمز من جفون الموت؟.. أخبريني كم مرّةً شخصتِ نصب عيني, في تموضع للأ شياء من حولي, في هيئة لا أدركها بغير حدسي؟!. زائرتي من حيث لا أعلم.. قد تستعصي هويّتك على الفهم,وينغلق كنهك عن الإفهام؛لأنكِ طلسمٌ خطّته الأقدار في لوح المشيئة ,وسرت قِواه تجوب أرجاء الكون, ولكني لن أستسلم لغموضك, وسأجتهد في تفكيك رموزك, بل سأكسوكِ من التشبيه حلّةً تتجلى معها للأذهان ملامحك.. فما أنتِ إلاّ كبرقةٍ ناضت في سماء ليلٍ معتمٍ ,فأماطت لثام الدجى عن حفرةٍ كاد في قعرها يسقط الساري. وأنتِ..أنتِ أيّتها الريح العقيم هيّا اعزفي, مع تجاويف الجماجم ترنيمتي, وأسمعي أذن الزمان السقيم صدى صرختي.. آن الأوان لتنجلي عتمتي.. آن الأوان لتنقشع غمّتي..[/justify] |
وأنتِ..أنتِ أيّتها الريح العقيم هيّا اعزفي, مع تجاويف الجماجم ترنيمتي, وأسمعي أذن الزمان السقيم صدى صرختي.. آن الأوان لتنجلي عتمتي.. آن الأوان لتنقشع غمّت
======================== رائع ياسيدى نص جميل سأكون هنا للمتابعة دائما كن بخير |
أخي الفاضل مشعل حفظه الله
نص صباحي صاخب ذاك ، عزف الريح العقيم وتجاويف الجماجم والليالي المعتمة ليست بترانيم هي أشبه بكوابيس إن صح التعبير ، جلاء العتمة وإنكشاف الغمة يلزمهما الكثير من الإستغفار ، نصك مهيب ، تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ، |
و بعض الألحان لا تُعزف إلا في الظلام ...
كالقمر .. لا قيمة له في النهار ... أ. مشعل ... مفرداتك جميلة و قد استخدمتها ببراعة كي تعبر عن البشر و آلامهم و آمالهم ... رغم هيئته اللغوية الصعبة إلا أنه نص جميل شفيف رقيق ... يعري لنا إحساس كاتبه بوضوح ... أرفع قبعتي لك أستاذي الفاضل صافي الود |
اقتباس:
|
الساعة الآن 01:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.