![]() |
إنكفاء ..
شائعةٌ تهرولُ خَلفي , أنا الذي يعتمرُ قبّعةَ المزارعينَ ويعسُّ شوارعَ الليل يبحثُ عن ابنةِ الخطيئه , في عينيه يلدُ الإحتمال وتتساقطُ عناصر المُعادلةِ اللاموزونةِ , فلا يسقُط . إنكفاءٌ منذُ الثالثَ عشرَ من ديسمبر . |
ابحثُ عن طفلةِ حلُمي الشرعيةُ لأنني لا أجيدُ التبنّي ولأنني لا أحملُ أيَّ درهماً ذهبياً حُفرَت عليه ملامحُ جدّي , منذ الوجودِ في الأرض فتاتينِ , فتاةٌ تشبهُكِ جداً , وفتاةٌ تشبهُ شبيهتَكِ جداً , لعلّي لا أستطيعُ أن أدقّق النظر كثيراً تحتَ الشمس فعينيَّ لا ترغبُ أن تفتقد عذريتها الأزليةُ لتلاقحَ الشُعاع أو علّها لا تريدُ أن ينتهكَ حُرمتها المغلفّةُ منذَ النشوء . استبقُكِ في النقطةِ الأخيرةِ وأكتبكِ القافيةَ العظمى , قصائدي التي مضَت على الكثبانِ تمخرُها إليكِ , لا تنبتُ إلاّ عليكِ حديقةَ ليمونٍ , حديقةَ ليمون , فاجمعي ماتبقى من الملحِ لأجلِ عيدِ الرغيفِ وقاومي لذة الرصيف , ها أنا ارتقبُ النوى و أوقدُ سائلَ شموعي على مَدافنَ الخُطى , أنتظركِ حتّاما يتثاءبَ الفجرُ وينزاحُ شعرَكِ عن الأفقِ خصلةً خصله . وأنتظرُكِ .. |
لا تنبشي وتداً لا يمتدُّ إلى الطبقة الوسطى مِن أرضِ الطواغيت , لا تنبشي وتداً ترتعشُ على جدرانِ فمهِ صرخةٌ أحاديةُ المَدى , ليسَ تماماً أنكِ الحديقةُ التي طلّقها المساء ولكنكِ قد تكونينَ المساءَ الذي أطلقَ حديقتَهُ في وجهِ الريح فصرخَت عليهُ دبُراً هيهاتَ لك ,هيهَات لك . جميلةٌ جداً أنتِ هكذا بمعطفِ الصوفِ الزائف ككلُ التيّاراتِ المتمدّنةُ على قريتكِ الحالمَه , عيناكِ صغيرتانِ جداً كي يتسعانِ لدائرةِ الكحل الذاتيةَ وانفراجُ زاويةً تسعينيةً في وجنتيكِ , فأنتِ ضعيفةٌ جداً أمامَ شوارعِ البلَدِ و الباعةِ المتزملقين , ربما يجبُ أن تستدعي شخصيتكِ شيئاً من ذكاءِ النردِ المُستغبي , أو قليلاً مِن رائحةِ العطرِ المملوءِ بالماءِ خدعةً حتى استشاطَ غضباً . أنتِ لستِ ذاتَ لكنةٍ أرستقراطيةً ولستِ ابنةَ العجوزِ الخامسَ عشر في تعدادِ موتى مقبرةَ التيجان , يجبُ أن تتعثري في الطريقِ كثيراً كي يشعرُ العسسةُ أنكِ من القريةِ المُجاوره , يجبُ أن يظهرَ جزءاً من جزءاً من ساقكِ قدرياً كي يُفتَنُ بكِ عاملُ النظافة وابن الدوقة على حدٍ سواء . لستِ إطلاقاً من هذا البلدِ إن لم تحملي رائحةَ السلطةَ وتضعيها تماماً فوق الجانبِ الأيمنِ من قلبكِ حيثُ يستوطنونَ عفوياً ! , لستِ إطلاقاً من هذا البلد ِإن لم تشعري يوماً أنكِ أرملةُ مزارعٌ شغفَ قلبَها مُراهقها الراعي , لستِ إطلاقاً من هذا البلدِ حينَ تشعرينَ ولو لبرهةٍ لحظيةٍ أنكِ إنتمائيةٌ جداً . فالحقيقةٌ لا تموتُ في الرمادِ الأبيضِ وإنما تعيشُ على ما اكتنفت من الأوكسجين فهيَ ككل ِالأشياء هُنا لا يستهوي غريزتها سوى الإكتناف , تشرئبُ برائحةِ القرابينَ تُدَسُ دسّاً في فمِ الحاشيةَ كي تخرس , صهيلُ الخيول هُنا اختفى خلفَ ضربِ حوافرَها فاستيقظَت قبائلَ النملِ على يومِ المَوعدِ تهرولُ عبثاً في كل الإتجاهاتِ الأربعِ وكأن كل واحدةٍ تبحثُ عن إتجاهِ موتها المُفضّل , تموتُ بلا همسٍ وإن كانَ مُنقطعاً , هي كانت تعلمُ يقيناً أنه لن تنعيها الأشياءُ التي قايضتها يوماً , كانَ عيداً مجيداً لحبّاتِ الأرزِ اليافعات . ولكي لا أنسى ويتهمّني التاريخُ بالمثاليةِ المزيفه , فقد كانَ آخرُ الموتى في هذا البلدِ حبّاتِ الأرُز , على الأقل بعدما كتبتُ هذه الخاطره . |
لروحكِ التي ما استكانَت يوماً احبّرُ مطالعَ الوداعِ والقصيدة الفجائية , مِن ذاكَ الوطنُ الذي يختبئُ خلفَ قبيلةَ السَنابِل , مِن تلكَ الأمنياتُ التي تكتظُ بكثافتِها السطورَ النائيةَ والعُزلَه , لتفاصيلِ الشتاء بينَ النسيجِ المُكتمِلَ الوجوهِ وكأسِ الشايَ الأخضر . هاهُنا تلدُ المسافةُ الجائعةُ والصبيُ اليافعُ الذي لا ينامُ طويلاً , يتكئُ على عتبةِ داركِ ثمَّ يعزفُ الناي لحناً منقوصَ المُنتَصفِ , مُتسارعُ النَبر , فيشدو على ترنيمتهِ طائرٌ وديع يبحثُ عن لونهِ الأبيضِ في السماء . هاهُنا نستسقيكِ سحّاً ونجوبُ مزارعَ القصبِ قبيل عيدِ السكاكِر , نراكِ في الأفقِ القريبِ تدنينَ ثم تقفينَ على خجَلٍ وكأنما لم يأذنَ لكِ الثلجُ بَعد , هلاّ علَلتي تلكَ الرُبى فائذنتي للسَحَرِ أن يتهادى على جِباهِنا وينبلجُ على صدورنا فجراً ناعماً , ثمَّ عِلّي . يا راهبةَ النورِ والتنّور , نحنُ سابغانِ هذهِ الأرض فامزجي لنا من عَصيرِ النَحلِ والتوتِ القَديمِ وارفعي عن نافذةِ الحجرةِ الصغرى ما يجعلها خَجلى , سنعلنُ التحريرَ ونشكّلُ الدستورَ الجَديد بماءِ الوَرد , سنعيشُ لحظةً أخرى للذاكرةِ الصغيرةِ جداً , وساعةً أخرى حُبلى بالشغفِ والشعرِ المتفجّر نشوةً ليليةً باهظه . قد أكونُ مُصاباً بجنونِ الإرتيابِ ولكنني لن أكذّبَ ساعةَ الرَملِ حينَ أستأمنها ظهري وأمارس هوايةَ تسديد السهام على جسَدِ البَاب . قد أكونُ مُصاباً بجنونِ الإرتيابِ ولكنني لن أحتسي السلطعونَ كي أحلُمَ حُلُماً مُعقّداً يجرّني إلى اليقظَه . قد أكونُ مُصاباً بجنونِ الإرتيابِ ولكنني أثقُ مُطلقاً أنكِ تفكرينَ جدياً في رؤيةِ وجهيَ المُتجدّد حتى لحظَةَ كتابتي هذه (الكلمه) . |
القصيدةُ .. صبيّةٌ تسلبُ لبَّ شاعرَها , شقيةٌ تكاد تشتمُّ مِنها رائحةَ الدلالِ حينَ تتهادى إلى رأسك . القصيدةُ فراغٌ يتسعُ للهروبِ الكَبير يتسلسلُ أفقياً إلى المَدى , لرجلٍ خيطَت فاههُ بالكبرياء , لكَ أن تتصورَّ حجمَ البُعدَ في صحراءِ عينيك فحتّاما يقفُ بصرَك , يتكئُ ذاكَ الرَجُل . القصيدةُ حينَ أهرولُ خلفها فتهجوني , حينَ أهجرها فتمدحني , حينَ أبتسمُ لها فترثيني , وحينَ أبكي لأجلها فتهملني . القصيدةُ شائعةٌ تبحثُ عن الدَليلِ , تعيشُ يوماً واحداً , وشبقاً واحداً , فتختنقُ في شجنها العاري , وتموتُ بلا دليل . القصيدةُ حينما أيقظها لأكتب حرفها الأولُ فتصرخُ كلاّ ! , ليسَ هكذا تكتبني لأجلها , اختر حرفكَ كما لو أنها بين يديكَ الآن , وثمَّ أيقظني . القصيدةُ لاجئةٌ في محراب المنفى , فمذ آخر لقاء بيننا , لا زلتُ أنا أنا , وأنتِ أنتِ القصيده . |
الساعة الآن 04:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.