![]() |
حمّى ......
حمى....!
مددت وحيدي فراس بشكل عرضي في غرفتي على السرير الواسع أملّي عينيّ منه، ما أصغره.. ما زال في ربيعه الثاني، يرقد غائبا عن الوعي بعينين مغمضتين مشقوقتين قليلا. يا للمسكين.. من فترة بسيطة كان يضج بالحياة يصفق ويرقص بين بعض الضيوف عندنا، "لربّما أصابه أحدهم بالعين.." فكّرت. قبل ثلاثة أيام، شخّص طبيب أخر حالته مثبتا رأي الأطباء السابقين وأفاد بأنه مصاب (بفايروس) تسبب في حرارته الخطرة دون وجود علاج ناجع له. سألته خائفة، أتوسل الحل: - ألا من سبيل.. ؟ كانت جدتي تمد يدها وتمسح بأناملها مكان الإحتقان في فم المريض فيبرأ... هز رأسه بالنفي: - كلا، هذا قد يتسبب في مضاعفات جسيمة، فلنترك الأمر إلى مناعة جسده للمقاومة... لكنه لم يتجاوب مع المسكّن الخافض للحرارة، فلجأنا لكمادات المياه الباردة نغطي بها جسده الملتهب. وساعدتنا أختي سمر الخبيرة بالأطفال، نسهر عليه لا ننم إلا سويعات قليلة وقد وزعناها على ورديات فيما بيننا. ثم هاتفت أختي بدون علمنا الجميع تخبرهم عن تخوّفها على حياته حسب رؤيتها للمؤشرات . لم يتأخروا وبدأوا يحضرون لمد يد المساعدة سواء في رعايته، أو في أعمال المنزل.. وبعد مضي أسبوع كامل يعاني أشد المرض، استجبت لرغبة سمر في استشارة طبيب أطفالها الذي تثق بكفاءته رغم أنه الأقل شهرة بين الأطباء الآخرين. شرعت أجهزه وبينما كنت أبدل ثيابه وإذ بجسده العاري ينتفض بقوة، ويتحول لون جلده الشاحب إلى الأزرق الداكن. انهرت مجهشة بالبكاء ودمعي ينصبّ غزيرا على وجنتيّ، هتفت: - يا رب رحمتك.. إنه يموووت...! فتح عينيه المسربلتين بغشاوة ضبابية دونما بريق، ناداني بصوت واهن: - ماما.. ماما.. غمرته بلطف أخاف أقدده، بلهفة أجبت: - نعم يا ماما، قل لي يا روح ماما ماذا تريد؟ أنا هنا يا حبيبي، لا تخف.. - ماما.. امسحي دمعك وكذلك أنفك إنّه يسيل...! تنهدت بعمق، أضمه بقوة إلى صدري.. أدفئ جسمه البارد بجسدي وأنفاسي الحارة.. وأخيرا أشرقت الشمس منجديد وردت الروح إلى أوصالي، خاطبتها قائلة: - يا اله السماوات.. ماذا فعلنا؟ لقد بردناه أكثر من اللزوم وحتى بعد انقشاع الحرارة عنه... فكاد يتجمد بردا...........! |
أصعب ما تواجهه أم مرض طفلها حتى ارتفاع الحرارة أو التهاب اللوزتين يبدو لها و كأنه سيفقدها هذا الطفل
استطعت باريمة أن تصوري الحالة بدقة و حرفية سردك رائع تخيتي لك |
تسلمي الاستاذة ريم بدران ....
سرني رايك، خالص تقديري واحترامي. تحيتي. |
الأخت ريما.. اختزل النص صورة أدبية فقدت فيها الألوان الزاهية رونقها، وغدت فريسة للشحوب من حمى طارئة نجمت عن إصابة اللوزتين.. ما أرق قلب الأم إذ يعتل صغيرها!.. وحمدا لله على عودة البسمة إلى ثغر المحموم فتقر الأم به عينا وتهدأ خاطرا..
دمت بكل الود.. محمد غالمي |
أهلا بك ومرحبا الأستاذ محمد غالمي ...
سعدت بك جدا... شكرا جزيلا لك، هذا ولقد عدلت النص قليلا لربما تمكنت من تحسينه. الله يسعدك ويوفقك ويحفظك... تفبل خالص تقديري واحترامي. تحيتي. |
الساعة الآن 01:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.