منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   عناب 1 (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10050)

هبه احمد 10-23-2012 12:52 AM

عناب 1
 
هي ايام الخريف الاولى الطقس غاية في الروعة، رائحة الصباح وعبق التراب وعطر الياسمين. الشمس تغمض عينيها تارة وتفتحها تارة اخرى. استنشقت الهواء المنعش ملئ رئتيها، كل شيء جميل حتى صياح جارها ابو محمد جميل، كل يوم يخرج هذا الرجل من المنزل يلعن الضروف ويسب الاحوال التي آلت به الى هذا العمل المتعب يجر عربته الصغيرة يبيع الكعك والفلافل ليطعم صغارا يفتحون افواههم كما افراخ الطيور. لم يرق لها يوما صراخه فما بالها اليوم يطربها صوت زعيقة. سارت في طريقها الى العمل كل شيء جميل، الشوارع واصوات زوامير السيارات، ازيز ابواب الدكاكين وهي تفتح كل شيء رائع، جدائل طالبات المدارس والشبر الأبيض يزين الشعر المتدلي كما قطوف العنب. جلست على الكرسي امام الحديقة تنتظر حافلة العمل. الكون يسير من حولها وكأنها تستمع لسيمفونية يعزفها فنان مشهور، وهي صامتة لا ترى منها الا الابتسامه. وفجأة ودونما سابق انذار وقف امامها، هالها المنظر لم تصدق عيناها. أهي حقا تبصره؟ أهو من تنظر اليه الآن؟ أبعد كل هذا الغياب! نعم هو، بشحمه ولحمه ودمه. مازال كما تركها منذ ثمانية اعوام ما زال يرتدي نوع الملابس ذاتها، نفس الحقيبة السوداء، وقلم الريشة الذي يعلو جيبه.
كيف حالك؟ سألها وهو يهم بالجلوس على الكرسي بجانبها.
تطايرت الكلمات على لسانها، دقات قلبها كأنها جناحي عصفور يتعلم الطيران. تذكرت اول لقاء بينهم عندما كانت طالبة في الثانوية العامة رأت استاذها الجديد وعند النظرة الاولى توردت وجنتاها واصفرت يداها واصبح انفها كالجليد. وها هي الآن كأنها تراه للمرة الاولى نفس الشعور وذات الارتجاف.
قالت بتلعثم: بخير....
قال لها: لا اصدق انك تجلسين بجانبي الآن! احس بأنني احلم.
رسمت على شفتيها ابتسامة خجولة وقالت: سمعت انك سافرت لتكمل دراستك في الخارج؟
قال: نعم. وعندما عدت بحثت عنك في كل مكان ولكن....
خطفت الكلمة من لسانه وقالت: لا عليك. لا اريد تبريرا، نسيتُ كل شيء.
قال باستغراب: حقا؟! هل نسيتي؟ كل شيء؟
قالت: نعم، كل شيء.
صمت لحظات قليله ونظر الى عينيها اللامعتين وقال لها: ما زلت كما أنت لم تتغيري ابدا. خداك كالعناب.
رفرف قلبها الصغير مجددا، واحست ببرودة الثلج في يديها، لم تدري ما تقول ضاعت الكلمات واختبأت العبارات وصمت لسانها عن الحديث. رأت حافلة العمل تقترب، توقفت الحافلة امامها وفُتح الباب، وقفت تهم بالمسير سألها على عجل هل سوف اراك مرة أخرى؟ تملكها الصمت وتقاذفتها الذكريات، نظرت اليه وتبسمت بعنفوان وسارت نحو الحافلة بثبات. ركبت وجلست في الكرسي وسارت الحافلة وعيناها متعلقتان به، وراح يختفي من امامها كما الحلم في اواخر اليل................
يتبع.....

حسام الدين بهي الدين ريشو 10-23-2012 01:59 PM

صمت لحظات قليله ونظر الى عينيها اللامعتين وقال لها: ما زلت كما أنت لم تتغيري ابدا. خداك كالعناب.
================================================== =========
مع ان الايام تغيرنا
الا اننا لانلمس ذلك
يراه الاخرون ويلمسونه
لكن العاشق هنا
مازال يراها كماهى
اشارة رائعة الى توقف الزمن عنده على آخر صورة لمرآها
( خداك كالعناب )
ايتها العابرة من بوابة الماضي
الاديبة / هبة أحمد
هنيئا للقصة بك
قاصة ومبدعة
كونى بخير دائما

محمد الصالح منصوري 10-23-2012 06:21 PM

سرد هاديء يشدك للمتابعة بطلاوة صوره الجميلة في لغة سهلة ميسورة المعاني
تفطّن ذكيّ لتجزئة تقديمها ، لأنه من كثرة التطويل كلّت الهمم
في انتظار التالي
تقديري

ايوب صابر 10-23-2012 10:05 PM

اقتباس "هي ايام الخريف الاولى الطقس غاية في الروعة، رائحة الصباح وعبق التراب وعطر الياسمين. الشمس تغمض عينيها تارة وتفتحها تارة اخرى. استنشقت الهواء المنعش ملئ رئتيها، كل شيء جميل حتى صياح جارها ابو محمد جميل، كل يوم يخرج هذا الرجل من المنزل يلعن الضروف ويسب الاحوال التي آلت به الى هذا العمل المتعب يجر عربته الصغيرة يبيع الكعك والفلافل ليطعم صغارا يفتحون افواههم كما افراخ الطيور".

سرد جميل للغاية ، والقاصة ابدعت في وصف المشهد الذي يؤسس لحبكة روائية على ما يبدو فعلى الرغم ان القصة تأتي على ذكر شخصية ابو محمد كبداية نجد انها تتحول لتركز في القص على البطل والبطلة الذن نجهل اسميهما ولا شك ان هذا اللقاء السريع سيتجدد ربما.
في هذا المقطع توظيف مركز للحواس والتضاد وهو ما يمنح النص حيوية ويجعل السرد مؤثر للغاية.

هبه احمد 10-24-2012 12:41 AM

اقتباس( مع ان الايام تغيرنا
الا اننا لانلمس ذلك
يراه الاخرون ويلمسونه
لكن العاشق هنا
مازال يراها كماهى
اشارة رائعة الى توقف الزمن عنده على آخر صورة لمرآها
( خداك كالعناب )
ايتها العابرة من بوابة الماضي
الاديبة / هبة أحمد
هنيئا للقصة بك
قاصة ومبدعة
كونى بخير دائما)
استاذي حسام الدين ريشو اسعدني مرورك وكلامك البهي
احيانا يأسرنا الماضي ونبقى سجناء العشق الخالد
سلمت وسلم قلمك

هبه احمد 10-24-2012 12:44 AM

أستاذي الاديب محمد الصالح منصوري
اخجلتموني سيدي
ألف تحية لك
ولي كل الشرف ان يتابعني أديب عظيم بمثل قامتكم
سلمت وسلم قلمك

هبه احمد 10-24-2012 12:46 AM

أستاذي الفاضل ايوب صابر
اسعدني مرورك
ولا اخفيك دائما ما ابحث عن اسمك في موضوعاتي
كل الشكر لك
سلمت وسلم قلمك


الساعة الآن 02:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team