|
|
|
أفعلا كلما أزداد المرء ثقافة زاد بؤسا ؟!
أحبتي الساكنون هنا وبين شغاف قلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..... عندما كنت اليوم أتجول بنفسي بين رياض المعرفة ومدن الثقافة أقرأ صفحات المثقفين وأقلب أوراق الأدباء أقتبس من فيض نورهم ما أنير به فكري وأقطف من مروجهم زهرات تعطر مداركي وفي عالم الأمثال ودنيا الحكم وأنا أقتطف ما طاب لي منها وأترك أغصان اللامفيد لتأكله نار الأهمال وهنالك لفت انتباهي إحدى الحكم وشدني قول أحد الحكماء (( كلما زادت ثقافة المرء زاد بؤسه )) أوقفت خط سيري عند هذه العبارة الساكنه بين الأقواس ونزلت بفكري بجانبها أتفرس في ملامحها وأغوص بين تفاصيلها وأبعادها الدلالية وقد خالط الشك اليقين وساور التصديق الأنكار شئ بداخلي يقول لي نعم فكلما ازدادت ثقافة المرء زاد إدراكه لزيف الواقع واستطاع كشف أكاذيب المتشدقين هنا وهناك وزاد طموحه في ارتفاع منسوب الفضيلة ولهذا يجد نفسه بائساً مصدوماً بواقع مخالف تماماً لتخيلاته وآماله وشئ آخر بنفسي يقول لي إنه خطأ .. فارتفاع ثقافة الشخص تجعله يتفاءل أكثر ويكشف جماليات الأشياء ويوقن بأن العالم مليء بالجمال غنى بأسباب السعادة ومابين هذه وتلك حار قلمي فعزمت الارتكان إلى ركن وثيق والاستناره بنور العلم بسؤال أهل الثقافة وأصحاب الفكر النير قرأت تلك الحكمة بفعل تساؤلي وجعلتها عنواناً لخطابي هذا إليكم وكلي أمل أن أجد هنا فك الالتباس واستبيان للأرجح مما دار بخلدي ... والسلام |
مرحبا استاذ الهمداني ،
جميل طرحك للموضوع بهذه الطريقة. انا اقول ( نعم) ، بل يزداد بؤسا وشعورا بالوحدة والوحشة. المثل الانجليزي يقول It is lonely in the top " فكلما ارتقى المرء بسلم المعرفة كلما شعر بالوحشة والوحدة. وحتما البؤس يكون المحصلة. أما سبب ذلك فربما هو شعور بالانفصال عن المجموع وفقدان للتواصل، وسبب فقدان التواصل هذا ناتج عن اختلاف الخارطة الذهنية في ذهن المثقف عنها لدى الاقل ثقافة ومعرفة وهذا الاختلاف يخلق شرخ ويؤدي الى تلك الغربة. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فأن المثقف يرى الامور بمنظار مكبر ويتمحص في كل صغيرة وكبيرة ولا يأخذ الامور كمسلمات...يعني بعمل من الحبة كبة. |
اقتباس:
أخي محمد سلام الله عليك ومرحباً بك في منابر يسعدني جداً أن أقرأ لك ... ففي طي سؤالك مقالة رائعة أنت لا تسأل فقط .. أنت تجيب وتفند أسباب إجابتك بنعم .. بأسلوب ذكي وجميل ولقد صدق هذا الشيء الذي بداخلك يقول لك نعم .. وكما ذكرت .. كلما زاد طموح الإنسان ارتفع منسوب الفضيلة ( تعبير جيد ) وأرى كلما زادت ثقافة المرء أيضاً .. اقترب أكثر من الحلال لأنه بثقافته يميز بين الحلال والحرام وبين الفضيلة والرذيلة وبين الصواب والخطأ .. وكلما زادت علومه ومعارفه اقترب أكثر من مشاعر الناس وأحاسيسهم وهذا ما يجعله بائساً .. ذلك أن شعوره بالسعادة يظل ناقصاً لا يستطيع معه أن يشارك به الآخرين من البؤساء .. لذلك كله صحيح .. أما نقيض ذلك ...الانسان قليل المعرفة فقير الثقافة يكون أيضاً فقير العواطف مسّاك الأحاسيس أنانياً لا يُحس بغيره وبذلك يكون سعيداً بينه وبين نفسه .. فلا مشاعر تنغص عليه عيشه .. ولا إحساس بالآخرين يكدر حياته .. أرجو ألا أكون قد أطلت .. مرحباً بك مرة أخرى ملاحظة : أرجو الاهتمام بالجانب اللغوي أثناء الكتابة فقلمك رائع جداً تحية ... ناريمان |
بارك الله بك أخي الفاضل محمد الهمداني ..
ألا ترى معي أن الأمر نسبي .. لطالما البؤس ارتبط بالفقراءعلى مدى قرون .. ولكن أن يرتبط بالثقافة ؟ أنا سمعت عبارة أقرب لهذا المعنى .. ( كلما وسعت العقول ضاقت الصدور ) .. ولكن ليس لعدم مقدرته على التواصل , بل لبعض الغرور الذي قد يصيبه .. وهذا يذكرنا بالمقوله الشهيرة لابن المبارك : لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل. من حق الناس على المثقف ومن حقه على نفسه أن يدرك الفارق والمساحات الفاصلة .. أما المشاعر والأحاسيس التي ذكرتها الاخت ناريمان فهي لا تتعلق بالثقافة .. بقدر ما تتعلق بالكياسة والفطنة .. قد يكون انسان شديد الثقافة ولكنه جاف الطباع .. اجد الاستاذ أيوب صابر قد أجاد وأصاب .. ومع ذلك اتساءل هل الشعور بالبؤس كان سببه ضعف التواصل (المنهج) أم كان سببه المادة العلمية (المحتوى) ؟؟ بارك الله بكم جميعاً .. وتقبلوا مروري |
بعد تفكير وتمحيص اجد ان الجواب الاصح هو ( لا ) وذلك لان البؤس مسبب وليس نتيجة.
فكل المثقفين جاوا وهم يحملون في قلوبهم وعقولهم وعلى ظهورهم بؤس من نوع ما وهذا البؤس صنعهم وصنع ثقافتهم. وعليه فالاصح القول انه كلما زاد بؤس المرء ازداد علما واتسعت ثقافته وليس العكس. ومن الطبيعي ان يظن الناس ان البؤس ناتج عن اتساع الثقافة عندما يجدوا هذه الصفة ملازمة للمثقفين. وربما ان الثقافة تمكن المثقف من التوصل الى فلسفة تبريرية فيعالج نفسه وبؤسه نفسيا فيصبح اقل بؤسا. ولو انه انقطع عن الثقافة لكان حتما اكثر بؤسا وربما كان مآله الكآبة والانتحار. |
ومن الطبيعي ان يظن الناس ان البؤس ناتج عن اتساع الثقافة عندما يجدوا هذه الصفة ملازمة للمثقفين. وربما ان الثقافة تمكن المثقف من التوصل الى فلسفة تبريرية فيعالج نفسه وبؤسه نفسيا فيصبح اقل بؤسا. ولو انه انقطع عن الثقافة لكان حتما اكثر بؤسا وربما كان مآله الكآبة والانتحار.
بارك الله بك اخي أيوب صابر .. كلامك موفق هنا .. البؤس من مترادفات الشقاء والألم .. و الإنسان المثقف بما أنه ملم بكافة جوانب الأمور من مسببات ونتائج وحلول .. فهو أقرب ما يكون إلى تفهم الواقع والتفاؤل لحلول بعض إشكالياته دمت بود أخي |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نعم بالفعل المقولة صحيحة .. عبر عنها الشاعر العربي القديم بقوله .. ذو العقل يشقي فى النعيم .. بعقله .. ×× وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم .. لأن ارتفاع العقل معناه ارتفاع الحس النقدى للانسان وادراكه لطبيعة الحياة وعدم اهميتها إلى جوار الفكر والتفكر فيما ينشغل به الناس وبين ما يجب ان يهتموا به .. والبؤس المقصود هنا ليس الشقاء المادى بل الشعور بالوحشة والغربة وسط من لا يقدر العلم والثقافة .. |
وهناك شاعر آخر قال
كن جميلا ترى الوجود جميلا وفي ذلك ما يشير الى ان مصدر الجمال هو النفس البشرية والبؤس ايضا. فالوجود انعكاس لما يدور في النفس. |
**
ارى انّك استاذ محمد قد ضمّنت السؤال الاجابة .. فاعتقادي الذي اراه جلياً أن العبارة صحيحة .. و أنتَ شرحت ذلك في ثنايا اعتقادك انها نعم .. يكون البؤس حاضراً عند من يعلم أكثر .. لأنه يدرك أبعد و ربما أخطر الأمور .. ** |
أحبتي المارين من هنا قرأت بأنشراح طروحاتكم وتمعنت بعمق ردودكم والتي تصب أغلبها في مجرى أثبات العبارة عدا مداخلة الأستاذ القدير أيوب صابر والتي جرت بعكس تيار الحاضرين لتصب في مجرى النفي
وبما أني لا أملك حق التصويب والتعديل كوني مستفسر باحث عن الأجابة فسأقف في حياد عن الجميع ولكن ما رائكم لو وضعنا لأنفسنا مثال نغوص فيه و نطبق عليه نظرياتنا وليكن ما يجري اليوم على الساحة من أحداث وتدخل أمريكا والدول ذات المصالح في مجريات ثورة سوريا فما بين نصف مثقف يعتقد بسذاجته أن تدخل تركيا يصب في صالح السوريين فتراه سعيدا بمطالباتها بتسليح الثوار وأخر يرى بعين تقافتة أن هنالك نوايا أخرى وأهداف ذاتية مما جعله يحزن ولحزنه قام بالتلويح والمساهمة في كشف زيف تلك الأدعاءات فلو فرضنا بعد مرور الوقت أن الأمور أتضحت للجميع وأدركها الكل مثقف وغير مثقف فمن سيكون السعيد أو على الأقل مرتاح الضمير أنه بثقافته كان في المكان الصحيح |
| الساعة الآن 09:55 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.