منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل الصوم مقتصر على المسلمين؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28501)

عبد الكريم الزين 04-16-2021 01:56 PM

هل الصوم مقتصر على المسلمين؟
 
يلاحظ الباحثون في تاريخ الحضارات القديمة أن ظاهرة الصوم كانت حاضرة بقوة بين مختلف الشعوب، وفي القرآن الكريم نجد أن الصوم كان مكتوبا على الأمم من قبل أمة الإسلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة الآية 183.
وقد عرفت الحضارة الفرعونية ظاهرة الإمساك عن الطعام مدة شهر كامل من السنة كمعطى أساسي من مقومات الصحة، لأنها أولت اهتماما خاصا لكل ما يزيد من مناعة الأجسام بالإضافة لحضور البعد الروحي المتصل بالآلهة، وكان للفراعنة يوم يعرف بالعيد الأكبر يخلدونه بعد انتهاء شهر القطيعة مع الطعام. ويزيد الرهبان على الصيام الذي تمارسه العامة، فيواصلون أسبوعا أو أكثر دون مشاركة في مراسيم العيد الأكبر.
وقد عرفت الحضارة الإغريقية عادة الصيام، نتيجة لسجالات أخرجت علاج الأمراض من دائرة التعاويذ إلى نظريات فلسفية تتجسد في معالجة الجسم والروح بالابتعاد عن الطعام فترة معينة. وكان للإغريق آلهة متعددة فيصومون لكل رب أياما، ويعتبر الفلاسفة أكثر الناس فعلا لهذه الظاهرة. وقد نصح أبقراط المرضى باتخاذه وسيلة للعلاج من الأمراض لأن فيه الصحة الجسدية والنفسية والفكرية.
وغير بعيد عن نظرة الفلاسفة اليونانيين لفوائد القطيعة مع الطعام، تنظر الحضارة الهندية إليه نظرة تعطي للجانب الصحي أولوية، فتعتبر أنه يمنح القوة والقدرة على المقاومة. وتُصنِّفُ الحضارة البوذية الصوم بأنه جوهر التعبد، وقد اشتهر به بوذا وكان يقول "إذا أردت لروحك أن ترتقي فابتعد عن متعة الجسد"، وعلى الإنسان أن يمكث سبعة أيام في المعبد عندما يريد ممارسة شعيرة الارتقاء بالروح إلى المقامات العليا.
ورغم أن الصوم موجود في الحضارات القديمة فإنه ليس هنالك زمان محدد لبداية نشوئه . ويتفق الباحثون والمؤرخون على أن الصوم ظاهرة متجذرة في الحضارات القديمة، مما يدل على الأصل الديني المشترك للشعوب والتحريف الذي طال الديانات السماوية عبر العصور.
تتقارب الأديان الإسلامية واليهودية والمسيحية في الإقرار بعبادة الصوم وتصنيفه وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل، واتخاذه مطية للترفع عن شهوات الجسد من أجل الرقي بالروح إلى ذروة الإيمان، لكنها تختلف في ماهيته وحقيقته وكيفيته.
يَعتبر اليهود أن ممارسة الطقوس الدينية المتعلقة بالصوم بدأت أيام نبي الله موسى عليه السلام، وفي التوراة يوجد يوم مخصص للامتناع عن الطعام والاشتغال بالصلوات وهو العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الذي يسمونه اليوم الأكبر.
في حين يَعتبر المسيحيون أن الصوم وصية إلهية ينبغي التقيد بها، ويقوم به الإنسان عندما تكون له رغبة في التقرب من الله، ولا يعني الانقطاع الكامل عن الطعام طيلة النهار، وإنما تجنب اللحوم ومشتقات الحليب. وعلى من شعر بالحاجة للغذاء أن يتناول الأعشاب وقوت الفقراء الذي يجعل الإنسان يشعر بحاجة الآخرين فيزيد ذلك من تواضعه.
ويقسم المسيحيون شعيرة الصيام إلى أربعة أنواع، صوم الحَواريين والكاريم وكلاهما في شهر يونيو/حزيران، والعذراء في شهر أغسطس/آب، وإمساك قبل الاحتفالات المخلدة لعيد الميلاد. لكن هذه الأنواع اختفت من ثقافة أتباع المسيحية بفعل المذهب الكاثوليكي الذي يخلد صوم الكاريم فقط.
يُعتبر المسلمون أكثر الشعوب أداء لعبادة الصوم في الوقت الراهن، ولا تزال طقوسه حاضرة يتبعها المسلمون منذ أن فُرِضَ عليهم أيام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وله فترة محددة بشهر كامل.
أثبتت النصوص الدينية والكتابات التاريخية أن ظاهرة الصوم متجذرة في الحضارات القديمة منذ أن عرف الإنسان للحياة سبيلا.
ويعتقد اليهود أن غاية الإمساك عن شهوة الطعام تجسيد للعلاقة بين الذات والله وذوي القربى.
وتتجلى حاجته عند المسيحيين في أنه سمو للإنسان بجسده إلى خالقه، ويساعد على مصالحة الإنسان مع إخوته لأنه يشعر معهم بالتعب والحاجة.
ويتميز الإسلام بأنه يَعتبر المقصد الأساسي للصوم هو التقوى كما يقول القرآن الكريم "لعلكم تتقون"، لأن اتقاء الخالق يترتب عليه تغيير في السلوك النفسي والاجتماعي.
وينْظُر الإسلام لهذه العبادة على أنها عمل متصل بالله عز وجل، كما في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي".
وفي نصوص الدين الإسلامي تُعتبر هذه العبادة وسيلة للنجاة من الجحيم كما في الحديث الشريف "الصوم جُنة من النار".
واستنادا لمعتقدات الشعوب المختلفة وحضاراتهم المتباينة يُصنف الصوم على أنه قيمة إنسانية وكونية ينتزع القوة من الضعف، ويرسم معانيَ من التواضع والتعاطف، فتعيش منه الشعوب الدواء والعطاء والارتقاء.
- منقول بتصرف -

نورالدين الشهاب 04-16-2021 03:00 PM

رد: هل الصوم مقتصر على المسلمين؟
 
الصوم لا يقتصر على المسلمين
النصارى و اليهود يصومون لكن بشكل اخر

وامم من قبلكم

عبد الكريم الزين 04-20-2021 01:48 PM

رد: هل الصوم مقتصر على المسلمين؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالدين الشهاب (المشاركة 293558)
الصوم لا يقتصر على المسلمين
النصارى و اليهود يصومون لكن بشكل اخر

وامم من قبلكم

أجل أخي فالصوم حاجة طبيعية قبل أن يكون عبادة دينية، وذلك ما نلحظه لدى العديد من الكائنات الحية.
وافر الشكر لمرورك الطيب.
تحياتي

ثريا نبوي 04-23-2021 01:32 PM

رد: هل الصوم مقتصر على المسلمين؟
 
واستنادا لمعتقدات الشعوب المختلفة وحضاراتهم المتباينة يُصنف الصوم على أنه قيمة إنسانية وكونية ينتزع القوة من الضعف، ويرسم (معانيَ) من التواضع والتعاطف، فتعيش منه الشعوب الدواء والعطاء والارتقاء.
:
موضوعٌ قيّمٌ تناول واحدةً من أنقى العباداتِ وأبرعِها في تهذيبِ النفس
وزرعِ التقوى بمراقبةِ الله عزّ وجلَّ؛ ولِذا قال تعالى في الحديثِ القُدسيّ:
((كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلّا الصومَ فإنه لي وأنا أجزي به))
ومِن طرائف ما قرأتُ عن صيامِ الأيامِ القمرية:
أن عالِمًا أوروبيًّا أسلمَ عندما علِمَ أنها من سُنَنِ الصومِ عند المُسلمين،
إذ عرف بالبحثِ أن السموم في الجسم تبلُغُ أعلى معدّلاتِها في هذه الأيام،
وأن صيامها يؤدي إلى التخلص من هذه السموم مع خاصيةٍ تتعلقُ بالقمر.
وعن صومِ رمضان:
أنّ مُستشرقًا أسلم حين عرف أن الناس في البلدِ الإسلاميّ الذي كان يقيمُ فيه،
يُفطرون مع أذان المغربِ في وقتٍ واحدٍ؛
فاعتنقَ الدين الذي باستطاعتِه فرض النظام بهذه القوة السحريةِ الخارقة.
"ذلكَ الدِّينُ القيِّمُ ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون"


بُورِكتَ وبُورِكتْ الاهتمامات وتقبل اللهُ الطاعات
:45:

ياسَمِين الْحُمود 04-23-2021 03:22 PM

رد: هل الصوم مقتصر على المسلمين؟
 
لا يقتصر الصيام على المسلمين فقط
وإنما عرفته ديانات أخرى، كوسيلة دينية لاستعادة الروحانية والتركيز والهدوء،
والتأكيد على عدم التمسك بالأمور الدنيوية.
وتختلف طريقة الصيام بين ديانة وأخرى، كل بحسب معتقداته،
فالمسلمون يعتمدون على منع الطعام والشراب بالكامل في عدد معين ساعات اليوم،
بعكس المسيحيين الذين يتناولون أنواعا محددة جدا من الطعام خلال فترة زمنية معينة "الصوم".
الصوم في اليهودية يكون في يوم الغفران وهو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى من سيناء للمرة الثانية
و يستمر صيام يوم الغفران إلى 26 ساعة وهو "أقدس أيام الأعياد والشعائر الدينية اليهودية".
بالنسبة لصوم المسيحي يعود الصوم الكبير إلى السيد المسيح
الذي اعتكف مدة 40 يومًا في الصحراء، للصوم والصلاة ومقاومة إغراءات الشيطان،
ويبتعد المسيحيون في صيامهم عن اللحوم، والدهون المستخلصة من اللحوم،
بالنسبة لصيام البوذيين فيشكل الصوم جزء مما تسميه البوذية الإماتة الذاتية، ويمارسها الزاهدون خلال ست سنوات، التي تعلم فيها بوذا واختبر خلالها العديد من ممارسات الزهد.
ويعتمد هذا الصيام على تناول الطعام مرة واحدة كل سبعة أيام، أو تناول فاكهة "الكولا" واحدة في اليوم، بحسب ما

شكرا لصاحب القلم الرصين والفكر النير:30:


الساعة الآن 02:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team