منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   معجزةٌ ويأس (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27834)

ناريمان الشريف 01-19-2021 12:22 AM

معجزةٌ ويأس
 
معجزةٌ ويأس

عندما يَجنُّ ليلي ، ثـُلة ٌ مِنَ الغرباءِ يَحضُرون ، تفكيرٌ يليهِ حزنٌ يتبَعُهُما الأرَقُ ، حتّى صارَ لليلي عيونٌ ، وإذا ما ألقى النومُ القبضَ على عيوني ، وأحكَمَ سيطرتَه على الجُفون ، أنامُ على تعبي ، وأغيبُ في نومٍ إلزامي ، فأستيقظ ُ من نَوْمي وكلّي يتَّكِئُ على بَعضي من شدّةِ التعبِ ، ويتكرّر المشهدُ طاغياً بكلّ ما يَكتنِفُهُ مِنْ وَجَعٍ .
منذ أنْ وعيتُ وأنا أقرأ، "إنّ الأمطارَ لا تَنزِلُ على ثرى لمْ يُظلّلْ بِغيمةٍ"!
يَطولُ التفكيرُ ويأتي الحزنُ يتمَطّى باحثاً عن مأوى، فينامُ في صدري بعدما ألوكُ العجزَ حدّ الهَضْم ، فأصلُ لحظة َالانشِطارِ عنْ الذاتِ ، وألجُ في عالم ٍ آخر ، بعيداً عن عالمي المُرّ ، في تلكَ اللّحظة ، أحتاجُ مَنْ يَربِتُ على قـَلبي ويُخرجُني من هذهِ الدائرة، من يَستطيع ؟! لا أحد ، فهَمّي لا يُضاهى ، وجُرحي لا يُنازَع، وألمي ليسَ له عمر.
وذاتَ فراغٍ ، جلستُ على أريكتي أُريحُ البدنَ من تعبِ يومٍ شاقٍ من العمل ، وليلٍ مُجْهَد ، وإذ بالبابِ يُطرَقُ فأسأل : مَنْ بالباب ؟
- أنا بيان ، افتحي بٍسرْعة ، فيتداخلُ إلى قلبي قلقٌ جديدٌ ، وكأنّني على حرفٍ ، أنتظرُ مصيبة ً.
بيان ، صديقتي المقرَبة التي تعرفُ عنّي كلَّ شيء ، فكمْ مِنْ مرةٍ حاولتْ أنْ تأخذَ بيدي ولمْ تفلحْ ، أحياناً تفهمُني وأكثرَ أحايينها لا تفلح ، فتحتُ لها البابَ ، وإذْ بها تحملُ كتاباً ، أعطتني إياه ، وقالتْ - بلهجة آمرةٍ ، ساخرةٍ من القالَب الذي وُضعتُ فيه كُرهاً - : أعرفُ أنّكِ تحبينَ القراءةَ ، خذي هذهِ القصة اقرئيها الآن ، وغادرتْ ، وتركتني أنا والقصةَ وغرباءَ الليلِ .
على الغلاف ( معجزة ) ، وَبِنَهَمٍ لمْ أعهدْه في نفسي .
قرأتُ :
( أمل ، امرأةٌ خمسينيةٌ مؤمنة ، مَنْ يتأمّلها يَظُنُّ أنّها في السَّبعين من العُمْر، فالتَّجاعيدُ تملأُ وَجْهَها الشاحِبَ ، كانتْ تحلمُ بطفلٍ يملأُ حياتَها سعادة ، وبعد انتظارٍ طويل ٍ حملتْ حَمْلاً عزيزاً فأسْمتْ مَوْلودَها ( وحيد ) ، ورَبّتْهُ وحيداً يتيماً ، لأنّهُ فقدَ والدَهُ في حادثِ سيرٍ .
تعيشُ أمل ووحيدُها في قريةٍ نائيةٍ عن المدينة ، تديرُ الأراضيَ المزروعةَ الموروثةَ عن زوجها ، فتحيطُ صَغيرَها ،بسياج من دفء الأمومة ، وتداريه بحبِّ وحنان ، كشمعة تخبئها بِكفّيْها كلما هبّتْ نَسمةُ هواءٍ ، لكي يعيش .
كَبُرَ الصَّغيرُ، وجاءَ اليومُ الذي صارَ لا بدّ لها أنْ تُودِّعَه وهو يَستعدّ للسفر إلى المدينة ليبدأَ دراستَه الجامِعيَّة .
إذ حَصلَ على معدّلٍ في الثانوية يُؤهلُهُ دخولَ كليةِ الطِّبِ ، وبَيْنَ لا ونعم قضتْ أملُ أسبوعاً تفكِّرُ قبلَ أنْ تُوافِقَهُ على السفر ، شَرْطَ أن يَعودَ طبيباً ، محققاً حلمَهُما معاً ، وقبلَ أن يُغادر ضمّها مؤكداً لها بأنْ لا تقلقي سَأكونُ هنا مع نهايةِ كلِّ أسبوعٍ ، فالمسافةُ بيننا قصيرةٌ.
وسافرَ وحيدُ أمِّه ، يَملأُ حقائبَه ببعض ِ قلبِها وكلِّ دعواتِها ، غادَرَها تاركاً وشمَاً على جُدُرِ قلبِها لا تمحوهُ ممحاة.
ثلاثُ سنواتٍ مرّتْ وكلُ أسبوعٍ كانَ يزورُها حسبَ الوَعدِ ، وكلّما التقيا ، تقول له : طالتْ غيبتُك يا حبيبي ، قلْ لي ، كمْ من الأسابيعِ الثقيلةِ بقيَ لأناديَ عليكَ يا دكتور وحيد ؟
وفي آخرِ أسبوعٍ زارها فيه شعرتْ كأنّ شيئاً وقعَ منها حينَ ودّعها، فقلبُ الأمّ لا يعرفُ الخطأ ، وذهبَ إلى جامعتِهِ كالعادَةِ ، مرّ يومان ، وفجأة ً هوى القلبُ من القمةِ إلى السفحِ وارتطمَ بالأرض ، واعتراها وجَعٌ يُشبهُ وَجعَ المخاضَ ، لحظاتٌ ورُنَّ جَرسُ الهاتِف ، فجاءَ الخبرُ أوجع من هذا ، كان مفادُه : أنّ وليدَها سقط َمن شرفةِ غرفتِهِ في بيتِ الطلبةِ من الطابقِ الثالث ، وهو الآن في المستشفى ، رَدّتْ على المتّصل وهي تهزُّ رأسها: كنتُ أعرف .
وبلا وعيٍ ، تَركتْ الأمُ المفجوعةُ القريةَ ، وقلبُها يَسْبِقُ السيارةَ التي أقلّتها ، وطوالَ الطريقِ تهمسُ (يا رب) وبعد ساعتين ، كانتُ عندَ رأسهِ المتضخِّم تتمتم بكلماتٍ لا أحد يسمعُ صراخَها الداخليَّ سواها ، وتتحسَّسُ جفنيه المتورّمين وتقبّلهما، وتَسألُ عن حالِهِ ، والطبيبُ يشرح ُ لها بالتفصيل متأكَدأ أنّ ابنَها سَيغادرُ الدنيا قريباً ، ولكنّه لاحَظ وكلُّ مَنْ معه شيئاً غريباً ، أنّ الأمّ لم تبكي كأيّ أم ، وأنَّ عيونَها جافة لمْ تقطرْ دمعاً بعدَ كل ما جَرى لولدها ، فأدْرك أنّها الصَّدمة ، وهو لا يدري ، أن الدّمعَ الذي كان يَسِحُّ من القلبِ ينوبُ عن ذلك المتساقط من العيون ، فأرادَ أن ينقذَها من صدمَتِها علّها تدركُ حقيقةَ ما حدثُ ، فاقتربَ منها قائلاً:
تصبّري واطلبي له الرحمةَ ، لأنّ حالتَه خطرةٌ جداً ، قال الطبيبُ كلماتِهِ قاصداً لِيسمعَ نحيبَها، لكنها لمْ تفعلْ ، وأضافَ وهو يراقبُ عينيها : صدّقيني ، لنْ يعيشَ طويلاً ، وإنْ بقيَ حيّاً ، فَسَيعيشُ معوقاً ، إنّ موتَه راحة ٌ له ولك ، عندها جحظتْ عيونُها وتحولتْ أملُ الوديعة ُإلى لبؤةٍ مفترسة ، تخْمشُ أيّ تلميح ٍ ينذِر بوفاة ولدها ، وصارَ همسُها صراخاً : لا ، ولدي سيعيشُ واللهُ يُحيي العظامَ وهيَ رَميم ، أتَسمعنُي يا دكتور ؟ ما الذي تقوله ؟ ولماذا لا يعيش ؟ أخبرني ؟.
لمْ يَجدْ الطبيب بُداً من أن يُصارحَها بالحقيقةِ كاملةٍ ، فقال : هناك جرحٌ عميق على طولِ الفخذ ينزف بشكلٍ حادٍّ من هولِ السِقطة وحاولنا ما استطعنا أن نوقفَ النزيفَ ، وقمنا بِخِياطتِهِ بخمسين غرزة ، لكننا فشلنا ، والواقع أنّنا عَمِلنا جهدَنا والباقي على الله ،
ردّتْ الأمّ المفجوعةُ : نعم أليسَ القائل "هو عليَّ هيّن " ؟ أرِني أينَ الجرح ؟ كشفَ الطبيبُ الغطاءَ وأشارَ بيدِهِ نحوَه : هُنا ...
نظرتْ إلى الجرحِ وكان ملفوفاً بالشاشِ الذي غرقَ بالدم ، تأمّلتْه بصمتٍ شديد ، ثمّ أشاحتْ وجهَها عنهُ ، وجالَ بَصرُها هنا وهناك ، وكأنّها تبحثُ عن شيءٍ ، تناولتْ وسادةً مِنْ على أحدِ الأسرّة ، وأفرغتْها من حَشْوتِها ، وحَمَلَتْها فارغةً وغادرتْ الغرفة ، والأطباءُ والممرضاتُ ينظرونَ إلى بعضِهم بعضاً وكأنّهم يقولونَ: ما الذي تفعلُه هذه المرأة ؟ يَبدو أنّها فقدتْ عقلَها .
بعد َ دقائقَ معدودةٍ ، عادتْ أملُ بكيسِ الوسادةِ تحملُهُ على كَتِفَها المنْهكِ وهيَ تلهث .
خَيّمَ الهدوءُ على جوِّ الغرفة ، وخلا من أيّ هسيسٍ إلا منْ صوتِ أنفاسها المتسارعة تخرج من فمِها كأنّها النارُ تتدفّقُ من فوّهةِ بركانٍ ، وبسرعة ٍ ألقتْ بالكيسِ أرضاً بالقربِ من سريرِ ولدِها ، وفتَحَتْهٌ ثمَّ كشفتْ الغطاءَ عنْ الجرحِ ونزعتْ الشاشَ عنه وبدأت تغرفٌ بيديْن مرتجفتين حبيباتِ الثلج بسرعة ، وتُوزعُها برقة وعنايةٍ على طولِ الجرحِ العميق ، وتكررُ، حتى صارَ لونُ الحيبيات ِمائلاً للحُمرة ، كلُّ شيءٍ في الغرفةِ واجمٌ يُخضِعُ سمْعَهُ لقطعِ الثلجِ وهيَ تصطك ببعضها يَمتزج بأنفاسِها المتصاعدةِ كنشيشِ المِرجلِ على النارِ ولسانُها يلهجُ بالدعاء ، والأطباءُ والممرضاتُ يقفون حيارى يتبادَلونَ نظراتِ العتابِ ، لمَ لمْ تخطرْ على بالِهِم هذهِ الفكرة .
دقائق ، هدأ ضجيج الحنان ورفعتْ أملٌ رأسَها وجذعها وابتسمَتْ ، أسرَعَ الأطباءُ يتفحّصون الجُرحَ وإذ بالنزيف قد توقّف .
ومضتْ أيامٌ أُخَر، تَجرُّ مَعَها عملياتٍ جراحيةٍ أخرى ، قضتْ مَعها أملٌ فترات أخرى من العناءِ ، لا تعرفُ النومَ إلّا على مِقعَدٍ قريبٍ منْ سريرهِ ترقبُ أنفاسه وتعتني به ، وغادرتْ أملُ المستشفى برفقة وحيدٍ إلى القرية .
مضت أعوامٌ على الفاجعة ووحيد ما زالَ كما هوَ والأمّ تقومُ على خدمتِهِ بجسمها الهزيل بلا ملل ، تطعِمُهُ وتُنَظِفُهُ وتُساعدُه على قضاءِ حاجته ، وهي تدعو الله له أن يعيش ، ووحيد لا يُميّز أنَ تلكَ المرأةَ التي تعتني به هي أمّهُ أمل)
أنهيتُ قراءةَ القصة وطويتُ بين دفتيها آلامي كلَّها ، وأنا أسألُ نفسي : ما حجم أحزاني إزاءَ أحزانِ أمل ، ووقفتُ احتراماً لها ، وبكيتُها وبكيتُ عنها، حتى شعَّ الأملُ في زوايا قلبيَ المعتم ، قصتُها ، ملأْتْ القلبَ المتعبَ بالصبر ، وزودتْ الجسدَ المتهالكَ بالقوة ، جَففتُ دموعي وكتبتُ على ورقة بخط ٍعريض ( المرّ سيمرّ) ، وعلقتُها أمامَ ناظريّ لأقرأها كلّما زارَني الغرباء ، ومضيتُ في رحلتي على أمل ..
هذا اليوم أشعلتُ ثلاثين ألماً أحيي ذكرى سوء ظني بأن المرّ سيمرّ، لكنْ، ظلَّ المُرّ ، ولم يَمرّْ.



عبد الكريم الزين 01-19-2021 12:43 AM

رد: معجزةٌ ويأس
 
تحية طيبة
"هذا اليوم أشعلتُ ثلاثين ألماً أحيي ذكرى سوء ظني بأن المرّ سيمرّ، لكنْ، ظلَّ المُرّ ، ولم يَمرّْ."
تمنيت لو أن المُرّ مَر ، حتى أحس بنشوة انتصار الأمل والرجاء.
قصة جميلة المظهر، حزينة الملامح.
تسرق وقت القارئ وتغوص به في أغوار الألم والمعاناة.
تحياتي وتقديري لإبداعك المتميز

ناريمان الشريف 01-19-2021 09:48 AM

رد: معجزةٌ ويأس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متابع أول (المشاركة 280497)
تحية طيبة
"هذا اليوم أشعلتُ ثلاثين ألماً أحيي ذكرى سوء ظني بأن المرّ سيمرّ، لكنْ، ظلَّ المُرّ ، ولم يَمرّْ."
تمنيت لو أن المُرّ مَر ، حتى أحس بنشوة انتصار الأمل والرجاء.
قصة جميلة المظهر، حزينة الملامح.
تسرق وقت القارئ وتغوص به في أغوار الألم والمعاناة.
تحياتي وتقديري لإبداعك المتميز

يسعدني جداً ردك الطيب
وقراءتك الملية
طاب يومك وشكراً
تحية ... ناريمان

منى الحريزي 01-19-2021 01:39 PM

رد: معجزةٌ ويأس
 
نص مطرز بصور وتشبيهات فنية ممتعة ...
وفيه تظهر براعة ناريمان بعمق يلامس القلب ...

برغم تفاصيل القصة التي انغمست في الحزن ...
كانت تحمل الكثير الذي لايمكن التعبير عنه بسهولة ...

وتحولتْ أملُ الوديعة ُإلى لبؤةٍ مفترسة ، تخْمشُ أيّ تلميح ٍ ينذِر بوفاة ولدها
كلُّ شيءٍ في الغرفةِ واجمٌ يُخضِعُ سمْعَهُ لقطعِ الثلجِ وهيَ تصطك ببعضها يَمتزج بأنفاسِها المتصاعدةِ كنشيشِ المِرجلِ على النارِ ولسانُها يلهجُ بالدعاء ،

راقني الوصف إذ أنه يعبر عن الحالة تماما ...
و شعرت بإنه حقيقي جداً بروعة الأسلوب وجمال الوصف ...

كان صوت الألم أعلى طوال الأحداث ... لم يخفت ... لم يهداً ...
وجاءت النهاية حزينة ... لما لما هذا التشاؤم " كل مر سيمر "
قد تأخذ الأمور وقتاً ولكن كل مر سيمر بإذن الله ...

طابت لي القراءة ... ولكني حين توقفت عند النهاية
لم أرغب أن تكون على تلك الصورة التي كانت عليه ...
" الأمل موجود " نحتاج أن نثق بذلك .


وحاولنا ما استطعنا أن نوقفَ النزيفَ ، وقمنا بِخِياطتِهِ بخمسين غرزة ، لكننا فشلنا ، والواقع أنّنا عَمِلنا جهدَنا والباقي على الله ،
بالأحمر ...كنت أقول ذلك أيضاً , لكن اتضح لي أن الأسلم قولاً " الأمر كله لله "

متابعة لك بشغف ...

صبا حبوش 01-19-2021 05:57 PM

رد: معجزةٌ ويأس
 
أنهيت قراءة القصة وأنا على وشك البكاء، هذا الوحيد الذي علّقت أمه عليه آمالها، كان مصدر تعبها وآلامها، لكنها سعيدة بعودته للحياة ولو لم يعد يعرفها ،ولم يعد الطبيب الذي تمنّت.
كم تبدو أحزاننا وهمومنا صغيرة ، أمام ابتلاءات الآخرين، نحاول أن نبرمج أرواحنا وعقولنا على هذه الفكرة، نحن بخير نحمدك يارب، لكن في المساء عند تجرّد المشاعر وقيلولة العقل تعود آلامنا الروحية للظهور والضغط على مناطق الضعف فينا...

استمتعت بهذه القصة أستاذة ناريمان، وصف الأم وهي ترمي الثلج على جرح ابنها يعصر القلب، أبدعتِ في السرد والوصف ، وكذلك اللغة جزلة وكيف لا تكون كذلك وأنت صاحبة الصنعة ..
أمنياتي بالحلو من الأيام ، و المر سيمرّ ..نعم نعم ..ربما😁❤

ناريمان الشريف 01-19-2021 08:37 PM

رد: معجزةٌ ويأس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الحريزي (المشاركة 280690)
نص مطرز بصور وتشبيهات فنية ممتعة ...
وفيه تظهر براعة ناريمان بعمق يلامس القلب ...

برغم تفاصيل القصة التي انغمست في الحزن ...
كانت تحمل الكثير الذي لايمكن التعبير عنه بسهولة ...

وتحولتْ أملُ الوديعة ُإلى لبؤةٍ مفترسة ، تخْمشُ أيّ تلميح ٍ ينذِر بوفاة ولدها
كلُّ شيءٍ في الغرفةِ واجمٌ يُخضِعُ سمْعَهُ لقطعِ الثلجِ وهيَ تصطك ببعضها يَمتزج بأنفاسِها المتصاعدةِ كنشيشِ المِرجلِ على النارِ ولسانُها يلهجُ بالدعاء ،

راقني الوصف إذ أنه يعبر عن الحالة تماما ...
و شعرت بإنه حقيقي جداً بروعة الأسلوب وجمال الوصف ...

كان صوت الألم أعلى طوال الأحداث ... لم يخفت ... لم يهداً ...
وجاءت النهاية حزينة ... لما لما هذا التشاؤم " كل مر سيمر "
قد تأخذ الأمور وقتاً ولكن كل مر سيمر بإذن الله ...

طابت لي القراءة ... ولكني حين توقفت عند النهاية
لم أرغب أن تكون على تلك الصورة التي كانت عليه ...
" الأمل موجود " نحتاج أن نثق بذلك .


وحاولنا ما استطعنا أن نوقفَ النزيفَ ، وقمنا بِخِياطتِهِ بخمسين غرزة ، لكننا فشلنا ، والواقع أنّنا عَمِلنا جهدَنا والباقي على الله ،
بالأحمر ...كنت أقول ذلك أيضاً , لكن اتضح لي أن الأسلم قولاً " الأمر كله لله "

متابعة لك بشغف ...

مرحباً بك أيتها المنى الغالية
راقت لي قراءتك ، وإشاراتك إلى مواطن الجمال
والتي ازدانت بحضورك ، وكبرت
وللعلم ، هذه القصة هي التي شاركتها بالمسابقة ،
وهي واقعية من صميم الحياة
شكراً مرة أخرى
تحية ومحبة ... ناريمان
:22-41:

منى الحريزي 01-20-2021 04:59 AM

رد: معجزةٌ ويأس
 
الله يسعدك يالغالية ... مساؤك أمل
شعرت بأنها واقعية منذ البداية و أنك المتحدثة بصوت البطلة ...
وأسعدني حقيقة أنها شاركت بالمسابقة ...
حيث أنها كانت بمستوى عالي يليق بقلم أنيق كقلم ناريمانه ...
ولكم كنت أتلهف أن تكوني جزءاً من لجنة التقييم ...
فعلمك واسع ونقدك يخترق الحصون المنيعة ولديك حدس أدبي عميق
كيف لا وأنت قدوة أدبية في منابر ومنك نتعلم ...

الشكر لك على مشاركتنا هذا الجزء الثمين ...
تحية ومودة ...:45:

ناريمان الشريف 01-20-2021 09:12 PM

رد: معجزةٌ ويأس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبا حبوش (المشاركة 280705)
أنهيت قراءة القصة وأنا على وشك البكاء، هذا الوحيد الذي علّقت أمه عليه آمالها، كان مصدر تعبها وآلامها، لكنها سعيدة بعودته للحياة ولو لم يعد يعرفها ،ولم يعد الطبيب الذي تمنّت.
كم تبدو أحزاننا وهمومنا صغيرة ، أمام ابتلاءات الآخرين، نحاول أن نبرمج أرواحنا وعقولنا على هذه الفكرة، نحن بخير نحمدك يارب، لكن في المساء عند تجرّد المشاعر وقيلولة العقل تعود آلامنا الروحية للظهور والضغط على مناطق الضعف فينا...

استمتعت بهذه القصة أستاذة ناريمان، وصف الأم وهي ترمي الثلج على جرح ابنها يعصر القلب، أبدعتِ في السرد والوصف ، وكذلك اللغة جزلة وكيف لا تكون كذلك وأنت صاحبة الصنعة ..
أمنياتي بالحلو من الأيام ، و المر سيمرّ ..نعم نعم ..ربماï؟½ï؟½â‌¤

لهذا السبب أسميتها ( معجزة ويأس )
إذ أنها رغم إعجابها بأمل صاحبة القصة تلك المرأة الصبورة ورغم أنها حصلت على الدرس ، إلّا أنها لم تكن مثل أمل .. أو لم تستطع أن تكون مثلها ،، لأن الأمل هو حدث داخلي غير مستورد
وأصابها اليأس في النهاية ..
وللعلم .. شعورك في مكانه ، هي قصة واقعية ، أختي وولدها
سعيدة بك عزيزتي صبا
بوركت وألف شكر على قراءتك
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 01-24-2021 11:14 AM

رد: معجزةٌ ويأس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الحريزي (المشاركة 280781)
الله يسعدك يالغالية ... مساؤك أمل
شعرت بأنها واقعية منذ البداية و أنك المتحدثة بصوت البطلة ...
وأسعدني حقيقة أنها شاركت بالمسابقة ...
حيث أنها كانت بمستوى عالي يليق بقلم أنيق كقلم ناريمانه ...
ولكم كنت أتلهف أن تكوني جزءاً من لجنة التقييم ...
فعلمك واسع ونقدك يخترق الحصون المنيعة ولديك حدس أدبي عميق
كيف لا وأنت قدوة أدبية في منابر ومنك نتعلم ...

الشكر لك على مشاركتنا هذا الجزء الثمين ...
تحية ومودة ...:45:

يسعد صباحك غاليتي منى
بارك الله فيك .. وشكراً على ثقتك بي وهذا الإطراء
بوركت ومرحباً بك دوماً
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 02-01-2021 12:58 PM

رد: معجزةٌ ويأس
 
معجزة ويأس
تلك القصة التي شاركتها في مسابقة القصة
أرجو أن تروق لكم
تحية ... ناريمان


الساعة الآن 07:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team