منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الصدمة - أقصوصة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5615)

نزار ب. الزين 08-04-2011 01:22 PM

الصدمة - أقصوصة
 
الصدمة



أقصوصة : نزار ب. الزين



*****



كانت في قمة السعادة عندما كانت تستعرض و حشد كبير من أولياء الأمور ، موكب الخريجين ، و ما أن لمحت "ليلى" تمشي الهوينى بخطى موزونة تتناسب مع أنغام الفرقة الموسيقية أسوة بزميلاتها ، حتى جن جنونها فرحا و ابتهاجا ..


و ما كادت طقوس الإحتفال تنتهي حتى اندفعت نحوها ، لتعانقها طويلا ، فقد تكلل سهر الليالي بالنجاح ، بل و بالتفوق مع مرتبة الشرف ...


- إنها فرحة العمر يا ليلى ، أتعلمين ؟ منذ انتقيناك - أنا و المرحوم - توسمنا فيك كل خير ، و شعرنا أنك ستكونين محل فخرنا و اعتزازنا..


على حين غرة تغيرت ملامح ليلى ، و انتقلت مشاعرها من الفرح العارم إلى الاضطراب الشامل ، حتى أنها تداركت سقوطها بصعوبة ، و بصعوبة خرجت كلماتها من فم مرتعش متسائلة :


- - انتقيتماني ؟!!!


لم تقتنع ليلى بمحاولات أمها الملحة التبرأ مما قالته ، بل أصيبت بحالة اكتئاب كادت تودي بحياتها ، و لكنها بعد بضعة أيام ، تجلدت و عزمت على أمر .


أخذت تبحث في مكتبة المرحوم و أدراجه كلما سنحت لها سانحة ، و كم كانت صدمتها مريعة عندما عثرت على ملف تبنيها ...


ثم ...


و ذات يوم ، خرجت ليلى و لم تعد !


***********


*نزار بهاء الدين الزين


سوري مغترب


عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب


الموقع :www.FreeArabi.com

أمل محمد 08-04-2011 11:29 PM

( منذ انتقيناك )

مشهد يتكرّر مع أغلب حالات التبنـّـي

والنتيجة تدمير المتبـَّـنى من حيث لا يعلمون

أرى أن الوضوح منذ البداية هو الحل ّ

ولو كان ذلك ما خرجت ليلى ولم تعـُـد ..

~ أ. نزار

أقصوصة ٌ جميلة وذات مغزى رائع ..

شكرًا لك َ أخي الكريم ..

تحيّاتي وتقديري ~

ايوب صابر 08-04-2011 11:55 PM

انا احب طريقتك في السرد لكني اعتقد بأنك تمتلك امكانات هائلة لا تستغلها بشكل كامل. يمكنك ان تجعل العقدة اكثر عمقا والصراع اشد وقعا وبالتالي توليد نص يلهث المتلقي خلف خفاياه حتى يصل لحظة الكشف. اتصور أنه كان بامكانك مثلا ان تستثمر فكرة النص هذا لتوليد نص ابلغ اثرا واكثر ادهاشا. نص تظل فيه الاعصاب مشدودة واتجاه الامور غامض لحين الوصول بالمتلقي الى لحظة الكشف.

ريم بدر الدين 08-05-2011 11:01 PM

استخدمت اللغة في هذه القصة القصيرة بطريقة السهل الممتنع إلا أنها استطاعت حمل الكثير من الشحنات النفسية
كانت الجملة المفصلية في النص " انتقيناك" و من خلالها نستطيع فهم طبيعة العلاقة بين المتبنين و المتبنى في عمقها الحقيقي و دون رتوش..مما ينبىء أن المتبني لطفل ما يظل دوما مدركا لانفصاله الجسدي و النفسي و الطبقي عن هذا الطفل مجهول الهوية غالبا..و كانت ردة الفعل التي قامت بها ليلى منطقية و متوقعة حين أحست أن جذورها لا امتداد لها حتى في قلب من ربوها على أنها ابنتهم
أ. نزار الزين
تحيتي لك

نزار ب. الزين 08-06-2011 07:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 80518)
( منذ انتقيناك )
مشهد يتكرّر مع أغلب حالات التبنـّـي
والنتيجة تدمير المتبـَّـنى من حيث لا يعلمون
أرى أن الوضوح منذ البداية هو الحل ّ
ولو كان ذلك ما خرجت ليلى ولم تعـُـد ..
~ أ. نزار
أقصوصة ٌ جميلة وذات مغزى رائع ..
شكرًا لك َ أخي الكريم ..
تحيّاتي وتقديري ~

*************


أختي الفاضلة أمل

إذا كانت ثمت ظروف اجتماعية أو دينية تمنع التبني ، فالأفضل أن يكون الأمر صريحا -كما تفضلت-منذ البداية .

أما إن آثر المتبنون كتمان الموضوع فعليهم الاستمرار بالكتمان حتى آخر الحياة ، و إلا لجرى ما جرى لليلى .

فلا أصعب على الإنسان أن يكتشف أنه غير منتم .

***

أختي الكريمة ، تعقيبك رفع من قيمة النص ،

أما إطراؤك له فقد أثلج صدري ،

فلك من الشكر جزيله ،

و من الود عميقه ،

نزار

نزار ب. الزين 08-06-2011 07:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 80527)
انا احب طريقتك في السرد لكني اعتقد بأنك تمتلك امكانات هائلة لا تستغلها بشكل كامل. يمكنك ان تجعل العقدة اكثر عمقا والصراع اشد وقعا وبالتالي توليد نص يلهث المتلقي خلف خفاياه حتى يصل لحظة الكشف. اتصور أنه كان بامكانك مثلا ان تستثمر فكرة النص هذا لتوليد نص ابلغ اثرا واكثر ادهاشا. نص تظل فيه الاعصاب مشدودة واتجاه الامور غامض لحين الوصول بالمتلقي الى لحظة الكشف.

***********

أخي الكريم أيوب
الشكر الجزيل لثنائك الرقيق ،
و مشاركتك البناءة ،
التي سأستفيد منها بالتأكيد
مع خالص المودة و التقدير .
نزار

نزار ب. الزين 08-06-2011 07:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 80701)
استخدمت اللغة في هذه القصة القصيرة بطريقة السهل الممتنع إلا أنها استطاعت حمل الكثير من الشحنات النفسية
كانت الجملة المفصلية في النص " انتقيناك" و من خلالها نستطيع فهم طبيعة العلاقة بين المتبنين و المتبنى في عمقها الحقيقي و دون رتوش..مما ينبىء أن المتبني لطفل ما يظل دوما مدركا لانفصاله الجسدي و النفسي و الطبقي عن هذا الطفل مجهول الهوية غالبا..و كانت ردة الفعل التي قامت بها ليلى منطقية و متوقعة حين أحست أن جذورها لا امتداد لها حتى في قلب من ربوها على أنها ابنتهم
أ. نزار الزين
تحيتي لك


**********
أختي الفاضلة ريم

صدقت يا أختاه في كل ما تفضلت به ،

لأن الإنتماء حاجة نفسية أساسية ،

فإذا ما اكتشف إنسان - أي إنسان-

أنه بلا انتماء تختل موازين شخصيته .

***

شكرا لمشاركتك في نقاش النص ،

مما رفع من قيمته و أثراه ،

و على الخير دوما نلتقي ، معا لنرتقي .

نزار

مطر ابراهيم 08-06-2011 11:25 AM

عنصر المفاجأة صنع من المشهد جمالية ماتعة، شكراً لك أستاذ نزار على عطائك الجميل الدائم.
أطال الله في عمرك
محبتي
مطر

نزار ب. الزين 08-07-2011 01:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطر ابراهيم (المشاركة 80759)
عنصر المفاجأة صنع من المشهد جمالية ماتعة، شكراً لك أستاذ نزار على عطائك الجميل الدائم.
أطال الله في عمرك
محبتي
مطر

**************

أخي الكريم مطر
أسعدني إعجابك بأقصوصتي
فلك الشكر و الود ، بلا حد
نزار

أحمد فؤاد صوفي 08-12-2011 10:01 AM

الأديب الكريم نزار ب. الزين المحترم

جملة واحدة سببت ألماً لايمكن محوه . . ودفعت القارىء القارىء للغوص في تفكيره وتحليله . .
من يجد في نفسه القدرة على التبني وهذا شيء مسموح في بلاد كثيرة . .
فعليه ألا يخفي الحقيقة أبداً . .
وأن يعيش الطفل عمراً بين (أبوين) ثم يكتشف أنهما ليسا أبواه فتتحول سعادته واستقراره إلى بلوى واضطراب نفسي لا يرجى شفاؤه . .

عزيزي . .
تقبل تحيتي واحترامي . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **


الساعة الآن 11:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team