منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27168)

ياسر حباب 11-02-2020 03:37 AM

قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 
الكتاب: محمد: نبي لزماننا MUHAMMAD : A Prophet for Our Time
المؤلف: كارن أرمسترونغ Karen Armstrong
ترجمة: فاتن الزلباني
تاريخ النشر: 2008
الناشر: مكتبة الشروق الدولية
عدد الصفحات: 211 صفحة

لا شك أنه في الحقبة الأخيرة وخصوصًا بعد أحداث 11 سبتمبر، شَاب الإسلام مغالطات ولغط كثير، وتجرأ البعض على شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونُعِتَ بصفات شنيعة ...


وبقدر ما كان هناك أصوات ومحاولات من المسلمين لتصحيح الصورة، كان هناك عقول غربية واعية وأصوات وصلت بالفعل للبحث عن الحقيقة والتعمق في شخصية نبينا والإسلام، ومنهم كانت الكاتبة كارن أرمسترونغ (Karen Armstrong) وهي مؤلفة بريطانية وقد كانت راهبة كاثوليكية ...


تنبهت كارن أرمسترونغ إلى خطورة ما يروِّجه الإعلام الغربي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعن الإسلام فقامت بتأليف كتابها الأول في أوائل التسعينيات: (سيرة النبي محمد)، وبعد أحداث 11 سبتمبر شعرت أنها بحاجة لتأليف كتاب جديد يوضح الصورة فقامت بتأليف كتاب : (محمد: نبي لزماننا):


( MUHAMMAD : A Prophet for Our Time)


شخصيًّا أحببت أن أعرف رأي شخص محايد بالإسلام ونبيه، وقرأت كتابها مترجمًا إلى العربية بقلم: فاتن الزلبانى، وبهوامش من المراجعين وعدد صفحات بلغ 211 صفحة، والكتاب المترجم صدر عام 2008 من قبل دار الشروق الدولية.


أبحرتُ في سيرة نبينا وخضت معه في عواصف الصحراء وتقلباتها منذ الجاهلية وحتى موته صلى الله عليه وسلم، وانحدرتْ عبراتٌ رغما عني وأنا أقرأ ساعة وفاته، وما مرَّ به من مشقات وتَحَمَلِ ما لا يمكن تحمله من قسوة البشر ...


حاولت الكاتبة كارن، في خمسة فصول:


(مكة – الجاهلية – الهجرة – الجهاد – السلام)


أن تصوغ السيرة من رؤيتها الحيادية ومن نظرتها للنبي أنه بشري كلفه الله بنشر رسالته، كنبينا موسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام، مؤكدة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم، لم يكن معاديًا للأديان الأخرى وخاصة اليهودية والمسيحية، وإنما تعامل مع خيانة القبائل اليهودية والعربية على حد سواء في واحة المدينة المنورة وقتها حسب الظروف ولم يكن بسبب ديانتهم ...


وحاولت توضيح الظروف المحيطة والطبيعية وما كان سائدًا لتبرير تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، وحتى أنها بررّت تعدد زيجاته وأنه كان مقبولاً في ذلك الوقت كوسيلة لنشر السلام بين القبائل بالمصاهرة، كما ذكرت أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي رفع مكانة المرأة، وسمح لها بأن ترث، وأن يكون لها رأي، وساواها مع الرجل في العبادة والحقوق والواجبات ...


شرحت أيضًا كيف كان وضع مكة وقريش والعرب عمومًا والتقاليد السائدة، وأن المروءة كانت أن يكون الفرد مع القبيلة على الخطأ والصواب، وبيَّنتْ أن الجاهلية لم تكن تعني الجهل فحسب أو الفترة ما قبل الإسلام وإنما: "هو العنف المزمن في الاعتداء على الآخرين والانتقام منهم نتيجة الغضب السريع والحساسية الزائدة للشرف والمكانة" ( الصفحة 73 ) ...


وفي الصفحة نفسها ذكرت أن الإسلام حثَّ على التخلي عن الجاهلية، والتحلي بالصبر والحلم والرحمة والإيثار ومساعدة المحتاجين وتحرير العبيد والمناصحة في فعل الخير، والتصرف برفق وطيبة، فالمسلمون مسالمون، واستشهدت بسورة "البلد" ...


ذكرت الكاتبة في الصفحة 90 أن الله لم يكن حكرًا لأحد أو لناموس واحد، وأنه مصدر معرفة وعلم ونور لكل الإنسانية، واستشهدت بسورة النور الآية 35: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).


وكذلك الإسلام لم يكن للعرب وحدهم، وأن نبينا إبراهيم كان مسلمًا، وكذلك أبناؤه من بعده، واستشهدت بآيات أيضًا، فالتوحيد لم يكن غريبًا على العالم آنذاك، من خلال الحنفية دين إبراهيم عليه السلام ...


وفي فصل الجهاد ذكرت أن الجهاد لم يكن يعني الحرب المقدسة، ولكنه: "بذل الجهد أو الكفاح الضروري لممارسة ما أراده الله من المرء، وعلى المسلمين أن يبذلوا جهدهم في كل المجالات: الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والروحية والعائلية، طبقًا لما أراده الله منهم، وفي بعض الأحيان سيضطرون للقتال ولكن ليس هذا واجبهم الرئيسي" ( الصفحة 127 - 128)


وأن القتال فُرِضَ على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أتباعه، وكان لا بد منه في كثير من الأحيان للدفاع عن النفس أو الاقتصاد، فالإسلام ليس دين حرب وقتال ولم يقم على حد السيف قط، وإنما ترك النبي محمد الحرية المطلقة للناس، وعندما فتح مكة لم يكن أبدًا هدفه الحكم السياسي أو تجريد قريش من سيادتها، وإنما كان هدفه تغيير معتقدات الجاهلية، ونشر السلام ...


وأن القتال لم يتخذ صبغة دينية إلا بعد اغتيال الخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعلي ...


ختمت كارن بعبارات ذكية ومتفهمة كتابها في آخر الصفحة 191 والصفحة 192 حيث قالت: "يصر النقاد الغربيون على رؤية محمد كرجل حرب، ويقصرون عن رؤية معارضته منذ البداية لروح التكبر والأنانية الجاهلية، التي أسفرت عن العدوان على الآخرين، ليس فقط في عصره، وإنما ما زالت متقمصة بعض قادة الغرب وقادة المسلمين على حد سواء .. والآن يتحول النبي الذي كان رمزًا للسلام والتراحم إلى رمز للفرقة والنزاع، في تطور ليس فقط مأساويًّا، ولكنه أيضًا خطير على الاستقرار الذي يعتمد عليه مستقبل البشر.."


وتضيف قائلة: "ما لم تتعلم الحضارة الغربية ثقافيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، وتتعلم الكنيسة المسيحية، اللاهوتية، أن تعامل الآخرين باحترام، بشكل رئيسي، فسيفشل كل منهما في التوافق مع القرن العشرين، ومشاكل ذلك في المسيحية عويصة بقدر ما لمسناه في الإسلام ..."


ختمت الكاتبة بأنه على المسلمين والغرب أن يتعلموا التسامح وتقدير الآخر، وأن يجعلوا محمدًا صلى الله عليه وسلم نقطة انطلاق لهم، فهو: "رجل مركب يعصى على التصنيف الأيديولوجي، أتى ببعض الأعمال التي يصعب أو يستحيل علينا قبولها، لكنه ذو عبقرية أصيلة، وأسس دينا وتقاليد ثقافية، ليس على السيف، ولكن على السلام - كما يعني اسم الدين – وعلى التصالح"


سُعدت كثيرًا بالقراءة لقلم متفهم كقلم كارن أرمسترونغ، واطلعت على أحداث لم أكن أعرفها في سيرة نبينا العظيم – كسبب نزول بعض الآيات وقراءة أسباب بعض المعاهدات والمعارك - ورؤية لم أكن أعرفها له، وأسأل الله أن أكون قد وُفقتُ في إيضاح هذه الرؤية .

* الكاتبة : نادية العلي عن موقع مجلة فكر

محمد عبد الحفيظ القصاب 11-02-2020 04:31 AM

رد: قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 
صلى الله عليه وسلم

أحسنت النقل أخي الكريم

لايحتاج العقل البشري إلا للتدبر

ليعلم الحقّ في رسالة الإسلام

تحياتي والمحبة

ماجد جابر 11-27-2020 07:59 PM

رد: قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 
بارك الله فيك ورعاك أستاذنا القدير ياسر حباب على قراءتك المتعمقة وعلى موضوعك الماتع المفيد، ومنابر علوم اللغة ترحب بك وبقلمك الجميل أجمل ترحيب.

ناريمان الشريف 11-29-2020 10:30 AM

رد: قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 
سلام عليك أخي
سأعود بحول الله قريباً
لأطالع ما جاء هنا
جهد مبارك
تحية ... ناريمان

سرالختم ميرغنى 11-29-2020 03:11 PM

رد: قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 
شكــــرا ياســــر فهذا مقــــال جيد من كاتبة عاقلة . وبعد نزول القرآن ليس هنالك نصرانى غير مؤمن بسيدنا محمد فالإسلام هو الدين الخاتم ، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين .

ناريمان الشريف 02-17-2021 09:31 PM

رد: قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 

وعدتك أخي ياسر أن أعود
وها أنذا أفي بوعدي
فالموضوع يستحث القراءة
فهي قراءة موضوعية للكتاب الذي كتبته صاحبته أيضاً بموضوعية من غير تحيّز
فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، قادر على حل مشكلات عصرنا بمنتهى الروية والهدوء
كما قالها ذات مرة برناردشو : ( ما أحوج العالم اليوم لرجل يحل مشكلاته وهو يحتسي فنجالاً من القهوة كمحمد )
اللهم صل على محمد ..
وبلا شك بعد الحادي عشر من سبتمبر تعرض الإسلام لهجمة شرسة من الغرب غذى هذه الهجمة الممنهجة الإعلام الغربي الحاقد على الإسلام
شكراً لك لأنك نقلت لنا هذه القراءة
وشكراً لكاتبة القراءة ( نادية العلي )
وكاتبة الكتاب
وتحية ... ناريمان

ياسر حباب 02-20-2021 12:23 PM

رد: قراءة في كتاب: (محمد: نبي لزماننا) للكاتبة كارن أرمسترونغ
 
الاخوة الاحبة :
محمد القصاب ، ماجد جابر ، سر الختم
اشكر مداخلاتكم القيمة ،
الاستاذة الفاضلة ناريمان :
شكرا على الوفاء بالوعد ،
مداخلتك اثرت الموضوع ،
شكري و تقدير


الساعة الآن 09:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team