عينان لامعتان
 

بمجرد وصوله مزرعته وجد في استقباله كلبه "محبوب" المشهود له بولائه جالساً على قوائمه الخلفية رافعاً رأسَه نافخاً صدره باِعْتِداد
اِقْتَرَبَ مِنْه ومسح رأسَه ورَبَتَ على ظهره، وقام بالتجول في ارجاء المزرعة وعندما وصل حظيرة الأغنام لاحظ اختفاء أحد خرافه السمان فسأل كلبه عن الخروف المفقود
فقال الكلب بكل ثقة: لقد ذبحته وقدمته لضيفي وابن عمي الذئب.
فقال له صاحب المزرعة بغضب مصطنع: ومن أعطاك الحق لفعل ذلك؟
رفع الكلب رأسه في شموخ وقال بفخر: كلب الكرام لا بد أن يكون كريماً!
عندها سمع صاحب المزرعة ضحكة مجلجلة صادرة من على سطح برج خزان الماء الذي يشرف على الحظيرة، فرفع رأسه فرأى الديك يتلوى من الضحك
فالتفت إلى كلبه وسأله متعجباً: ما سبب ضحك هذا الديك ؟!
اقترب منه كلبه وهمس في أذنه قائلاً: دعك منه يا سيدي فمنذ أن ماتت دجاجاته أصابه شيء من ألمسٌّ أجارك الله.
رفع صاحب المزرعة حاجبيه وقال متسائلاً بابتسامة رضى: وهل قدمت دجاجات هذا الديك المسكين لضيوفك أيضا ؟!
صوب الكلب عينيه في عيني سيده وقال محتجاً: سيدي لم اعهد أنك قدمت الدجاج لضيوفك ولا ينبغي لخادمك المطيع فعل ذلك!
نظر صاحب المزرعة نظرة طويلة في عيني كلبه اللامعتين وقال: أتعلم أن فيك الكثير من طباعي لِهَذا أُحِبُّك!

رد: عينان لامعتان
 

الكلاب في الوفاء معروفة حتى أن قبيلة عربية تعرف ببني كلب افتخارا منها بوفاء الكلاب لأسيادها، لكن نصك الساخر والمحبوك جاء بالجديد في الموضوع بحيث أضاف لخصال الكلب خصلة تمثل الطبع وتقليد السيد في كل شيء، وهذا في نظري بعد آخر من أبعاد الوفاء تمكنت من إبرازه في لغة سردية ممتعة. بالتوفيق، أخوكم عبد الحميد.

رد: عينان لامعتان
 

نص ساخر جميل، يستعير صوت الحيوان ليعبر عن طائفة من البشر تتقن التملق والمداهنة

أحسنت وأجدت أستاذ عبد العزيز
تحياتي وتقديري

رد: عينان لامعتان
 

"كلب الكرام لا بد أن يكون كريماً!"

أبدعت في تصوير المشهد بلغة جميلة بسيطة غير متكلّفة وهذا سر الجمال في قصتك. يبدو أن بعض الكلاب لا تجيد الوفاء فحسب.

تحياتي واحترامي