منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ألق الفؤاد (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=22141)

نوري الوائلي 02-26-2017 01:14 AM

ألق الفؤاد
 
الطبيب نوري الوائلي

ألق الفؤاد

ذبل الحبيبُ وشاخ فيه المُفتنُ *** وعلا عليه بالسنين المُحزنُ

كان الخليلَ وكان حبّه عارماً *** حتّى كأنّه للفؤادِ المكمنُ

أزهى على الحبّ الزمانُ بخصبه *** فاخضّر حتّى أكبرته الأعينُ

لكنّه ما كان يُشبعُ حاجةً *** مكنونةً في ذاتها تتبيّنُ

فبحثتُ عنها في المجاهل موقناً *** فوجدْتها في الروح نوراً يكمنُ

نوراً تجلّى في الفؤادِ تمتّعاً *** ما دانه حبُّ الهوى والأحسنُ

حبٌّ أصاغ من اليقينِ نباته *** والجذرُ بالقلبِ المتيّم ِ يقطنُ

ألقٌ تفرّد ما له كفؤٌ ولا *** ندٌّ يزيدُ بما أتى أو يُقرَنُ

يتجاوزُ الوصفُ القريبُ لكنهه *** كلّ الكلامِ وأنْ أجادَ المتقنُ

قلبي تسامى والضلوعُ بكونهِ *** فكأنّني في قربه أتكفَّنُ

زاحَ الظلامَ عن العيونِ فأبصرتْ *** رغم الضبابِ خوالجٌ تتيقّنُ

إنّ الحبيبَ وإن عشقتُ خليقةً *** ربٌّ له قلبي المتيّم يذعنُ

ربٌّ أفاضَ على الوجودِ أدلةً *** تهدي إليه وبالخلائقِ تسكنُ

رحماكَ ما حملَ الفؤادُ محبةً *** إلا إليكَ وما سواك معنوَنُ

ألجودُ أغراني وخيرك مزبدٌ *** فتركْت نفسي في هواها تُسْجنُ

جهلي بمكرك حين حلمك شاخصاً *** يُعمي الفؤادَ وللمعاصي يُلحنُ

أحسنتُ ظنّي بالرحيم وقد نستْ *** نفسي بأنّ عذابها لا يؤمنُ

أقسمتَ أنّك رغم حلمك منجزاً *** وعداً بألوانِ العذابِ تلقّنُ

ما صدّ عنك أيا مذلُّ وقاهرٌ *** إلا الجحودُ المستبدُّ الأدينُ

قد جاوزت عذري الخطايا غافلاً ***وتعلّقت نفسي بمن لا يُضمنُ

وركنتُ مغروراً لحلمك ناسياً *** أنّ العذابَ لمن عصاك الأمتنُ

ألوجه أجهم والسنونُ شواهدٌ *** والشيبُ يغزو في الفؤادِ ويَطعنُ

والقبرُ حولي والمماتُ يشدّني *** والعجزُ نارٌ بالجوارحِ تركنُ

فأفقتُ من نومٍ عليلٍ مجهدٍ *** فإذا بفكري بالسرابِ المُفتنُ

فرفعتُ قلبي في يدي مناجياٌ *** من لي سواك إذا عذابك يُمعنُ

سأظلُّ أطرقُ بابَ حلمك واثقاً *** إنّ الكريمَ لمن رجاه المأمنُ

حتّى وإنْ ظلمي لنارك مُدخل *** فأنا بلطفك بالنجاةِ الموقنُ

كفّاي تعلو في تضرّعها العلا *** قرباً إليك وأنت فيها المحسنُ

تعلو السماءَ وأنت تُثقل حملها *** حتّى عليها بالرضا تتمنّنُ

لولا عذابك ما أطاعك عابدٌ *** وسعى طواعيةً بدربك مؤمنُ

ننسى انتقامه واللظى وجوابنا *** أنّا برحمته وحلمه نُحصنُ

هذا جوابُ الغافلين بجهلهم *** عمدَوا الظلالَ وبالعبادة أدهنوا


الساعة الآن 11:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team