منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   عزف الروح تعتذر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6016)

راما فهد 09-01-2011 09:56 PM

عزف الروح تعتذر
 
أعتذر لقلبي الذي مازال ينبض بالحياة التي أعيشها؛ أعتذر له لأنني أتعبته وأنهكته بالحب واللوعة والشوق والأسى؛ أعتذر منه لأنني أقحمته في لجج لم يستطع خوضها أو تحملها؛ أقحمته مرغما في عذابات العشق والهوى ونسيت أو تناسيت أنه مازال أصغر من مكابدة كل هذا العناء والتعب؛ وأقل من أن يحتمل هذا الأرق والسهاد؛ خدعته بأن مهمته سهلة ويسيرة، فقد توهمت أن الحب أسهل مما وجدته.

عذرا أيها القلب..!
حمّلتك أمورا فوق قدرتك وطاقتك؛ فعدت أدراجك محترقا بنيران هذا الحب ولظاه المستعرة؛ لكنك مازالت تنبض بين أحشائي لتمدني بالحياة .. إيه يا قلبي .. أكاد أسمع أنينك وشكواك بألا أعود بك ثانية إلى الحب.

أعتذر لأقلامي وأوراقي وخواطري؛ فقد أتعبت قلمي بهمومي وحمّلته كل أوجاعي في رحلة حياتي المتخمة بأوجاعها؛ فلم يخذلني مرة واحدة، ورسم هذه المعاناة كلمات مكتوبة على الصفحات.. وعندما مللت هذا القلم كسّرته واستعنت بقلم آخر.

أعتذر إلى أوراقي التي رسمت على أديمها كل خواطري وقصائدي بألوان وبلا ألوان؛ وفي لحظات جنوني وهذياني مزقتها إربا.

أعتذر لخواطري المبعثرة في أماكن شتى، والتي غلفتها بأحزاني وسوّرتها بالدمع وحاصرتها بالألم؛ فأحزنت غيري بها وهو لا يستحق.

أعتذر للواقع بكل ما فيه من حقائق أغمضت عنها عيوني وحاولت استبدالها بصور أجمل ! كرهت الواقع ونسيت أنني لن أتمكن من أن أحدث فيه تغييرا، وبأن الواقع هو الحقيقة بكل ما فيها من مرارة، وأنني مرغمة على أن أعيش الحياة كما هي بكل مرارها وعذابها؛ مع من أحب أو لا أحب.

أعتذر للفرح !..
أعتذر للسعادة !..
فقد عشقت الحزن وسرت في دروبه سنوات وسنوات.. عشقت الألم وأنخت رحالي في ربوعه.. عشقت الدمعة ولم أكلف نفسي مرة واحدة بإزاحتها عن جفوني.. عشقت الجراح فعاشت معي وعشت معها.. أمسكتُ بيدها وأمسكتْ بيدي كرفيقين حبيبين تعاهدا على الوفاء..

أعتذر لمخدتي التي أشبعتها بالدمع كل ليلة .. ووضعت فوقها رأسي المثقل بصداع يلازمه ولا يكاد يفارقه.

أعتذر للأمل.. فقد ودعته ورحلت عنه منذ زمن دون أن أكلّف نفسي بالاستئذان منه، وبأنني راحلة إلى اليأس وأستطيع معايشته .. عبثا حاولت إقناع نفسي بالقدرة على البقاء غريبة وبعيدة عن الأمل، وبالكذب على نفسي بسعادة وهمية مع اليأس.. فمازالت نيران سعادتي الوهمية تكويني في صمتي.. وتعذبني في ليلي.. دون إحساس الآخرين بي.. فعذرا أيها الأمل !.

أعتذر من قامتي القصيرة التي أحاول جاهدة أن أتطاول مرات بها، أو عليها، فلا تطاوعني، وتهمس لي بأن أبقى دائما مثلما أنا بطولي وحجمي الحقيقيين. أعتذر من هذه القامة وأحيي مرآتي لأنها هي وليس سواها من تظهر لي صورتي الحقيقية دون أن تجاملني ولو مرة واحدة.

أعتذر للصمت !.. فقد خدعته مرات كثيرة.. هربت إليه خوفا من الكلام.. وظننت أني أستطيع خداع نفسي فترات طويلة؛ وبأنني قادرة على الصمود طويلا أمام رغبتي في البوح والكلام؛ لكنني خنت هذا الصمت وتكلمت بأكثر مما توقعته في يوم من الأيام؛ فرغبتي في الكلام كانت أقوى من صمود الصمت.

أعتذر للقاء !.. فقد كتبت كثيرا عن الفراق والوداع، ونسيته..

أعتذر للورد والزهور.. قطفتها في بدايات تفتحها وبلوغها... وشممتها في لحظات الحب والفرح، وحاولت أن أهديها لمن لا يستحق.. ولكنني رميت بها تحت أقدامي ..فلفظت آخر أنفاسها وماتت بأبشع ميتة.

أعتذر لأمي.. أتعبتها وأنا في بطنها وأحشائها، وآلمتها كثيرا في مخاضها؛ وأسهرتها على راحتي كل سنوات طفولتي؛ وأتعبتها معي في شبابي ومازلت؛ غير أني عاجزة عن أن أرد لها فضلها مهما بذلت.

لن أعتذر لضميري!.. فقد أبقيته حاضرا متيقظا؛ يسافر معي في كل دروب الحياة؛ فهو عيناي اللتان ترشداني السبيل القويم.

أعتذر من اعتذاراتي كلها؛ لأنني تباطأت طويلا في البوح عنها بعدما حبستها في داخلي.

علي بن حسن الزهراني 09-01-2011 10:40 PM

القديرة/ راما فهد..
نحن بحاجة إلى أن نعتذر إلى الوقت الذي لم يعد يملكنا ونملكه، أو يتنفسنا ونتنفسه.. هو في حضرتنا مجرد عقارب فضية تتحرك في عجلة من أمرها.. تُدار بها عجلة الزمان "الخائب"؛ الذي أوقدنا فيه ثم يمم وجهه إلى جهة غير معلومة، في وقت، هو الآخر، غير معلوم..!
أعتذر إلى الوقت..!
فهو لم يعد كالسيف الذي حَفِظْناه ونحن في الصفوف الأولى على مقاعد الدراسة، أو "ربما" حُفِّظْناه قسرا بهذه الطريقة المملة والقديمة أيضا..!
أعتذر إليك أيها الوقت البرق، والريح، والزلزال، والبركان والعاصفة.. أعتذر إلى الوقت الصفعة المؤلمة التي جعلتني أفقد توازني في زمن جنون العقلاء..!
أعتذر إليك راما عن الوقت الذي سرقته، متصفحا ومعلقا..
تقديري لجمال حضورك.
أبو أسامة

عبدالحكيم مصلح 09-02-2011 02:54 AM

أختي الفاضلة راما حفطها الله

نص مشبع بالاعتذارات.

بخلاف امك الغالية ترى هل يستحقون متوالية الاعتذارات هذه.

مجرد تساؤل

لو كنت مكانك لاعتذرت من كل الأمهات اللواتي يسكن داخل المنازل المؤقتة وفي مواجهة دائمة مع عدو غاصب يعيث فسادا في بهية المدائن وسائر مدن فلسطين.

فقدت خاصية الاعتذار منذ زمن وما شاء الله من الحسبان.

لك كل جوري القدس بهية المدائن وعنب الخليل ونفس الثوار في جبل النار.

كل عام وأنتم بخير وطاعات متقبلة بإذنه تعالى.

راما فهد 09-03-2011 02:14 PM

الاستاذ علي بن حسن الزهراني
اهلاً بك
واعتذارك للوقت رائع جداً اضاف لأعتذراتي جمالية خاصة
كل الاحترام والتقدير لمرورك السخي
باقة من الجوري لروحك

راما فهد 09-03-2011 02:20 PM

الاستاذ عبد الحكيم مصلح
اهلا بك استاذي وحياك
وجودك معي اسعدني
استاذي بالنسبة لأعتذاري لوالدتي
اريد ان اوضح شيء بسيط وان كان توضيحي يؤلمني
عندما كتبت الاعتذارات كانت والدتي رحمها الله لا زالت على قيد الحياة
وبعد فترة بسيطة انتقلت الى الرفيق الأعلى
صدقاً لم اجد حرف واحد يعطي والدتي حقها
كسرت قلمي لفترة طويلة
وللأن لم اكتب حرف واحد عن امي
طعم الفقد مر

اشكرك
لن استطيع ان اضيف حرف
مودتي واحترامي

علي الغنامي 09-03-2011 04:33 PM

عازفة الأبداع راما فهد

اسم يقتطف الأبداع زهرة زهرة.


نص يستحق التثبيت

راما فهد 09-04-2011 02:38 PM

الشاعر والكاتب علي الغنامي

كلماتك هنا وشاح من الجاذبية
زادت من آلآحرف رونقا جميل
شكراً واحدة لا تكفي
باقات من الجوري الاحمر لروحك


الساعة الآن 07:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team