منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ما الشعر ؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12686)

عمر مسلط 12-26-2013 01:22 PM

ما الشعر ؟
 
لمَ المُطلق يدوّن الجمال والحرية والموت، ورطة الحياة في لعبتها الأزلية مع الموت، شهر أبريل فاتحاً ذراعيه لغواية الصيف، زبدة اللغة بين يدي طفل، نهار يعبر وحيداً في خريف غريب.

بقلم / عيسى الشيخ حسن

الشعر انهماك المجازات في تجميل الغامض، و توتر اللغة في ترجمة الألم، الصعوبة بوصفها قنطرة إلى الواضح، والغروب بوصفه برزخاً بين لونين، و " آخر دمعة للكون". ارتجاف موجة في عين سمكة، و موقد نار في شتاء. الشعر لعبة الوَلَه بين الفضول والألم، خيط الإبرة في ثياب وسادة هبطت للتوّ من حبل الغسيل.
الشعر؛ العيد والوعيد، القمر والذئب، الرغيف و السوط، دموع بطل متوّج يسمع نشيد بلاده، رحلة حزمة حطب فوق ظهر فلاحة، الشعر آهة مقرور، و بهجة تنّور في الخامسة صباحاً، أكفّ الباكستانيين المغتربين في وجه هلال أول الشهر لحظة الغروب قارئين الفاتحة، الشعر ما بقي من ريش العصفور الهارب من قبضة صيّاد، الدينار الفالت من جيب مثقوب يتدحرج على مهل، الشعر قوس احتمالات اللغة تتدبّر خطاب الطغاة. الشعر وجع السحابة وقد تلاشت على كتف الجبل، ذات الجبل . الشعر؛ طفولة الضوء في حضن العتمة، إجفالة الظبي في فلم وثائقي، الضحكة في عيون قراء روايات كازانتزاكي و كونديرا، صوت مدرّس يقرأ نصّاً للمتنبّي وينسى أنه مدرس ويتماهى بالنصّ. النهايات تستحمّ بالذكريات، النهر شاهداً تراكم الحجارة الهشّة، سوار امرأة يغفو في يدها على مرأى من لص وعاشق، عربات الدرجة الثالثة تعاند المكان و ظلال الأنفاق العابرة، جمهوريات الأمل في حديث المعارضين، ، الشعر منظور هندسي لا يتقنه طلاّب كليات الهندسة، وجع استثنائي تحذفه الطبيعة في جوف الكلام، حوار بين عينين لحظة وداع، طيور القطا في أول الصيف على بعد فخّ وسنبلة، دفتر طفل أتقن للتو كتابة حرف الألف والرقم1.
الشعر ( فلتر) تعبر من خلاله الزوابع إلى الغابات بوصفها نسائم، و ( شاشة) تكشّر فيها الوحوش كأنها غزلان ترتع في فضائية لاتعنى بالأخبار العاجلة. الشعر فريق البرازيل عام 1982 بين يدي الشاعر سانتانا، معزوفة بصرية مذيلة بتوقيعات تذوب على شاشات الأسود و الأبيض.
الشعر؛ كلمات الزير سالم على لسان سلوم حداد، العشق الفلسطيني الفقير في التغريبة الفلسطينية، الشعر أن تدسّ المرثيّة في أذن أجيال لم تتقن الصعود، وأن تجرّ الملحمة إلى جيل لا يجيد الصهيل، الشعر أن نشرب و نهرب ونعرب ثم نكتب على مهل كلمتين للبنت التي عذبت الولد، الشعر لمسة الأعمى لعكازه، و نظرة الأصمّ لأولاده، الشعر طلقة اليقين تفلت من بارودة صيد فتصيب غيمة.
الشعر؛ الكلام الذي أعوز اليتيم ليستعيد أباه، و الكتاب الذي نسيه طالب سنوات، ليعود إليه مستعيداً عشرات الإملاء واصفار القواعد، الشعر الحذف بوصفه تطهيراً، والإضافة بوصفها غلافاً.
الشعر؛ انتظار اللغة في حضرة أولاد مشاغبين، و عشاق ممسوسين، و عابري طريق نازحين إلى السماء.

ايوب صابر 12-27-2013 12:31 AM

هذا الوصف للشعر جميل للغاية خاصة هذه الجزئية :

"الشعر؛ الكلام الذي أعوز اليتيم ليستعيد أباه"

يعرف الشاعر الانجليزي وردسورث الشعر على انه اندفاع تلقائي لمشاعر غامره تدفقت في لحظة جمالية ويتم استذكارها في لحظة هدوء
.

عمر مسلط 12-29-2013 12:02 PM

الأخ الكريم / أيوب صابر

سعدتُ لبهاء مرورك أيها العزيز ...
وأهلاً بك دوماً على هذه الصفحات ...

متمنياً لك الخير ...


الساعة الآن 10:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team