منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   جرحٌ متكئ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=21643)

حنيف النفيعي 08-21-2016 05:56 AM

جرحٌ متكئ
 
أجلس في غرفتي وأمامي جُرْحٌ متكئ على أريكة ، كلما رفعتُ رأسي ونظرتُ إليه وجدته يحدق بي فأهربُ بنظري بعيداً عنه ، وهو مستمرٌ بالتحديق لا يفتر ، نظراته كانت قاسيه جداً لا أطيقها ، صرَختُ عليه مراراً طالبته بالخروج من غرفتي ولكنه لم يأبه ولم ينطق ، وأخذ يحدق بي في صمت قاتل ، إضطررت على العيش معه مرغماً ، وفي صباح يوم ما صحوت وعلى نفس الأريكه جرحٌ متكئ مستمرٌ بالتحديق تؤلمني نظراته
أردتُ باب غرفتي إذْ بوجعٍ يقف عند بابي منظرهُ بشعٌ !!
قلتُ له كيف دخلت ومالذي أتى بك وماذا تريدُ مني انت أيضاً
فقال: أجُرْحٌ بلا وجع!
وأستطردَ قائلاً: أكون أينما كان الجُرْحُ فإن كنت تريدُ أن أتركك وأنصرف عنك فاصرف ذلك الجُرْحَ فأنصرفُ معه ، إلتفتُ نحو ذاك الجُرح وكان يحدق بي قَلت له:
أيا جُرح بالله عليك إعتقني وانصرف عني فأنا لا أطيقك
فتنحنحَ الجُرح !! أخيراً نطق قال:
إسمع يا هذا أنا لن أتركك ولن أنصرف إلا في حال زوال الأسباب فقضي على الأسباب وسأنصرف عنك دون أن تطلبَ مني أنْ أنصرف !
خرجت إلى الشارع وفي المقهى جلستُ في ركنٌ أشرب قهوتي والتلفاز أمامي ونشرتُ الأخبار ليس فيها مايفرح ، فلسطين قضيتنا الأم عشرات السنين وأهلنا فيها بين شهيد وسجين ومهجر والقدسُ مغتصبه وسوريا دماء وأشلاء تجمع من تحت الركام ،
وعراقنا وما جرى له يدمي ، وهناك مصر قد إنقلب حالها ، واليمن يئنْ ، وليبيا ووو
قمت من على كرسيي وخرجت من المقهى مسرعاً وأنا أتذكر ما قاله لي الجُرح
فقلتْ في نفسي كيف لي أن أقضي على تلك الأسباب يالله رحماك بأمتك
عدت إلى غرفتي متثاقلاً وكأني أحملُ فوق كتفي أطنانَ الحديد
حين دخلتَ غرفتي وجدت الجُرحَ والوجعَ أمامي ولكن ليسَ لوحدهما !!
وجدتُ معهما حزنٌ و كمدْ وألمٌ وقَهرْ

فصرختُ رافضاً وجودهم ، وأخذتُ قراراً بان أصدح بصوتي في كل نادي وفي كلّ ملتقى مدافعاً ومنافحاً عن أمتي وعن أوطاني

ولكنهم إعتقلوني بدعوى أني أحمل فكراً تخريبي والحقيقة أنّ صوتي لم يعجبَ سيدهم !!

يا أمةً كان المجدَ عنوانها
يا أمةً كان لها منعةً وقوة
يا أمةً قد عانقت السماء
بشموخٍ وعزه

مالي أراكِ اليومَ قدْ وهنتي
ولم يعدْ لكِ حولٌ ولا قوة!!

تمضي الأيام والشهور والسنين
ومازلت أعيش معْ عائلتي
جرحٌ و وجعٌ و حزنٌ وكمدٌ و ألمٌ وقهرْ

كتبه/ حنيف النفيعي

حسام الدين بهي الدين ريشو 08-21-2016 02:04 PM

واعرااااااااااااقاه
فك الله كربك
وكرب اليمن وسوريا وليبيا
وكل بلادنا العربية

أبدعت أخى الفاضل
لك التحية
ولأوطاننا السلامة
إن شاء الله

حنيف النفيعي 08-21-2016 02:55 PM

شكرا لك أستاذ حسام الدين

ونسأل الله ان يصلح حال الأمه وأن ينهض بها

تقبل تقديري لك

ريم بدر الدين 08-21-2016 03:52 PM

جرح متكىء على خاصرة كل من ألقى السمع و قلبه حي
أ. خلف النقيعي
أرحب بك من خلال قراءتي الأولى لك
تحيتي

حنيف النفيعي 08-21-2016 03:57 PM

شكرا لك أ/ ريم بدر الدين

أسعدني مرورك وتعليقك كثيرا


تصحيح لأسمي هو

حنيف النفيعي

تحياتي لك

عبدالحكيم مصلح 10-04-2016 11:12 AM

أهلاً وسهلاً أخي الكريم ونسأل المولى عز وجل أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان ،

تحيتي وأحترامي لشخصكم الكريم ،


الساعة الآن 12:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team