|
سوناتا في الشتاء القادم
سوناتا في الشتاء القادم
خَلْفَ الْمَرَايَا يُغَنِّي شَاعِرُ الْمَطَرِ يُخَبِّئُ التَّبْغَ فِي غَيْبُوبَةِ الضَّجَرِ يَعُومُ فِي مَوْجَةِ الأَوْرَاقِ مُخْتَلِقًا حِكَايَةً قَدْ تُسَلِّي الرُّوحَ فِي السَّفَرِ يُصْغِي إِلَى أُغْنِيَاتِ الْبَرْدِ مُبْتَسِمًا كَأَنَّهُ قَدْ رَمَى الْعَبْرَاتِ فِي السَّهَرِ يُرَافِقُ الثَّلْجَ فِي أَرْكَانِ مَنْزِلِهِ لِيُوقِظَ النَّايَ فِي إِغْفَاءَةِ الشَّجَرِ يُرَافِقُ الضَّوْءَ فِي أَبْعَادِ مَضْجَعِهِ وَ لَا يُسَافِرُ دُونَ الشَّمْسِ فِي الْحُفَرِ وَ يَشْتَرِي صُحُفَ الأَحْدَاثِ مِنْ رَجُلٍ يُخَاطِبُ الْجِسْمَ وَ الأَوْصَالَ كَالْوَبَرِ يَصُبُّ فِي كَأْسِهِ أَحْلَامَ مِعْطَفِهِ وَ يَتْرُكُ الصَّهْدَ كَالْخُفَّاشِ فِي الصُّوَرِ يُخَبِّئُ الْخَوْفَ فِي دُولَابِ حَافِيَةٍ تَشُمُّ نَبْضَ الْمَدَى فِي غَيْهَبِ الشَّعَرِ يُخَبِّئُ الْجُوعَ فِي أَنْظَارِ خَارِطَةٍ تُصَادِرُ الصَّمْتَ مِنْ بَوَّابَةِ الْعُمُرِ يَعِيشُ كَالنَّمْلِ فِي شُبَّاكِ جَارِيَةٍ تَرْتَاحُ فِي ذَبْذَبَاتِ الْعُشْبِ كَالْبَقَرِ يُحَادِثُ الْبَرْقَ وَ الأَشْجَارَ عَنْ صَدَفٍ قَدْ ضَرَّجَ الْوَقْتَ بِالْيَاقُوتِ وَ الدُّرَرِ يُحَادِثُ الرَّعْدَ وَ الأَمْطَارَ عَنْ شَغَفٍ قَدْ دَمَّرَ الْخُبْثَ وَ الأَحْقَادَ فِي الْبَطَرِ وَ فِي وَرَى ( الْجِينْزِ ) تَغْفُو بَعْضُ أَدْمُعِهِ لِيَخْرُجَ الْعِشْقُ مِنْ مِحْرَابِهِ الْعَطِرِ وَ يَتْرُكُ الْمَاءَ فِي أَعْمَاقِ صَبْوَتِهِ لِيَرْقُصَ الْغَيْمُ فِي أُقْصُوصَةِ الْحَجَرِ |
وَ فِي وَرَى ( الْجِينْزِ ) تَغْفُو بَعْضُ أَدْمُعِهِ
لِيَخْرُجَ الْعِشْقُ مِنْ مِحْرَابِهِ الْعَطِرِ وَ يَتْرُكُ الْمَاءَ فِي أَعْمَاقِ صَبْوَتِهِ لِيَرْقُصَ الْغَيْمُ فِي أُقْصُوصَةِ الْحَجَرِ قصيدة لها نكهة فريدة جميلة المعنى دمت بخير |
تحياتى البيضاء
يُصْغِي إِلَى أُغْنِيَاتِ الْبَرْدِ مُبْتَسِمًا كَأَنَّهُ قَدْ رَمَى الْعَبْرَاتِ فِي السَّهَرِ ما أجمل هذا البيت ، والذى يقوم على علاقة نحوية بليغة ذكية فاعلة فى سياقه الجمالى والدلالى ، حيث نتلقى علاقة المضارع " يصغى " وهى العلاقة التى تستحيل ديمومة وتجددا يسيج لوحة البيت كلها - ثم ولنتأمل علاقة المفعول المضاف " أغنيات البرد " وهى العلاقة التى تقوم على الاستعارة المكنية التى تجسد لنا البرد أمام بصائرنا كيانا حيا يغنى - والحقيقة أن التخييل هنا يقوم على الإيحاء حيث يستحيل البرد رافضا لجموده وحالة الكمون التى يستحضرها حضوره ، إن البرد هنا فى لوحة البيت يتجلى بردا غير ما نعرف عن البرد - البرد هنا يلبس معطفه ويقبض أمام بصائرنا على جمرة الغناء ، فيكون حينها هذا التواصل العذب الذى يتجلى فى علاقة المضارعة " يصغى " لتتحقق حالة التواصل والتماهى بين البرد الذى صار حيا شجيا وبين بطل النص المصغى مبتسما فى لوحة البيت - ثم ولنتأمل الشطرة الثانية والتى تقوم على التشبيه عبر علاقة الجملة الاسمية وهى العلاقة التى تقدم لنا مشهدين مشهد بطل النص فى لوحة البيت مبتسما للبرد الذى يستحيل مغنيا شجيا وبين لوحة ذلك الذى جعل البكاء وراء قلبه ربما من كثرة الأسى والحنين |
رد: قصيدة سوناتا في الشتاء القادم شعر / خالد أحمد البيطار
مبدع
دام لك التميز والابداع مع تحياتي وتقديري |
رد: قصيدة سوناتا في الشتاء القادم شعر / خالد أحمد البيطار
قصيدة تبدو فيها الحس الشاعري واضحا.
سلمت يداك أخي خالد. |
رد: قصيدة سوناتا في الشتاء القادم شعر / خالد أحمد البيطار
وَ يَتْرُكُ الْمَاءَ فِي أَعْمَاقِ صَبْوَتِهِ لِيَرْقُصَ الْغَيْمُ فِي أُقْصُوصَةِ الْحَجَرِ وما أبهاه الغيم حينئذ أستاذي خالد البيطار في قوافيك كأن رائحة الشتاء أزكمت وعينا تقبل مروري مع فائق التقدير |
| الساعة الآن 05:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.