منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   -قابيلُ..يفاوضني عن دمي- (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8637)

عبدالله بيلا 04-20-2012 01:05 AM

-قابيلُ..يفاوضني عن دمي-
 
-قابيلُ..يفاوضني عن دمي-




المَدى شاهدٌ .. والمُدى شاهدةْ
بين هذا الذي ندَّعيه زماناً..
وتلك التي تُبدعُ الآنَ أُنقوشةَ الموتِ
ظلٌ يمدُّ ذراعيه مُحتفلاً بالسماءِ
فتهمي سواداً على ساعِديهِ ...
كأنَّ السماءَ استقالَتْ من اللونِ
إلاَّ سوادَ خضابٍ قديمٍ على يدها.
كلَّما ارتفعتْ هامةٌ للصلاةِ الحزينةِ بادرَها منجلُ اليأسِ
كوني سراباً .. هباءً .. صدى.
غائرٌ هو جُرحُ الصلاةِ..ومُغتربٌ صوتُها.

كلَّما دارتِ الأرضُ دورَتَها فزَّ قابيلُ من حلمهِ الدمويِّ المكرَّرِ..
أصبحتُ قالَ..وأصبحتِ الأرضُ بالدمِ !
هل كنتُ أحلُمُ؟
أم أنني كنتُ أرعى قطيعاً من الحُلمِ صوبَ الحقيقةِ؟
ليست لتشغَلَني الآنَ هذي الإجاباتُ..
قلبي تقوَّسَ كالتلِّ..
عينايَ رُمحانِ من أزَلٍ موحشٍ مُقفِرٍ ..
جسدي مِقبرة.
كلما قيل: قابيلُ .. جسَّتْ يدايَ من الأرضِ أعرَاقَها
لم تزلْ للدماءِ مواسمُ نُضجٍ قريبٍ
فهيّئْ بقلبكَ أعراسَ دَمْ !

هنا آملونَ تفانَوا بآمالهم في السرابِ
هنا يائسونَ..من اللهِ والناسِ ..حدَّ التجمُّدِ
ينتظرونَ طويلاً طويلاً ..
متى تترجَّلُ تلكَ القيامةُ عن صهوةِ الانتظارِ؟!
سريعاً تمرُّ المسافةُ ..
مُبطئةٌ خفَقاتُ الخُطى في المسافةِ
لم ييأسِ الآملونَ، ولم يأمُلِ اليائسونَ
ولم تُزهرِ الروحُ سوسنةً واحدة.

أبحثُ الآنَ عن جسدٍ..لغةٍ ..تتناسلُ منها اللغاتُ
وعن جهةٍ شاردةْ ..!
عن بلادٍ تعرَّتْ من الإنتظارِ
وشقَّتْ إلى الوقتِ نهرَ دمٍ غائرٍ في الفجيعةِ.
عن (حمصَ) ..
(إدلِبَ) ..
(درعا) التي ادَّرَعتْ بالنشيدِ المقدَّسِ
عن (حلَبٍ).. عن (حماهْ ).

عن رُفاتِ الزمانِ المنكَّسِ في الوهمِ
عن أوَّلِ الدمِ ..
آخِرِ نزفِ الجراحِ الثخينةِ..

هذي طريقي إلى الغيبِ
من يفتحِ الآنَ لي كوَّةً كي أُطلَّ على شبحي في السماءِ
وأرشوَ قابيلَ حين يُفاوضني عن براكينَ خامدةٍ بالدما..
عن دمائي؟
عُبَّ قابيلُ ما تشتهي ..
سوف تَشرَقُ يوماً بهذي الدماءِ.
والمدى بيننا شاهدٌ .. والمُدى شاهدةْ
والزمانُ الذي يتمدَّدُ ما بيننا
ليس أطولَ من لحظةٍ واحدةْ .



عبد السلام بركات زريق 04-20-2012 01:52 AM

السلام عليك
الأخ الشاعر عبد الله بيلا
أمسكتُ بكَ فأنت ساحر وقد حرم الله السحر
وقد ذكرتَ في قصيدتك حبيبتي فأدركتني الغيرة
ما استفزني إيقاعك الهادئ في البداية
لأنني أحب الإيقاعات الصاخبة المدوية
ولكنك أبدعت في الختام بما يجيز إقامة الحدِّ عليك


عُبَّ قابيلُ ما تشتهي ..
سوف تَشرَقُ يوماً بهذي الدماءِ.
والمدى بيننا شاهدٌ .. والمُدى شاهدةْ
والزمانُ الذي يتمدَّدُ ما بيننا
ليس أطولَ من لحظةٍ واحدةْ

نصٌ رائعٌ لشاعرٍ رائع
دمتَ والشعر

نبيل أحمد زيدان 04-20-2012 02:00 AM

الأخ الفاضل عبد الله بيلا الموقر
الله الله على مايبدو أني سأعيد النظر
بشكل القصيدة بعد هذا الجمال بالاسلوب
وروعة اللغة والمعنى المتدفق من جدلية الكلمات
بالكلمات رغم أني قل ما أعلق نثرا أو تفعيلة وأتركها
للزملاء المشرفين إلا هذه فلها
التثبيت استحقاقا
تفضل بقبول التفدير

سعيد العواجي 04-20-2012 02:53 AM

يار جل ما هذا ... ؟ والله إنه التفجع الحقيقي الذي ليس له إلا الشعراء الكبار .
.
كثير هم من كتبوا عن ضحايا سوريا لكن لم يكونوا بمثل هذه القوة .

تبا لكل من يستبيح الدماء....تبا له ... وعليه اللعنات التي تحل به وبمن معه .
.
عبدالله بيلا.

بوركت وبورك هذا الحرف الأصيل .

الحسين الحازمي 04-20-2012 03:10 PM

قد يتشبث الظالم
كمن يتشبث بذيول السراب ..
والمؤمنون الصادقون لا ييأسون من روح الله
وإن فرجه بعباده لقريب ..

شاعرنا المبدع
دمت ودام وهجك


علي أحمد الحوراني 04-24-2012 09:52 AM

قصيد بهي وشاعرية فذة

تمسك بأدوات الكتابة في نطاق شعر التفعيلة

دمت بخير وود

ايوب صابر 04-27-2012 02:08 PM

المَدى شاهدٌ .. والمُدى شاهدةْ
بين هذا الذي ندَّعيه زماناً..
وتلك التي تُبدعُ الآنَ أُنقوشةَ الموتِ
ظلٌ يمدُّ ذراعيه مُحتفلاً بالسماءِ
فتهمي سواداً على ساعِديهِ ...
كأنَّ السماءَ استقالَتْ من اللونِ
إلاَّ سوادَ خضابٍ قديمٍ على يدها.

كلَّما ارتفعتْ هامةٌ للصلاةِ الحزينةِ بادرَها منجلُ اليأسِ
كوني سراباً .. هباءً .. صدى.

- من يخطر على باله مثل هذه الصورة الشعرية الجميلة؟ (السماء تستقيل عن لونها) وينتفي اللون الازرق ولا يبقى الا اللون الاسود على ساعديها.

هنا يشخصن الشاعر السماء فيجعلها مثل انثى تستقيل من لونها فيذهب اللون الازرق ولا يبقى الا السواد لكن اين على يديها. والتشخيص احد وسائل منح القصيدة الحياة.

مثل هذه القصائد لا تكتب الا حينما تسيطر على الشاعر لحظة اشبه بلحظة الوجد فتكون كلماته ليست كالكلمات.

اتوقع لهذا الشاعر انجازات شعرية مهمة للغاية.

وهذه القصيدة تستحق ان تُدرس وتحلل بهدف إبراز ما فيها من جمال وصور شعرية وعناصر تأثير.

ننتظر ان نعرف المزيد عن الشاعر ضمن فعاليات مبادرة من فمك نكتب سيرتك.

لقد ابدعت انت في نقش هذه القصيدة... وتبت يدا من يستمر في نقش الموت هناك.

ثم تأملوا هذه الصورة:
عينايَ رُمحانِ من أزَلٍ موحشٍ مُقفِرٍ ..
جسدي مِقبرة.

وهذه :
هل كنتُ أحلُمُ؟
أم أنني كنتُ أرعى قطيعاً من الحُلمِ صوبَ الحقيقةِ؟

هذا جميل.

ثريا نبوي 02-23-2021 08:31 AM

رد: -قابيلُ..يفاوضني عن دمي-
 
كلَّما ارتفعتْ هامةٌ للصلاةِ الحزينةِ بادرَها منجلُ اليأسِ
كوني سراباً .. هباءً .. صدى.
غائرٌ هو جُرحُ الصلاةِ..ومُغتربٌ صوتُها.
:
نهرٌ من الإبداعِ الشجيّ عُمِّدَتْ فيه القصيدة
لِتتركَ القلبَ مرتعًا لسهامِ الألم، وكأنه كعبُ أُخيل

عبدالحكم 03-06-2021 06:56 PM

رد: -قابيلُ..يفاوضني عن دمي-
 
نص طوع الإيقاع لتشكيل سيمفونية آسرة مؤثرة يتصاعد فيها الحس الفني حتى يشمل الوجدان صداه .. نص يدعو لمزيد من التأمل والاستزادة


الساعة الآن 01:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team