منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   أريسْتوفَانيْس وسُقْراط (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=26617)

فارس العمر 05-28-2020 03:31 AM

أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
مَسْرَحية السُّحُبْ
نشرت مسرحية " السحب " لرائد المسرح اليوناني " أريستوفانيس " مترجمة إلى العربية ضمن سلسلة المسرح العالمي الكويتية . و جاءت في جزأين حيث ضم الجزء الأول مقدمتين : المقدمة الأول أدبية لمترجم المسرحية د. أحمد عثمان و المقدمة الثانية تاريخية لمراجع الترجمة د. عبد اللطيف أحمد
كان الجزء الثاني من المسرحية يضم النص ، و ضم أيضا معجم الأعلام الأسطورية و التاريخية .حيث كانت تدور المسرحية حول سقراط الفيلسوف اليوناني الذي يجيء موقف أريستوفانيس منه مفاجئا شديد الغرابة حيث يصوره مهرجا يبيع أفكارا و مبادئ مقابل المال ......

* كوميديــا الماضي الخالدة ( أريستوفانيس و السُّحُبْ ) ‏
* كوميديــا الماضي الخالدة
* ( أريستوفانيس و السُّحُبْ )

الحديث عن العصر الإغريقي من المترجم وغيره ما زال يفتقد التفاصيل وثمة هنــاك ما يُقال ، فهو ماض زاخر لا يموت ، وينتقل بين القرون بقوة تزداد كلمّــا ذكره النقّاد
وعُشّــاق المسرح ومرتاديه ...
ومن المألوف أن يبدأ الكاتب موضوعه بمقولة ضمنها ( بيري ) ص 385 في كتابه (تاريخ الإغريق ) وقد ذكرهــا في دراسة موسّعة الأستاذ ( أحمد عثمان ) حيث قال بيري :
[ لا شيء على الإطلاق أكثر دلالة وأوضح برهانا على نقاء الجو الاجتماعي وصفاء الحياة السياسية وازدهار ( أثينا ) في منتصف القرن الخامس ،

ومن الحرية المطلقة التي تمتع بها شعراء الكوميديا القديمة ، فقد سخروا من كلِّ شيء على الأرض ، أو حتى في السماء ، هاجموا القوانين ، انتقدوا سياسة الدَّولة وحملوا على زعمائها ، لم ينج من لسانهم شيء ، حتى الآلهة ــ ولا يسمح الناس في العادة لشعرائهم بمثل هذه الحرية إلا إذا كانت الثقة تملأ قلوبهم ، الثقة بفضائلهم ، واستقامة أخلاقهم ، وسلامة قوانينهم ، وعظمة دولتهم ، عندئذ يستطيعون ــ في اطمئنان أن يسخروا من بعضهم ، ويتهكموا على أنفسهم ، أو
أن يجلسوا أيامـاً يشاهدون أنفسهم موضع سخرية واستهزاء على المسرح ، ومن هنـــا كانت الكوميديا القديمة هي الدليل الساطع والبرهان القاطع على عظمة أثينا

وحسب المراجع المتاحة ـ ـ فقد وصل إلينا من رائد الكوميديا الأثينية القديمة بلا منازع ( أريستوفانيس 444 ــ 380 ق.م ) ( إحدى عشرة مسرحية ) من ضمنها هذه المسرحية ( السُّحُب ْ ) و قـد ( وصل النص المعدّل من الشاعر خلال عامي 418و416ق.م) إلى حد غريب على الناقل من سمة المنقول

فكرة مسرحية السُّحُبْ ....
تدور أحداث المسرحية حول هذا الرجل العجوز ( ستربسياديس ) ويعني هذا الاسم ( المراوغ ) أثقلته الدُّيون بسبب زواجه من امرأة ارستقراطية من نسل (ميجاكليس ) ، وبسبب ابنه الذي يعشق الخيول ولا يفكِّر إلا في اللهو والفروسية ، وقد أطلق شَعْرَهُ وجعله يسترسل على كتفه ، ولا يجد العجوز مخرجا من مأزق ديونه سوى أن يعلِّم ابنه فن الجدل ومنطق الباطل لدى سقراط ، ولكن الابن يرفض الذِّهاب إلى مدرسة سقراط ــ أو دُكّانة الأفكار بلغة أريستوفانيس ــ

الإبن السفسطائي
فيذهب بنفسه ولكنَّه يفشل في الاختبارات الأولية التي يجريها عليه سقراط لكبر سنِّه ووهن عقله ، فيلجأ إلى ابنه مرة أخرى ويقنعه بالذِّهاب ، ويذهب الابن ويتخرَّج من مدرسة سقراط سفسطائيا كاملا ، ويُسـرّ الأب أينما سرور ، ويطرد دائنيه ولا يدفع لهم مليمـا واحــداً ، فلقد تعلّم ابنه فن الجدل ومنطق الباطل ويستطيع أن يدافع عنه أمام المحاكم ويدفع عنه أفظع التهم ، ولكن هيهات أن ينعم الأب بذلك ، فلقد كان من نتيجة تشرُّب الابن لتعاليم السفسطائيين أن لم يهتم بأبيه , بل كان يسيء إليه حتى بدى لسقراط أنّـه بدأ يضرب أباه !!!
بل ويثبت ـ بالمنطق ـ الذي تعلمه أنّـه على حق في ذلك ، وأن ما يفعله هو عين الصّواب والواجب ، فيندم العجوز ( ستربسياديس ) على ما فعل ويرجع إلى رشده
ويصمم على حرق مدرسة ( سقراط ) حيث تنتهي المسرحية مع حرق مدرسة سقراط أو ( دُكانه ) كما كان ينعته ( أريستوفانيس )
ويلاحظ في هذه المسرحية أن أنها كلّها هجوم على السفسطائيين وعلى رأسهم ــ كما رأى الشاعر ــ سقراط ، الذي يقدِّمه لنا دارسا ومعلِّماً للعلوم والطبيعة والفلك ، ويتقاضى أجوراً باهظة من تلاميذه ، كما أنَّه يكفر بالآلهة المزعومة آن ذاك ..

قصة لا تنتهي
وكما ورد في السطور السابقة فإن هذه المسرحية ، ما هي إلا دراسة مستفيضة للفلسفة الطبيعية ، وللسفسطائيين ، ولسقراط ، فهي تعرض الآراء وتناقشها
وإن كانت في الغالب تسخر منها ، كما أنها تتعرَّض لبعض الساسة ، وفي الواقع ، إن كل كلمة في هذه المسرحية ذات معنى مقصود ، ولها هدف مرسوم ،
بل هي قطعة من الفن الإنساني العالمي الأصيل ، فهي تحكي قصة الصراع بين القديم والجديد ، القصة التي لم تنتهي بعد !!
ففي كل يوم من الأيام نحلِّق في فصل من فصولها بين سُحُبِ أريستوفانيس ونعيش الجوانب التاريخية والسياسية التي تحفل بها ، والخلفية الفكرية التي تحيط
بها ...

سرالختم ميرغنى 05-28-2020 06:02 AM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
حضـــارة غريبـــة ، حضــــارة قدمــــاء الإغريق . ولكنهـــا طـــريفة فى علم الفلســــفة . شكــــرا لقلـــم فارس الذى كـــتب المقـــال .

العنود العلي 05-29-2020 01:16 AM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
لم أتوقع من أريستوفانيس أن يستخدم كل هذه المفردات
من التحقير الخفي كي يسخر ويقلل من شأن سقراط الذي كان
في حاجته لتعليم ابنه أو فتاه أحد مبادئ السفسطائية حيث
تقوم هذه الفلسفة الغريبة على الجدل والنفاق من خلال
التحقير والإزدراء إضافة إلى الأذى النفسي للآخر رغم أن
سقراط لم يكن أحد رموزها في يوم من الأيام حسب علمي
شكرا أستاذ فارس للنص المسرحي الفلسفي الرائع
تقبل مني فائق التقدير

فارس العمر 05-29-2020 08:48 AM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
للمصارحة لم يسبق لي وأن اطلعت على هذه المسرحية من قبل ~ لكن التناقض في انطياع وأقوال أريستوفانيس وازدراءه لسقراط شيء عجيب فعلا ~ شكرا يا مرسول التاريخ الإبداعي على منقولك سيدي ~ دمت راقي العطاء ولك مني سلاما وتحية

هيثم المري 06-17-2020 01:16 AM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
لاختياراتك الأدبية سيدي نوعية راقية تروقني شخصيا
وتجعلنا قبل أن نقرأ نتخيل الجمال ونبتسم
شكرا لهذه المسرحية الرائعة أستاذنا فارس العمر
تحية لك

ياسر حباب 07-19-2020 12:25 AM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
اختيار موفق وموضوع مميز
كل التقدير

محمد أبو الفضل سحبان 07-22-2020 05:18 PM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
مسرحية بالرغم مما فيها من التحامل على شخص سقراط الفيلسوف العظيم إلا أنها تعطي فكرة وانطباعا عن حياة وأحوال الناس في ذلك الزمن الغابر ...
مقال رائع بقلم رائع..
تقبل اخي فارس خالص التحايا

فارس العمر 07-22-2020 10:11 PM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 256029)
لم أتوقع من أريستوفانيس أن يستخدم كل هذه المفردات
من التحقير الخفي كي يسخر ويقلل من شأن سقراط الذي كان
في حاجته لتعليم ابنه أو فتاه أحد مبادئ السفسطائية حيث
تقوم هذه الفلسفة الغريبة على الجدل والنفاق من خلال
التحقير والإزدراء إضافة إلى الأذى النفسي للآخر رغم أن
سقراط لم يكن أحد رموزها في يوم من الأيام حسب علمي
شكرا أستاذ فارس للنص المسرحي الفلسفي الرائع
تقبل مني فائق التقدير

مرحبا بالمشرفة المتألقة ~ يسعدني دائما سيدتي نداخلاتك القيمة التي تمنح الموضوعات المطروحة عمقا ثقافيا محمود ~لم يبق ما يقال بعد مشاركتك الرائعة ~ دمتي في تألق وجمال فكر ~ لكِ مني تحية وسلاما

ممدوح الرفاعي 09-01-2020 12:19 AM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
صراع العقول وشخصياتها لاتنطفيء أبدا
موضوعك قيم أستاذنا المبدع

حسام الدين بهي الدين ريشو 09-19-2020 01:11 PM

رد: أريسْتوفَانيْس وسُقْراط
 
أحسنت التناول
بورك في قلمك وفكرك
وما تقرأ وتقدم
سيدي الفاضل


الساعة الآن 01:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team