منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مَعْزُولٌ في الْبَيْت (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=26467)

فارس العمر 04-14-2020 07:54 PM

مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
مَعْزُولٌ في الْبَيْت
وراء الجدران المغلقة

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أنْ نتهيّب قليلًا، وننصرف إلى ممارسة الأعمال المتواضعة الصغيرة. من مثل أنْ نقرأ كتابًا من الكتب التي نفتخر بأنّنا نقتنيها فوق رفوف مكتباتنا الفاخرة، المعروضة للتشاوف أمام الزوّار الأقربين والأبعدين.

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أنْ نعيد الاعتبار إلى العلاقات الطبيعيّة المفقودة، أو شبه المفقودة، بين الأبناء والآباء. من مثل أنْ يتعرّف الواحد منّا إلى ابنه وابنته، اللذين لا يعرف عنهما، ومنهما، الشيء الكثير، ولا هما يعرفان عن (ومن) الواحد منّا الشيء الكثير. لحظةٌ استثنائيّةٌ كهذه، قد لا تتكرّر مدى العمر، فلنغتنمْها.

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا برجاءٍ عظيم، دعوة المنظّرين الاستراتيجيّين والأساتذة والجهابذة، في كلّ مجال، فضلًا عن السياسيّين والاقتصاديّين ورجال المال، وقادة الأحزاب، وأمراء الدين، إلى أخذ إجازة، ولو لأسبوع، لأسبوعين، والامتناع عن جلد الناس بهذا الموضوع أو ذاك.

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا، كمواطنين، وعلى طريقة كلٍّ منّا، وبدون ادّعاء، وتفلسف، أنْ نحصّن مناعتنا الروحيّة والفكريّة والمعنويّة و... الوطنيّة، فنقاوم كلّ ما يربض على صدورنا، وكلّ ما ينخر عقولنا، وكلّ ما يقضّ مضاجعنا.

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أنْ نربح الوقت الضائع ببلورة مكوّنات الرؤية السياسيّة والوطنيّة الواضحة، وتعزيزها، من طريق – أوّلًا وثانيًا وثالثًا - لجم الانفعالات والغرائز وردود الأفعال، ومن طريق غربلة المعطيات والمعلومات، فلا ننساق – بلا تفكير – إلى تعميم السلبيات ونشرها وتناقلها، كما لو أنّنا محض آلات ودمى وصناديق بريد.

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أنْ نعيد النظر في طقوسنا وعاداتنا وغلاظاتنا و"ثوابتنا" الراسخة. من مثل أنْ نقلّل ثقل الدمّ، وأنْ نتوقّف عن الجلاغة.

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا مثلًا – بحكمةٍ ما بعدها حكمة، وبتبصّرٍ ما بعده تبصّر - أنْ نغربل كيفيّات تأليف حكومةَ ظلّ، ووضع برنامج عمل لها، في موازاة حكومة الشمس "الرسميّة".

في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكن الواحد منّا أنْ يكون ناقد ذاته، قبل أنْ يكون ناقد غيره. من شأن هذا النقد الذاتيّ، أنْ يخوّله أنْ يكون صاحب شرعيّةٍ عقلانيّة – واقعيّة – موضوعيّة، لنقد الغير، أكان الغير شخصًا عاديًّا، أم مسؤولًا، أم حاكمًا، أم ديكتاتورًا، أم ناطقًا باسم ديكتاتور.

في البيت، وراء الجدران المغلقة، في الليل العاديّ، كما في النهار العاديّ، كما في ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، أجدني واصلًا ليلي بالنهار، قارئًا متصفّحًا الكتب العظمى، وأجدني كتابًا صغيرًا خجولًا متواضعًا متهيّبًا، وحبرًا باحثًا عن نقطة ضوء في ليل العالم!
النهار

ناريمان الشريف 04-14-2020 08:00 PM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا، كمواطنين، وعلى طريقة كلٍّ منّا، وبدون ادّعاء، وتفلسف، أنْ نحصّن مناعتنا الروحيّة والفكريّة والمعنويّة و... الوطنيّة،

لعل هذا برأيي أفضل ما يمكن فعله في ظل هذا الإغلاق
فتحصين وترميم المناعة الروحية والفكرية سيشحنها إلى أيام قادمة نحن بأمس الحاجة إليها
بارك الله فيك أخي
تحية

سرالختم ميرغنى 04-14-2020 08:58 PM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
فى البيوت وراء الجدران المغلقة هـــذه الأيام ينبغى مراجعــــة النفس أمام الآخــــرين وأمام خالــــق الكـــــون . أما القــــراءة يا فارس فقد صــــارت إجــــبارية ، وخاصــــــة القـــــراءة على الشــــبكة العنكـــــبوتية . تحـــــياتى .

محمد الصالح الجزائري 04-15-2020 12:52 AM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
الأستاذ ـ فارس العمر ـ أصبت أخي العزيز في كل ما ذهبت إليه..علّ هذا الوضع يعيد أنسنة الإنسان من جديد ، وترتيب فوضى الأشياء..شكرا لك على جلسة ذات مغزى عميق..تقبّل تحيتي وتقديري..

مها عبدالله 04-15-2020 09:54 PM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، علينا أن ندرب أنفسنا على ترك الغيبة والسخرية من الآخرين وأن نمسك علينا ألسنتنا ونصحح إتجاهنا في هذه الدنيا كي نسلك الطريق المستقيم .. شكرا سيدي على موضوعك الرائع
لك مني أطيب المنى

خولة الرومي 04-19-2020 10:29 PM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت ............ وراء الجدران المغلقة ....... وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة ......... يمكننا أن نحاسب أنفسنا على كل صغيرة وكبيرة فعلناها لنطهرها من عيوبها وأخطااائهاا ....... شكراااا استاذ فارس على الموضوع الجمييييل

العنود العلي 04-22-2020 05:28 AM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أن نتصادق مع أنفسنا ونصلح عيوبها ونحاسبها ونعاتبها فما أجمل من أن تكون صديقا لنفسك

العنود العلي 04-27-2020 04:47 AM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ حال الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أنْ :
ندرك مدى حاجتنا لرمضان، وكم يلزمنا الكثير من النور لنشفى
من خيبات عامٍ طويل مضى. نريد أن نفرغ قلوبنا من هذا التعب

هيثم المري 04-29-2020 06:48 AM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت ، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ
حالة الطوارئ والتعبئة العامّة، يمكننا أن نفكر بإيجابية مثلآ :
لدينا أشياءُ جميلة تُسعدنا .. دين ، أهل ، رفقة ، أبناء ، صلوات وأذكار ..
ترتاح بها الأرواح ..فالحمدلله حمداً كثيراً..

ناريمان الشريف 04-30-2020 01:57 AM

رد: مَعْزُولٌ في الْبَيْت
 
في البيوت ، وراء الجدران المغلقة، وفي ظلّ
حالة الطوارئ والتعبئة العامّة،

يمكننا أن نمارس بعض التمارين الرياضية للذاكرة
نعيد ترتيبها من جديد .. نرمّم ما انكسر في ذواتنا بإضافة نكهة جديدة لأعمارنا


الساعة الآن 06:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team