منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( أبو العتاهية ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1977)

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:04 PM

من شعراء العصر العباسي ( أبو العتاهية )
 
أؤمل أن أخلد
( أبو العتاهية )

أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
يَثِبْنَ عَليّ مِن كلّ النّواحي ومَا أدْرِي إذَا أمسيتُ حَيّاً لَعَلّي لا أعِيشُ إلى الصّبَاحِ
......

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:05 PM

أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
( أبو العتاهية )



أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ

بمنزلة ٍ تبقَى وفيهَا المتالِفُ

كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِ والثّرَى ،

فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُ السَّوالفُ

أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَ التي مضتْ

فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَ آلِفُ

كأنَّ الفتى لم يَفْنَ في الناسِ ساعة ً

إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِ اللفائفُ

وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَة ٌ يَندُبونَهُ،

فمستعبرٌ يبكي وآخرُ هاتفُ

وغُودِرَ في لحدٍ، كَريهٍ حُلُولُهُ،

وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِ السقائِفُ

يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِ والثَّرى

بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذوارِفُ

وَما مَن يخافُ البَعثَ والنّارَ آمِنٌ،

ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِ خائفُ

إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَ قلبهُ

وَهَيّجَ، أحزاناً، ذُنُوبٌ سَوَالِفُ

وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَ بالِغاً

أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ، وَاصِفُ

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:06 PM

أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
( أبو العتاهية )



أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ

لنفْسِكَ ذخراً إنَّ ذَا لسُقُوطُ

اتُوَصِي لِمَنْ بعدَ المَمَاتٍ جَهَالة ً

وتَتْرُكُهُ حَيّاً وأَنْتَ بَسِيطُ

نصِيبُكَ مِمَّا صِرْتُ تَجْمَعُ دَائباً

فَثَوْبَانِ منْ قِبْطِيَّة ٍ وَحَنُوطُ

كأنَّكَ قَدْ جُهِّزْتَ تُهْدَى إِلى البِلَى

لنَفْسِكَ فِي أيْدِي الرِّجَالِ أطبطُ

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:08 PM

أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
( أبو العتاهية )



أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ

وَأراهُ يَجْمَعُ دائِباً لا يَشْبَعُ

قُلْ لِي لمَنْ اصْبَحْتَ تَجْمَعُ مَا أرَى

البَعْلِ عِرْسِكَ لاَ أبَا لكَ تَجْمَعُ

لا تَنظُرَنّ إلى الهوَى ، وَانظُرْ إلى

رَيْبِ الزّمانِ بأهْلِهِ ما يَصْنَعُ

الموتُ حَقٌّ لاَ محالة َ دُونَهُ

ولِكُلّ مَوْتٍ عِلّة ٌ لا تُدْفَعُ

المَوْتُ داءٌ ليسَ يَدفَعُهُ الدَّوا

ءُ إذَا أتى ولكلِّ جنبٍ مصْرَعُ

كمْ مِنْ أُخَيٍّ حيلَ دونَ لِقائِهِ،

قَلبي إليهِ، من الجَوانحِ، مَنزَعُ

وإذا كبرتَ فَهَلْ لنفْسِكَ لَذَّة ٌ

مَا للكبيرِ بلذَّة ٍ متمتِعُ

وإذا قنعتَ فأنْتَ أغْنَى من غَنِي

إنَّ الفقِيرَ لكُلُّ منْ لاَ يقنعُ

وإذا طلبْتَ فَلاَ إلى متضايقِ

مَن ضَاق عنك فرِزْقُ رَبّك أوْسعُ

إنَّ المطامِعَ مَا علِمْتَ مزلَّة ٌ

للطّامِعِينَ، وَأينَ مَن لا يَطمَعُ

إقْنَعْ وَلا تُنكِرْ لرَبّكَ قُدرَة ً،

فاللّهُ يَخفِضُ مَن يَشاءُ، وَيَرْفَعُ

ولرُبَّمَا انتفعَ الفتَى بضرارِ مَنْ

يَنوي الضّرارَ، وَضرَّهُ مَن يَنفَعُ

لا شيءَ أسرَعُ مِنْ تَقَلّبِ مَن له

أُذْنٌ تُسَمّعُهُ الذي لا يَسمَعُ

كُلُّ امرِيءٍ متفَرِّدُ بطباعِهِ

لَيْسَ امْروءٌ إلاَّ عَلَى مَا يُطْبَعُ

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:09 PM

أخويَّ مرَّا بالقُبُور
( أبو العتاهية )


أخويَّ مرَّا بالقُبُو رِ، وسَلّمَا قَبلَ المَسيرِ ثمّ ادْعُوَا مَنْ عادَهَا منْ ماجدٍ قرمٍ فخورِ ومسوَّدٍ رحبِ الفناء ءِ أغَرَّ كالقَمَرِ المُنِيرِ يَا مَنْ تضمَّنُهُ المقَابِرُ بِرُ مِنْ كَبيرٍ، أوْ صَغيرِ

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:10 PM

أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
( أبو العتاهية )



أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا

وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا

إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ

فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا

وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً،

كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا

ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي،

أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا

وإن لكل تلخيص لوجها،

وإن لكل مسألة جوابا

وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍ لوَقْتاً؛

وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا

وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍ لَحَدّاً،

وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا

وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا؛

وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا

وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُ يَوْماً،

وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاً تُرابَا

أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِ عَينٍ

بِهَا إلاَّ اضطِراباً وانقِلاَبا

كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ

وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا

وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْ بشيءٍ

تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا

فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني،

وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا

أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً

مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا

ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّ يومٍ

تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا

وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ

يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا

يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ

بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا

ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّ قَريباً؟

بلى ! من حَيثُ ما نُودي أجابَا

ولَمْ تَرَ سائلاً للهِ أكْدَى

ولمْ تَرَ رَاجياً للهِ خَابَا

رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَ العَيْشِ لمَّا

عرَفتَ العيشَ مخضاً، واحتِلابَا

ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِ حَتَّى

تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراً واحْتِسَابَا

فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْ وجَلَّت

تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَا ثَوَابَا

كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى

كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا

وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ

مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ً رِطَابَا

إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ،

رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا

ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي،

إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى

فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي

وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا

مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ

فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا

وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا،

لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:11 PM

أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
( أبو العتاهية )



أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا

فلا بُدَّ أن يَبْلَى وأن يتمزقَا

تصرفتُ أطواراً أرى كلَّ عبرة ٍ

وكانَ الصّبا مني جَديداً، فأخْلَقَا

وكُلُّ امرئٍ في سعيهِ الدهرَ ربمَا

يفتحُ أحياناً لهُ أو يُغلقَا

وَما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلاّ تَفَرّقَا

وَحَسْبُ امرىء ٍ من رَأيه أن يُوَفَّقَا

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:15 PM

أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
( أبو العتاهية )



أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ

واصبرْ وإِنْ حُمِلْتَ لاَعِج

وانبُذْ هُمُومَكَ أنْ تَضِيـ

ـقَ بهَا، فإنّ لهَا مَخارِجْ

واقضِ الحوائِجَ مَا استطَعْتَ

ـتَ وكنْ لهَمّ أخيكَ فارِجْ

فَلَخَيْرُ أيّامِ الفَتَى ،

يَوْمٌ قَضَى فيهِ الحَوائِج

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:16 PM

أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ
( أبو العتاهية )



أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ

عَذاباً، كُلّما كَثُرَتْ لَدَيْهِ

تُهينُ المُكرِمينَ لهَا بصُغْرٍ

وَتُكرِمُ كلّ مَن هانَتْ علَيهِ

إذا استَغنَيتَ عَن شيءٍ، فدَعهُ

وخذ ما أنتَ محتاج إليهِ

ناريمان الشريف 10-22-2010 07:17 PM

أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
( أبو العتاهية )



أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى

ومَا كرَّمَ المرءَ إلاَّ التُّقَى

وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِ مَعْرُوفة ٌ

ببذلِ الجمِيلِ وكفِّ الأذَى

وكُلُّ الفَكَاهاتِ ممْلُولة ٌ

وطُولُ التَّعاشُرِ فيهِ القِلَى

وكلُّ طريفٍ لَهُ لَذَّة ٌ

وكلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلَى

ولاَ شَيءَ إلاَّ لَهُ آفَة ٌ

وَلاَ شَيْءَ إلاَّ لَهُ مُنْتَهَى

وليْسَ الغِنَى نشبٌ فِي يَدٍ

ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى

وإنَّا لَفِي صُنُعِ ظَاهِرٍ

يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى


الساعة الآن 12:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team