منتديات منابر ثقافية

أسْفَانٌ ويمتطي مَهَبّ الريح
بيده شُعْلَةُ قلقٍ مصفرة
شمع مُكَلّسٌ بين أرْكَانِ ظلامه
قلمٌ غارق في مُيُوعَةِ دمه الأزرق
بعض أوراقٍ، جُثَتٌ هَامِدَة
وقلب مُلْتَاعٌ أوثار نبضه هَوَىً،
سألته وبآسم زرع الإعْتِدَالِ
قلت: كل الأعراف مُؤَجّلَة
أمَطْتُ عن روح محبته الأدَى
دبحت لبقائه نُدُرَ الإمْتِنَان
وأزَحْتُ عن سفره
شِراع رائحة قَدَرُهَا الإمْتِشَاقْ،
ولمّا قاومت الريح أطراف البقايا
وجدته يعبد صَنَمَ الذكرى بالمكان
يرسم على جراحاته لوحة لِلإعْتِدَار
ويقسم عشقًا لا رَغَبًا
أن نَسَبَ البَدْخِ
سَلِيلَ أيام بالخلاء
أن شروط الإلتزام مواقف مُعَلّبَة
أن العيون روحٌ متعبة
شاخ بنظراتها الإمعان
وأن زَوْبَعَةَ الحيلة رمادٌ فكري
كانت النار قد شَبّتْ في سهوه،
ثم تَلاَ لُغَةَ الرحيل على هُجْرَانِه
وغاب بالخُلْدِ يَتَقَفّى آثارًا للنّزْعَة
أرْدَفَ ودمه يَغْزِلُ رعشة الخوف
فقال:
ضلوعي مِنّي وقبري في الهواء أتنفسه،
المَقَاسُ قَدِّي وهو بي لا يَلِيق،
القَصْدُ نِيّةٌ تحفر روح الأمنيات،
التّسَكّعُ مَغَصٌ لمعاناة الشارع،
البحار قوارب تحمل الماء للماء،
الذموع آنصهار مَعْدِنِيّ بعيون المَقَاسَات،
ودنب الخُرافة شكوكٌ عرفية.
وحتى لايسقط بنار عمره الحَرّى
نزيفَ ضميرٍ في قعر أنَاهْ
بنيتُ لي ولظله
برج عشق لوطنٍ أسير
عَرَجْتُ معه لِدِرْوَةِ المُحَالِ سهمًا
فسقيت الحُوتَ بالشاطىء لينبت الماء
حتى شَبِعَتِ البُغْيَا
ورميت به في الكُحْلِ مِرْوَدًا
يَعْبُدُ رموش عروس
بين أشْعَارِهِ علومُ آكْتِسَابِهَا.
7-10/12/2002