منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تزكية النفس عند الإمام الغزالي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7036)

عبدالله باسودان 11-12-2011 08:26 PM

تزكية النفس عند الإمام الغزالي
 
عبدالله علي باسودان

تزكية النفس عند الإمام أبي حامد الغزالي

التخلية والتحلية وهي من أهم مباديء أهل السلوك ( الصوفية )
التخلية : تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها الرذيلة.
التحلية: هي ملؤها بالأخلاق الفاضلة وإحلالها محل الأخلاق الرذيلة بعد أن خليت منها.
فالأخلاق الرذيلة مثل : الشرك والرياء، والعجب، والكبر، والبغض والحسد، والشح والبخل، والغضب، والحرص على الدنيا وحبها لذاتها وإيثارها على الآخرة، والفضولية وعدم الجد في الحياة .
وأما الأخلاق الفاضلة : التوحيد والإخلاص والصبر، والتوكل والإنابة، والتوبة، والشكر، والخوف والرجاء، وحسن الخلق في التعامل مع الناس، والشفقة عليهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ونفعهم بقدر المستطاع، وعدم تغيير قلوبهم بما ليس بلازم شرعاً... كما قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيِّئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأ نّه ولي حميم )
فلا بد للإنسان أن يتعرف على الأخلاق الذميمة وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها فإن من لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه لا يمكنه علاجه، ولكي يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه ينبغي لـه أن يضع أسساً للتعامل معها في ثلاث محاور :
1 – الإنصاف منها، وعدم تبرئتها فقد كان صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي.
2 – ترك الانتصاف لها من الغير بأخذ الثأر لها والانتصار لها، فإنها ظلومة جهولة، وإذا كانت هي المظلومة فقد قال الله عز وجل "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
وقال سبحانه : "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
3 – اتهامها دائماً، فإنه إذا لم يتهمها الإنسان أغوته وقادته إلى التهلكة، فأنت مخير في الوجهة التي ترتضيها لنفسك، فإذا سرت وراءها وأطلقت لها الزمام سارت بك إلى أسفل سافلين، وإن قدتها أنت وطمحت بها إلى المراتب العالية انقادت لك وراء ذلك، فهي كالطفل تماماً كما قال الإمام شرف الدين البصيري:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فإذا عامل الإنسان نفسه على هذا النحو ملكها واستطاع توجيهها نحو الخير، فإذا دعاها إلى عبادة انقادت لـه واستسلمت، وإن دعيت إلى شر وجدت تأبياً ونفوراً عنه،
أما الذي لا يعالج نفسه هذا العلاج ولا يجتهد في مجاهدتها عما تهوى وتحب، فإنه إذا دعاها إلى العبادة نفرت، وإذا رأت أنه سيحملها على طاعة من الطاعات شردت، مثل الدابة تماماً، فالدابة إما أن تكون مطيعة وإما أن تكون شروداً حروناً، وكذلك النفس إذا عودها الإنسان على ترك هذه الأخلاق الذميمة كانت كالدابة المطيعة المنقادة، يحمل عليها ما شاء وتسير به حيث شاء، أما إذا تعودت على هذه الأخلاق الذميمة وأرخى لها الحبل على الغارب فإنها تكون شروداً حرونا إذا احتاج إليها لم يستطع إمساكها، وإذا أحست بأي حمل سيحمله عليها نفرت منه، فلا بد من مراقبة هذه النفس ومتابعتها، وليختبر متى استعدادها للأوامر وانصياعها للخير باستمرار : فإن الذي إذا سمع النداء حي على الصلاة حي على الفلاح أخذه النعاس وبحث عن الوسادة، نفسه ما زالت مريضة لم تنقذ له بعد، والذي ينام على فراشه إذا تعار من الليل لم يستطع أن ينتصر على نفسه فيستيقظ ويذكر الله ويتوضأ ويصلي حتى تحل عنه عقد الشيطان، نفسه ما زالت مريضة تحتاج إلى علاج، والذي لا تطاوعه نفسه إذا أراد صوم النفل أو إنفاق المال أو أراد أي عمل خير لا تطاوعه نفسه ما زالت مصابة بمرض عضال مخوف لا بد من علاجه قبل فوات الأوان، فلا بد أن يضع الإنسان نفسه في قفص الاتهام وأن يحملها على العزائم وإلا قادته هي إلى المهالك .

ماجد جابر 11-15-2011 08:12 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذنا القدير عبد الله باسودان موضوعك الرائع وقلمك الماتع.
بوركت وبورك المداد.

حميد درويش عطية 11-15-2011 03:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تزكية النفس
من الدروس المهمة و الواجبة على كل إنسان
يريد تطهير نفسه من الأدران التي تعلق بها
موضوعكَ أخي عبد الله علي باسودان
درسٌ رائعٌ في الأخلاق الفاضلة كما يأمرنا على التحلّي بها
ديننا الحنيف _ الإسلام العظيم
و قد أوضحتَ لنا في بدايته معنى التخلية و التحلية
حيثُ تبيّنَ أنّ َ التحلية لا تكون إلاّ بعد التخلية
أيْ تطهير النفس أوّلاً من امراضها و أخلاقها الرذيلة
لتحلّ َ في النفس بدلها الأخلاق الفاضلة
و لكن لا تتمّ ُ هذه المعالجة كما بينتَ أخي الفاضل عبد الله
إلاّ بعد التعرفِ على أسباب أمراض النفس
وعندها فقط يتمكن المرء من تحقيق الإنتصار على نفسه
إنّ َ مجاهدة النفس هي الجهاد الأكبر
كما ذكر ذلك الرسول الكريم محمد ( صلّى الله عليه و آله و سلّم )
أخي عبد الله علي باسودان
بوركتَ و جزاكَ المولى الكريم خير الجزاء
وإلى المزيد من أمثال هذه المواضيع القيّمة
لتعمّ الفائدة
شكري لكَ و تقديري
و السلام
حميد
15 _ 11 _ 2011
الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432

عبدالله باسودان 11-16-2011 11:12 AM

عبدالله باسودان
 
أشكرك جزيل الشكر أخي الأديب الفاضل أستاذنا ماجد جابر
على مروركم الرائع وجزاكم الله خيرا ودمت مع أطيب المنى

عبدالله باسودان 11-16-2011 11:25 AM

عبدالله باسودان
 
أخي الفاضل أستاذنا حميد درويش عطية
جزاك الله خيرا على مرورك الكريم. لقد أوضحتً في مرورك الرائع ماهي التخلية و التحلية في كلماتك القصيرة المختصرة مجمل ما أورته أنا في مشاركتي. في إعتقادي هذه هي البلاغة .
شكرا وجزاك الله خيرا ومع أطيب المنى.

حميد درويش عطية 11-16-2011 12:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله باسودان (المشاركة 94378)
أخي الفاضل أستاذنا حميد درويش عطية
جزاك الله خيرا على مرورك الكريم. لقد أوضحتً في مرورك الرائع ماهي التخلية و التحلية في كلماتك القصيرة المختصرة مجمل ما أورته أنا في مشاركتي. في إعتقادي هذه هي البلاغة .
شكرا وجزاك الله خيرا ومع أطيب المنى.

بوركتَ أخي عبد الله باسودان
فقد أسعَدْتَني بكلماتك الطيبة
أملي أن تستمرَّ في تواجدكَ معنا
لتقديم كل ما هو نافع ومفيد
عزيزي عبد الله
المنبر الإسلامي بحاجة إلى جهودك و جهود الآخرين
للإرتقاء به نحو الأفضل
فلا تبخلوا و أنتم أهل الكرم
تحيتي
حميد
15 _ 11 _ 2011
الأربعاء 20 ذو الحجة 1432


الساعة الآن 12:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team