منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   العصفور والفناء.. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24831)

اسماعيل آل رجب 11-26-2018 09:23 PM

العصفور والفناء..
 

العصفور والفناء..
حازعصفور على وداد القمر، انبرى يزقزق كلّما ابصر نوره ، وحيدا يعتزل، حين فاض العشق في قلبه ، على غصن بعيد ، لئلّا تختلط بسمعه زقزقات اقرانه ، فيغيب في صدره القلق ، يريد ان يسمع صدى صوته ، ان يعرج وراء نفحات حلمه ، نياط قلبه صارت اوتارا ، تحرّكها الروح ، الى تراتيل عشق ، ثملا يتسلّق معارج النور ، ينتشي ، فترقص اغصان الاشجار لنشوته ، ترقص ، تتمايل طربا ، هو غارق في الملكوت ، ولا يدرك مايحاك له على الارض ، من رائحته ، من ترنيماته ، قدره يقترب ، يتسلل بين الاحراش ، يزحف على فراغ موحش في بطنه ، تتمدد عضلاته وتتقلّص ، ، لتصنع اقواسا تندفع الى امام ، في زحفه المنساب شهوة للبيض والعصافير ، حتى يبلغ جذع تلك الشجرة ، يبذل جهدا مضنيا ، في التسلّق الى اللذائذ ، يلتفّ حول الجذع ، يتقلّص..ينبسط .. يندفع ، حتى يبلغ الغصن ، يلتفّ حول الغصن المرتعش ، يندفع بصعوبة ، يصل في لحظة اكتمال البدر، هنا..لامس قلب العصفور بهجة النور ، ودخل جسده الفراغ الموحش للأفعى.
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب

مها عبدالله 07-31-2019 11:43 PM

رد: العصفور والفناء..
 
قصة أثارت فينا الحيرة رغم صياغتها الأدبية الراقية
الأفعى كانت الشيطان الذي نراه في أحلامنا ويقظتنا
مسكين العصفور لقد أثار حزني
شكرآ أيها القاص الرائع على نصك البهي
لك مني أطيب المنى

سرالختم ميرغنى 08-01-2019 07:30 AM

رد: العصفور والفناء..
 
وأنا أيضا لم افهم موضوع الفراغ الموحش للأفعى . فالأفعى عدو العصفور ، فكيف يشعر له بفراغ موحش ؟ شكرا لأخينا إسماعيل على النص الراقى .

حسام الدين بهي الدين ريشو 08-01-2019 02:31 PM

رد: العصفور والفناء..
 
سرد مكثف
منح القارئ حيرة
في سبر أغوار النص
أبدعت

العنود العلي 08-03-2019 12:25 AM

رد: العصفور والفناء..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماعيل آل رجب (المشاركة 231324)

العصفور والفناء..
حازعصفور على وداد القمر، انبرى يزقزق كلّما ابصر نوره ، وحيدا يعتزل، حين فاض العشق في قلبه ، على غصن بعيد ، لئلّا تختلط بسمعه زقزقات اقرانه ، فيغيب في صدره القلق ، يريد ان يسمع صدى صوته ، ان يعرج وراء نفحات حلمه ، نياط قلبه صارت اوتارا ، تحرّكها الروح ، الى تراتيل عشق ، ثملا يتسلّق معارج النور ، ينتشي ، فترقص اغصان الاشجار لنشوته ، ترقص ، تتمايل طربا ، هو غارق في الملكوت ، ولا يدرك مايحاك له على الارض ، من رائحته ، من ترنيماته ، قدره يقترب ، يتسلل بين الاحراش ، يزحف على فراغ موحش في بطنه ، تتمدد عضلاته وتتقلّص ، ، لتصنع اقواسا تندفع الى امام ، في زحفه المنساب شهوة للبيض والعصافير ، حتى يبلغ جذع تلك الشجرة ، يبذل جهدا مضنيا ، في التسلّق الى اللذائذ ، يلتفّ حول الجذع ، يتقلّص..ينبسط .. يندفع ، حتى يبلغ الغصن ، يلتفّ حول الغصن المرتعش ، يندفع بصعوبة ، يصل في لحظة اكتمال البدر، هنا..لامس قلب العصفور بهجة النور ، ودخل جسده الفراغ الموحش للأفعى.
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب

ربما النهاية الغير طبيعية من الأمور الطبيعية في دنيانا

نص قد يحمل فيه موعظة : أن الدنيا ليس الجمال بدائم بين أحراشها

تحياتي العطرة أستاذ إسماعيل مع فائق التقدير


الساعة الآن 12:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team