منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ++ لماذا أعيش ++ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1775)

أحمد فؤاد صوفي 10-08-2010 08:31 PM

++ لماذا أعيش ++
 

++ لماذا أعيش ++



كل منا الآن يعيش لرغبة عنده . . جعلها لحياته هدفاً . . فهذا يعيش لولده. . وهذا يعيش لزوجته . . وذاك يعيش لتنمية ثروته . . وآخر يعيش ليحافظ على مركزه . . وهكذا . . .


نجد رجلاً قد تناسى والديه لأنهما يعيقان تقدمه أو يؤخران وصوله إلى أهدافه . . أو إنه بسببهما تنقص ثروته . . ونجد آخر قد تناسى مبادءه . . فلا مانع لديه من بعض الاحتيال وبعض الكذب . . اللذان يعجلان ويضمنان له تنفيذ مآربه . . والوصول إلى غايته وهو – برأيه - لا يؤذي أحداً . . وهذا رجل جليل مركزه . . عظيمة ثروته . . يؤذي من حوله . . وهو يقول بقناعة راسخة . . لكل منا قدره . . أنا لا أؤذي أحداً . . بل إن


قدر من حولي أن يكون أذاهم عن طريقي . . وقدري أن أكون هكذا . . سيداً مسموع الكلمة . . ! !


علينا هنا ألا ننسى . .أن الولد الذي يعشقه والداه . .ويفديانه بروحهما . .هو من خلق الله . . والله أولى بحفظه ورعايته . . وما هما إلا وسيلة لتنفيذ إرادة خالقهما في هذا الولد في حفظه ورعايته . . وهما . . ومهما قدما من جهد . . فهل بإمكانهما ضمان صحة ولدهما . .أو ضمان رجاحة عقله . .أو ضمان رزقه . . أوبالأحرى ضمان حياته . . ! !


والتاجر . . الذي نسي أهله . . أبويه . . أقاربه . . وجند نفسه ونذرها في تطوير تجارته . . وزيادة غناه . . كي يشار إليه بالبنان . . وكي يتمنى كثيرون أن يكون قدوتهم . . ! ! ماذا بوسعه أن يضمن ! ! حياته كلما نام . . أم بقاء ثروته كلما استيقظ . .


إن كل شيء لهو بيد الله . . فلو ذهبت الثروة . . فماذا يبقى لهذا التاجر . !! ولد يلعنه . . ! ! أم والدة غاضبة عليه . . ! !


إن كل ثروات الدنيا لا تساوي كلمة حنان واحدة من أم لولدها . . وكل جمال العالم لا يساوي غضْبة واحدة من أم على ولدها . .


مابال الناس مبادؤهم قست . . ! ! وعقولهم خفَّت . . وإدراكهم غاب . . قطعوا بأيديهم أرحامهم . . وهم مازالوا على صلواتهم يحافظون . . وعلى صيامهم مواظبون . . ولزكاتهم مانحون . . ويظنون أن الدين هو هكذا . .


أما يدركون أن كل ما يُـفعل لغير وجه الله فالنار أولى به ! ! وأنه من لم تنهه صلاته عن الفاحشة فلا فائدة منه ولا موجب – لتعبه – وخسارة وقته ومن لم ينهه صيامه عن السوء . . فلماذا يجوع ! !


إن أمامنا هدف واحد هو التقوى . . التقوى في مفهومها الكبير . . ومعناها العميم . . أن نتقي - ماقدرنا - ما أمرنا الله أن ننتهي عنه . . ونتبع - ماقدرنا - ما أمرنا الله أن نفعله ونجاريه . .


كل فعل يبدأ بإسم الله . . أي لأجل الله . . ونحن وسيلة لهذا الفعل . . وعملنا هو لله . . وله فقط . .


فعندما ندرس . . نجد ونسهر الليالي . . ليس لتحصيل علامة عالية . . وليس ليقال عنا من أهلينا أو مدرسينا كلاماً حسناً . . ولكننا ندرس حتى نفهم ماندرسه فهماً كافياً . . عسى الله أن يبارك لنا في علمنا كي نستخدمه للخير ولصالح الأمة . .


وكذلك عندما نقرأ كتاباً . . فنحن لا نقرؤه استمتاعاً به فقط . . بل كي نستفيد مما ورد فيه . . من تجاربه . . كي نتبع خيره . . وننأى عن معايبه . . وبالنتيجة كي نرقى بأنفسنا إلى مراتب عالية من مراتب الأخلاق . .لكي نتبع مآثر الأنبياء . . ونستحق أن نكون من البشر . .


وعندما نتاجر . . نشتري ونبيع . . لا نغش . . ولا نحسِّن في بضاعة معيبة. . لا نعطي بيانات كاذبة . . لا نطمع بربح فاحش . . حتى لو سنحت لنا الفرصة . . وكل ذلك لتقوية ذاتنا على ذاتنا . . وتعويداً لها . . خروجاً من لذائذ فانية . . لا بد أن تنتهي . .وجرياً وراء مكاسب خالدة يوم الحساب . . وعندما نرزق بالولد . . يتحتم علينا أن نربيه تربية حسنة . . لا ليقال أن إبن فلان تربيته عالية . . ولكن لنجهز هذا المخلوق الجديد كي يكون عبداً صالحاً نتباهى به يوم القيامة . .


هذا هو الهدف . . ولا هدف غيره . .


إنها إذن المدينة الفاضلة . . النابعة من المجتمع الفاضل . . التي يستمر حلمنا بها . . ولا يتوقف . . حتى يتوقف الزمان . .


والخير في هذا العالم . .يجب ألا ينتهي . .وهو لايمكن أن ينتهي . .


وروحنا هي نفحة من روح الله . . فكيف يمكن للخير أن ينتهي . .!


نرجو الله أن يبقى معنا . . ولا يكلنا لأنفسنا طرفة عين . . وأن يعيننا على فعل الخيرات . . واتباع الإحسان واصطياد الحسنات . . عسى أن نكون يوم الفزع الأكبر من عتقاء النار . . ومن أحباب الله . . إنه سميع مجيب .



** أحمد فؤاد صوفي **

ناريمان الشريف 10-08-2010 08:44 PM


لماذا نعيش ؟
سؤال له أكثر من إجابة
فكل يعيش من أجل شيء ..
ولكن الأشياء السامية الباقية هي الأجدر بهدف العيش والحياة
والخير لا ينتهي أبداً وهو موجود في كل نفس بشرية كما الشر تماماً ولكنها بنسب مختلفة
ورحم الله جبران القائل :
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا *** والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا
والحنان والحب واللحظات الجميلة
هي أجمل إرث يتركه الوالد لأولاده بعد موته

مشاعر نبيلة تجسدت في كلمات تأخذ شكل المقالة
ويجوز أن نسميها ( بوح في مقالة ) !!
أشكرك مع فائق التقدير

.... ناريمان

ميساء صالح 10-09-2010 01:17 AM

لماذا أعيش

سؤال محوري لحياة تبدو متلهفة لبداية مشوقة سرعان ما تتلون بأطياف الحدث

ونعيش نجري خلف لحظات شبع بعد جوع سنين

لكن يتجلى السراب بتحقق الكبد وتكون النهاية واحدة وحتماً نتيجة بداية النهاية الأبدية مختلفة كلاً حسب طريقه واختياره

تحياتي وتقديري أخي الفاضل

سحر الناجي 10-13-2010 09:29 AM



أحمد فؤاد صوفي ..
((مابال الناس مبادؤهم قست . . ! ! وعقولهم خفَّت . . وإدراكهم غاب . . قطعوا بأيديهم أرحامهم . . وهم مازالوا على صلواتهم يحافظون . . وعلى صيامهم مواظبون . . ولزكاتهم مانحون . . ويظنون أن الدين هو هكذا . .))
هو انقلاب الموازيين سيدي حتى باتت العقيدة تراوح الأهواء كسلعة بخُس ثمنها ..
هي الرجعية الحضارية والجاهلية العصرية التي غرست فينا مفاهيم مشوهة لا تمت لفطرتنا بأي صلة ..
يطول الشرح سيدي .. والتفاصيل مؤلمة ..
وفي ركنك الرائع هنا جمعت باقة من زفرات حارقة أُذيب بها ثلوج الحقيقة ..كي أميط اللثام عن بشاعة حاضرنا ..البارد المتجمد البليد ..
رؤاك مشرقة رغم ظلمة الحسرة ..
ولا بد للضوء من أن يداهمنا ذات فجأة ..
شكرآ لسؤالك العظيم ..
تقديري

خالد الزهراني 10-18-2010 08:02 PM


الاستاذ القدير احمد فؤاد الصوفي
سؤال كبير وموضوع شيق وجميل
قرأت كلماتك الجميلة واستمتعت بها
تقبل احترامي
خالد الزهراني

أحمد فؤاد صوفي 10-24-2010 09:47 PM

أستاذة المنابر ناريمان الشريف المحترمة

نعم عزيزتي . .

على الأرض . . الخير يجب ألا يموت . .
وفي السماء . .
لن يصل إلى الجنان من يجهل الطريق . .

تقبلي تحيتي وتقديري . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

أحمد فؤاد صوفي 10-24-2010 09:49 PM

الأديبة الكريمة سمر سعيد المحترمة

من يكون حظه حسناً . .
فسوف يتعرف على طريق الحق . .
ومن تغره الدنيا . .
فعليه السلام . .

أشكر لك مرورك ونعليقك . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

أحمد فؤاد صوفي 10-24-2010 09:53 PM

الأديبة القديرة سحر الناجي المحترمة

مداخلتك في منتهى الرقي والجمال . .
ولا أقول سوى أن على الأديب أن يلتزم . .
وأن يعلم . . وأن ينصح . .
وأن يقدم الخير دوماً . .
فهذا واجبه . .

رعاك الله وحماك من كل سوء . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

أحمد فؤاد صوفي 10-24-2010 10:11 PM

الأديب الكريم خالد الزهراني المحترم

كما استمتعت بمشاركتي . .
فقد سعدت أنا بمرورك وتعليقك . .

على الخير نلتقي . .
دام نهارك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

ساره الودعاني 10-25-2010 12:33 PM




أحيي هذه النفس المتأملة والمتسألة بشجن

عن السبب القوي والدافع للعيش

وتبعت تسللك الى اعماق البشر وفي ريشة قلمك مبضع الجراح

تقد الجرح وترتقة

فقد قراتها هذكذ

استاذ احمد فؤاد صوفي..


دمت هكذا..


الساعة الآن 03:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team