منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   حينما كنتُ طفلة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=26908)

ناريمان الشريف 01-22-2021 11:51 PM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 281270)
عندما كنت طفلة
كانت جدتي تقول لي دائماً
إن الغرباء لايشعرون بالدفء مهما تدثّروا
فبرد الغربة ينام في عظامهم
لأن مغادرة الأوطان تترك فيهم مساحات مرعبة
من الفراغ لايملؤها في الغربة سوى البرد
ولأن جذور الدفء يكون منبتها الأصلي في أرض الوطن
وكلما ابتعدنا عن الجذور، كلما قلّ الدفء
فكنت أحاول وأنا طفلة أن أستوعب
كيف للبرد أن ينام في عظام الغرباء؟
كنت أقف أمام الشبابيك المفتوحة
كي أمنح البرد فرصة الدخول إلى عظامي
لكنه لم يقترب منّي، فقد كنتُ طفلة دافئة
في داخلها مدينة كاملة من الأمان
وحين كبرت
تخليت عن الوقوف أمام شبابيك البرد
لكن البرد لم يتخلَّ عنّي
دخل كثير من البرد إلى جسدي
وتسلل إلى عظامي في أكثر مراحل العمر دفئاً
فتحولتُ إلى أنثى ذات أطراف باردة
عند مصافحتي الآخرين
فأدركتُ أن برد الغربة ليس هو البرد الوحيد
الذي ينام في عظام الإنسان
وأن هناك أنواعاً كثيرة من البرد
قد تتسلل إلينا في مراحل العمر المختلفة
وتحولنا إلى كتلة باردة
فهناك برد الحنين وبرد الفرح وبرد الخذلان
وبرد الدهشة وبرد الفقد وبرد الوحدة
وبرد الصدمة التي أعيشها الآن
والكثير من المشاعر التي قد تتسلل إلينا
على هيئة عاطفة وتسكب فينا من البرد الكثير.
وفي عظامي ينام برد الفقد
ذلك البرد الذي لاتسربه لنا الشبابيك
ولا يغادرنا بانتهاء فصل الشتاء
ولا يتسلل منا، حين نكون تحت أكثر الأغطية دفئاً
إنه ذلك البرد الذي تقشعرّ به أجسادنا
كلّما تذكرنا، تلك الأماكن أو الوجوه أو التفاصيل أو الحكايات
التي كانت لنا يوماً وطن أمان
ولسبب ما، غابوا، وغابت!


تباً لهذا البرد بكل أنواعه
ما أغزر فكرك يا حبيبتي !!
أقترح عليك طباعة هذه الذكريات في كتاب
بنفس العنوان
وإن لم تطبعيه .. سأقوم بطباعته باسمك
ما رأيك ؟؟
:22-41::20:

ياسَمِين الْحُمود 01-23-2021 10:18 AM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 281437)

تباً لهذا البرد بكل أنواعه
ما أغزر فكرك يا حبيبتي !!
أقترح عليك طباعة هذه الذكريات في كتاب
بنفس العنوان
وإن لم تطبعيه .. سأقوم بطباعته باسمك
ما رأيك ؟؟
:22-41::20:

لا أسقف ولا جدران لحكاياتنا
لهذا نشعر ببرد الأرصفة
حتى ونحن تحت أغطيتنا الدافئة
فللوحدة برد لا تُدفئه الأغطية
فالليالي تتشابه كثيرا
حين لا يكون لدينا حكاية وحب.
(أقترح عليك طباعة هذه الذكريات في كتاب
بنفس العنوان
وإن لم تطبعيه .. سأقوم بطباعته باسمك )


الفكرة موجودة لأغلب كتاباتي
هي مسألة وقت وترتيب الأمور
تعلمين بمشاغلي خارج النت جيّدا:30:

ياسَمِين الْحُمود 01-24-2021 05:17 PM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
لاشيء يُرجعني إلى طفولتي
كما تُرجع الأمواجُ الغريقَ إلى اليابسة

لم يكن صحيحاً ما اعتقدته في طفولتي
لم أبتهج… ولم يبتهج العالم من حولي
كبرتُ وذهبتُ وحدي إلى البحر
وقفت أمامه وقد حال الحزن بيني وبينه

خيبتني ظنون طفولتي
أبي الذي كنتُ أحسبه الأقوى
مرضَ فلم يعد يقوى على شيء

صندوق جدتي فارغٌ وغرفتها هُدمت
قد كنتُ في طفولتي
أسرق الحلوى من صندوقها
وأظن أنّه لن ينفُد أبداً

سافرتُ عبر الطائرة
لم تكن تحملها الغيوم
كما كنتُ أتخيّل في طفولتي

لم تعد أمّي تقص القصصَ عليَّ
وحدي الآن أعود إلى غرفتي مثقلة
أضع رأسي على وسادتي
فيضع العالم ثقله على رأسي

كبرْتُ يا أمّي
صرتُ أحِسُّ ببطء الحياة
لكن بشكل سريع.

ياسَمِين الْحُمود 01-27-2021 09:47 AM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
إلى بقايا طفولتي
-التي تستوقفني طويلا أمام عربات حلوى غزل البنات
ودمى العرائس على أرفف متاجر الألعاب
-التي تحرضني على رمي أطراف البيتزا الخارجية عندما أتناولها
وترفض أن أتغلّب على مخاوفي من الحقن الطبية
-التي تدفعني لتسريح شعري كما كانت تفعل أمّي بكفيها النديّتين
ضفيرة طويلة مشدودة بعناية فائقة، خشية أن ترتخي أو تنفرط
أنتِ البعضُ الأنقى والأجمل منّي.

ياسَمِين الْحُمود 02-03-2021 12:15 AM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
حينما كنت طفلة

لم أكن أعرف من الحياة إلا براءتها ونقاءها
والآن بعد ماسار بي العمر إلى وجهته
حافظت على تلك البراءة وذلك النقاء
فشعرتُ بالفخر يجتاح قلبي
وقد نشأت على يدي أطهر أم وأعظم أب
كان لي السند والمعين والناصح
لكل فضيلة وتقوى…

ياسَمِين الْحُمود 02-08-2021 11:55 PM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
حينما كنت طفلة
كنت أتبادل مع صديقاتي الأتجرافات للذّكرى
وكنّا نكتب عبارة
جملة نقيّة ، كانت تلامس فينا الكثير
( أكتب لك بالمقلوب لتدوم المحبّة في القلوب)
وكنا نكتب أيضا
( الذّكرى ناقوسٌ يدق في عالم النّسيان)
وَكبُرنا فصمتَت حتى الذّكرى
وماعادت تدقّ في عالم النسيان
وإن دقّت
فإنّها تأتي مصحوبةً بألمٍ كبير .

ياسَمِين الْحُمود 02-14-2021 11:03 PM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
حينما كنت طفلة علّموني ألا أختلط بالغريب خوفاً منه علينا…
ولكن عندما كبرت وجدتُ أن قُرب الغريب
أفضل من القريب بمليون درجة في بعض الأحيان

ياسَمِين الْحُمود 02-16-2021 11:46 AM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
حينما كنت طفلة
أخبرتني أمي ألا أُحادث الغرباء لأنها تعلم جيداً أنهم سيعلقون قلوبنا ثم يرحلون.
كانت تحكي لي دائماً قصة الأرنب، الذي لا ينصت لأوامر أمّه فيقع في مصيدة الثعلب…
وهي تعرف تماماً أني عنيدة جداً وأني أشبه الأرنب الغبي
أذكر أنها علمت جيداً أني وقعت في الفخ لكنها تجاهلتني كي أتعلم أن بعض الفخاخ
لا يُنجينا منها أحد سوانا إذا أردنا النجاة.
كانت أمي تخاف عليّ كثيراً لأنها تعلم أن بمقدار طيبتي أقع في المشاكل
وأنّ كل نواياي الحسنة تورط قلبي الكبير
أنا لستُ حمقاء لكنّي أتجاهل كثيراً ، مازلت يا أمّي
أتعلّم دروس الحياة من أخطائي وإني أغفر كثيراً
أعلم جيداً أني أشبه الأرنب وأني وقعت في الفخ تماماً
أخبرني أحدهم أن أهتم بنفسي جيداً
حتى إن لم يحادثني لأنه يحبني
كان فخّاً جميلا يا أمّي ولكنه هرب
فأصبح فخّاً مظلما
وأنا الآن أتسلق لأخرج من هذا الفخ الذي يصبح ورديّاً بعد أن أخرج منه
إني لا أفهم جيّداً ولا أستوعب لماذا عليهم إن يرحلوا يا أمّي
بعد أن يعلّقوا قلوبنا من شرايينها؟
لماذا لم تخبريني السبب؟
أعرف السبب لأني عنيدة كالأرنب.
.

ياسَمِين الْحُمود 02-16-2021 11:46 AM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
حينما كنت طفلة
أخبرتني أمي ألا أُحادث الغرباء لأنها تعلم جيداً أنهم سيعلقون قلوبنا ثم يرحلون.
كانت تحكي لي دائماً قصة الأرنب، الذي لا ينصت لأوامر أمّه فيقع في مصيدة الثعلب…
وهي تعرف تماماً أني عنيدة جداً وأني أشبه الأرنب الغبي
أذكر أنها علمت جيداً أني وقعت في الفخ لكنها تجاهلتني كي أتعلم أن بعض الفخاخ
لا يُنجينا منها أحد سوانا إذا أردنا النجاة.
كانت أمي تخاف عليّ كثيراً لأنها تعلم أن بمقدار طيبتي أقع في المشاكل
وأنّ كل نواياي الحسنة تورط قلبي الكبير
أنا لستُ حمقاء لكنّي أتجاهل كثيراً مازلت يا أمّي .

ابتسام السيد 02-18-2021 09:28 AM

رد: حينما كنتُ طفلة
 
أي والله تبدل كل شيء للأسوأ
ليتنا نعود اطفالا
ياليت
مودتي


الساعة الآن 05:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team