|
أنا وعبدالرحمن والمسنجر
عبدالرحمن , شاب في العقد الثالث من عمره , يعمل فراشا ً في مكتب صديق ٍ لي , يحضر الشاي والقهوة ينظف سيارات المكتب , يقوم بخدمة من يرتاد المكتب , عبدالرحمن ذو بشرة سمراء لونها الى الداكن أقرب منها إلى الفاتح - وهذا لا يعيبه فهذا خلق الله - . لا يسمع إلا بسماعات تعمل على البطاريات يضعها في أذنيه . ( نسأل الله العافية ) في إحدى الصباحات الباكرة كنت على موعد مع صديقي , فمررت على مكتبه , وكان مشغولا ً فآثرت الجلوس في مكتب آخر , ريثما ينتهي صديقي من اجتماعه , وكان عبدالرحمن قبل دوام الموظفين قد اختار جهازا ً يجلس خلفه باهتمام في ذاك المكتب , فطلبت منه خدمة يسديها لي في السيارة رحب عبدالرحمن مبتسما ً وقام على الفور إلى خارج المكتب ليذهب إلى سيارتي . المهم : خطر لي أن أتفقد بريدي , لأن عبدالرحمن مهمته طويلة نسبيا ً , جلست خلف شاشة عبدالرحمن , ويا لمفاجأتي ؟ ! عبدالرحمن قد فتح حوالي خمس نوافذ للمسنجر , قد وضع صورا ً رمزية من الأزهار والشموع ! والبنات الذي يحادثونه كذلك قد ابتكروا صورا ً رمزية تسرح بك في عالم ٍ من السحر والجمال لم أشأ أن أتطفل على خصوصيات عبدالرحمن ولم أشأ أن أحرجه , فقمت من خلف الجهاز دون أن إنجاز مهمتي , ثم سرح فكري , يا ترى كيف يرى الطرف الثاني عبدالرحمن ؟ وما هي الأحلام التي تراودهم حول شخصيته ؟ وكيف هم البنات في الطرف الآخر , وماهي الأحلام التي ينسجها عبدالرحمن حولهم ؟ ثم تساءلت ؟ هل عالم المسنجر عالم المرضى ؟ ام عالم الأصحاء ؟ هل هو للتعارف ؟ أم لالتماس شيئ نفتقده ؟ ونبحث فيه عما تهواه وتحبه وتتمناه أنفسنا ؟ كم هي صغيرة تلك النفس التي تسبدل يقينا ً بين يديها , بوهم في عالم المسنجر ! ثم يجعل هذا الوهم ملاذه ومصدر سعادته ! وعندما يتمكن منه , الله وحده أعلم بنتائجه ؟ حمانا الله وإياكم من عالم المسنجر , ومن صوره الرمزية , ومن عوالم في علم غيب الله , لاندري متى ستأتي وماذا ستفعل بنا وإلى أين ستأخذنا ؟ وسلامتكم . |
السلام عليك أستاذي:
أشاركك الاستعاذه من الماسنجر إلا أنه ليس الماسنجر من يأخذنا بعيدا ولا أحلامنا تتمتع بأن تقتات على ماهو غيب لاتراه. من يرد على الماسنجر أو غيره ويشرب منه هو تماما يشبه شخص روتين الحياة ومللها وسياستها قتلته أو ظل شبه كائن بشري يأكل ويشرب لينام وينام ليستيقظ ويأكل ويشرب. نحن بشر ونسعى دائما لما في أحلامنا أو مايشبه الخيال لأننا نحن من يصنعه أكثر من قدرتنا على صنع واقعنا... لست محامية عن الماسنجر ولا عن هواته لكن قد لايكون هناك يقينا بين أيديهم فيهربون بأحلامهم إلى خيال الماسنجر وغيره..... طاب يومك |
أخي عبد السلام سلام الله عليك عالم الماسنجر .. لا هو عالم العقلاء ولا عالم الجهلاء إنه مخترع كأي مخترع آخر .. له سلبياته وله إيجابياته فمن استخدمه بايجابية كان هو من عالم العقلاء ومن استخدمه بسلبية كان هو من عالم الجهلاء تحيتي ... ناريمان |
اقتباس:
لا أدري إن كان الهروب من الواقع إلى عالم الأحلام , وضع صحي نفسيا ً ؟ ربما في مراحل عمرية معينة , ولكن آثاره لا تخفى على من تعلق بأوهامه , وخاصة النساء , لأنهم المتضرر الأكبر , كونهم عاطفيات أكثر من الرجال , في مجتمع خطأ المرأة فيه تحت المجهر , وخطأ الرجل مغفور سلامي لك وشكرا ً للمشاركة الطيبة |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلامك صحيح , ولم يغب عن بالي , ولكني أحببت أن ألف النظر في مقالتي إلى نقطة محددة , كان عبدالرحمن مثالا ً لها وللمقالة جوانب أخرى , يجب أن تُضاء سلامي لك وشكرا ً لمشاركتك الطيبة . |
... أخي / عبد السلام
... هو عالم افتراضي وهمي ... نضع فيه كل أمراضنا الإجتماعية ، وعقدنا النفسية ... ونعوض فيه نقصنا ... وننتحل شخصية غيرنا ... نخادع فيه ونكذب ... منتقمين من أنفسنا ومن إحباطاتنا ... أتمنى لك الخير ... |
اقتباس:
فعلا ً أثلج صدري هذا الرد , اللهم احفظ عوراتنا وآمن روعاتنا , وجميع المسلمين . آمين بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين . |
القدير عبدالسلام..
لن أتحدث عنك وعن الماسينجر كتقنية حديثة بالنسبة لنا؛ بل اسمح لي أن أتحدث عن عبدالرحمن !! عبدالرحمن رجل غنيّ، "جميل" الشكل، عظيم الخُلُق، مرموق الوظيفة والمكانة، وجد في عمله متنفسا جميلا، ونافذة أطل بها على الجميلات، وربما "غير" الجميلات.. عبدالرحمن ليس من الرجال عديمي الضمير؛ لأنه وضع صورة رمزية تحمل كثيرا من ملامح غيره الخارجية، وكثيرا جدا من ملامح مجتمعه الداخلية، ليس للإيقاع بالفتيات، أو حتى الإيقاع بنفسه؛ بل للنصح والإرشاد والتوجيه، فهو استخدم الجانب المضيء من التقنية !! عبدالرحمن بشر لا يلام، فهو يخطئ ويصيب، ولكن الملام والمعاب هو ذلك الحاسوب الذي وقف أمامه، وقعد على مكتبه المزيّن بالورود والشاي "المنعنع" والقهوة !! هل تعلم أخي عبدالسلام أنني أعمل متعاونا في الفترة المسائية في مركز للدراسات والبحوث والإعلام، ومنذ عام تقريبا قام رئيس المركز بحجب الماسينجر عن جميع الموظفين والمتعاونين، ومنذ ثلاثة أشهر أصدر قرارا بحجب الإنترنت عن معظم الأجهزة التي لا يحتاج فيها الموظف إلى الإنترنت في عمله..ليس بخلا منه أو ديكتاتورية؛ بل للفوضى التي رآها أثناء العمل، والقصور المصاحب لذلك، وقلة الحياء التي شاهدها من أحد الموظفين على شاكلة (عبدالرحمانك)!! أرجو أن تكون رسالتي وصلت لصديقك...؟! تقديري أيها الكريم. أبو أسامة |
الأخ الكريم علي الزهراني أشكر لك حضورك , وإثراء الموضوع برأيك الذي أحترمه , ويجب أن يحمل الإنسان في يده الميزان التالي عند دخوله المسنجر : ( عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ) ولقد وردعن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله : ( البر لا يبلى ، و الذنب لا يُنسى ، و الديَّان لا يموت ، اعمل ما شئت ، كما تدين تدان ) حديث ضعيف . في النهاية , الخيارات مفتوحة للجميع , والأمر واسع وليس عليه قيود إلا مراقبة الله سبحانه وتعالى , والشرع نور , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى , يوشك أن يرتع فيه , ألا وإن لكل ملك حمى , ألا وإن حمى الله محارمه . ) رواه مسلم . جزاك الله خيرا ً أخي أبو أسامة . |
أهلا أستاذ عبد السلام ,, موضوع شيّق يلامس الواقع .. لكل عصر مسنجره .. البارحة كان الهاتف و اليوم المسنجر و غدا من يدري هو الفراغ و الضعف و الفشل و انعدام القيم .. كلها أمور صاغت قصصا كثيرة تشبه قصة عبد الرحمن و صديقاته نحتاج تربية صحيحية و نفوس قوية .. رادعها ليس فقط الخوف من الخطأ و إنما السيطرة و القوة و التوازن نحتاج جيل معتدّ بأخلاقه و دينه و خالقه أتصور حينها لن يكون المسنجر أو غيره شبحا نخافه أستاذ عبد السلام .. شكرا للطرح الراقي أختك |
| الساعة الآن 11:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.