|
هل قلت يعود؟!
"في أمل إيه في أمل أوقات بيطلع من ملل" و في أمل عندما تستطيع الذاكرة أن ترتد بك نحو شبابيك منسية. منسية لكنها موجودة .. قابعة في مكان ما تنتظر أن نشرعها نشرعها في لحظة هروب .. هروب من الوقت أو عودة إليه .. ليس ثمة فرق فالمفهوم / العودة/ محتوى ما بينهما كما هو الحال بين الـ " هنا " و الـ "هناك" العودة .. عودة ذاك الضال لبيت طفولة هجره منذ زمن لا يعرف كم امتد على مساحة العمر.. شعور بالقلق ،قلق ألا يرحب به. بالخوف ، خوف اختبره يوما من عفاريت مفترضة قد لا تراه إن دس رأسه تحت اللحاف، أو خوف من جنية تظهر في الحديقة الخلفية تراوده عن قلبه. الرجاء، رجاء أن يجد رائحة خبز الجدة في الوجاق الرؤوم .. بالأحرى أن يجد رائحة الجدة عندما يضع رأسه على فخذها في إغفاءة قصيرة يملأ كيانه ما يهبه من أمان عبق ثوبها المتعب من عناء نهار طويل .. الأمل، أمل تبدأه صور في الألبوم القديم بالأبيض و الأسود .. الجدان عند "البحرة" بعد الفجر و قهوة ممزوجة بالحليب ..صورة! تسلل ليلي في أردان الجد الى البستان المقرور في شتاء صقيع يوقد نارا تهب الحقل بعض الدفء ..صورة ! حلويات العيد تصطف في الكتبية في علب خشبية مدورة ..صورة! القطة فلة وضعت في "الداكونة" ثلاثاً : بيضاء و سوداء و مرقطة ..صورة ! و الخالة تنهر كل الأطفال لو مدوا أيادٍ عابثة لجنينتها فقصفوا عمر "سيخ الزنبق" و داسوا شتلات المنثور.. أيضا صورة! أمل ينبثق من اللاشيء و نحو اللاشيء كمن جرب بعد انتهاء العالم أن يطلب رقم هاتف بيت أبيه و في قرارته يوقن أن ليس ثمة من سيرد.. و يعود .. ليس ثمة قطرة في قارورة وقته.. تستوقفه فيروز بعد الشفق ..تعده إن حظي بعمر أطول أن تغزل له من أشرعة الوقت سفينا يبحر فيها نحو أبعد بيت " ممحي ورا حدود العتم و الريح" ..أن تمنحه لونا للورق الـ يصنع منه طيارة تربطها بكرة خيطان ..أن تنصب له أرجوحة في دالية " كرم اللولو" .. و يعود ..و الرائحة غابت .. باقٍ منها العطر المارق في الوجدان .. محبوس مع ياسمين يتدلى ببياض في ممشى "الديار" كخصلة شعر تنهال على وجه غجري فاتن إثر رقصة محمومة.. في كأس التمر الهندي بماء الزهر مزج ..في رائحة "بقجة" تختبىء وراء ستارة "كتبية" طرزها الوقت المستقطع من شوق الجدة و حنين الجد يغريه، يعود من سهرته هرولة يسابق وقع المطر في الحارات الشامية .. هل قلت يعود؟ قاموس دمشقي الوجاق :مكان إيقاد النار في المطبخ الدمشقي القديم البحرة: النافورة الداكونة : غرفة صغيرة جدا تقع تحت السلم تستخدم لحفظ خردوات المنزل سيخ الزنبق، المنثور : نبتات دمشقية الديار: باحة البيت بقجة : صرة الملابس مطرزة من حوافها كتبية : خزانة في جدار الغرفة الدمشقية السميك .. توضع لها أبواب أو تغطى بستارة مطرزة |
الأخت الفاضلة ريم بدر الدين الموقرة
دائما ترشقين الذكريات الجميلة كعطور معتقة على مساحة الحنين بوركت وبوركت الشام دائما وأبدا تفضلي بقبول التقدير |
الاديبة.. ريم بدر الدين..
في تفاصيل حرفك أدركت حجم السحب التي لم تمطر ولم تطفِئ لهب تنور الجدة !. تحية ترتقي لكِ ياريم. |
أختي الفاضلة ريم حفظها الله
الأمل ينبع على نحو سرمدي ، همس الحارات الدمشقية يبهج الروح ، وحاراتها القديمة تثير مكامن النفس ، نسأل المولى عز وجل أن يحقن دماء أخوتنا في دمشق وأخواتها من المدن الأخرى ، تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن |
اقتباس:
تعرف أخي الكبير نبيل زيدان أن هناك تفاصيل في ذاكرة أمنا " دمشق" لو قضينا عمرنا كله ما أحصيناها لجمالها و غناها و روعتها أشكرك للحضور الباذخ تحيتي لك |
اقتباس:
هكذا أوصتنا تلك الكريمة رحمها الله أشكرك أبو مراد من القلب أنك كنت هنا تحيتي لك دوما |
حروفك ملأى بالمعانى الجميلة وتضج ّ أيضا ً بصورة بهية متلاحقة يندفع الإحساس بها ولها عبق أيضا ً حيوي للغاية يحمل من كل الأماكن روائحها فتتلوّن لوحتك بألوان كثيرة كل ّ منها يضفى معناه وأخيرا ً عمق الأحرف للفلسفة التى يفيض بها وأقواها فلسفة العودة .. ما لها من أفق استمتعت بالقراءة لك تقديري لك |
صباح الخير والأمل صباح لحضوركِ هنا وهناك شتاتكِ يا .. استاذتي يلتم في حروفكِ وحروفكِ أجدها مشتتة في داخلي متمازجة في كيمياء الروح�� حروف من نور تجذبنا كما الفراشات حول النور والنار! قاموس دمشقي الوجاق :مكان إيقاد النار في المطبخ الدمشقي القديم البحرة: النافورة* الداكونة : غرفة صغيرة جدا تقع تحت السلم تستخدم لحفظ خردوات المنزل سيخ الزنبق، المنثور : نبتات دمشقية الديار: باحة البيت* بقجة : صرة الملابس مطرزة من حوافها* كتبية : خزانة في جدار الغرفة الدمشقية السميك .. توضع لها أبواب أو تغطى بستارة مطرزة ^^^ وهنا مفردات مشتركة تحكي تاريخاً فيه عيش وبعض الملح تقاسمته شعوبنا ذات يوم جميل.. الاستاذة ريم كم أنتِ مضيئة الحرف والروح.. |
و تتجمع الصور
لتشكل ثوبا أبيض معطرة بزهر الأمل و مزركشة بالأحلام و المنى ليبزغ الفجر مبددا ظلام اليأس و تتنفس الأزمنة و الحارات و الذكريات تنتعش الحياة و تنمو سنابل الحب و الأمنيات دائما في أمل يا مبدعتنا الرائعة ريم مع كل فجر جديد مع كل حلم جديد لا بد من أمل لله درك يا دمشقية الهمسات يرفع عاليا |
حينما يصمت حرف العمالقة أدبا لزمن نعلم حقيقة حينها أن نطقه يكون مزلزلا الأرض من فصاحته وقوة بيانه لنجده ها هنا تبيانا عربيا حالما يحكي من تلك إلى ذلك ومن هذا إلى ذيك دون تردد أو تلعثم .
أ. ريم بدر الدين كان الحرف بلون المحيط وحين النظر إليه من بعيد وجدته مكونا محيطا ً هادئا ً تكثر فيه الدلافين قافزة هنا وهناك لصفاء سمائه والحوت في أعماقه ينعم لهدوئه الفريد كمسائه شكرًا لهذا الرقي ودمت بخير |
| الساعة الآن 02:42 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.