|
أزمة عيد (أبو العلا)
الاخوة القراء والادباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه من القصص التي سبق وطرحتها في منابر ثقافية ولكنها جرفت مع التسونامي التي اجتاح المنابر نعيدها ولكم كل المتعة نتمناها مع صديقنا أبي العلا :
مر اليوم الثاني من صبيحة عيد الاضحى المبارك ولم اكن قد رايت (جارالقمر) او تلقيت منه هاتفا . حاولت الاتصال به فكان هاتفه مغلقا فقررت الذهاب اليه بنفسي .. .دخلت عليه فوجدته ممدا على سريرة .ملفوف الراس بشاش ابيض ويده معلقة الى كتفه .. ..خيرا .. يا صديقي ماذا حصل : *: اه يا أبا موسى اه ليتني سمعت كلامك وما رافقت ابا العلا ... *: اه .. لقد انتقم منك .. الم أحذرك يا صديقي منه ..!!!؟؟ خبرني ما الذي حصل ؟؟؟ اتفقنا ان نلتقي صبيحة العيد بعد الصلاة وننطلق لزيارة الاهل والرحم .. حيث ان اقاربنا يسكنون في نفس الشارع .. وكما تعلم كان قد صبغ سيارته حديثا .. واقرباؤنا يسكنون في منطقة شديدة الازدحام .. المهم ركبنا السيارة ..واتجهنا الى حيث ننوي الذهاب . * : يا سلام ! ما اجمل العيد وما اجمل زيارة الاهل والاقارب في هذا اليوم الفضيل. ما اجمل الاطفال وهم يتراكضون هنا وهناك فرحين بالملابس الجديدة . والنقود التي اعطاها اياهم اقاربهم واهليهم . مساكين هؤلاء الباعة الذين يبحثون عن ارزاقهم حتى في هذا اليوم الفضيل المخصص للتزاور والتراحم ) تمتم ابو العلا وهو يشغل سيارته . وعندما وصلنا المكان المزدحم .. اضطر لدخول شارع ضيق مزدحم بالباعة الذي كدسوا علب الهدايا من الحلويات على جانبي الطريق ليسترزقوا ويبيعوا ما تبقى لديهم من ليلة العيد . ناور ابو العلا لكي يدخل بسيارته دون ان يخدشها . الطريق ضيقة والباعة كثر والاطفال مقبلون عليهم لشراء الهدايا والحلويات .( ما هذا اليوم النحس ؟! اللعنة على هؤلاء الباعة المزعجين وهؤلاء االشياطين الصغار. الا يتعبون من اللعب والتراكض . تبا لهم ولهذا التجمعات المؤذية ) اخرج رأسه من نافذه السيارة طالبا من احد الباعة سحب اللوح الخشبي الذي كدس عليه الالعاب الى الخلف قليلا حتى يمر بالسيارة . فتجاهله الرجل . اطلق ابو العلا العنان للبوق . فاهتزت ارجاء السوق من قوة البوق . غضب البائع وكان شابا في مقتبل العمر تبدو عليه علامات الرعونة والطيش . حمل عصا قريبة منه واقبل نحو سيارة ابي العلا . نزل ابو العلا من السيارة بسرعة .اخذ البائع يشتم ويسب ويتهدد ويتوعد. بادله ابو العلا الشتائم . هب المارة ليحجزوا بين الطرفين . نزلت من السيارة مسرعا *: يا اخي انت انسان محترم لباسك نظيف وسيارتك جديدة لا تعلق مع هذا الارعن . همست في اذن ابي العلا . فكر ابو العلا قليلا . ثم قال *: ويلي لو مزق هذا المجنون بدلتي التي كلفتي عشرات الدنانيراو حطم سيارتي وقد صبغتها حديثا .!! علا صوت البائع اكثر . واحجم ابو العلا عن تبادل الشتائم معه . ازداد الصراع داخل ابي العلا . كرامته فوق كل شيء , لكن هناك خسائر جسيمة اذا ما حاول الانتقام لكرامته . *: يا اخي صلي على النبي .. الدنيا عيد .. نحن فقط نحاول ان نمر , قلت موجها كلامي للبائع ... استمر البائع في تقدمه نحونا مهددا ومتوعدا يشتم ويسب ابا العلا ... وفي غمرة الصراعات تلك ما بين ابي العلا والبائع الارعن وما بين كرامة ابي والعلا والخسائر التي ستنجم عن الانتقام لهذه الكرامة المهدورة . اقبلت سيارة البلدية تتبعها دورية شرطة, فر على اثرها اصحاب البسطات خوفا من مصادرة بضاعتهم . فتح الشارع وتنفس ابو العلا الصعداء ونجا من صراع مرير كاد يؤدي به الى المهالك . تمتم قائلا وهو يسير بسيارته (الحمد لله الذي كفاني شر هؤلاء الباعة المتطفلين وقاد البلدية فخاضت عني المعركة) . زرنا الاهل وركبنا السيارة طبعا نعود من نفس الطريق ..وهناك كان ذلك البائع الارعن يتربص بنا وما ان وصلنا نقطة ازدحام حتى انقض على مقدمة السيارة .. وبعصا غليظة حاول ان يضرب نافذة السائق .. فتح ابو العلا الباب بسرعة وبقوة فاصطدم بالبائع ورماه الباب بعيدا عن السيارة .. نزل ابو العلا والغضب يتأجج في نفسه ..نزلت خلفه مسرعا محاولا ان احتوي الموقف ..قام البائع وسدد لكمة لابي العلا في الوقت الذي وقفت انا بينهما لابعد كل منهما عن الاخر..ونظرا لحجمي الصغير نسبة الى حجم كل من ابي العلا والبائع فقد تلقيت انا الضربة الاولى والتي اسقطتني على الارض عندها صرخ ابو العلا : http://www.sez.ae/2009/icon/sez%20(13).gif * : جار القمر وانتشلني عن الارض ورفعني بين يده الكبيرتين وقال : ماذا فعلوا بك يا صديقي ؟؟ وفي هذه اللحظة .. رفع البائع عصاه الغليظة واقبل مسرعا على ابي العلا .. نظر اليه ابو العلا ( وقد كنت بين يده ) والقى بي على الرجل القادم نحوة بالعصا ...فتلقيت الضربة وانا في الهواء وسقطت على الرجل .. كان الناس قد تجمهروا ... تفجر الدم من راسي واحسست بالم شديد في كتفي الايسر.. .اما الرجل فلم ينهض .. انتشلني ابو العلا مرة اخرى وجرى بي نحو السيارة وانطلق مسرعا والناس تفر من امامه خوفا من ان يدهسهم .. وصلنا مستوصف طبي خاص قريب (لم يذهب الى المستشفى لان ذلك يعني تحقيق شرطة ) وقال لطبيب المستوصف بانني سقطت من الطابق الثاني وانا احاول تطيير طيارة ورقية لاخي الصغير .. بدأ الطبيب يداوي جروحي .. وهو يقول :: يا اخي شو هالعقل الصغير ..صبيحة العيد الم تجد عملا تعمله سوى مجاراة الاطفال ؟؟ الا يوجد لك رحم تزوره في هذا اليوم الفضيل ؟؟ صحيح ان العقل زينة ... http://www.sez.ae/2009/icon/sez%20(7).gif علق ابو العلا : يا دكتور الناس هذه الايام ما عاد فيها بركة لاهلها .. نسوا الله فانساهم انفسهم .. شوف نتيجة الطيش والرعونة شو صار فيه .. نظرت بطرف عيني الى ابي العلا .. ووالله ما كنت قادرا على الكلام فضلا عن القيام والا ..... اتكأت على ابي العلا حتى وصلت السيارة .. وتمددت في الكرسي الخلفي ... وبدا ابو العلا : الحمد لله ان السيارة ما جرى لها شيء .. احرص يا صديقي على ان لا تسيل بقع دم عالفرش .. فيتسخ .. الحمد لله اني كنت معك والا كان قتلك ذلك الملعون لوأنك كنت لوحدك. وكانني المتسبب بالمشكلة ... .. قال جار القمر بحرقة والم ...http://www.sez.ae/2009/icon/sez%20(79).gif تمت |
أهلا وسهلاً بالكاتب الكبير اسماعيل
سعدت بقراءة قصة صديقك ابا العلا تحيتي وأحترامي لشخصكم الكريم |
هذه الشخصية التي اختارها لنا القاص اسماعيل عشا موجودة بكثرة في مجتمعنا .. ربما لا تجتمع كل صفاتها في شخص واحد لكن هذا النوع من القص و الذي هدفه تسليط الضوء على عيوبنا كي نحاول البحث عن بصيص ضوء لنتحسن أو نتطور يحتاج إلى خلق شخصية نمطية نجدها مبالغة أحيانا لكنها ضرورية لأنه لا يستبين الضوء إلا بادلاج العتمة
أبو العلا مجموعة جميلة و ممتعة و جديرة بالقراءة أ. اسماعيل عشا تحيتي لك |
شكرا للكاتب الكبير استاذ اسماعيل
لا تخلو قصصك من المتعة والفكاهة |
الأستاذ المبدع اسماعيل عشا المحترم
لا أقرأ لك إلا وأغبط نفسي على لقائي بقصصك المميزة المفعمة بالأدب والتي تحوي على واقعية فيها سخرية محببة وجو محبب . . أتمنى كل مرة لهذه القصص أن تطول ليطول معها استمتاعنا . . عزيزي . . تقبل مني التحية والتقدير الدائمين . . دام نهارك مفعماً بالخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
| الساعة الآن 04:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.