منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   القبر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27717)

سلطان الركيبات 01-07-2021 11:15 AM

القبر
 
القبـــــــــــــــــــــــــر


يصحو الصُّبحُ قُبيلَ الظُّهرِ
والشَّمسُ تغيبُ مِنَ العَصرِ

ونجومُ اللَّيلِ قَدِ انطفأتْ
واعتزلتْ حفلاتِ السَّهرِ

والبدرُ مِنَ المغربِ يغفو
-إن جاءَ- بمنتصفِ الشَّهرِ

والغيمُ تَحجَّرَ في الأعلى
إذ نَفِدتْ قطراتُ المَطَرِ

عمَّ الدِّيجورُ على الدُّنيا
وتوارى النُّورُ عَنِ النَّظَرِ

ما عادَ الدِّيكُ يُؤذنُ في
أسماعِ القريةِ في الفجرِ

وربيعٌ تطردُ خضرتُهُ
الصُّفرةَ من ورقِ الشَّجَرِ

قصَّ البُستانُ خَمائلِهُ
جفَّ نَدى الصُّبحِ مِنَ الزَّهرِ

والسُّكَّرُ لملمَ نكهتَهُ
وكَسا المُرُّ مَسامَّ الثَّمَرِ

لا يجدُ العشاقُ مذاقًا
بتعاطي القُبلةِ بالسِّرِّ

لم يبقَ على الأرضِ مكانٌ
ننثُرُ فيهِ قمحَ الشِّعرِ

لا يجرحُ صمتَ الكونِ سوى
شهقِ الآهِ بِداخلِ صدري

أينَكِ!! عَنْ عيني صاحبتي
عافيتي سُفِكتْ بالصَّبرِ

أحتاجُكِ أكثرَ مِنْ روحي
فمتى تأتينَ مِنَ السَّفَرِ

قلبي العصفورُ غدا وحشًا
في كسرِ زُجاجاتِ العطرِ

بُعدُكِ لو خمرٌ يشربُهُ
لافتقدَ الوعيَ مِنَ السُّكْرِ

سَنةٌ كاملةٌ مُظلمةٌ
أرجَعَتِ العالمَ للصِّفرِ

أصبَحتِ الدُّنيا مقبرةً
وكأنَّ الكونَ بلا بَشَرِ
....
وأتاهُ بغفوتِهِ حُلمٌ
كنسيمِ الصَّيفِ على البحرِ

فرأى في الأفْقِ حبيبتَهُ
فاتنةَ الطَّلَّةِ كالقَمرِ

ألقتْ غيبًا بمسامعِهِ
آتٍ بعدَ زوالِ السَّحَرِ

ستكونُ الجنةُ موعدَنا
وتظلُّ مَعي أبَدَ الدَّهرِ

وصحا النَّاسُ على
جثَّةِ شابٍّ
ملقاةٍ فوقَ القبرِ

ناريمان الشريف 01-07-2021 11:48 AM

رد: القبر
 
حان الحيْنُ الذي قضاه الربُّ سبحانه ، وأمرَ ملكَ الموت أنْ اقبضْ روحَها ، فلم يبق من عمرها لحظة .. وجاءت سكرةُ الموت وحملوها على الأكتاف وأودعوها في مستقرها قبل الأخير ..
شهق الشاب شهقةً كادتْ تودي بعمرِه الغضّ ،
وصاح وصاح : أمّاه أين تذهبين وتتركينني ؟! أيُّ حضن بعدك يحتويني ؟!
أمّاه أمي ... أغلى لفظ نطقه لساني ، كنتِ آخرَ طيف تغفو على رؤياه أجفاني ،، لن أغسل وجهي من أثر قبلاتك ، عودي
لا تتركي وحيدَك وحيداً ..
وغادر الناس المقبرة كلٌّ يرعى شأنه .. أما شأن الشاب فقد ابتدأ بالقرب من حجارة قبرها .. لم يبرح مكانه قط .. اتخذ لنفسه كناً ومرتعاً ليفرّغ هناك شوقاً لا يذوب .. وهو يحادثها يذكّرها بالذي مضى والذي قد كان ، يحادث القبر كأن به مساً من جنون ، والدمع لا يتوقف ، ومع كل دمعة يرجوها العودة ..
وبلا عودة ..أشرف الشاب على فقدان عقله وقبل أن يسافر عقلُه ، جاءه هاجس من داخل القبر وكأنه صدى الحنان ينبعثُ من الثرى المبلّل بعطر ِالوداع وحناءِ الحنين ..
يقول الصوت : قريباً ستعود إلى حضني ,, فلا تبتئس !!
وكأن حيْنَه قد حان هو الآخر.. ومع بدء النهار ، أعلنَت الشمس على الملأ أن في المقبرة شاباً يحتاج إلى دفن .. فأدركوه

ناريمان الشريف 01-07-2021 11:57 AM

رد: القبر
 
خلعت عليك آنفاً لقب ( سلطان شعراء منابر )
ويبدو أنني لم أخطئ .. فأجمل الشعر ما حرّك شيئاً في النفس
وها هو قد حصل ..
***
هذا ما استطاعه قلمي الذي استفزه شعرك ودعاه ، أن يفرّغ الحزن هنا على شكل قصة أو ربما مشهد خاطف ،
لست أنا من كتبها ، بل كلماتك الشعرية ، فما عدتُ أقرأ نصك .. بل اكتفيت بنهاية الوليد
لي عودة بحول الله
تقبلني أول الزوار
تحية ... ناريمان

سلطان الركيبات 01-09-2021 10:17 AM

رد: القبر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 278364)
حان الحيْنُ الذي قضاه الربُّ سبحانه ، وأمرَ ملكَ الموت أنْ اقبضْ روحَها ، فلم يبق من عمرها لحظة .. وجاءت سكرةُ الموت وحملوها على الأكتاف وأودعوها في مستقرها قبل الأخير ..
شهق الشاب شهقةً كادتْ تودي بعمرِه الغضّ ،
وصاح وصاح : أمّاه أين تذهبين وتتركينني ؟! أيُّ حضن بعدك يحتويني ؟!
أمّاه أمي ... أغلى لفظ نطقه لساني ، كنتِ آخرَ طيف تغفو على رؤياه أجفاني ،، لن أغسل وجهي من أثر قبلاتك ، عودي
لا تتركي وحيدَك وحيداً ..
وغادر الناس المقبرة كلٌّ يرعى شأنه .. أما شأن الشاب فقد ابتدأ بالقرب من حجارة قبرها .. لم يبرح مكانه قط .. اتخذ لنفسه كناً ومرتعاً ليفرّغ هناك شوقاً لا يذوب .. وهو يحادثها يذكّرها بالذي مضى والذي قد كان ، يحادث القبر كأن به مساً من جنون ، والدمع لا يتوقف ، ومع كل دمعة يرجوها العودة ..
وبلا عودة ..أشرف الشاب على فقدان عقله وقبل أن يسافر عقلُه ، جاءه هاجس من داخل القبر وكأنه صدى الحنان ينبعثُ من الثرى المبلّل بعطر ِالوداع وحناءِ الحنين ..
يقول الصوت : قريباً ستعود إلى حضني ,, فلا تبتئس !!
وكأن حيْنَه قد حان هو الآخر.. ومع بدء النهار ، أعلنَت الشمس على الملأ أن في المقبرة شاباً يحتاج إلى دفن .. فأدركوه

الفقد فقد ناريمان الوارفة
فقد الأم الأب الأخ الأخت... الصديق الحبيبة
لا فقدت عزيزا
ابحار قصصي عذب مقتضب معبر مؤثر
وما الحنين إلا اشتياق لقطعة منك موجودة بمكان آخر
لله يا أنتِ
بحق أبدعت كثيراً وجداً

سلطان الركيبات 03-15-2022 10:54 PM

رد: القبر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 278365)
خلعت عليك آنفاً لقب ( سلطان شعراء منابر )
ويبدو أنني لم أخطئ .. فأجمل الشعر ما حرّك شيئاً في النفس
وها هو قد حصل ..
***
هذا ما استطاعه قلمي الذي استفزه شعرك ودعاه ، أن يفرّغ الحزن هنا على شكل قصة أو ربما مشهد خاطف ،
لست أنا من كتبها ، بل كلماتك الشعرية ، فما عدتُ أقرأ نصك .. بل اكتفيت بنهاية الوليد
لي عودة بحول الله
تقبلني أول الزوار
تحية ... ناريمان

قديرتي ناريمان الشريف
أنيقة الحضور
رقيقة المرور
لك العذر لم أنتبه لردك الثاني إلا للتو
كنت أعتقد أنني رددت على إبحارك القصصي الجميل
لك وعد مني إذا نشرت قصيدتي ورقيا أو على صفحتي الفسبوكية أن أضع مجاراتك لها
فهي تليق جدا بك كناريمان
وتشرفني كسلطان

ود لا يبور
وباقة زهور:30:

موسى المحمود 03-17-2022 11:57 AM

رد: القبر
 
"وربيعٌ تطردُ خضــــــرتُهُ
الصُّفرةَ من ورقِ الشَّجَرِ"

شعرك كالشّجرِ الفينان يسمو بنا رغم الألم.

قصيدة تستحقّ التّأمّل

تحياتي واحترامي

سلطان الركيبات 03-17-2022 02:45 PM

رد: القبر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسى المحمود (المشاركة 336163)
"وربيعٌ تطردُ خضــــرتُهُ
الصُّفرةَ من ورقِ الشَّجَرِ"

شعرك كالشّجرِ الفينان يسمو بنا رغم الألم.

قصيدة تستحقّ التّأمّل

تحياتي واحترامي

لا فجعت بفقد عزيز يا صديقي
ومن يكتب نصا رثائيا هو كحمام يرقص من ألم الذبح
تشرفت بك يا ابن جنين
وشقيق الضفة الأخرى
ود كثير وتقدير وفير أخي موسى

ياسَمِين الْحُمود 03-17-2022 06:12 PM

رد: القبر
 
مررت أقول في نفسي
تعلم الشعر وتعلم كيف تنسج الشعور شعرا
ترويضا للقصيدة واللغة والقريحة
حرفك الطاهر ، سيجازيك الله عليه في الدنيا قبل الآخرة ...
قرأت قصيدة جميلة ، وذات هدف أسمى ،
أقف هنا احتراماً لروحِ الشاب وإجلالاً لهذا الجمال .
تقبل تحياتي أيها القدير:45:

سلطان الركيبات 03-21-2022 11:08 AM

رد: القبر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 336175)
مررت أقول في نفسي
تعلم الشعر وتعلم كيف تنسج الشعور شعرا
ترويضا للقصيدة واللغة والقريحة
حرفك الطاهر ، سيجازيك الله عليه في الدنيا قبل الآخرة ...
قرأت قصيدة جميلة ، وذات هدف أسمى ،
أقف هنا احتراماً لروحِ الشاب وإجلالاً لهذا الجمال .
تقبل تحياتي أيها القدير:45:




قديرتي ياسمين
ما أبهى حضورك
وما أرق مرورك
الحنين هو اشتياق لقطعة منك موجودة بمكان آخر
هذا الشاب ذاق الموت قبل الموت
وكان يشكو كيف أصبحت الأشياء -بعينه- بعدما غادرت حبيبته
فالصبح يصحو من العصر
والبدر من المغرب يغفو
ووووو
تحية السلطان
لك سيدة المكان

ثريا نبوي 03-26-2022 02:24 AM

رد: القبر
 
ونجومُ اللَّيلِ قَدِ انطفأتْ
واعتزلتْ حفلاتِ السَّهرِ

والبدرُ مِنَ المغربِ يغفو
-إن جاءَ- بمنتصفِ الشَّهرِ

أفكارٌ مُضرَّجةٌ بالشاعرية غير المسبوقةِ حدّ الانزياحات
توقِفُنا على شواطئ الجمال في أشعارِكَ ومشاعرِك
وأنت تكتب الكون الشاسعَ بكل مفرداته وآياته
في قصة فقدٍ خاصةٍ تحكي وجع الفراق
لقد كدتَ تُصفِّرُ المسافاتِ بين الأرضِ والسماء
بهذا الشعر المهجريّ النفحات

دُمتَ والإبداع





الساعة الآن 11:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team