منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   وَجه مِنْ وَرَقٍ .. ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16287)

جليلة ماجد 03-18-2015 03:21 PM

وَجه مِنْ وَرَقٍ .. !
 
ماذا تتوقع من شخص مثلي ؟
قد تعود اﻹخفاق مع كل شيء حتى نفسه !
شخص قضى نصف حياته مريضا و النصف اﻵخر متعطشا للحياة بكل زخرفها حتى كاد يغرق فيها !
إن من الجنون أﻻ أستغل كل دقيقة يكون فيها جسمي قادراً على الحياة !
من الجنون أﻻ أحترق بالحقيقة و من الجنون أﻻ أعب كل شيء دفعة واحدة و إن اختنقت بعد ذلك ؟ أليس كذلك ؟
دائماً عندما أخلد إلى النوم أصلي .. كي تعود الحياة إلى جسدي الضعيف مرة بعد مرة ... و كأن عقارب الساعة تنهش لحمي و تبصقه في وجهي و تضحك عليي هازئة ...
كم أشعر باﻷلم و أبتسم .. خوفاً على من يشدون على روحي و قلبي و يدي .. لكن ألمي وشم على وجهي و هذا أسوء ما في الموضوع .. أليس من الممكن أن أخلق وجها باسما لي بدون اصفرار أو شحوب ؟ وجه جديد ﻻ يحمل في عينيه حزنا و ﻻ يرتجف فمه عند البكاء ؟ وجه ﻻ يفضح صاحبه ؟ وجه محايد بﻻ شعور أو إحساس أو دموع ؟أحتاجه جداً ف وجهي يؤلمني !
و وجهي يفضحني ! أكره وضوحه ! أريد وجها مصمتا ..لوحة سيريالية ﻻ يفك رموزها أحد إﻻ أنا !
من الطبيعي أن يصاب الجميع بالملل .. معهم كل الحق .. فمرضي ممل ﻻ ينتهي .. و رغم كل شيء ﻻ زلت حية !
اﻵن ﻻ أحتاج لسيارة إسعاف و ﻻ لبشر .. أحمل وجعي على كتفي و أدخل المستشفى و ﻻ أنتظر عيادة أحد .. ﻻ أحب نظرات الشفقة و ﻻ الوصفات الشعبية القديمة الممزوجة بالعسل و السحر و الشعوذة .. الجرح يكون مؤلما في المرة اﻷولى فقط لكن مع تكرار الخناجر تصاب الروح بالخدر فﻻ تشعر و ﻻ تبكي و ﻻ تتألم !
كزجاج تهشم فأنى لك أن تعيده لسيرته اﻷولى ؟
أنظر إلى كم اﻷدوية التي أحملها في حقيبة يدي و أضحك .. يا للسخرية ! و النساء يحملن في حقائبهن عطورا و أدوات زينة!
كم هن تافهات ..! ينظرن إلي باستغراب عندما ألعب باﻷرجوحة و كأنها حصر على اﻷطفال ! روحي تحتاجها ! فما إن أمد رجلي حتى أصل عنان السماء و أطلق ضحكة صافية و أشعر بالخفة .. و كأن قلبي طفل صغير ﻻ يرتاح إﻻ بالضحك ببراءة!
أسرق ورقة و بصديقي القلم أرسم وجها له ضحكة كبيرة .. و ألصقه على وجهي .. و أبتعد .. و بي أمنيات أن ﻻ تخونني اﻷرض ككل مرة و ﻻ تصعقني السماء كالمرة السابقة و ﻻ تكسرني الرياح .. فأختار أن أطير !
فلتنبت اﻷجنحة !

عبير المعموري 03-18-2015 08:03 PM

أ.جليلة ماجد
تحية طيب تليق بموكب حرفك المتألق
سرد جميل استعذبته ذائقتي..
قد يحاصر المرض ذلك الجسد المنهك بعقاقير ووصفات تبدأ ولاتنتهي...
لكن الروح تنبض بضحكة بريئة واحساس نقي..رغم حسابات المجتمع الظاهرية والسطحية..تبقى تمارس الحياة بلا قيود..انها حرة .تبتسم وتمرح...غير مبالية بقوانين الجسد المحدودة..تتنفس الامل ان لاتخونها الارض ككل مرة!
احترامي لشخصك الكريم
عبير المعموري

ياسر علي 03-19-2015 03:47 AM

نص عميق جدا ينقل حالة و ينفذ إلى ما وراء السلوك الظاهر .
تحية لهذا القلم المبدع .

تقديري .

خالد العاطفي 03-19-2015 09:46 PM

وَجَّهَ مِنْ وَرَقٍ. وحصائد السَّنَةَ وَصَرَخَاتٌ.
مَهْمَا حَمَلْنَا مِنْ حُزْنٍ وَكَتَبْنَا مِنْ تَبَارِيحَ
. يُبْقَى لِنَا نِدَاءُ أَيُّوبَ وَإِثْرَ مِنْ سُجُودٍ
. ومهمايكن فِي أَجْسَادِنَا مِنْ وَجَعٍ
. مِنْ أَجْلِ أَرْوَاحِنَا سَنَبْقَى...
نَصٌّ رَائِعٌ.. وَعَمِيقٌ
. أَ. جَلِيلَةً مَاجِدُ خَالِصُ التَّقْدِيرُ لك

زياد القنطار 03-20-2015 01:55 AM

لاتكاد تفتح عينيك على هذا الحرف ,حتى تتيقن أن له ريشة مميزة لايجيد الإمساك بها إلا جليلة ماجد .
نصٌ سار بين إيقاعين لم ينشز أحد منهما ,إيقاع الخاطرة المتبنية لفكرة النص المدافع عنها بمفردة الغائص في لجج الحالة وممسكاً لجياد وجعها من ناصيتها ,وإيقاع القص الذي لم تبارحه الدهشة منذ حرفه الأول ليأتينا بخاتمة محلقة ,أفردت لنا جناحيها الأستاذة جلية بحرفية الضابط لإيقاعين متجانسين سخرت لهما مفردة عذبة سلسلة المذاق ,فأهدت نصاً عميقاً سحب صاعق الأسئلة الملزمة لإجابات عن هواجس الحالة والتعامل معها ..
نصُ رائعُ وحرفُ مبدعٌ تعودنا منه رسم صورة ثلاثية الأبعاد ساطعة سطوعه ....خالص تقديري واحترامي وأرجو أن أكون أوفيت هذا الحرف حقه ..

[/tabletext]
حسام الدين بهي الدين ريشو 03-20-2015 05:26 PM

[tabletext="width:70%;background-color:black;border:10px solid purple;"]
امام هذا النص الذي أبكاني حقا
وجدتنى أخرس عن الكلام
لكن راودتني همسة الرافعي رحمه الله عن الألم
وجدتها تليق هنا
( ترفعنا الهموم والآلام
لأن عواطف الحزن والشقاء لا تكون الا عن سموطوهى لابد أن تكون وحدها الحارسة فينا لانسانيتنا
أذ تخلق مع حياة الجسم المادية حياة معنوية للقلب
ونحسها من فقد مانفقده
لأنه لا بد للضمير الانساني
من صوت أليم يقول له أحيانا :
أنت سماوي
فاترك هذا
وكأن كل لوعة ألم يحسها المرء هي صرخة عاطفة جديدة وُلِدت في النفس !!

الأستاذة / جليلة
معذرة
وكونى بألأف خير
وخير

فاطمة جلال 03-20-2015 07:03 PM

قرأت هنا حوارا داخليا للنفس
التي طالما ترادوها الحكايا
في ظل هذا الواقع المؤلم
لقد كان الحوار مع الذات موقفا
يحمل مكنونات النفس
وصور من الواقع تتجلى
والارادة والعزيمة القوية


الأديبة جليلة

دائما الابداع رفيقك

جليلة ماجد 03-21-2015 11:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير المعموري (المشاركة 189159)
أ.جليلة ماجد
تحية طيب تليق بموكب حرفك المتألق
سرد جميل استعذبته ذائقتي..
قد يحاصر المرض ذلك الجسد المنهك بعقاقير ووصفات تبدأ ولاتنتهي...
لكن الروح تنبض بضحكة بريئة واحساس نقي..رغم حسابات المجتمع الظاهرية والسطحية..تبقى تمارس الحياة بلا قيود..انها حرة .تبتسم وتمرح...غير مبالية بقوانين الجسد المحدودة..تتنفس الامل ان لاتخونها الارض ككل مرة!
احترامي لشخصك الكريم
عبير المعموري

و الإحترام موصول لك غاليتي عبير ...

مصير الجسد الفناء إن آجلاً أو عاجلاً ..

و كما قلت .. الروح تبقى هي الحرة ...المحلقة ... الجديرة بالإحتفاء ...

أشكر حديثك إذ يشد على روحي ...

ممتنة لك جدا ...

ورد و ورد لقلبك

محمد الشرادي 03-22-2015 01:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليلة ماجد (المشاركة 189143)
ماذا تتوقع من شخص مثلي ؟
قد تعود اﻹخفاق مع كل شيء حتى نفسه !
شخص قضى نصف حياته مريضا و النصف اﻵخر متعطشا للحياة بكل زخرفها حتى كاد يغرق فيها !
إن من الجنون أﻻ أستغل كل دقيقة يكون فيها جسمي قادراً على الحياة !
من الجنون أﻻ أحترق بالحقيقة و من الجنون أﻻ أعب كل شيء دفعة واحدة و إن اختنقت بعد ذلك ؟ أليس كذلك ؟
دائماً عندما أخلد إلى النوم أصلي .. كي تعود الحياة إلى جسدي الضعيف مرة بعد مرة ... و كأن عقارب الساعة تنهش لحمي و تبصقه في وجهي و تضحك عليي هازئة ...
كم أشعر باﻷلم و أبتسم .. خوفاً على من يشدون على روحي و قلبي و يدي .. لكن ألمي وشم على وجهي و هذا أسوء ما في الموضوع .. أليس من الممكن أن أخلق وجها باسما لي بدون اصفرار أو شحوب ؟ وجه جديد ﻻ يحمل في عينيه حزنا و ﻻ يرتجف فمه عند البكاء ؟ وجه ﻻ يفضح صاحبه ؟ وجه محايد بﻻ شعور أو إحساس أو دموع ؟أحتاجه جداً ف وجهي يؤلمني !
و وجهي يفضحني ! أكره وضوحه ! أريد وجها مصمتا ..لوحة سيريالية ﻻ يفك رموزها أحد إﻻ أنا !
من الطبيعي أن يصاب الجميع بالملل .. معهم كل الحق .. فمرضي ممل ﻻ ينتهي .. و رغم كل شيء ﻻ زلت حية !
اﻵن ﻻ أحتاج لسيارة إسعاف و ﻻ لبشر .. أحمل وجعي على كتفي و أدخل المستشفى و ﻻ أنتظر عيادة أحد .. ﻻ أحب نظرات الشفقة و ﻻ الوصفات الشعبية القديمة الممزوجة بالعسل و السحر و الشعوذة .. الجرح يكون مؤلما في المرة اﻷولى فقط لكن مع تكرار الخناجر تصاب الروح بالخدر فﻻ تشعر و ﻻ تبكي و ﻻ تتألم !
كزجاج تهشم فأنى لك أن تعيده لسيرته اﻷولى ؟
أنظر إلى كم اﻷدوية التي أحملها في حقيبة يدي و أضحك .. يا للسخرية ! و النساء يحملن في حقائبهن عطورا و أدوات زينة!
كم هن تافهات ..! ينظرن إلي باستغراب عندما ألعب باﻷرجوحة و كأنها حصر على اﻷطفال ! روحي تحتاجها ! فما إن أمد رجلي حتى أصل عنان السماء و أطلق ضحكة صافية و أشعر بالخفة .. و كأن قلبي طفل صغير ﻻ يرتاح إﻻ بالضحك ببراءة!
أسرق ورقة و بصديقي القلم أرسم وجها له ضحكة كبيرة .. و ألصقه على وجهي .. و أبتعد .. و بي أمنيات أن ﻻ تخونني اﻷرض ككل مرة و ﻻ تصعقني السماء كالمرة السابقة و ﻻ تكسرني الرياح .. فأختار أن أطير !
فلتنبت اﻷجنحة !

لا مرض إلا مرض الروح. إن مرضت قضي أمر ابن آدم ، و إن صحت كانت رافعة قوية للجسد حتى و لو كان منهكا.
رائع أختي و مائز ما خطه قلمك الجميل.
تحياتي

جليلة ماجد 03-23-2015 03:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 189175)
نص عميق جدا ينقل حالة و ينفذ إلى ما وراء السلوك الظاهر .
تحية لهذا القلم المبدع .

تقديري .

و التحايا موصولة لك أ. ياسر ...

ممتنة لرأيك و وجودك ...

كن بخير ..



الساعة الآن 01:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team