منتديات منابر ثقافية

عيون خبيرة
أخيراً قرر ذلك الشاب الوسيم صاحب الجاه والمال أن يتوقف بعد أن زاره النذير
فلم يرد الرحيل بدون ان يترك بصمته ... وان يعيش آخر أيامه وحيد.
خرج من داره عندما تلقى من أحد اصدقاءه اتصال
واتجه حيث أشار له صديقه فإذا به أمام مبنى لقاعة عظيمة ،
، وبمجرد دخوله استقبله الهواء البارد والذي اختلط برائحة البخور والعود ومزيج من روائح العطور ،
وما ان هبط تلك الدرجات وإذا به وسط الحشود و بين عيون
حملت اسم نجلاء ، كحلا ، شهلاء ، دعجاء ، وحوراء ، والتي اتجهت اليه، تجاهلها واختارعينان ليس لها القدره على حمل تلك الاسماء
انها فقط مجرد عينان
بدأت وكأنها كتاب مفتوح ليست بقصه و لا رواية
انه مجرد كتاب يتكلم عن معدلات وأرقام
اقترب منها وانطلق لسانه و اسرع على غير عادته وقبل رأس والديها طالبا يدها
وجاء الرد بالإيجاب فمن يرفض الوسامة والجاه والمال
كان يردد لمنتقديه انها المطلوبة ولما السؤال ؛ فلكل انسان ماضي ساقته اليه الحاجة والأقدار ، لذا أن البحث في السجلات أنانية وغباء،
و علاقة المرء صلاحيتها مسجل داخل العيون .
لقد حصل على مراده وأصبحت تلك العينان شريكته في الملبس والمأكل والماء والهواء،
كانت ايامه ولياليه جميله تزينها تلك العينان التي كانت تبعث في النفس الطمأنينة والرضى وراحة البال .
وفي أحد الأيام رآها وقد غطت عينيها بنظارة سوداء
وعندما سألها أخبرته انها نصيحة صاحبتها الطبيبة
فعيناها لم تعد تحتمل الضوء في الليل او النهار ،
تعاطف معها ولم يكن الجهل هو السبب بل كانت مفاهيم مصادرها الحرية والتي اكتسبها من سفرياته المتعددة.
وفي احد الايام وفي غفلة لم يكن مخطط لها
رآها بدون تلك النظارة
رأى العينان فعلم أن قصته الجميلة انتهت فغادر ولم يعد الى ذلك المكان.