رؤية
 

في هذا الليل المتشرد بين حنايا الموت..
ينفصل الخلق عن الخلق..
يتشرد ظل الارض..
ينصرف ايقاع الراديو...
يمضي شيخ اعرج و بضع كلاب لا تفقه معنى للموت..
تنصرف حافلة البار الشرقي..
تقل روائح اخر مجرزة في صحف المتعطشين الى الربح بلا سبب مقنع...
تنصرف رائحة البن..
ينصرف البدر بعيدا...
يجر خطيئة ادم فوق حمار اعرج يحاول غزو الليل بعزلته..
ينصرف المقهى
ينصرف البنك المفتوح لمجد اخر
ينصرف شحاذ روسي
ينصرف الشارع
يظل البدر وحيدا مثلي
يحاول تغيير العالم
يظل عويل الشرق بطيئا
و البار يغوص بغربتنا
و النادل يذرف توبته في قطرات الخمر المرمية في شفتي
يظل الليل كهذا الليل
يتابع ما اكل الخلق من الجوع
و ما اكل الجوع من الخلق
يظل عواء الذئب بمدرستي
يظل الكراس بعيدا
و الطبشور المتعطش ايضا
يظل بعيدا
ابعد من مدرستي
يظل الموت بعيدا
و تظل كباقي الناس لا تفقه رائحة المشي على الشرفات
حتى يلطمك الفجر
و بضع كلاب ينتعلون بقايا النصر...
**********

منير عليمي

قصيدة بها مشاعر جميلة و راقية
بوركت ألنفاس الطاهرة